• أهلا وسهلا بكم في منتديات أحباب الحسين

    إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل 
    بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع
    فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

صفاتٌ خَمس لنبينا (صلى الله عليه و آله) في القرآن، شاركه بها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 12856

    #16
    تقسيم المحدّثين عن النبي إلى أربعة أقسام
    وإنما يأتيك بالحديث أربعة نفر ليس لهم خامس، (رجل) منافق مظهر للإيمان، متصنّع بالإسلام، لا يتأَثَمُ ولا يتحرّج ان يكذب على رسول الله(صلى الله عليه و آله) متعمداً، فلو علم المسلمون انه منافق كذّاب لم يقبلوا منه، ولم يصّدقوه، ولكنهم قالوا: هذا صاحب رسول الله.
    وقد أخبر الله عن المنافقين بما اخبر ووصفهم بما وصفهم فقال الله عَزّ وجَلّ:)وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ( (المنافقون/5)، ثم بقوا بعده وتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك، والدنيا إلاّ من عصم الله، فهذا أول الأربعة.
    و(رجل) سمع من رسول الله(صلى الله عليه و آله) فلم يحفظه على وجهه، ووَهِمَ فيه، ولم يتعمّد كذبّاً، وهو في يده يرويه ويعمل به، ويقول: أنا سمعته من رسول الله(صلى الله عليه و آله) فلو علم المسلمون انه وهمٌ لم يقبلوا، ولو علم هوانه وهمٌ لرفضه.
    و(رجل) ثالث سمع رسول الله(صلى الله عليه و آله) شيئاً أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه نهى عن شيءٍ ثم أمر به وهو لا يعلم، حفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم انه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون انه منسوخ لرفضوه.
    و(رجل) رابع لم يكذب على الله، ولا على رسول الله بغضاً للكذب وتخوفاً من الله وتعظيماً لرسوله(صلى الله عليه و آله) ولم يوهم، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص، وحفظ الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وانّ أمر رسول الله(صلى الله عليه و آله) ونهيه مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وعامٌ وخاص، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول الله(صلى الله عليه و آله) الكلام له وجهان كلام خاص، وكلام عام مثل القرآن يسمعه مَن لا يعرف ما عنى الله به، وما عنى به رسول الله(صلى الله عليه و آله).
    وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان يسأله فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا يستفهم، حتى ان كانوا يحبّون ان يجئَ الطارئ، والأعرابي فيسأل رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى يسمعوا منه، وكنت أدخل على رسول الله(صلى الله عليه و آله) كل يومٍ دَخلةٍ، وكل ليلةٍ دَخلة، فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول الله(صلى الله عليه و آله) انه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري، وربما كان ذلك في منزلي فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي وأقام نساءَه فلم يُبقِ غيري وغيره، وإذا أتاني للخلوة في بيتي لم يُقِم مَن عندنا لا فاطمة ولا أحداً من ابْنيَ، وإذا سألته أجابني، وإذا سكتُّ أو نفذت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية من القرآن إلاّ اقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي، ودعا الله أنْ يفهمني إياها ويحفظني، فما نسيت آية من كتاب الله منذ حفظتها وعلّمني تأويلها وأملاه عليَّ فكتبته، وما ترك شيئاً علّمه الله من حلال وحرام، أو أمرٍ ونهي، أو طاعةٍ ومعصية، ما كان أو يكون إلى يوم القيامة إلاّ وقد علّمنيه وحفظته ولَم أنسَ منه حرفاً واحداً، ثم وضع يده على صدري ودعا الله أنْ يملأ قلبي علماً، وفهماً وحكماً ونوراً، وأن يعلمني فلا أجهل، وأن يحفظني فلا أنسى، فقلت له ذات يوم: يا نبي الله إنك منذ يوم دعوت الله لي لَمْ أنسَ شيئاً ممّا علمتني، فَلِمَ تمليهِ عليَّ وتأمرني بكتابته؟
    أتتخوّف عليَّ النسيان؟ فقال: لا يا أخي لست أخوف عليك النسيان، ولا الجهل، وقد أخبرني الله انه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون مِن بعدك.
    قلت: يا نبي الله ومَن شركائي؟ قال الذين قرنهم الله بنفسه، وبي معه، الذين قال في حقهم)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأْمْرِ مِنْكُمْ( (النساء/60)، قلت: يا نبي الله ومَن هم؟ قال: الأوصياء إلى ان يَردُوا عليَّ حوضي، كلّهم هادٍ مهتدٍ لا يضرهم كيد مَن كادهم، ولا خذلان مَن خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم، بهم ينصر الله أُمتي، وبهم يُمطرون، ويدفع عنهم بمستجاب دعوتهم.
    فقلت يا رسول الله سمّهم لي؟ فقال: ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسن – ثم ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسين – ثم ابن ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسين أيضاً – وهو "علي بن الحسين" ثم ابنٌ له أسمي اسمه محمّد باقر علمي وخازن وحي الله، وسيولد عليٌ في حياتك يا أخي فأقرْئه مني السلام، ثم أقبل على الحسين وقال له: سيولد لك محمّد بن علي في حياتك فأقرئْه مني السلام، ثم تكملة الاثنى عشر إماماً من ولدك يا اخي، فقلت: يا نبي الله سمّهم لي فسمّاهم لي رجلاً رجلاً، منهم والله – يا بني هلال – مهدي هذهِ الأمة يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجورا، والله إني لأعرف جميع مَن يبايعه بين الركن والمقام، وأعرف أسماء الجميع وقبائلهم.
    قال سُليم: ثم لقيت الحسن والحسين(عليهما السلام) بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما فقالا: صدقت، قد حدثك أبونا بهذا الحديث ونحن جلوس، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) كما حدثك أبونا سواءً لم يزد ولم ينقص.
    قال سُليم: ثم لقيت علي بن الحسين(عليه السلام) وعنده ابنه محمّد بن علي(عليه السلام) فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه وما سمعت من علي(عليه السلام) فقال علي بن الحسين(عليه السلام): قد أمرني أمير المؤمنين(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) السلام وهو مريض وأنا صبي، ثم قال محمّد(عليه السلام): وقد أمرني جدي الحسين(عليه السلام) من رسول الله(صلى الله عليه و آله) – وهو مريض – السلام …الخ(114).

    الطريق الخامس من ينابيع علم الأئمة(عليهم السلام)

    الكتب المنزلة على رُسل الله السابقين
    الخامس ممّا ورثه علي(عليه السلام) والأئمة من أبنائه من النبي(صلى الله عليه و آله) الكتب الإلهية التي أنزلها الله على رسله وأنبيائه السابقين من صحفٍ، وتوارةٍ، وإنجيل، وزبور، وسائر ما أتى الله رسله من علومٍ ومعجزات، وسلاح وكرامات، وقد ورثها النبي(صلى الله عليه و آله) عنهم، وورثها أئمة الهدى منه(صلى الله عليه و آله) وقد تواتر هذا عنهم(عليهم السلام) وأذاعوه ونشروه في الكثير من أحاديثهم الشريفة، وما ورد عنهم في أدعيتهم، والزيارات الواردة عنهم، حتى لا يبقى أحد يجهل هذهِ الحقيقة الثابتة لهم، وإليك بعض تلكم النصوص.

    نصوص من الأحاديث
    فقد ذكر شيخنا الكليني في (أصول الكافي) في أبواب عديدة في أنهم (عليهم السلام) ورثة علوم النبي(صلى الله عليه و آله) الذي ورث من قبلهم علوم الأنبياء(عليهم السلام) حيث روى في باب: "ان الأئمة(عليهم السلام) ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً" ثمانية أحاديث في هذا الباب نذكر واحداً منها حذراً من الإطالة.
    روى مسنداً عن علي بن النعمان، عن أبي جعفر(عليه السلام) انه قال: يمصّون الثماد، ويدعون النهر العظيم، قيل له: وما النهر العظيم؟ قال: رسول الله(صلى الله عليه و آله) ، والعلم الذي أعطاه الله، ان الله جمع لمحمّد(صلى الله عليه و آله) سنن النبيين من آدم وهلّم جّرا إلى محمّد(صلى الله عليه و آله) ، قيل له: وما تلك السنن؟ قال: علم النبيين بأسره، وان رسول الله(صلى الله عليه و آله) صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فقال له رجل: يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر: اسمعوا ما يقول: إنّ الله يفتح مسامع مَن يشاء إني أُحدثه انّ الله جمع لمحمّد(صلى الله عليه و آله) علم النبيين، وإنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين؟(115)

    إيضاح مهم للحديث الأول
    قوله(عليه السلام) في هذا الحديث الشريف: يمصّون الثماد، ويدعون النهر، المص هو الشرب بالجذب كما يجذب الرضيع الّلبن من ثدي أمه ويمصّه، والثماد جمع، مفرده الثَمد، وهو الماء القليل المتجمع في الأرض والوحل، وأراد(عليه السلام) بهذا المثل أن يبيّن لنا انّ الذي يأخذ العلم من غير طريق علي والأئمة مثله كمن يمصّ الماء القليل المخلوط بالطين، والذي ليس له مادّة متصلة من ينبوع جارٍ، ويعني بذلك ان هذا العلم المأخوذ من غير طريقهم (عليهم السلام) كلّه مخلوط بالشبه والشكوك وغير معلوم اتصاله بالمنبع الأصيل، كما الثماد المخلوط بالطين والوحل، وَمثَلُ مَن يأخذ العلم من طريق أهل البيت(عليهم السلام) كمثل مَن يشرب الماء ويأخذه من النهر العظيم الجاري الذي لا ينقطع فحينئذٍ يكون علمه متصلاً بالعلم الذي أخذه رسول الله(صلى الله عليه و آله) عن الله عَزّ وجَلّ من طريق الوحي والإلهام، والذي جمع الله له علوم النبيين كلّهم، وأخيراً أودعه كلّه عند علي أمير المؤمنين والأئمة من أبنائه(عليهم السلام).
    وإلى هذهِ الحقيقة يشير النبي(صلى الله عليه و آله) بأحاديث كثيرة وشهيرة من طرقٍ عديدة، مثل قوله(صلى الله عليه و آله):
    {أنا مدينة العلم وعلي بابها…الخ}(116).
    وقوله(صلى الله عليه و آله): {علي والأئمة من بعده أبواب العلم في أمتي}(117).
    وقوله(صلى الله عليه و آله) من جملة حديث: {علي وارث علم النبيين}(118).
    وذكر الكليني في (الكافي) باب "ان الأئمة(عليهم السلام) ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء" سبعة أحاديث نذكر واحداً منها مسنداً عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): ان أول وصيٍّ كان على وجه الأرض هبة الله (شيت) بن آدم، وما من نبي مضى إلاّ وله وصيّ، وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، منهم خمسة أولوا العزم، نوح، وإبراهيم، وعيسى، وموسى، ومحمّد عليهم السلام، وان علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد(صلى الله عليه و آله) ورث علم الأوصياء وعلم مَن كان قبله، أما انّ محمّداً ورث علم مَن كان قبله من الأنبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب، حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء، وفي ذوابة العرش (أي أعلاه) علي أمير المؤمنين(عليه السلام) فهذهِ حجتنا على مَن أنكر حقنا وجحد ميراثنا ...الخ(119).
    وذكر الكليني في (الكافي) في باب "ان الأئمة(عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي أُنزلت من عند الله عَزّ وجَلّ، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنها" حديثين نذكر واحداً منهما، يروي بسنده عن مفضّل بن عمر قال: أتينا باب أبي عبد الله أي الصادق(عليه السلام) ونحن نريد الأذن عليه، فسمعناه يتكلّم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا انه بالسريانية، ثم بكى فبكينا لبكائه، ثم خرج إلينا الغلام فإذن لنا فدخلنا عليه، فقلت: أصلحك الله أتينا نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية، فتوهمنا انه من السريانية، ثم بكيت فبكينا لبكائك، فقال: نعم: ذكرت إلياس النبي(عليه السلام) وكان من عبّاد بني إسرائيل، فقلت كما كان يقول في سجوده، يقول المفضّل: ثم اندفع الإمام فيه بالسريانية، فلا والله ما رأينا قساً ولا جاثليقاً أفصح لهجةً منه به.
    ثم فسّر لنا كلامه بالعربية فقال: كان يقول في سجوده أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري(120).
    أتراك معذبي وقد عفرّتُ لك في التراب وجهي، أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي، أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي: قال: فأوحى الله إليه، أنْ ارفع رأسك فأنى غير معذبك…الخ(121).
    وذكر الكليني في باب "ما عند الأئمة من آيات الأنبياء" خمسة أحاديث نذكر حديثاً منها حيث روى بسنده عن محمّد بن الفيض، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: كانت عصى موسى لـِ(آدم)(عليه السلام) فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها لعندنا، وان عهدي بها آنفاً، وهي خضراء كهيئتها حين اْنتُزِعَتْ من شجرتها، وإنها لتنطق إذا اسْتُنطقِت، اُعّدت لقِائمنا(عليه السلام) يصنع بها ما كان يصنع موسى، وإنها لتروّع وتلقف ما يأفكون…الخ(122).
    أقول: وفي بقية الأحاديث مِن هذا الباب ان عندهم أيضاً ألواح موسى، وحَجَر موسى الذي انفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وخاتم سليمان، وقميص يوسف وهو القميص الذي انزله الله من الجنة على آدم(عليه السلام) وان كل نبيٍ ورث علماً أو غيره وقد انتهى إلى آل محمّد(صلى الله عليه و آله) وانهم ورثة الأنبياء.
    وذكر الكليني في باب "ان الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائِكة والأنبياء والرسل(عليهم السلام) ، وروى في هذا الباب أربعة أحاديث نذكر واحداً منها، روى بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) انه قال: ان للهِ عَزّ وجَلّ عِلْمَين علماً عنده لم يطلع عليه أحداً من خلقهِ، وعلماً نبذه إلى ملائِكته ورسله، فما نبذه إلى ملائِكته ورسله فقد انتهى إلينا(123)

    تعليق

    • صدى المهدي

      مراقـــبة عـــــامة


      • Jun 2017
      • 12856

      #17
      تعليق مهم على تلك الأحاديث
      قد يتوهم بعض السامعين أو المطالعين – لهذِه الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى – انّ فيها مغالاة أو مبالغة في علومهم، وقد يُشك في صحة ثبوتها عنهم أو عدم ثبوتها، ولكنّ التدبّر لِما قدمناه من طرق علومهم الإلهامية، وعرض صحائف الأعمال عليهم دائماً وأبداً في حياتهم وبعد وفاتهم، وحديث الملائِكة معهم، وعرض المقّدرات ليلة القدر عليهم، وإيراثهم تلك العلوم كلها عن النبي(صلى الله عليه و آله) والتي من جملتها علوم القرآن المجيد الذي فيه تبيان كلّ شيء، وما مرّ من الدلائل الواضحة القطعية على ذلك فحينئذٍ – بهذا التدبّر – يزول ذلك التوهم، وهذا الشك، لأن تلك العلوم من تلكم الطرق هي الأهم والأعظم من إيراثهم علوم الأنبياء وكتبهم.
      ويؤيد ذلك ما ورد في بعض أحاديثهم(عليهم السلام) عن ضريس الكناسي قال: كنتُ عند أبي عبد الله(عليه السلام) وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله: انّ داوُد ورث علم الأنبياء وان سليمان ورث داوُد، وانّ محمّداً ورث سليمان، وإنّا ورثنا محمّداً(صلى الله عليه و آله) وانّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى، فقال أبو بصير: (ويقال له أبو محمّد أيضاً): انّ هذا لهو العلم، فقال الإمام(عليه السلام):
      يا أبا محمّد ليس هذا هو العلم، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوماً بيوم، وساعة بساعة(124)، قول الإمام الصادق(عليه السلام) في هذا الحديث: {ليس هذا هو العلم، إنما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوماً بيوم، وساعة بساعة} نفيه(عليه السلام) في هذا الحديث العلم الموروث من الأنبياء وكتبهم بقوله {ليس هذا هو العلم} إنما يريد به النسبة.
      أي نسبة هذا العلم إلى العلم الذي يفيضه الله سبحانه من عنده على قلب المؤمن آناً بعد آن، كأنه ليس بعلم، لأن ذلك العلم الموروث من الأنبياء وكتبهم مادّي وتقليدي، قد يحصل من طرق السماع وقراءَة الكتب أو حفظها، وقد تقع كتبهم بيد مَن لا يعرف تنزيلها وتأويلها ومفادها ولكن العلم الحقيقي هو العلم الذي يفيضه الله سبحانه على قلوب المخلصين من عباده في كل وقتٍ من الليل والنهار ساعةٍ بساعة، كما ورد: {إنّ العلم نور يقذفه الله في قلوب العارفين} وفي نصٍ {العلم نور يقذفه الله في قلب مَن يشاء}، إذ بهذا العلم الحقيقي المستمد مباشرة من الله عَزّ وجَلّ وبلا واسطة هو الذي تستّرُ به النفس الإنسانية السليمة، وينشرح به الصدر للمؤمن، ويتنّور به القلب للمخلص، ويتحقق به العلم للعالم بحيث كأنه ينظر إليه ويشاهده.
      وإلى هذا العلم يشير القرآن المجيد بقوله تعالى:)أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِْسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ( (الزُمر/23).
      وبقوله تعالى:)فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِْسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ( (الأنعام/126).
      ومن هنا قلنا – فيما مضى -: ان العلم الإلهامي هو أفضل طرق علومهم، وأساسها الذي تتفرع منه وترجع إليه جميع الطرق والجهات الأخرى.
      بل قد تعتبر جميع طرق علومهم من عرض صحائف الأعمال، وعرض المقدرات من السنة إلى السنة في ليلة القدّر، وعرض سائر الكتب الإلهية من صحف وتوراة وإنجيل وزبور وقرآن وغيرها من الكتب – التي سنذكرها فيما يلي – كلها تعتبر كجسم، وعلمهم الإلهامي روح لها.
      فلولا هذا العلم الإلهامي من الله عَزّ وجَلّ لهم لما استطاعوا ان يتفوقوا على جميع ما أودع في تلك الكتب من حقائق وعلوم ومعارف.
      فهم(عليهم السلام) إنما يستمدون علومهم كلّها – بجهد – من هذهِ المعروضات عليهم بواسطة الإلهام، لا أنهم يستمدّون علمهم ممّا عند الناس الآخرين، حيث ان الله جلّ وعلا قد أغناهم بهذهِ العلوم عمّا عند الناس من علم.
      وقد اعترف بهذهِ الحقيقة وعرفها جيّداً المأمون بن الرشيد العباسي بقوله لبني العباس لمّا أراد أن يزوّج الإمام الجواد(عليه السلام) بابنته - لإغراضٍ سياسية – ومنعه العبّاسيون من ذلك، قال لهم: ويحكم انّ أهل هذا البيت علمهم من الله، وموادّه، وإلهامه، لم تزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال…الخ(125).
      بل قد اعترف بهذهِ الحقيقة لأئمة الهدى حتى يزيد بن معاوية بقوله لما طلب زين العابدين(عليه السلام) منه ان يخطب وأبى أن ياذن له، قال له أصحابهُ إئذن له يا أمير، قال: انه ان صَعِد لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان، فقالوا له: وما قدر ما يحسن هذا؟ قال: انه من أهل بيتٍ زقوا العلم زقا، أي زقّوا العلم من الله بواسطة رسوله(صلى الله عليه و آله) ويشير بذلك إلى قول علي(عليه السلام) في بعض خطبه: هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله(صلى الله عليه و آله) هذا ما زقنيه رسول الله زقاً، فاسألوني فأن عندي علم الأولين والآخرين.
      نعم هكذا عرف أعداء أهل البيت – وغاصبي حقهم – مقامّهم السامي عند الله، وأنهم حجج الله بعد رسوله، وانّ علومهم كلها من عند الله، وأنهم مع الحق والحق معهم، ولكنّهم كرهوهَم، وغصبوا حقوقهم لكرههم الحق بعد أن عرفوه – إتباعاً للهوى، وركوناً إلى الدنيا – وهذا ما أنكره الله عليهم وعلى أمثالهم بقوله تعالى:)أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ(69)أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ(70) وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأْرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ( (المؤمنون/70-72)، وقال تعالى:)لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ(78)أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ(79)أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ( (الزخرف/79-80)، وقال تعالى:)وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ( (النمل/15).
      ومن مجموع ما تقدم علمنا علم اليقين انّ أئمة الهدى من أهل بيت النبي(صلى الله عليه و آله) لا يقاس بهم أحد من الناس مطلقاً لتفّوقهم عليهم بكل فضلٍ وفضيلة، وانّ الله قد آتاهم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، لعلمه جلّ وعلا باستحقاقهم لهذا التفوق وهو الحكيم العليم.
      ويؤيد ذلك قول النبي(صلى الله عليه و آله) الشهير المروي بأسانيد عديدة وطرق كثيرة: نحن أهل بيتٍ لا يقاس بنا أحد(126).
      وكان علي(عليه السلام) يصرّح بهذا على المنبر أمام الجماهير العامة فيقول: "نحن أهل بيت رسول الله لا يقاس بنا أحد"(127).
      وهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب حينما سُئِلَ عن علي – بالنسبة إلى الصحابة – قال: علي من أهل بيتٍ لا يقاس به أحد، وهو مع رسول الله(صلى الله عليه و آله) في درجته، ثم استدل على ذلك بقول الله تعالى: ان الله يقول:)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ( (الطور/22)، ثم قال: ففاطمة مع رسول الله في درجته، وعليٌ معهما(128).
      فهذا علي وهؤلاء أبناؤه المعصومون هم أهل العلوم الإلهامية وهم مع رسول الله في درجته، وورثة علومه وعلوم الأنبياء والمرسلين من قبله الذين اجتباهم الله سبحانه وخاطبهم بقوله:)شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ( (الشورى/14)(129).
      فالرسل والأنبياء والأوصياء ونبيّنا وأئمة الهدى من أهل بيته هم كلهم حملة دين الله، وأمناؤه في أرضه، وحفظة سرّه كما جاء في دعاء الندبة بعد ذكر أُولي العزم من الرسل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى قال: وكلٌ شرعت له شريعة، ونهجْت له منهاجاً، وتخيرت له أوصياء مستحفظاً بعد مستحفظ من مدة إلى مدة إقامةً لدينك وحجةً على عبادك…الخ.(130)
      فهم سـلسلة متواصلة غير منقطعة من آدم إلى الخاتم وإلى ان يرث الله الأرض ومَن عـليها، يرث اللاحـقُ منهم السـابق وأفضلهم – على الإطلاق – نبيّنا وأئمتنا الهداة(عليهم السلام) الذين ورثوا العلوم كلّها عن الله ورسوله وسائر رسله وأنبيائه السابقين.

      نصوص من الزيارات
      اقرأ ما جاء في زيارة الجامعة الكبيرة التي هي أحسن الزيارات الجامعة متناً وسنداً وأكملها وأولها تقول: "أشهد ان لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد ان محمّداً عبده ورسوله، ثم تكبر الله مائة مرة، ثم تقول:
      السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائِكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزّان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخبار، وساسة العباد وأركان البلاد، وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة ربِّ العالمين ورحمة الله وبركاته.
      السلام على أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التُقى وذوي النهى واُولي الحجى وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته…الخ"(131).
      وجاء في زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام) ليلة المبعث النبوي ويومه على ما ذكر المفيد، والشهيد في مزاريهما، والسيد ابن طاووس في مصباح الزائر فقالوا: إذا أردت زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام) ليلة المبعث أو يومه فقف على باب القبة الشريفة مقابل ضريحه وقل:
      "أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وان علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عبدُ الله وأخو رسوله، وأن الأئمة الطاهرين من ولده حجج الله على خلقه، ثم ادخل وكبّر الله مائة مرة وقل:
      السلام عليك يا وارث آدم خليفة الله، السلام عليك يا وارث نوحٍ صفوة الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمّد سيد رسل الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين…الخ"(132).
      ومثل ذلك ورد في زيارة الإمام الحسين المعروفة بزيارة وارث، وجاء في كثيرٍ من زيارات أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين(عليهم السلام) انهم ورثة علوم الأنبياء، وورثة علوم الأولين والآخرين.
      ويؤيد ذلك ما تواتر عن النبي(صلى الله عليه و آله) بتشبيهه علي(عليه السلام) برسل الله وأنبيائه في أحاديث كثيرة، مثل قوله(صلى الله عليه و آله): {مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوحٍ في تقواه، "وفي نصٍ: في طاعته، وفي نصٍ: في حكمه"، وإلى إبراهيم في خِلّته، "وفي نصٍ: في حلمهِ"، وإلى موسى في بطشه، "وفي نصٍ: في هيبته"، وإلى عيسى في عبادته "وفي نصٍ: في ورعه"، فلينظر إلى علي بن أبي طالب}.
      وفي بعض النصوص: وإلى يعقوب في حزنه، وإلى يوسف في جماله، وإلى سليمان في ملكه، وإلى أيوب في صبره، وإلى يحيى في زهده، وإلى يونس في سننه، وإلى محمّد(صلى الله عليه و آله) في خُلْقِه وجسمه وشرفه وكمال منزلته فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
      ومصادر هذهِ الأحاديث كثيرة، وقد جمع بعضها صاحب (تعليقات إحقاق الحق) فراجع إذا شئت(133).
      يقول الشاعر:
      ليس على الله بمستنكرٍ*** أن يجمع العالم في واحدِ
      ونختم هذا المورد بما جاء في الصحيفة السجادية الجامعة ص43، ومنتخب الأدعية ص13:-
      "اللهم يا مَن خصّ محمّداً وآله بالكرامة، وحباهم بالرسالة، وخصّهم بالوسيلة، وجعلهم ورثة الأنبياء، وختم بهم الأوصياء والأئمة(عليهم السلام) وعلّمهم علم ما كان وعلم ما يكون، وجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم، فصلِّ على محمدٍ وآله الطاهرين وأفعل بنا ما أنت أهله في الدين والدنيا إنك على كلّ شيءٍ قدير برحمتك يا ارحم الراحمين".

      تعليق

      • صدى المهدي

        مراقـــبة عـــــامة


        • Jun 2017
        • 12856

        #18
        الطريق السادس من ينابيع علم الأئمة (عليهم السلام)
        تفسير القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين(عليه السلام)
        بأمر النبي بعد وفاته (صلى الله عليه و آله)
        السادس ممّا ورثه الأئمة من النبي(صلى الله عليه و آله) تفسير القرآن المجيد الذي ألفه الإمام علي(عليه السلام) بأمر النبي بعد وفاته(صلى الله عليه و آله) مباشرة، وهو(عليه السلام) أوّل من جمع القرآن وفسّره حسب النصوص الواردة من طرق عديدة.
        قال السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابيه (المراجعات) و(مؤلفوا الشيعة في صدر الإسلام): وأوّل شيءٍ دونه أمير المؤمنين(عليه السلام) كتاب الله عَزّ وجَلّ، فإنه(عليه السلام) بعد فراغه من تجهيز النبي(صلى الله عليه و آله) آلى على نفسه ان لا يرتدي إلاّ للصلاة أو يجمع القرآن فجمعه مرتباً على حسب النزول(134).
        وأشار إلى عامّه وخاصّه ومطلقه ومقيّده، ومجمله ومبيّنه، ومحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وسننه وآدابه، ونبّه على أسباب النزول في آياته البينات، وأوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات.
        وكان ابن سيرين يقول فيما نقله عنه ابن حجر في (صواعقه ص76): لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم.
        وقال (ابن حجر في الصواعق أيضاً ص72): ان علياً جمع القرآن وعرضه على النبي(صلى الله عليه و آله) ، والصحيح ما قلناه، وبه تواترت الأخبار عن أبنائه الأخيار…الخ(135).
        فكان جمع علي(عليه السلام) للقرآن وتأليفه له جمعاً مرتباً على حسب نزوله من جهة، ومفسّراً له من جهة ثانية(136).
        وروى سُليم بن قيس في كتابه في ضمن حديثٍ طويل ينقله عنه سلمان الفارسي جاء فيه قوله: وأقبل علي(عليه السلام) على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه كلّه وكتبه بيده، تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، وبعث إليه أبو بكر أنْ اُخرج وبايع، فبعث إليه علي: إني مشغول، وقد آليت على نفسي يميناً ان لا أرتدي رداءً إلاّ للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه، فسكتوا عنه أياماً، فجمعه في ثوبٍ واحدٍ وخمته، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله(صلى الله عليه و آله) فنادى علي بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله(صلى الله عليه و آله) مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، قلم يُنزل الله آيةً إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد اقرأنيها رسول الله(صلى الله عليه و آله) وعلّمني تأويلها لئلا تقولوا غداً إنّا كنا عن هذا غافلين، ولا يقولوا: إني لم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته، فقال عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه…الخ(137).
        وقال المسعودي في (إثبات الوصية): ثم ألّف(عليه السلام) القرآن، وخرج إلى الناس وقد حمله في إزارٍ معه، وهو ينطّ من تحته، فقال لهم: هذا كتاب قد ألّفته كما أمرني، وأوصاني رسول الله(صلى الله عليه و آله) كما اُنزِل، فقال له بعضهم: اتركه وأمضِ فقال لهم: إنّ رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال لكم: إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني معه أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله، فقالوا له: لا حاجة لنا فيه ولا فيك، فأنصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك، فأنصرف عنهم…الخ(138).
        نعم وبقي ذلك القرآن في تفسيره الصحيح عند علي(عليه السلام) ومن بعده عند الحسن(عليه السلام) ، وهكذا صار من المواريث الخاصة بالأئمة الطاهرين، وهو الآن عند إمام العصر والزمان مهدي آل محمّد (عج).
        ومن هنا ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) انه قال: إذا خرج "أي الإمام المهدي" يقوم بأمرٍ جديد، وكتاب جديد، وسّنةٍ جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد.(المجالس السنية)(139).
        وعنه(عليه السلام) في حديثٍ آخر قال: لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد، وكتاب جديد، وسلطانٍ جديد من السماء، أمّا انه لا تُرد له راية أبداً حتى يموت(140).
        والمراد من الأمر الجديد والكتاب الجديد والسُنّة الجديدة والقضاء الجديد والسلطان الجديد إنما هو الإتيان بشريعة الإسلام الحقة كما شرعها الله، والإتيان بالقرآن في تنزيله وتأويله، كما اُنزل في تفسيره وبيان أحكامه، والعمل بما درس من الحق قال تعالى:)وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ( (الأنبياء/106).
        ووردت من طرق أهل السُنّة في جمع علي(عليه السلام) للقرآن مرتباً حسب النزول عدة روايات وتصريحات أُخر منها، قال أبو الفرج محمّد بن اسحاق المعروف بابن النديم في (الفهرس) ما نصّه: ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرمّ الله وجهه، قال ابن المنادي، حدثني الحسن بن عبّاس قال: أخبرني عن عبد الرحمّن بن حمّاد عن الحكم بن ظهير السدّي عن عبد خير، عن علي(عليه السلام) انه:
        رأى من الناس طيرةِ عند وفاة النبي(صلى الله عليه و آله) فأقسم انه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن من قلبه…الخ(141).
        وقال السيوطي في (الإتقان) قال ابن حجر: وقد ورد عن علي(عليه السلام) انه جمع القرآن على ترتيب النزول عقيب موت النبي(صلى الله عليه و آله) أخرجه ابن أبي داوُد، وقال محمّد بن سيرين: لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم(142).
        واخرج أبو نعيم في (حلية الأولياء) بسنده عن عبد بن خير، عن علي(عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله(صلى الله عليه و آله) أقسمت، أو قال: حلفت ان لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، "القرآن الذي كان مجموعاً أيام النبي(صلى الله عليه و آله) قال: فما وضعتُ ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن"(143).

        الطريق السابع من ينابيع علومهم(عليهم السلام)التي قد ورثوها

        الكتب التي أملأها رسول الله(صلى الله عليه و آله)على علي أمير المؤمنين(عليه السلام)
        السابع ممّا ورثه الأئمة من النبي الكتب التي أملأها(صلى الله عليه و آله) على علي أمير المؤمنين(عليه السلام) وقد دُوّنت تلك الكتب على صحائف من جلود الأنعام، من بقرٍ أو غنم أو أبل أو معز …الخ.
        وكانت تُتّخذ لكتابة العلم فيها لقلة الورق في ذلك العصر، وكانوا يَضُمّون الجلود بعضها إلى بعض لعدم كفاية جلدٍ واحد للكتابة، وهي على أقسام.

        1- الجَامعة
        القسم الأول من تلك الكتب الجامعة، وهي كتاب طويل طوله سبعون ذراعاً، من إملاء رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخطّ علي(عليه السلام) وتحتوي على جميع ما يحتاجه الناس من الحلال والحرام وسائر الأحكام، حتى أنّ فيها أرش الخدش، أي دية الخدش، وذلك كتفصيل لما جاء في القرآن الشريف من الأحكام التي شرعها الله لعباده وبيان لها.
        وقد ورد وصفها بذلك في روايات عديدة عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) وقد سّميت في تلك الروايات – بالجامعة ، والصحيفة العتيقة، وقد رواها – عند الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) – بعض الرواة الثقاة من أصحابهما كأبي بصير وغيره، وإنّ الأئمة(عليهم السلام) يتّبعون ما في هذهِ الصحيفة ولا يحتاجون إلى أحد من الناس في علومهم(144).
        كما صرح به الإمام الصادق(عليه السلام) في رواية بكر بن كرب الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: ان عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس، وأن الناس ليحتاجون إلينا، وان عندنا كتاباً بإملاء رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخطّ علي(عليه السلام) بيده، صحيفة فيها كل حلالٍ وحرام، وإنكم لتأتون بالأمر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه(145).
        ويشير(عليه السلام) بقوله:- فنعرف إذا أخذتم بهن ونعرف إذا تركتموه – إلى معرفتهم بأعمالهم بواسطة عرض صحائف الأعمال عليهم(عليهما السلام).
        وفي (بصائر الدرجات) قال(عليه السلام) وأنكم لتأتوننا فتدخلون علينا فنعرف خياركم من شراركم(146).

        2- الجَفر الأبيض والجَفر الأحمر
        والقسم الثاني من الكتب التي ورثوها عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) الجَفر الأبيض والجَفر الأحمر، والجَفر لغةً هو جلد شاة أو ثور أو بعير يكتب عليه، والجفران هما من مؤلفات أمير المؤمنين(عليه السلام) أملأها عليه رسول الله (صلى الله عليه و آله) وجاءَت فيهما أخبار صحيحة عن أهل البيت(عليهم السلام) وأكثرها عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) فمن تلك الأخبار ما رواه محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) والكليني في (الكافي) وغيرهما بإسنادٍ عن الحسين بن عبد أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: عندي الجفر الأبيض، قال: قلنا: أيّ شيء فيه؟ قال: فيه زبور داوُد، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام ومصحف فاطمة، ما أزعُم أن فيه قرآناً، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد.
        وعندي الجفر الأحمر، وما يدريهم ما الجفر الأحمر؟ قال: قلنا: وأيّ شيءٍ في الجفر الأحمر؟قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله بن أبي يعفور: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ فقال: أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد، وطلب الدنيا على الجحود، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم(147).

        3- مُصْحَف فَاطِمَة(عليها السلام)
        والقسم الثالث من الكتب التي ورثوها عن رسول الله(صلى الله عليه و آله) مصحف فاطمة، وهو من مؤلفات أمير المؤمنين(عليه السلام) الموجودة عند الأئمة الأطهار، وقد تواترت بذلك الأخبار عنهم(عليهم السلام) وان فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، وإنّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد، أو آية واحدة.
        وبعض تلك الأخبار تصرح بأنه أملاه رسول الله(صلى الله عليه و آله) وخطّه علي أمير المؤمنين(عليه السلام) وبعضها تصرح بأنه أملاه جبرئيل على فاطمة(عليها السلام) بعد وفاة أبيها(صلى الله عليه و آله) وان فيه أسماء الملوك، وليس فيه لبني الحسن شيء من الخلافة، وفيه علم ما يكون من الحوادث.
        وأقول: يمكن أن يكون قسماً منه إملاء رسول الله(صلى الله عليه و آله) على علي(عليه السلام) أيام حياة النبي(صلى الله عليه و آله) وقسم منه من حديث جبرئيل لفاطمة بعد وفاة أبيها هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ اُخرى أنّ ما كان يحدثها به جبرئيل – قطعاً – انه يُعرض أولاً على رسول الله(صلى الله عليه و آله) ثم تُحّدث به فاطمة(عليها السلام) فهو يصح أن يكون من إملاء رسول الله(صلى الله عليه و آله) وبأمره أيضاً، وبهاتين الجهتين أو باحديهما يرتفع الاختلاف بين التصريحين ولله الحمد.
        وان كان المشهور انه من إملاء جبرئيل على فاطمة بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه و آله) وقد جاءَ هذا بعدة أحاديث منها ما جاء في حديث أبي عبيدة أنه سأل الإمام الصادق(عليه السلام) عن مصحف فاطمة، فقال(عليه السلام): انّ فاطمة مكثت بعد رسول الله(صلى الله عليه و آله) خمسة وسبعين يوماً، وكان قد دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، وكان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة(عليها السلام).
        وفي حديثٍ آخر مسندٍ عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة، قال: فقلت: وما مصحف فاطمة؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه(صلى الله عليه و آله) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعْلَمُه إلاّ الله عَزّ وجَلّ، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي عنها غمّها، ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال لها: إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوت قولي لي، فأعلَمته، فجعل يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفا،ً قال:
        أمّا أنه ليس فيه من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون(148).
        وهذه الكتب من الجامعة، والجفر الأبيض والجفر الأحمر ومصحف فاطمة، وتفسير القرآن المجيد، وسائر العلوم التي أنزلها الله تبارك وتعالى على رسوله(صلى الله عليه و آله) وغيرها من كتب أُخرى، وأسلحة كلّها ورثها الأئمة الهداة من نبي الرحمة نبيّنا محمّد(صلى الله عليه و آله) وهي الآن عند الإمام صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين وعجل الله تعالى فرجه.
        أما ما كان يحدّث به جبرئيل وغيره من الملائِكة فاطمة الزهراء(عليها السلام) فلا غرابة فيه ولا بدعة، ولا منافاة للأدلة القطعية، بل هذهِ خصوصيّات يخصّ الله بها مَن يشاء من عباده من الرجال والنساء.
        وللتأكيد راجع ما مرّ عليك من (الطريق الثالث من ينابيع علم الأئمة – حديث الملائِكة معهم(عليهم السلام) ومن جملة عناوين هذا الباب "المحّدثون وليسوا بأنبياء من الرجال والنساء" و"الملائِكة تحدّث المؤمنين وغير المؤمنين عند حضور آجالهم") ونختم الموضوع بقوله تبارك وتعالى:)يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ( (البقرة/107) و(آل عمران/76).

        عود إلى الصفات الخمس لنبينا في القرآن
        يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب:)إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45)وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا(.

        الصفة الثانية والثالثة: كونه(صلى الله عليه و آله) مبشراً ونذيراً
        الصفة الثانية كونه(صلى الله عليه و آله) مبشراً، أي يبشر كلّ مَن أطاع الله وأطاعه (صلى الله عليه و آله) – بمطلق ما جاء به من الدين عقيدة وعملاً – بحسن العاقبة في الدنيا، والجنة والنعيم المقيم في الآخرة.
        والصفة الثالثة كونه(صلى الله عليه و آله) نذيراً أي يُنذر كل من عصى الله وعصاه – بمطلق ما جاء به(صلى الله عليه و آله) من الدين عقيدةً وعملاً بسوء العاقبة والعذاب الأليم في الآخرة.
        وقد جاء هذا النص المخاطب به النبي)إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا( مكرراً في سورتي (الأحزاب) و(الفتح/9) كما جاء في سورة الفرقان قوله تعالى:)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا( (الفرقان/56)، وقد قام النبي(صلى الله عليه و آله) – امتثالاً لأمر ربه – بواجب التبشير والتنذير بكل ما فيهما من معنى، حتى عُرف(صلى الله عليه و آله) وسمّي بالبشير النذير.
        ولم يقم بهذا الواجب الإلهي بتمامه وكماله نيابة عن النبي(صلى الله عليه و آله) مثل ما قام به – بلا تغيير ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان – علي أمير المؤمنين وأبناؤه المعصومون من بعده، إذ هم أوصياؤه من بعده وخلفاؤه في أمته، وورثة علومه، وهم المبشرون والمنذرون بالتمام والكمال اللذين قام بهما النبي(صلى الله عليه و آله).

        ​

        تعليق

        • صدى المهدي

          مراقـــبة عـــــامة


          • Jun 2017
          • 12856

          #19
          الصفة الرابعة: كونه(صلى الله عليه و آله)داعياً إلى الله
          والصفة الرابعة كونه(صلى الله عليه و آله) داعياً إلى الله باذنه أي يدعو إلى الله من الإقرار بتوحيده والامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه وسائر عباداته جلّ وعلا.
          وهذهِ الدعوة منه(صلى الله عليه و آله) بأذن تشريعي من الله له، أي ان الله هو الذي شرع له هذهِ الدعوة فهو إذاً داعي الله في عباده، وما علينا نحن إلاّ أن نستجيب لهذهِ الدعوة المباركة التي تسبب لنا من جهة غفران ذنوبنا، وإخراجنا من العذاب الأليم، قال تعالى:)يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(31)وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأْرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ( (الأحقاف/32-33).
          ومن جهةٍ أخرى ان استجابتنا له(صلى الله عليه و آله) تسبب لنا الحياة الروحية الحقيقية وبدونها نكون أمواتاً قال تعالى:)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ( (الأنفال/25).
          تدبّروا هذهِ الآية الكريمة التي يخاطب الله بها المؤمنين بقوله)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ( ثم يقول)إِذَا دَعَاكُمْ( ولم يقل: إذا دعاكما، فالضمير هنا يعود إلى الرسول فقط، ذلك لأن الرسول(صلى الله عليه و آله) هو المباشر لهذهِ الدعوة باذن الله، وفلسفتها وعلتها، وفائدتُها إنها جاءت لإحيائنا، ومعنى هذا إنّا إن أجبنا دعوة نبينا فنحن أحياء وإلاّ فنحن أموات غير أحياء، كما قال عز من قائل:)أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ( (النحل/22).
          وقال تعالى:)إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ(80)وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ( (النمل/81-82)، و(الروم/51-52).
          ولم يقم أيضاً بهذهِ الدعوة إلى الله وإلى دينه القويم بتمامه وكماله نيابة عن النبي(صلى الله عليه و آله) مثل ما قام به – بلا تغيير ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقيصة – عليّ الذي يقول فيه النبي(صلى الله عليه و آله) " {لا يؤدّي عني إلاّ أنا أو علي}(149).
          وهكذا أئمة الهدى الأحد عشر من أبنائه المعصومين من بعده وخلفائه في أمته وورثة علومه "الدعاة إلى الله، والأدلاءِ على مرضاة الله، والمستقرين في أمر الله، والتاميّن في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله، والمظهرين لأمر الله ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون(150).
          قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): في كل خلفٍ من أمتي عدول من أهل بيتي ينفُون عن هذا الدين تحريف الضاليّن، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا إنّ أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا مَن توفدون(151).

          الصفة الخامسة: كونه(صلى الله عليه و آله) سراجاً منيراً
          والصفة الخامسة كونه(صلى الله عليه و آله) سراجاً منيراً "أي يصدر منه النور المعنوي من جهته – بأفعاله وأقواله وإقراره – كما يصدر الضياء من جهة السراج. هذا من جهة ومن جهةٍ أخرى قد يصدر منه النور المادي المشرق كإشراق الشمس نهاراً، والقمر ليلاً معجزةً يجريها الله تعالى له لتصديق ما جاء به من ادعائه النبوة، أو ادعائه بوحيٍ خاص أوحاه الله إليه في بعض الأحيان، فهو السراج المنير معنوياً ومادياً، روحاً وجسماً.
          أمّا جسمه الشريف فقد خلقه الله من أفضل طينة مباركة، وأمّا روحه الطاهرة فقد خلقها الله من نوره جلّ وعلا، وهكذا أهل بيته المعصومون من علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين(عليهم السلام) كلهم شاركوه في ذلك النور المادي والمعنوي والروحي والجسمي، وهم منه وهو منهم على ما تواتر ذلك عنه(صلى الله عليه و آله) ، وكلهم مخلوقون من طينةٍ واحدة، ومن نورٍ واحد، وتجد تحقيق ذلك، والاستدلال عليه في كتابنا (قبس من القرآن) في صفات الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله) في الفصل الأخير منه وعنوانه "الرسول الأعظم والنور الذي اُنزل معه" من ص307-ص346، فراجع.
          )وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى( (طه/48).

          ​

          تعليق

          • صدى المهدي

            مراقـــبة عـــــامة


            • Jun 2017
            • 12856

            #20
            المصادر

            - (مجمع البيان) للطبرسي م3 ص378، و(تفسير القمي) ج1 ص388، و(الميزان) ج2 ص349.
            2- (الدّر المنثور) ج1 ص144، نقلاً عن رجل مجهول إنه سال ابن عمر فقال: "والأمة الوسط أمة محمّد(صلى الله عليه و آله) جميعاً.
            3- (مفاتيح الغيب) ج2 ص7، ويستدل بالآية على أحقية إجماع الأمة.
            4- (تفسير القرآن العظيم) ج1 ص191.
            5- (مفاتيح الغيب) ج2 ص10.
            6- راجع تفسير (مفاتيح الغيب) للرازي ج2 ص9، و(البيضاوي) ج1 ص195، و(الدر المنثور) للسيوطي ج1 ص144، و(ابن كثير) ج1 ص191 وغيرها.
            7- راجع (البحار) ح23 ص351 نقلاً عن (المناقب) لابن شهر آشوب، ونقله عنه مختصراً الأستاذ الطباطبائي في (الميزان)، وكذا في (تفسير الصافي).
            8- (تفسير العياشي) ج1 ص62، و(الصافي) ج1 ص147، و(البرهان) ج1 ص160، و(البحار) ج23 ص342 نقلاً عن (العياشي)، وعن (بصائر الدرجات) ص19 وص24 من طريقين، كما نقله المجلسي في (البحار) ص336 عن (الكافي) للكليني م3 ص74 وفيه زيادة مهمة، والطبرسي في (مجمع البيان) م1 ص224.
            9- (العياشي) في تفسيره ج1 ص63، ونقله المجلسي في (البحار) ج23 ص343 عن (بصائر الدرجات) ص23 وعن (العياشي)، وفي ص353 عن (محاسبة النفس) لابن طاووس نقلاً عن كتاب (تفسير القرآن) لابن عقدة و(كتاب الدلائل) للحميري وغيرهم.
            10- (البحار) ج23 ص333-ص353 و(شواهد التنزيل) ج1 ص92 والطبرسي ص324.
            11- المصدر السابق.
            12- راجع (المرشد إلى آيات القرآن الكريم) ص497 باب كثر.
            13- روى الثعلبي في تفسيره بسنده عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال: "أفَمن كان على بيّنةٍ من ربه (رسول الله (صلى الله عليه و آله)) ويتلوه شاهد منه" علي خاصة، ونقلها عن الثعلبي سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص20، ورواها القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) ج9 ص12 ط القاهرة، والشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودّة) ص99 نقلاً عن الحمويني في (فرائد السمطين) عن ابن عباس، وعن زاذان، والزرندي في (نظم درر السمطين) ص90 ورواها أخطب خوارزم الحنفي في (المناقب) ص197، ونقلها عنه صاحب الينابيع ص99، كما نقلها عن كلٍ من الثعلبي، وأبي نعيم، والواقدي، بأسانيدهم عن أبن عباس، وروى الثعلبي بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال علي بن أبي طالب(عليه السلام): ما مِن رجلٍ من قريش إلاّ وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: وأيّ آية نزلت فيك؟ فقال علي(عليه السلام) أما تقرأ الآية التي في سورة هود "وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" ورواها عن جابر الطبري في تفسيره ج12 ص10 ط الميمنية بمصر، ورواها النيشابوري في تفسيره بهامش تفسير الطبري ج 12 ص16، والعلامة الخازن في تفسيره ج3 ص183 ط مصر، والسيوطي في (الدر المنثور) ج3 ص324 ط مصر قال: اخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية، وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب (رض) قال: ما من رجل من قريش إلاّ نزلت فيه طائفة من القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال أما تقرأ سورة هود "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" رسول الله (صلى الله عليه و آله) على بيّنة من ربه، وأنا شاهد منه، قال السيوطي: أخرج ابن مردوية، وأبن عساكر عن علي في الآية أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله) على بيّنةٍ من ربه، وأنا شاهدٌ منه، وقال السيوطي أيضاً: واخرج بن مردوية من وجهٍ آخر عن علي (رض) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ" أنا، "وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" قال: علي، ونقلها عن علي(عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه و آله) العلامة السيد الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) ج12 ص25 ط المنيرية بمصر، وقال: واخرج ابن أبي حاتم، وأبن مردوية عن علي(عليه السلام) قال: ما من رجل من قريش..الخ، وقال أخرج المنهال عن عبادة بن عبد مثله.
            وروى الثعلبي في تفسيره بسنده عن زاذان قال: سمعت علياً يقول: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو ثنيت لي وسـادة فجلست عليها – أي لو كانت الأمـور متمهدة لي – لحكمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما مِن قرشيٍ جرت عليه المواسي إلاّ وأنا أعرف له بِسَوَقهِ إلى الجنة، أو بقوده إلى النار، فقام إليه رجل فقال: ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ" ونقله عن الثعلبي سبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص20، وقريب منه نقله الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) ص99 عن ابن المغازلي بسنده عن عباد بن عبد الله قال: سمعت علياً يقول في خطبته…الخ، وقال الشيخ سليمان: أيضاً عن زين العابدين والباقر والصادق(عليهما السلام) ذكروا هذا الحديث، وقال أيضاً الحسن بن علي(عليه السلام) ذكر هذهِ الآية ويفسّرها مثله في خطبته.
            هذا وقد ذكر بعض المفسرين أن الآية نازلة بعلي من دون أن يذكروا الرواية كالفخر الرازي في تفسيره حيث أورد عن البعض أن المراد من الشاهد هو علي بن أبي طالب (رض) ثم قال: والمعنى أنه يتلو تلك البينة، وقوله: منه أي هذا الشاهد من محمّد وبعض منه، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمّد(صلى الله عليه و آله) ج5 ص46، وكأبي حيّان الأندلسي في تفسيره (البحر المحيط) ج5 ص211 ط السعادة بمصر، وهكذا صاحب (فتح البيان) وروى الكنجي الشافعي في (كفاية لطالب) ص110 بسنده أن رسول الله(صلى الله عليه و آله) قال: عليّ على بيّنةٍ من ربه وأنا الشاهد منه، راجع (إحقاق الحق) ج3 ص352-357 وج4 ص309 وما بعدها.
            وروى نزول الآية في عليٍ أيضاً عمرو بن العاص، وراجع (المناقب) للخوارزمي ص128.
            14- راجع (إحقاق الحق) ج5 من ص274-317 لتعلم تواتر الحديث وشهرته وكثرة مصادره في الصحاح والسنن والمسانيد والتفسير والتاريخ، وراجع كتابنا (قبس من القرآن) ص329 تحت عنوان "دلالة أحاديث النور" في معنى: أن علياً من النبي والنبي منه، وهكذا أهل بيته منه وهو منهم، وأنهم من نور واحد.
            15- (تفسير الجلالين) ص218.
            16- راجع (الميزان) في تفسير القرآن ج1 ص325.
            17- راجع (تفسير الرازي) ج2 ص6-7.
            18- راجع الحديث بطوله في كتابنا (قبس من القرآن) ص334، وقد نقلناه عن (ينابيع المودّة) ص485 نقلاً عن المناقب، راجع القبس أيضاً في (بشائر الله لأنبيائه بنبينا وأهل بيته) من ص64-ص111.
            19- (الكلمة الغراء في تفضيل فاطمة الزهراء) لسيدنا السيد عبد الحسين شرف الدين المطبوعة مع الفصول المهمة ص229.
            20- ذكرنا الشفاعة هنا مجملاً، ومَن أراد التفصيل فعليه بـ(الميزان في تفسير القرآن) للعلامة الأستاذ السيد محمّد حسين الطباطبائي فانه ذكر بحوثاً مهمة في ج1 من ص156-ص188 بهذهِ العناوين التالية: ما هي الشفاعة/ إشكالات الشفاعة/ فيمن تجري الشفاعة/ مَن تقع منه الشفاعة/ بماذا تتعلق الشفاعة/ متى تنفع الشفاعة/ بحث روائي في الشفاعة/ بحث فلسفي في الشفاعة/ بحث اجتماعي في الشفاعة، فما أجدر بالباحثين بالرجوع إلى كل تلك البحوث القيمة.
            21- راجع تفسيرها في (الميزان) ج6 ص2-ص24، و(الغدير) ج2 ص47.
            22- (الشافي في شرح أصول الكافي)، باب82، ص141-ص143، و(تفسير القمي) ج2 ص151، و(مجمع البيان) ج4 ص288، و(البحار) ج23 باب10، فقد ذكر كثيراً من تلك الروايات من مصادر عديدة من ص189-ص204.
            23- (الشافي) باب108، جهات علومهم ص247-248 م3 ج4.
            24- (عيون أخبار الرضا) ج2 ص69 الباب 13 الرقم321، و(العِقد الفريد) ج2 ص223، وكتاب (زينب الكبرى) للشيخ جعفر النقدي ص45.
            25- (جامع السعادات) للنراقي ج1 ص12، و(الدين والإسلام) للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ص82.
            26- (البحار) ج78 ص63.
            27- راجع (الشافي في شرح أصول الكافي) باب 68، في أن الأئمة شهداء الله على خلقهِ ج3 ص76، ونقله المجلسي في (البحار) ج23 ص342 عن كتاب (بصائر الدرجات) ص24.
            28- راجع نزول الآية الكريمة في علي(عليه السلام) ومباهاة الله به ملائكته (إحقاق الحق) ج6 من ص479-ص481 فقد نقله عن مصادر عديدة، والطوسي في أماليه ج2 ص83، والسيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة) ج2 ص131.
            29- راجع (الشافي في شرح أصول الكافي) ج3 ص138.
            30- راجع (البحار) ج24 ص128، وراجع ما مرّ ص118-ص119 تحت عنوان "التحليل والدليل على تلقي الفيوضات الإلهية للمخلصين".
            31- نسب البيتين إلى الشافعي صاحب كتاب (الاثنى عشرية) ص446.
            32- راجع كتاب (المناقب) لابن شهر آشوب ج2 ص31، وراجع كتاب (الحقائق في الجوامع والفوارق) للعلامة الشيخ حبيب العاملي ج1 ص18 حين اختلف الصحابة بحصول الجنابة ووجوب الغسل منها، هل هو بالإنـزال فقط؟ أو يكون بمجرد إلتقاء الختان بالختان وان لم ينزل؟ وأنهم لما رجعوا إلى علي أقام لهم الدليل الواضح على وجوب الغسل بمجرد الإلتقاء.
            33- راجع (الحقائق) للعاملي ج1 ص98، تحت عنوان "رجوع أكابر المسلمين في أحكام الدين إلى أهل البيت، علي والأئمة من ولده(عليهم السلام) " ثم يذكر ص101: الرجوع لعلي على عهد أبي بكر (رض) وفي ص104: الرجوع لعلي على عهد عمر، وفي ص115: الرجوع لعلي على عهد عثمان، وهكذا يذكر رجوع الأمويين والعباسيين وسائر الناس إلى الأئمة من الحسين إلى الإمام المهدي(عليه السلام) ص164، وراجع (نوادر الأثر في علم عمر) في الغدير ج6 ص74-ص313 ط النجف، وكتاب (علي والخلفاء) للشيخ نجم الدين العسكري من أوله إلى آخره.
            34- (الاختصاص) للمفيد ص99، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج50 ص85.
            35- (الشافي في شرح أصول الكافي) ج4 ص646، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ص93 وكذا في (كشف الغمة) للأربلي ج3 ص154 و(المناقب) لابن شهر آشوب ج3 ص384 وغيرهم، {ملاحظة: حكم مَن أتى بهيمة أن يضرب دون الحد ويغرّم ثمن البهيمة، ويُحرّم ظهرها ونتاجها، وتُخرج إلى البرية حتى تأتي عليها المنية} راجع (البحار) ج50 ص91.
            36- راجع (رجال الكشي) ص364، ونقله عنه الشيخ محمّد حسين المظفري في كتابه (الصادق) ج1 ص145.
            37- (إثبات الوصية) للمسعودي ص184، و(دلائل الإمامة) ص205، ونقله عنه القرشي في (حياة الإمام الجواد) ص61، والمجلسي في (البحار) ج50 ص99 نقلاً عن (عيون المعجزات).
            38- موضوع تزويج المأمون للإمام الجواد بابنته أم الفضل ذكره الخاصة والعامة، اختصره بعضهم وفصّله آخرون، فراجع (الفصول المهمة) لابن الصبّاغ المالكي ص249، و(الصواعق المحرقة) لابن حجر ص123، و(نور الأبصار) للشبلنجي ص148، وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص368 وقد ذكره مفصلاً و(إثبات الوصية) للمسعودي ص187، و(الاحتجاج) للطبرسي ج2 ص240 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج50 ص74، والسيد الأمين في (المجالس) ج5 ص425 عن المفيد وغيرهم.
            39- (الصواعق المحرقة) ص123، و(نور الأبصار) ص151.
            40- (الصواعق) ص124.
            41- (ينابيع المودّة) ص452.
            42- (الفصول المهمة) ص173، وراجع إذا شئت الفصل السادس من كتابنا (الرجعة على ضوء الأدلة الأربعة) وعنوان الفصل الإمام المهدي(عليه السلام) وغيبته وظهوره من ص249 – إلى آخر الكتاب ص316 والله من وراء القصد.
            43- راجع (المرشد) إلى آيات القرآن الكريم ص311.
            44- (معاني الأخبار) للصدوق ص144، ونقله عنه وعن تفسير (البرهان) السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان) ج7 ص159 وإذا أردت التفصيل فارجع إلى كتابنا (الحقائق الكونية) ج1 ص115 وما بعدها وج2 ص3.
            45- رواه الخطيب في (تاريخ بغداد) بسنده ج4 ص410، ونقله عنه ابن المغازلي في (مناقب أمير المؤمنين) والديلمي في (الفردوس) على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص23 مخطوط، وابن عساكر في (تاريخه) على ما في منتخبه ج1 ص454 ط الترقي بدمشق وابن حسنويه الموصلي في (درّ بحر المناقب) ص36 مخطوط وابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج4 ص471 ط حيدر أباد الدكن والصفوري في (نزهة المجالس) ج2 ص208 ط القاهرة والسيوطي في (ذيل الآلي) ص63 وفي (الجامع الصغير) ج2 ص145 ط مصر وابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) ص75 ط الميمنية والمتقي الهندي الحنفي في (منتخب كنز العمال) ج5 مطبوع بهامش المسند والسيد علي الهمداني في (المودات) على ما في مناقب الكاشي ص89، ومحمّد صالح الكشفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) ص21 ط بمبي والمناوي في (كنوز الحقائق) ص99 ط بولاق، والبدخشي في (مفتاح النجا) ص61 مخطوط والقندوزي الحنفي في (ينابيع المودّة) ص91 وص125 عن طريق ابن المغازلي وص 180 نقلاً عن (كنوز الحقائق) للمناوي وص186 نقلاً عن (الجامع الصغير) وص231 نقلاً عن كتاب (السبعين في فضائل أمير المؤمنين) الحديث الأول منها، وص251 نقلاً عن (المودّات) للسيد علي الهمداني وص284 عن الخطيب البغدادي ورواه الحمزاوي في (مشارق الأنوار) ص91 ط الشرقية بمصر وبهجت أفندي في (تاريخ آل محمّد) ص121 ط/4 آفتاب، والشيخ عبيد الله في (أرجح المطالب) ص522 ط لاهور، نقلا عن الديلمي في (الفردوس) نقلنا الحديث بهذهِ المصادر عن (إحقاق= =الحق) ج7 ص248-ص251 ونقله السيد مرتضى الفيروز أبادي في (فضائل الخمسة) ج2 ص218 عن عدة مصادر.
            46- راجع تفسير (الفخر الرازي) ج4 ص496 و(الدر المنثور) للسيوطي ج3 ص275، و(تفسير ابن كثير الدمشقي) ج2 ص386، و(المنار) ج11 ص33، و(الكشاف) للزمخشري ج2 ص308، و(البيضاوي) ج3 ص80، و(تفسير الجلالين) ص156، و(الجواهر) للطنطاوي ج5 ص127، و(المراغي) ج11 ص20، و(في ظلال القرآن) للسيد قطب ج11 ص16 فكل هؤلاء وغيرهم بين من يصرّح، ومن يشير إلى ان "المؤمنين" هم الناس والمؤمنون عامة.
            47- راجع (تفسير المنار) ج11 ص34 فانه نقل الحديث عن المصادر المذكورة في الأصل، وفيما يأتي في الحاشية.
            48- وراجع (مفاتيح الغيب) للرازي ج4 ص497، و(تفسير ابن كثير) ج2 ص387، والسيوطي في (الدر المنثور) ج3 ص276 عن مسند أحمد بن حنبل، وأبي يعلى، وابن حبّان، والحاكم، والبيهقي في (الشعب)، وابن أبي الدنيا في (المختارة)، ويشير إليه صاحب (مجمع البحرين) كتاب الدال ما أوله شين ص202.
            49- راجع (الشافي في شرح الكافي) م2 ص157، و(تفسير العياشي) ج2 ص109، و(تفسير القمي) ج1 ص304، و(الصافي)، و(بصائر الدرجات) ص126، وراجع (البحار) ج3 ص337 وما بعدها فقد ذكر أكثر من خمسة عشر حديثاً من مصادر عديدة…الخ في ان المراد من المؤمنين هم الأئمة عليهم السلام.
            50- راجع (البحار) ج23 ص353 نقلاً عن محاسبة النفس ص126.
            51- (تفسير العياشي) ج2 ص109، و(تفسير القمي) ج1 ص304، و(الشافي في شرح الكافي) ج3 ص156، و(معاني الأخبار) للصدوق باب النوادر ص372، و(البحار) ج23 ص340 نقلاً عن القمي في تفسيره، و(المعاني)، و(العياشي)، (بصائر الدرجات) لمحمّد بن الحسن الصفار ص126.
            52- (البحار) ج23 نقلاً عن كتاب (بصائ الدرجات) ص127 و(الشافي) ج53 ص158، و(تفسير الصافي) عند تفسير الآية الكريمة.
            53- المصدر السابق نقلاً عن (أمالي الشيخ الطوسي) ص261 وص344 وص345 وص346 وص347 وص348، نقلاً عن (بصائر الدرجات) ص125-127.
            54- قال الطبرسي في (مجمع البيان) ج11 م3 ص69، وروى أصحابنا انّ أعمال العباد تعرض على النبي(صلى الله عليه و آله) في كل اثنين وخميس فيعرفها وكذلك تعرض على الأمة فيعرفونها ..الخ، و(العياشي) ج2 ص55، و(القمي) ج1 ص277، و(تفسير فرات بن إبراهيم) ص97، و(بصائر الدرجات) ص131.
            55- (العياشي) ص109، و(القمي) ص304، و(الصافي)، وراجع (البحار) من ص333-353.
            56- (العياشي) في تفسيره ص108، والقمي ج1 ص304، و(البحار) ج23 ص338 عن مصادر.
            57- روى العياشي ج1 ص256، والمفيد في (الاختصاص) ص102 عن الإمام الصادق(عليه السلام) انه قال لأبي بصير: يا أبا محمّد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: {أولئك مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} فرسول الله في هذا الموضع النبي، ونحن الصديقون والشهداء، وأنتم الصالحون تسموا بالصلاح كما سماكم الله.
            58- (شرح الشافي) للكافي ج3 ص158 ونقله عنه الملا محسن الفيض في (الصافي)، و(البحار) نقلاً عن (بصائر الدرجات) ص123.
            59- طالما يُتساءل عن الكتاب والعترة أيهما أفضل، فالجواب عن هذا التساؤل ذكره النبي (صلى الله عليه و آله) في هذهِ الخطبة بقوله: {إني أرى أنْ لا افتراق بينهما جميعاً، لو قيس بينهما بشعرة ما إنقاست…الخ} فإذن هما في الفضل سواء، إلاّ أن الكتاب يقدْم بالذكر قبل العترة تأدباً.
            60- تجد الخطبة في كتابنا (قبس من القرآن) ص343، وقد نقلناها عن (البحار) ج22 ص476، وقد نقلها المجلسي عن كتاب (الطرف) للسيد ابن طاووس، نقلاً عن كتاب (الوصية) لعيسى بن المستفاد الضرير عن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام).
            61- (تفسير العياشي) ج1 ص242، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج7 ص313، كما نقله عنه أيضاً العلامة الطباطبائي في (الميزان) ج17 ص109، ورواه الملا محسن الفيض في تفسيره (الصافي) عن الإمام الصادق عن آبائه(عليهم السلام).
            62- (الشافي في شرح الكافي) باب التوبة م6 ص566 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج7 ص317.
            63- (علل الشرائع) للصدوق ص343 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج7 ص318.
            64- راجع تفسير (الدر المنثور) للسيوطي ج6 ص380 نقلاً عن ابن مردوية، والبيهقي في (شعب الإيمان) ونقله عن (الدر المنثور) الطباطبائي في (الميزان) ج20 ص486، ورواه مرسلاً كل من الطبرسي في (مجمع البيان) ج5 ص526، والرازي في تفسيره ج8 ص486 وغيرهم.
            65- و66- (الدر المنثور) نقلاً عن احمد بن حنبل، وعبد بن حميد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وقد صححه، وابن مردوية، والبيهقي في (شعب الإيمان)، ونقله ابن كثير الدمشقي في تفسيره ج4 ص539 عن عدة مصادر ومنها (معجم الطبراني).
            67- راجع (ضياء الصالحين) ص457، ونظير هذا المعنى منتشر في كثير من كتب الأدعية.
            68- راجع (البحار) ج60 ص178.
            69- راجع (أعيان الشيعة) للسيد الأمين ج2 ص48 نقلاً عن (إعلام النبوة) للماوردي و(إعلام الورى بأعلام الهدى) للطبرسي ص32، وغيرهم.
            70- راجع (تفسير الجواهر) للطنطاوي ج9 ص66.
            71- راجع (تفسير ابن كثير) ج3 ص526.
            72- راجع (تفسير الجواهر) للطنطاوي ج9 ص54 فيما نقل عن الشيرازي.
            73- أي ان الله تبارك وتعالى كشف لأهل مكة الحجب، وأراهم تلك القصور، كما قال تعالى: "فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ".
            74- راجع (الاحتجاج) للطبرسي ج1 ص331، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج15 ص261 في ضمن حديث طويل احتج به أمير المؤمنين(عليه السلام) على يهودي.
            75- (ارتجس) أي اضطرب وتحرك حركةً لها صوت.
            76- الأردان: جمع ردن، وهو أصل الكم.
            77- راجع (الأمالي) للصدوق ص171 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج15 ص257.
            78- قال تعالى في فرعون وآل فرعون بعد إهلاكهم: "فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" (الدخان/30) والمنطوق من هذهِ الآية الكريمة ان السماء والأرض ما بكت عليهم، لكفرهم، والمفهوم منها إن المؤمنين الصالحين تبكي عليهم السماء والأرض بعد فقدهم ولنا تحقيق حول هذه القصة وآياتها في ج1 من (دراسات موضوعية في الإمام الحسين وعشرة محرم) نسأل الله أن يوفقنا لنشره قريباً.
            79- راجع (الصواعق المحرقة) لابن حجر ص115-117 فقد نقل عن عشرات المصادر انقلاب العالم باسره وتأثره بقتل الحسين(عليه السلام) وكذا (إقناع اللائم) للسيد الأمين العاملي ص10-ص28 فانه نقل عن المصادر العديدة تأثر أنواع المخلوقات.
            80- راجع الحديث بطوله في (البحار) ج45 ص179 نقلاً عن كتاب (كامل الزيارات)لابن قولوية ص260، ونقله عنه أيضاً الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه (كربلاء وحائر الحسين) ص77، ونقله عن البحار الشيخ مهدي المازندراني في (معالي السبطين) ص83، ونقله عن الكامل الشيخ جعفر نقدي في كتابه (زينب الكبرى) ص53، وقد ذكرناه بكامله في كتابنا (دراسات موضوعية في الإمام الحسين وعشرة محرم) في المجلس الرابع من الفصل الأول.
            81- هذا ما أجاب به أمير المؤمنين(عليه السلام) اليهودي الذي سأله عن مسائل عديدة منها سؤاله عن أول حجر وضع على وجه الأرض فقال(عليه السلام): وأمّا سؤالك عن أول حجر وضع على وجه الأرض؟ فان اليهود يزعمون انه الحجـر الذي ببيت المقدس وكذبوا إنما هو الحجر الأسود الذي هبط به آدم معه من الجنة، فوضعه على الركن في البيت والناس يستلمونه ويقبلونه ويجدّدون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله، وكان أشدّ بياضاً من الثلج فأسود من خطايا بني آدم، قال اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت…الخ، راجع أسئلة اليهودي في الغدير ج6 ص251 نقلاً من كتاب (زين الفتى في شرح سورة هل آتى) للحافظ العاصمي، ونقلها الشيخ نجم الدين العسكري قي (علي والخلفاء) ص138 عن (فرائد السمطين) باب66 وعن زين الفتى، ورواها الصدوق في (إكمال الدين) من طريقين من ص288-ص293.
            82- راجع (علل الشرائع) ص424 وص427.
            83- مصادر القصة: (مستدرك الحاكم) ج1 ص457، و(تلخيص المستدرك) في الذيل للذهبي، و(سيرة عمر) لابن الجوزي ص106، و(عمدة القارئ) للعيني ج4ص606، و(إرشاد الساري) للقسطلاني ج3 ص195 نقلاً عن (تاريخ مكة) للازرقي، و(الدر المنثور) للسيوطي ج3 ص144 نقلاً عن كلٍ من الخجندي في (فضائل مكة) وأبي الحسن القطان في (المطولات)، والبيهقي في (شعب الإيمان) وغيرهم، و(الجامع الكبير) للسيوطي أيضاً كما في (تربيته) ج3 ص35 عن مصادر عديدة، ومنهم ابن حيان، و(الفتوحات الإسلامية)لاحمد زيني دحلان ج2 ص486، و(شرح النهج) لابن أبي الحديد ج3 ص122، و(كنز العمال) للمتقي الهندي الحنفي ج5 ص93، و(أخبار الدول) للآسحاقي ص31، و(أرجح المطالب) للشيخ عبد الله الحنفي ص122، وغير هؤلاء، راجع (الغدير) للأميني ج6 ص95، و(الإحقاق) ج8 ص208-210، و(علي والخلفاء) للشيخ نجم الدين العسكري ص112-117، و(البحار) للمجلسي ج99 ص216 وذكرنا القصة، ومصادرها في كتابنا (الشفاء الروحي والجسمي في القرآن) تحت عنوان "قصة ظريفة تتعلق بتقبيل النبي(صلى الله عليه و آله) للحجر الأسود"، وتجد القصة مفصلاً في (البحار) ص216-219.
            84- راجع (المراجعات) لشرف الدين رقم6 ص46 نقلاً عن (نهج البلاغة) ج2 ص36 عدد140، والنصوص التي قالها أمير المؤمنين(عليه السلام) في هذهِ الخطبة جاءت متواترة عن أئمة الهدى في محاجّاتهم، وأدعيتهم، وأحاديثهم، راجع (الشافي في شرح أصول الكافي) م3 ص162 وغيره من المصادر.
            85- راجع ما مر من كتابنا هذا الحديث الثالث من الفصل الثالث ص60 في مصادر حديث الشجرة، وبعض نصوصه.
            86- ذكرنا تفسير سورة القدر مفصلاً في ثلاث بحوث في كتابنا (الحقائق الكونية) ج1 من ص59-ص90 واستشهدنا بالآيات من سورة الدخّان، وما ذكرناه هنا سنذكره مختصراً من ذلك المفصل، فراجعه فإنه مهم.
            87- (الخصال9 ج2 ص480، و(إكمال الدين) ص272 ونقله عن المصدرين المجلسي في (البحار) ج97 ص15، و(الغيبة) ص100.
            88- (الخصال) ص479، و(إكمال الدين) ص299، و(الشافي في شرح الكافي) ج2 ص210، و(البحار) ج97 ص15.
            89- (تفسير القمي) ج2 ص290، و(بصائر الدرجات) ص221، والمجلسي في (البحار) ج97 ص13.
            90- (تفسير القمي) ج2 ص376، و(البحار) ج97 ص14.
            91- (معاني الأخبار) ص300 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج97 ص18.
            92- المصدران السابقان.
            93- (بصائر الدرجات) ص220، و(البحار) ج97 ص24.
            94- المصدران السابقان.
            ​

            تعليق

            • صدى المهدي

              مراقـــبة عـــــامة


              • Jun 2017
              • 12856

              #21
              95- قول أمير المؤمنين: ألا ان خير شيعتي النمط الأوسط إليه يشير بعض السادة الشعراء وهو السيد عدنان شبر:
              إمام الهدى وغياث الورى*** وسيدها الحاكم المقسطُ
              إمــــام به هلك المبغضون*** وفي حبّه هــلك المفرطُ
              كلا الـجــــانــبــين عدوٌ له*** وشيعته النمط الأوسـطُ
              96- المراد من الحصانة، أي المتحصن بالدليل، والحصافة استحكام العقل فيجوز هذا، وذاك، والله العالم.
              97- أمالي الطوسي ج2 ص238، ومجالس المفيد ص4، وبشارة المصطفى ص5، وكشف الغمة للأربلي ج2 ص37، والمحتضر للحلي ص29، والبحار ج6 ص178 نقلاً عن أمالي الشيخ، ومجالس المفيد، وسيأتيك إن شاء الله تمام الحديث في الفصل التالي.
              98- راجع (البحار) ج97 ص19-20 نقلاً عن (بصائر الدرجات) ص222.
              99- المصدران السابقان.
              100- راجع (الشافي في شرح الكافي) ج3 ص214.
              101- راجع (الدر المنثور) للسيوطي ج6 ص371 وص372، و(مفاتيح الغيب) ج8 ص469.
              102- حديث شهير متفق عليه، ترويه الصحاح والسنن والمسانيد وكتب التاريخ والفضائل والمناقب، راجع مصادره، ومفاده وموارده كتاب (المراجعات) لشرف الدين من ص150-ص171.
              103- (علل الشرائع) ص182 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج14 ص206 وج43 ص278.
              104- (الشافي في شرح الكافي) ج3 ص262، و(الاختصاص) ص281 و(بصائر الدرجات) ج7 ص321.
              105- راجع (الاحتجاج) للطبرسي ج2 ص138 ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج23 ص215.
              106- راجع المحاجّة بتفصيلها في كتاب (عيون أخبار الرضا) لشيخنا الصدوق ج1 ص228-ص240 باب 23، كما ذكرها في كتابه (الأمالي) المجلس 79 ص312-ص319، وقد نقلها عن العيون الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودّة) ص43-ص46 من الباب الخامس. وراجع إذا شئت (البحار) للمجلسي ج23 ص212-228 باب "ان من اصطفاه الله من عباده، وأورثه الكتاب هم الأئمة(عليهم السلام) وقد ذكر واحداً وخمسين حديثاً من مختلف المصادر الموثوق بها على ان الذين اصطفاهم الله هم الأئمة، وان الآية الكريمة نازلة فيهم.
              107- راجع الأصناف الثلاثة في كتابنا (فاطمة والمفضلات من النساء).
              108- راجع (الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء) للسيد شرف الدين مطبوعة مع (الفصول المهمة) لشرف الدين ص197-ص203 في نزول آية المباهلة.
              109- راجع كتاب (حياة أمير المؤمنين) للسيد محمّد صادق الصدر ط2 من ص113-ص125، و(الغدير) للأميني ج3 ص104-ص116 وص153 وص154.
              110- راجع المصدرين السابقين (حياة أمير المؤمنين) ص167-186، و(الغدير))
              111- راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 من ص250-ص255.
              112- راجع (الغدير) ج6 ص51-ص335 في ترجمة الشاعر شمس الدين المالكي وما علق على شعره وممّا علق عليه قوله
              وقال رسول الله إني مدينة*** من العلم وهو الباب والباب فاقصد
              وقد علق على حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها..الخ وذكر مصادره ومن أخرجه وهم جمع كثير من الحفاظ وأئمة الحديث فذكر له مائة وواحد وأربعين مصدراً من ص54-ص69 فراجع.
              113- راجع (الأمالي) للصدوق ص205-208 الخطبة بكاملها، والأسئلة التي سُئِل عنها وأجاب، و(التوحيد) ص223-226، و(الاختصاص) للمفيد ص229-234 و(الاحتجاج) للطبرسي ص384 ج1 ونقلها المجلسي في (البحار) عن المصادر الأربعة ج10 ص117، وراجع (إحقاق الحق) ج7 ص610-ص623 في اختصاصه يقول: سلوني قبل ان تفقدوني، وبعض مواردها من طرق أهل السُنّة.
              114- كتاب سُليم بن قيس من ص83-ص87.
              115- (الشافي في شرح الكافي) م3 من ص163-166 والحديث ص165 وروى الحديث أيضاً الصفار في (بصائر الدرجات) ج5 ص228.
              116- راجع (إحقاق الحق) في مصادر الحديث، ج5 الباب التسع من ص468-500.
              117- المصدر السابق ج4 ص59.
              118- (إحقاق الحق) ج4 ص122.
              119- (الشافي) ج3 ص167-ص175 والحديث ص169.
              120- الهواجر، جمع هاجرة، تكن الناس في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا لشدة الحر.
              121- المصدر السابق م3 ص176-ص178، و(الاختصاص) للمفيد ص286 بتغيير يسير ومن طريقٍ آخر.
              122- (الشافي) ج3 ص184-ص188 و(بصائر الدرجات) ج4 ص183 ط2.
              123- (الشافي) ج3 ص224-226.
              124- (الشافي) ج3 ص171، و(بصائر الدرجات) ج3 ص135 من طريقين.
              125- راجع التفصيل في كتابنا هذا من ص84-ص98.
              126- راجع (ذخائر العقبى) لمحب الدين الطبري الشافعي باب ذكر أنهم لا يقاس أحد بهم ص17 نقلاً عن المّلا في سيرته، و(أرجح المطالب) للشيخ عبيد الله الحنفي ص330، نقلاً عن ابن مردوية في (المناقب) و(كنز العمال) للمتقي الهندي الحنفي ج1 ص218، والشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) نقلاً عن الملا ص192، و(مقام أمير المؤمنين) للشيخ نجم الدين العسكري ص49.
              127- (أرجح المطالب) نقلاً عن الديلمي في (فردوس الأخبار)، ونقله عن الفردوس أيضاً المتقي الهندي في (كنز العمال) ص218.
              128- (ينابيع المودّة) ص253 نقلاً عن كتاب (مودّة القربى) للسيد علي الشافعي.
              129- راجع (الشافي في شرح أصول الكافي) م3 ص167 فيما ورد من تفسير الآية الكريمة.
              130- (مفتاح الجنات) ج3 من ص328-ص335 وسائر كتب الأدعية.
              131- (راجع (مفتاح الجنات) ج2 ص211 وسائر كتب الأدعية.
              132- راجع (البحار) ج10 ص377، وفي الحاشية (مصباح الزائر) ص93 و(مزار الشهيد) ص30، و(مفتاح الجنات) ج2 ص291، وص285، وص304، وص111 وغيرها من كتب الأدعية.
              133- (إحقاق الحق) ح4 من ص392-ص406، وج5 ص4-ص6.
              134- القرآن الذي جمعه أمير المؤمنين(عليه السلام) وألفه هو هذا المجموع بين الدفتين، والموجود بين الناس من سورة الفاتحة إلى سورة الناس بلا زيادة ولا نقيصة، ولا تغيير ولا تبديل، وهو الحجة الباقية على الناس أجمعين، وبه يحتج الله تعالى يوم القيامة على العباد، وهو الحجة البالغة، قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر/9)، نعم وهذا القرآن الموجود بيننا – بالإجماع – لم يرتب على حسب نزوله كما هو معلوم لدى القاصي والداني، والذي جمعه كما هو موجود الآن هو النبي(صلى الله عليه و آله) مع جبرئيل (عليه السلام) كما ورد: ان جبرئيل كان يعارض النبي(صلى الله عليه و آله) بالقرآن كلّ عام مرة، وانه عارضه به عام وفاته مرتين، أي كان يُدارسه جميع ما نزل من القرآن، من المعارضة – وهي المقابلة، ومنه: عارضت الكتاب أي قابلته (راجع مجمع البحرين ص330 كتاب الضاد، باب ما أوله العين، وراجع – فيمن جمع القرآن، وفي صيانة من التحريف، بصورة مفصلة – البيان في تفسير القرآن، لآية الله السيد الخوئي (ره) من ص136-ص181، وكتاب (سلامة القرآن الكريم من التحريف)، لفضيلة العلامة الشيخ باقر القريشي).
              ولا يخفى ان هذا الجمع – بهذا النظام – يقصر عنه جميع الناس، ولا يستطيعه أحد منهم ولا كلهم، لأنه فعل الله، وبأمر الله، وكما أن الله ليس كمثله شيء، فكذلك فعل الله ليس كفعل خلقه.
              ومن هنا نرى ان القرآن – من أوله إلى آخره – مرتبط بعضه ببعض، في آياته وسوره كلها، ويبيّن ذلك الارتباط الكثير من المفسرين المحققّين كما هو معلوم لدارسي تفسير القرآن، ومزاولي علومه، ولو جمع على حسب نزوله – للقراءة – لكان غير مرتبطٍ بعضه ببعض، ذلك لاختلاف الموارد التي تنزل فيها آياته فتدبر.
              أمّا أمير المؤمنين(عليه السلام) فقد جمعه – بأمر النبي(صلى الله عليه و آله) – جمعاً مرتباً على حسب نزوله لتفسيره، وتحقيق معارفه كلها، وهو(عليه السلام) أعلم – بعد النبي(صلى الله عليه و آله) بها كما هو معلوم، والحمد لله.
              135- (المرجعات) رقم 110 ص333، و(مؤلفوا الشيعة في صدر الإسلام) ص13.
              136- راجع (البيان) للسيد الخوئي ص172، ففيه زيادة إيضاح ونصوص.
              137- راجع الحديث بطوله في كتاب (سُليم بن قيس) ص63-72.
              138- راجع (إثبات الوصية) للمسعودي ص121.
              139- راجع (المجالس السنية) ج5 ص634.
              140- المصدر السابق.
              141- راجع كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) للسيد حسن الصدر ص316.
              142- راجع كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) للسيد حسن الصدر ص316.
              143- (حلية الأولياء) لأبي نعيم ج1 ص67 ونقله عنه السيد الفيروز أبادي في (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) ج3 ص51، ونقله السيوطي في (الإتقان) عن الحلية، وعن الخطيب في (الأربعين)، ونقله عن الإتقان السيد حسن الصدر في (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) ص316.
              144- ذُكِرت هذهِ الروايات في (بصائر الدرجات) تأليف الإمام محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة تسعين ومائتين وهو شيخ المحدثين القميّين وقد أدرك الإمام الحسن العسكري، وقد كتب إليه بمسائل وتشرف بالجواب منه عليها، وذكرت هذهِ الروايات أيضاً في (الكافي) للكليني و(الوافي) للمولى محسن الفيض، وذكر هذهِ الروايات المجلسي في (البحار) ج7 من الطبع القديم باب جهات علومهم من ص286-ص322.
              145- راجع (بصائر الدرجات) ج3 ص142، و(الشافي في شرح الكافي) ج3 ص202.
              146- (بصائر الدرجات) ج3 ص142.
              147- (بصائر الدرجات) ج3 ص150، و(الشافي في شرح الكافي) ص200.
              148- راجع (بصائر الدرجات) ج3 ص53 أو ص151، و(الشافي في شرح الكافي) ج3 ص200 وص202.
              149- راجع مصادر الحديث ونصوصه في كتاب (أبو هريرة) لآية الله السيد عبد الحسين شرف الدين ص119-135 ط بيروت/ المعارف.
              150- (مفتاح الجنات) ج2 ص212 من زيارة الجامعة الكبيرة.
              151- راجع مصادر الحديث في كتابنا (قبس من القرآن) ص23 فقد نقلناه عن (الصواعق المحرقة) ص90، و(ذخائر العقبى) ص17، نقلاً عن الملا في سيرته، و(ينابيع المودّة) ص297، و(شرف النبوة) لأبي سعيد كما في (الصواعق) ص141، ورواه من علمائنا الشيخ الصدوق في (إكمال الدين) ج1 ص330 عن الإمام الصادق عن آبائه(عليهم السلام) ونصّه: ان في كلّ خلفٍ من أمتي عدلاً من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وان أئمتكم وفودكم إلى الله عَزّ وجَلّ، فانظروا من تقتدون في صلاتكم ودينكم.
              ​

              تعليق

              يعمل...
              X