على ضفاف الكوثر
الولاية قنطرة الورود إلى مَعين التوحيد
الشيخ حسين كوراني
* من دروس «المركز الإسلامي» في «حسينية الصدّيقة الكبرى عليها السلام»، درسٌ بعنوان «تدوين السيرة - قراءة في المنهج» يتحدّث فيه سماحة الشيخ حسين كَوراني عن المنهج الواقعي في مقاربة سيرة أمير المؤمنين عليه السلام، والمعصومين عموماً، وهو منهج البدء في تدوين سيرتهم مذ كانوا أنواراً محدقةً بالعرش، «قبل خَلق الخَلق»، حين أخذت الملائكةُ عنهم التقديس والتهليل وصنوف الثناء على الباري تبارك وتعالى. وقد أتبعنا ذلك بإضاءات على مجالات من سيرة مولى الموحّدين، تطرّق لها سماحته في مؤلّفاته أو محاضراته.
«شعائر»
تناول عدد كبير من علماء المسلمين -سنّة وشيعة- الروايات المشتركة بين سيّد النبيّين وسيّد أوصيائه، بالشرح والتعليق، ومن محاور هذه الروايات:
1) أنّهما نور واحد.
2) أنّ الأنبياء بُعثوا على الإقرار بولاية سيّد النبيّين، وولاية أمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما.
* من روايات المحور الأول:
أ) أورد ابن شيرويه الديلمي -وهو من أعيان العلماء السنّة- في كتاب (الفردوس)، بإسناده عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه- قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
خُلِقْتُ أنا وعليّ من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صُلبه، فلم نزل في شيءٍ واحدٍ حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيَّ النبوّة، وفي عليٍّ الخلافة».
(البحراني، غاية المرام: 1/30، بتصرّف)
ب) قال السيد ابن طاوس: «..قوله صلّى الله عليه وآله: (كنتُ أنا وعليّ نوراً بين يدي الله). فمن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل... عن سلمان قال: سمعتُ حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يقول: كنتُ أنا وعليّ نوراً بين يدَي الله عزّ وجلّ قبل أن يُخلق آدمُ بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله تعالى آدم قسم ذلك النور جزئين، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ..».
(السيد ابن طاوس، الطرائف: ص 15)
* ومن روايات المحور الثاني:
قال السيد علي الميلاني في (نفحات الأزهار):
* «حديث بعث الأنبياء على ولاية سيّدنا عليّ عليه السلام، وقد رواه جماعة من أعلام أهل السنّة، منهم: الحاكم النيسابوري...».
* ثمّ استعرض السيد الميلاني رواية كلٍّ من هؤلاء العلماء، أكتفي هنا بذكر بعضها:
أ) رواية الحاكم النيسابوري: بسنده عن عبد الله بن مسعود: «قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أتاني ملَك فقال: يا محمّد! ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا..﴾، على ما بُعثوا.
قال: قلتُ: على ما بُعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب». (الزخرف:45)
ب) رواية شهاب الدين أحمد: عن أبي هريرة قال: «قال رسول صلّى الله عليه وآله: لمّا أُسري بي ليلةَ المعراج، فاجتمع عليّ الأنبياء في السماء، فأوحى الله إليّ: سَلْهُم يا محمّد، بماذا بُعثتم؟
قالوا: بُعثنا على شهادة أن لا إله إلّا الله، وعلى الإقرار بنبوّتك، والولاية لعليّ بن أبي طالب».
ج) رواية عبد الوهاب بن محمّد: رواه عن أبي نعيم الأصبهاني، عن أبي هريرة، مثله.
(الميلاني، نفحات الأزهار: 5/258)
* لدى تطبيق هذا المنهج في تدوين السيرة، سنجد التلازم بين سيرة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، وسيرة سيّد أوصيائه عليه وعليهم السلام، مبدأً متأصّلاً تناولَ العلماء المسلمون عبر القرون رواياته الكثيرة بالبحث والتحليل، إلّا أنها بقيت في مظانّها لا يصل إليها إلّا مَن تعمّد البحث والتنقيب، ولو أنّها كانت قد أُوردت كمدخل إلى السيرة -سواءً سيرة النبيّ أم الوصيّ صلّى الله عليهما وآلهما- لاختلف الأمر، وأمكن انتشارها بين الناس على نطاق واسع.
الولاية قنطرة الورود إلى مَعين التوحيد
الشيخ حسين كوراني
* من دروس «المركز الإسلامي» في «حسينية الصدّيقة الكبرى عليها السلام»، درسٌ بعنوان «تدوين السيرة - قراءة في المنهج» يتحدّث فيه سماحة الشيخ حسين كَوراني عن المنهج الواقعي في مقاربة سيرة أمير المؤمنين عليه السلام، والمعصومين عموماً، وهو منهج البدء في تدوين سيرتهم مذ كانوا أنواراً محدقةً بالعرش، «قبل خَلق الخَلق»، حين أخذت الملائكةُ عنهم التقديس والتهليل وصنوف الثناء على الباري تبارك وتعالى. وقد أتبعنا ذلك بإضاءات على مجالات من سيرة مولى الموحّدين، تطرّق لها سماحته في مؤلّفاته أو محاضراته.
«شعائر»
تناول عدد كبير من علماء المسلمين -سنّة وشيعة- الروايات المشتركة بين سيّد النبيّين وسيّد أوصيائه، بالشرح والتعليق، ومن محاور هذه الروايات:
1) أنّهما نور واحد.
2) أنّ الأنبياء بُعثوا على الإقرار بولاية سيّد النبيّين، وولاية أمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما.
* من روايات المحور الأول:
أ) أورد ابن شيرويه الديلمي -وهو من أعيان العلماء السنّة- في كتاب (الفردوس)، بإسناده عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه- قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
خُلِقْتُ أنا وعليّ من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صُلبه، فلم نزل في شيءٍ واحدٍ حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب، ففيَّ النبوّة، وفي عليٍّ الخلافة».
(البحراني، غاية المرام: 1/30، بتصرّف)
ب) قال السيد ابن طاوس: «..قوله صلّى الله عليه وآله: (كنتُ أنا وعليّ نوراً بين يدي الله). فمن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل... عن سلمان قال: سمعتُ حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يقول: كنتُ أنا وعليّ نوراً بين يدَي الله عزّ وجلّ قبل أن يُخلق آدمُ بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله تعالى آدم قسم ذلك النور جزئين، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ..».
(السيد ابن طاوس، الطرائف: ص 15)
* ومن روايات المحور الثاني:
قال السيد علي الميلاني في (نفحات الأزهار):
* «حديث بعث الأنبياء على ولاية سيّدنا عليّ عليه السلام، وقد رواه جماعة من أعلام أهل السنّة، منهم: الحاكم النيسابوري...».
* ثمّ استعرض السيد الميلاني رواية كلٍّ من هؤلاء العلماء، أكتفي هنا بذكر بعضها:
أ) رواية الحاكم النيسابوري: بسنده عن عبد الله بن مسعود: «قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: أتاني ملَك فقال: يا محمّد! ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا..﴾، على ما بُعثوا.
قال: قلتُ: على ما بُعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب». (الزخرف:45)
ب) رواية شهاب الدين أحمد: عن أبي هريرة قال: «قال رسول صلّى الله عليه وآله: لمّا أُسري بي ليلةَ المعراج، فاجتمع عليّ الأنبياء في السماء، فأوحى الله إليّ: سَلْهُم يا محمّد، بماذا بُعثتم؟
قالوا: بُعثنا على شهادة أن لا إله إلّا الله، وعلى الإقرار بنبوّتك، والولاية لعليّ بن أبي طالب».
ج) رواية عبد الوهاب بن محمّد: رواه عن أبي نعيم الأصبهاني، عن أبي هريرة، مثله.
(الميلاني، نفحات الأزهار: 5/258)
* لدى تطبيق هذا المنهج في تدوين السيرة، سنجد التلازم بين سيرة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، وسيرة سيّد أوصيائه عليه وعليهم السلام، مبدأً متأصّلاً تناولَ العلماء المسلمون عبر القرون رواياته الكثيرة بالبحث والتحليل، إلّا أنها بقيت في مظانّها لا يصل إليها إلّا مَن تعمّد البحث والتنقيب، ولو أنّها كانت قد أُوردت كمدخل إلى السيرة -سواءً سيرة النبيّ أم الوصيّ صلّى الله عليهما وآلهما- لاختلف الأمر، وأمكن انتشارها بين الناس على نطاق واسع.
تعليق