تويت
أصحاب الصراط ومشقّة الطريق
إنّ السير علىظ° الصراط المستقيم صعب وشاقّ للغاية، لأنّ رفاق هذا الطريق وإن كانوا من العظماء ولكنّهم قليلون، ويجب المضي علىظ° هذا الطريق الطويل مع قلّة الرفيق. ولذلك فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) الّذي هو بنفسه صراط مستقيم يقول: «لا تستوحشوا في طريق الهدىظ° لقلّة أهله».[1] إذن فالصراط المستقيم ليس مليئاً بالسالكين، ولهذا فإنّ المضي علىظ° الصراط يحتاج إلىظ° سعيٍ حثيث وزمن طويل حتّىظ° يتمكّن الإنسان أن يبلغ درجة الوليّ ويدخل في جمع أولياء الله تعالى
والدليل الآخر علىظ° قلّة الرفاق في سلوك الصراط هو انّ القرآن الكريم في الآية محلّ البحث علىظ° الرغم من ذكره (المنعم عليهم) و(المغضوب عليهم) و(الضالّين) بلفظ الجمع، لكنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قسَّم الناس في حديث له إلىظ° ثلاثة أقسام وذكر قسماً واحداً منها فقط بلفظ الجمع فقال: «الناس ثلاثة: فعالم ربّاني ومتعلّم علىظ° سبيل نجاة وهمج رِعاع أتباع كلّ ناعق يميلون مع كلِّ ريح»[2] ففي هذا الحديث ذكر العالم الربّاني والمتعلّم علىظ° سبيل النجاة بصيغة المفرد لقلّتهما، وأمّا المحرومون من الإرادة والّذين هم ليسوا من العلماء ولا من المتعلّمين فقد ذكروا بلفظ الجمع.
والشاهد الآخر علىظ° قلّة الأصحاب في سفر الصراط المستقيم انّ الله سبحانه يقول حول جهنّم: ï´؟لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينï´¾[3] ولم يقل حول الجنّة انّه سيملؤها، لأنّ الّذين يملؤون جهنّم كثيرون ولكنّ الّذين مأويظ°هم الجنّة فهم قليلون.
وعليه فانّ طريق الهداية بسبب قلّة سالكيه موحش ومحفوف بالأخطار، ولذلك يوصي أمير المؤمنين أن لايستوحشوا من قلّة سالكي طريق الحقّ، فإنّ ذلك لايدعوا إلىظ° القلق لأنّ السالكين مع قلّتهم إلاّ أنّهم جميعاً من المحسنين.
آية الله الشيخ جوادي آملي
[1] . نهج البلاغة، الخطبة 201، المقطع 1.
[2] . نفس المصدر، الحكمة 147.
[3] . سورة السجدة، الآية 13.
تعليق