زينب (س) راوية الدم ومسؤولة الحضور في عاشوراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 12196

    زينب (س) راوية الدم ومسؤولة الحضور في عاشوراء






    قالت أستاذة في الحوزة العلمية للنساء: لا شكّ أننا اليوم بحاجة إلى إعادة تعريف دور المرأة المسلمة استنادا إلى نماذج تاريخية متصلة بالروحانية والتعقّل أكثر من أي وقت مضى.
    وقالت السيدة معصومة طباطبائي في حديثها مع شفقنا، مشيرة إلى أن الإمام الحسين (ع) في كربلاء، وبرسالة تتجاوز الحدود الدينية، دعا الناس إلى الحرية: إن عاشوراء ليست مجرد واقعة تاريخية، بل هي ثقافة جارية، مدرسة تربوية حيّة تتجلى فيها مفاهيم كـالحرية، المطالبة بالحق، تحمّل المسؤولية، والسعي نحو العدالة بشكل ملموس. فقد قال الإمام الحسين (ع) في ساحة كربلاء، بجملة تتجاوز حدود العقيدة: «إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ وَ كُنْتُمْ لا تَخَافُونَ الْمَعَادَ فَكُونُوا أَحْرَارًا فِي دُنْيَاكُمْ».
    وتابعت: إنّ هذا الكلام نداء موجه لكل البشر، لا لأهل الإيمان فقط. كما أن هذه الكلمات النورانية هي استراتيجية لرفعة الإنسانية في جميع الميادين المادية والروحية؛ ومن قلب عاشوراء، يتربى أناس لا يصمتون على الظلم، ويعتبرون مسؤوليتهم الاجتماعية في الدفاع عن الحقيقة، واجبًا للتحرك الواعي والناضج، كما جاء في القرآن: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» (آل عمران: 110).
    ووصفت السيدة زينب (سلام الله عليها) بأنها راوية الحقيقة والصوت الخالد لعاشوراء، وقالت: يمكن شرح رسالة السيدة زينب سلام الله عليها من خلال هذا البيت الشعري: « إن لم تكن زينب لكانت كربلاء تبقى في كربلاء …»؛ فإذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) قدّم دمه، فإن السيدة زينب (سلام الله عليها) فسّرت هذا الدم. لم تكن مجرد ناجية، بل راوية كبرى لكربلاء. وقفت في وجه الآلة الإعلامية ليزيد، وكشفت بخطبها القوية في الكوفة والشام، طبيعة حكم الظلم.
    صوت الحقيقة
    وأكدت: لولا حركة السيدة زينب (سلام الله عليها) وموقفها في الوقت المناسب، لربما كانت ثورة عاشوراء قد دفنت تحت كتمان الأمويين في قلب التاريخ. لا تزال كلماتها التاريخية في قصر يزيد ترنّ في الأذهان: «فَكِدْ كَيْدَكَ وَ اسْعَ سَعْيَكَ… فَوَ اللهِ لا تَمْحُو ذِكْرَنا» أظهرت زينب (سلام الله عليها) أن المرأة المسلمة لا يمكنها فحسب، بل يجب عليها أن تكون صوت الحقيقة في اللحظات الحرجة. إنها مصداق للآية: «وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» (البقرة: 283).
    وقالت طباطبائي: إن نساء عاشوراء يمثلن صورة متكاملة للمرأة الفاعلة في التقليد الإسلامي، وعاشوراء مشهد فريد لحضور النساء الواعي في صلب التاريخ الإسلامي. نساء وقفن إلى جانب الرجال، وكنّ فاعلات بالإيمان، وبالقول، وبالاستشهاد، وبالصبر. أمّ وهب، بعد استشهاد ابنها، دخلت المعركة بنفسها. ورباب، زوجة الإمام الحسين (عليه السلام)، أظهرت ذروة الأمومة والتسليم برفقة طفلها الرضيع. أما السيدة زينب (سلام الله عليها)، ففي ليلة عاشوراء، قالت جملة تهزّ الأرواح: «اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا هذَا الْقُرْبَان‏».
    وأضافت: إن هؤلاء النسوة هنّ تجلي تام للآية 35 من سورة الأحزاب، حيث يقول الله تعالى: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ… وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ… أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا». في التقليد الإسلامي، المرأة ليست على الهامش. المرأة في عاشوراء هي فاعلة تاريخيا؛ واعية، شجاعة، ومسؤولة؛ ومنذ صدر الإسلام حتى اليوم، في كل واقعة تركت أثرا تاريخيا واسع الانتشار، كانت النساء حاضرات إلى جانب الرجال بثبات وإيمان وحفظٍ للحياء والخصوصية الأنثوية.
    ورأت أن استعادة نموذج نساء عاشوراء أمر ضروري لإعادة تعريف دور المرأة اليوم، وقالت: لا شك أننا بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لإعادة تعريف دور المرأة المسلمة استنادا إلى النماذج التاريخية المرتبطة بالروحانية والعقلانية. لقد أظهرت السيدة زينب (سلام الله عليها) في قصر الشام أن المرأة المسلمة يمكن أن تكون سياسية، وخطيبة، وراوية للتاريخ، وحافظة للكرامة.
    وختمت طباطبائي: العودة إلى عاشوراء هي عودة إلى الجذور؛ ليست عودة إلى الماضي، بل هي نهوض جديد على أساس الأصل، وهو ما يولّد حركة ويصنع تحوّلا. ​​
  • خادمة فضه

    • Nov 2008
    • 5548

    #2
    جزاكم الله خير الجزاء

    تعليق

    يعمل...
    X