اللهم صل على محمد و آل محمد
و روي أنّه وفدَ وفدٌ من بلاد الرّوم الى المدينة على عهد أبي بكر و فيهم راهب من رهبان النّصارى, فأتى مسجد رسول الله (ص) و معه بختيّ (البخت:نوع من الابل ,الواحد منه :بختي, مثل روم و رومي ,و الأنثى بختية – مجمع البحرين)موقر(في"أ"و"ب":موقور...والوقر بالكسر:الحمل, يقال جاء يحمل وقره-مجمع البحرين ) ذهباً و فضّة,وكان أبو بكر حاضراً و عنده جماعة من المهاجرين و الأنصار.
فدخل عليهم و حيّاهم و رحّب بهم و تصفّح وجوههم,ثمّ قال :
أيّكم خليفة رسول الله و أمين دينكم ؟
فأوميَ الى أبي بكر فأقبل اليه بوجهه ثمّ قال:
أيّها الشّيخ ما اسمك؟ قال:اسمي عتيق. قال:ثمّ ماذا؟ قال:صدّيق,قال:ثمّ ماذا؟ قال لا أعرف لنفسي اسماً غيره.
فقال:لست بصاحبي.
فقال له و ما حاجتك؟ قال:أنا من بلاد الرّوم جئت منها ببختيّ موقّر ذهباً و فضّة,لأسأل أمين هذه الأمّة مسألة,ان أجابني عنها أسلمت, وبما أمرني أطعت,وهذا المال بينكم فرّقت,وان عجز عنها رجعت الى الوراء بما معي و لم أسلم.
فقال له أبو بكر:سل عمّا بدا لك.
فقال الرّاهب:والله لا أفتح الكلام ما لم تؤمنّي من سطوتك و سطوة أصحابك.
فقال أبو بكر:أنت آمن ,وليس عليك بأس, قل ما شئت.
فقال الرّاهب:أخبرني عن شيء:ليس لله,ولا من عند الله ,ولا يعلمه الله.
فارتعش أبو بكر و لم يحر جواباً,فلمّا كان بعد هنيئة قال- لبعض أصحابه-:ائتني بابي حفص عمر.فجاء به فجلس عنده ثمّ قال:
أيّها الرّاهب,اسأله. فأقبل الرّاهب بوجهه الى عمر و قال له مثل ما قال لأبي بكر فلم يحر جواباً.
ثمّ أُتيَ بعثمان,فجرى بين الرّاهب وبين عثمان مثل ما جرى بينه و بين أبي بكر و عمر فلم يحر جواباً.
فقال الرّاهب :أشياخ كرام ذووا فجاج(والفجّ:الطّريق الواسع بين جبلين-لسان العرب2/338) لا سلام.ثمّ نهض ليخرج.
فقال أبو بكر:يا عدوّ الله ,لولا العهد لخضبت الأرض بدمك.
فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه و أتى عليّ بن أبي طالب(ع) و هو جالس في صحن داره مع الحسن و الحسين(ع) و قصّ عليه القصّة .
فقام عليّ(ع) و خرج ومعه الحسن و الحسين (ع) حتّى أتى المسجد, فلمّا رأى القوم عليّاً (ع) كبّروا الله , و حمدوا الله ,و قاموا اليه بأجمعهم ,فدخل عليّ(ع) وجلس فقال أبو بكر:أيّها الرّاهب ,سائله فانّه صاحبك و بغيتك.
فأقبل الرّاهب بوجهه الى علي(ع) ثمّ قال:يا فتى,اسمك؟
قال:اسمي عند اليهود"اليا"وعند النّصارى "اليا" و عند والدي "عليّ" و عند أمّي "حيدرة".
قال:ما محلّك من نبيّكم؟
قال:أخي و صهري وابن عمّي لحاً(الّلح:الملاصق,تقول ابن عمي لحاً,أي لاصقاً بالنّسب-مجمع البحرين.)
فقال الرّاهب:أنت صاحبي و ربّ عيسى , أخبرني عن شيء ليس لله ,ولا من عند الله ,ولا يعلمه الله.
قال(ع):على الخبير سقطت:
أمّا قولك:"ما ليس لله":فانّ الله تعالى أحد ليس له صاحبة و لا ولد.
وأمّا قولك:"ولا من عند الله":فليس من عند الله ظلم.
وأمّا قولك:"ولا يعلمه الله":فانّ الله لا يعلم له شريكاً في الملك.
فقام الرّاهب و قطع زنّاره(الزنار,كتفاح:شيء يكون على وسط النّصارى و اليهود,والجمع زنانير ومنه "فقطع زنّاره"-مجمع البحرين.),وقبّل ما بين عينيه, و قال:أشهد أن لا اله الاّ الله ,وأنّ محمّداً رسول اله,وأشهد أنّك أنت الخليفة وأمين هذه الأمّة و معدن الدّين و الحكمة,ومنبع عين الحجّة,لقد قرأت اسمك في التّوراة"اليا",وفي الانجيل"اليا",وفي القرآن "عليّاً",وفي الكتب السّابقة "حيدرة",ووجدتك بعد النّبيّ وصيّاً, وللامارة وليّاً , وأنت أحقّ بهذا المجلس من غيرك,فأخبرني ما شأنك و شأن القوم؟
فأجابه بشيء,فقام الرّاهب و سلّم المال اليه بأجمعه,فما برح عليّ(ع) حتّى فرّقه في مساكين أهل المدينة,ومحاويجهم,وانصرف الرّاهب الى قومه مسلماً.(2)
(2):رواه الصّدوق رحمه الله في عيون الأخبار1/141,الحديث 40,وأمالي الشّيخ الطّوسي رحمه الله1/282,الجزء10-مسنداً.وراه ابن شاذان القمي في "الفضائل" ص 123 مفصلاً.ونقله المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 10/25
منقول عن كتاب"سلوا عليّاً عن طرق السّماوات و الأرض".
و روي أنّه وفدَ وفدٌ من بلاد الرّوم الى المدينة على عهد أبي بكر و فيهم راهب من رهبان النّصارى, فأتى مسجد رسول الله (ص) و معه بختيّ (البخت:نوع من الابل ,الواحد منه :بختي, مثل روم و رومي ,و الأنثى بختية – مجمع البحرين)موقر(في"أ"و"ب":موقور...والوقر بالكسر:الحمل, يقال جاء يحمل وقره-مجمع البحرين ) ذهباً و فضّة,وكان أبو بكر حاضراً و عنده جماعة من المهاجرين و الأنصار.
فدخل عليهم و حيّاهم و رحّب بهم و تصفّح وجوههم,ثمّ قال :
أيّكم خليفة رسول الله و أمين دينكم ؟
فأوميَ الى أبي بكر فأقبل اليه بوجهه ثمّ قال:
أيّها الشّيخ ما اسمك؟ قال:اسمي عتيق. قال:ثمّ ماذا؟ قال:صدّيق,قال:ثمّ ماذا؟ قال لا أعرف لنفسي اسماً غيره.
فقال:لست بصاحبي.
فقال له و ما حاجتك؟ قال:أنا من بلاد الرّوم جئت منها ببختيّ موقّر ذهباً و فضّة,لأسأل أمين هذه الأمّة مسألة,ان أجابني عنها أسلمت, وبما أمرني أطعت,وهذا المال بينكم فرّقت,وان عجز عنها رجعت الى الوراء بما معي و لم أسلم.
فقال له أبو بكر:سل عمّا بدا لك.
فقال الرّاهب:والله لا أفتح الكلام ما لم تؤمنّي من سطوتك و سطوة أصحابك.
فقال أبو بكر:أنت آمن ,وليس عليك بأس, قل ما شئت.
فقال الرّاهب:أخبرني عن شيء:ليس لله,ولا من عند الله ,ولا يعلمه الله.
فارتعش أبو بكر و لم يحر جواباً,فلمّا كان بعد هنيئة قال- لبعض أصحابه-:ائتني بابي حفص عمر.فجاء به فجلس عنده ثمّ قال:
أيّها الرّاهب,اسأله. فأقبل الرّاهب بوجهه الى عمر و قال له مثل ما قال لأبي بكر فلم يحر جواباً.
ثمّ أُتيَ بعثمان,فجرى بين الرّاهب وبين عثمان مثل ما جرى بينه و بين أبي بكر و عمر فلم يحر جواباً.
فقال الرّاهب :أشياخ كرام ذووا فجاج(والفجّ:الطّريق الواسع بين جبلين-لسان العرب2/338) لا سلام.ثمّ نهض ليخرج.
فقال أبو بكر:يا عدوّ الله ,لولا العهد لخضبت الأرض بدمك.
فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه و أتى عليّ بن أبي طالب(ع) و هو جالس في صحن داره مع الحسن و الحسين(ع) و قصّ عليه القصّة .
فقام عليّ(ع) و خرج ومعه الحسن و الحسين (ع) حتّى أتى المسجد, فلمّا رأى القوم عليّاً (ع) كبّروا الله , و حمدوا الله ,و قاموا اليه بأجمعهم ,فدخل عليّ(ع) وجلس فقال أبو بكر:أيّها الرّاهب ,سائله فانّه صاحبك و بغيتك.
فأقبل الرّاهب بوجهه الى علي(ع) ثمّ قال:يا فتى,اسمك؟
قال:اسمي عند اليهود"اليا"وعند النّصارى "اليا" و عند والدي "عليّ" و عند أمّي "حيدرة".
قال:ما محلّك من نبيّكم؟
قال:أخي و صهري وابن عمّي لحاً(الّلح:الملاصق,تقول ابن عمي لحاً,أي لاصقاً بالنّسب-مجمع البحرين.)
فقال الرّاهب:أنت صاحبي و ربّ عيسى , أخبرني عن شيء ليس لله ,ولا من عند الله ,ولا يعلمه الله.
قال(ع):على الخبير سقطت:
أمّا قولك:"ما ليس لله":فانّ الله تعالى أحد ليس له صاحبة و لا ولد.
وأمّا قولك:"ولا من عند الله":فليس من عند الله ظلم.
وأمّا قولك:"ولا يعلمه الله":فانّ الله لا يعلم له شريكاً في الملك.
فقام الرّاهب و قطع زنّاره(الزنار,كتفاح:شيء يكون على وسط النّصارى و اليهود,والجمع زنانير ومنه "فقطع زنّاره"-مجمع البحرين.),وقبّل ما بين عينيه, و قال:أشهد أن لا اله الاّ الله ,وأنّ محمّداً رسول اله,وأشهد أنّك أنت الخليفة وأمين هذه الأمّة و معدن الدّين و الحكمة,ومنبع عين الحجّة,لقد قرأت اسمك في التّوراة"اليا",وفي الانجيل"اليا",وفي القرآن "عليّاً",وفي الكتب السّابقة "حيدرة",ووجدتك بعد النّبيّ وصيّاً, وللامارة وليّاً , وأنت أحقّ بهذا المجلس من غيرك,فأخبرني ما شأنك و شأن القوم؟
فأجابه بشيء,فقام الرّاهب و سلّم المال اليه بأجمعه,فما برح عليّ(ع) حتّى فرّقه في مساكين أهل المدينة,ومحاويجهم,وانصرف الرّاهب الى قومه مسلماً.(2)
(2):رواه الصّدوق رحمه الله في عيون الأخبار1/141,الحديث 40,وأمالي الشّيخ الطّوسي رحمه الله1/282,الجزء10-مسنداً.وراه ابن شاذان القمي في "الفضائل" ص 123 مفصلاً.ونقله المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 10/25
منقول عن كتاب"سلوا عليّاً عن طرق السّماوات و الأرض".
تعليق