الحكمة العملية للامام علي (عليه السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    الحكمة العملية للامام علي (عليه السلام)

    اللهم صلِّ على محمد وال محمد وعجل فرجهم








    الحكمة العملية للإمام عليّ (عليه السلام)










    أمّا فيما يتعلق بالنماذج والنصوص التي تدلل على الإحاطة الكاملة لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بالحكمة العملية فإننا نحتاج إليها لاستكمال البحث وإثرائه، فما لم يكن واضحاً في هذه المقدّمة أنّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حكيم في مجال الحكمة النظرية، وحكيم كامل في مجال الحكمة العملية لا يكون البحث مثمراً ولا غنياً، إذ أنّ بحثاً كهذا لابدّ له من أن يصدر من مصدر الحكمة ويتدفق من ينبوعها.



    يقول(عليه السلام): «وَإِنِّي لَمِنْ قَوْم لاَ تَأخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِم، سِيَماهُمْ سِيَما الصِّدِّيقِينَ» أي أنّ مظهرنا هو مظهر الصديقين الصادقين في ميدان الاعتقاد والأخلاق والعمل، حيث أنّ الصدق في هذه المحاور الثلاثة ملكة راسخة لأهل البيت(عليهم السلام) «وَكَلاَمُهُمْ كَلاَمُ الاَْبْرَارِ» وقد أشار القرآن الكريم إلى معنى الأبرار ونعتهم بنعوت خاصة «عُمَّارُ اللَّيْلِ» أي يقيمون الليل إحياءً، فهو عامر بيقظتهم الإيجابية، ومن هنا فهو حي غير خرب، أمّا من يقطع الليل نوماً فإنّ ليله لا يكون حباً ولا معموراً، إنّ إحياء الليل وإعماره هو الّذي يضيء النهار، «وَمَنَارُ النَّهَارِ» أي أنّ النهار لا يضاء إلاّ بالضمائر النيرة، فمثلما تنير الشمس الطبيعية فإنّ أولياء الله ينورون المجتمع كما تنير الشمس الطبيعية، فالنهار يستضيء بهم والليل يحيا بهم، إنّهم يمنحون العصر نوراً والأرض بركة.



    «مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ اللهِ، يُحْيُونَ سُنَنَ اللهِ وسُنَنَ رَسُولِهِ» أي إنّني من قوم يحيون السنن الإلهية ويحكّمون قوانين الله «لاَ يَسْتَكْبِرُونَ وَلاَيَعْلُونَ وَلاَيَغُلُّونَ» إنّهم لا يتكبّرون ولا يتعالون ولا يعتدون، «وَلاَ يُفْسِدُونَ».


    ثمّ يقول في نهاية خطبته: «قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ، وَأَجْسَادُهُمْ في الْعَمَلِ» أي قلوبهم في الجنّة وأجسادهم منهمكة في العمل والجدّ، فأرواحهم في الملأ الأعلى أمّا أجسادهم فتتحرك على هذا العالم، فيتزامن نعيم الروح في الجنّة مع انشغال الجسم بالعمل.
    إنّه(عليه السلام) من طراز اُولئك الأتباع الصادقين للوحي، حيث لم يتخلف لحظة واحدة عن السير في طريقه.


    يقول(عليه السلام): «أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى الله وَلاَ عَلَى رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ» أي لم أمتنع لحظة واحدة عن تنفيذ أمر الله أو عن الإنقياد لقيادة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، لقد كانت طاعتي طاعة محضة لا يشوبها شيء.
    ثمّ يقول(عليه السلام): «فَوَالَّذِي لاََإِلهَ إِلاَّ هُوَ إِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ» أي اُقسم بالله أ نّي سائر في طريق الحقّ وفي جادة الحقيقة.
    «وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ» أي أنّ اُولئك المخالفين ما هم إلاّ في منزلق الباطل، أمّا أنا فثابت على طريق الحقّ والحقيقة.


    كانت هذه نماذج قصيرة عرفت عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) على لسانه نفسه، حيث كان لابدّ لنا من تعريفه(عليه السلام) على لسانه أو على لسان الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ريب في أنّ الأثر يدل على المؤثر، وأنّ ضوء الشمس يدل على طلوعها.
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46770

    #2
    أحسنت اختي الغاليه
    وفقكِ الباري سبحانه
    وجزاكِ افضل الجزاء

    تعليق

    • ابن الشاعر
      • May 2010
      • 2421

      #3
      في ميزان حسانتك انشاء الله

      تعليق

      • اريج الجنه
        • Aug 2009
        • 11211

        #4
        كل الشكر و التقدير لكم على المرور النير

        تعليق

        يعمل...
        X