غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الحيران
    • Jul 2009
    • 315

    غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين

    غزوة بدر الكبرى عز المؤمنين وذل الكافرين
    السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة الشريفة وقعت هذه المعركة غزوة بدر الكبرى وملخصها: انه خرج مشركوا قريش كعتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، وابي جهل، وابي البختري، ونوفل بن خويلد، وجمع كثير من صناديد مكة ورجال الحرب فيها حيث بلغ عددهم تسعمائة وخمسين نفراً لقتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرجوا من مكة حاملين أدوات الطرب، ومصطحبين النساء المغنيات، للهو واللعب ومعهم مائة فرس وسبعمائة بعير، وكان على كل واحد من أكابر قريش طعام الجيش في كل يوم بأن ينحر لهم عشراًً من الابل.
    وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ثلاثمائة وثلاثة عشر من اصحابه من المدينة الى ان وصلوا الى أرض بدر ـ وهي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين ـ فلما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى هناك أشار الى الارض قائلاً: هنا مصرع فلان، وهناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من صناديد قريش، فكان كما قال.

    المشركون في بدر:
    ولما وصل المشركون، صعدوا على تل ونظروا الى جيش المسلمين مستخفين بهم، والمسلمون أيضاً نظروا الى العدو بعين الاحتقار والاستخفاف، كما قال تعالى: «وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ». الأنفال:44
    وَرَوبعد رؤيتهم جيش النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزلوا خلف ذلك التل بعيداً عن الماء وبعثوا عمر بن وهب مع جماع للتفحص وليرى هل للمسلمين كمين؟ أولا، فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يميناً وشمالاً ثم رجع وقال: «مالهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع اما ترونهم خرساً لا يتكلمون، يتلمظون حتى يقتلوا بعددهم، فارتاؤوا رأيكم».

    مقترحات ومفاوضات:
    فلما سمع هذا حكيم بن حزام حرض عتبة على ترك الحرب والمصالحة فقال له عتبة: اذهب الى أن الحنظلية يعني ابا جهل، وقل له أن يترك الحرب ويصالح ابناء عمه، فجاء حكيم الى ابي جهل وابلغه رسالة عتبة، فقال أبو جهل: جبن وانتفخ سحره ويخاف على ابنه ابي حذيفة الذي في جيش المسلمين، فجاء حكيم الى عتبة، وأخبره بمقولة أبي جهل، فلما تلاقى قال عتبة لأبي جهل: يا مصفراً أسته، مثلي يجبن؟ ستعلم قريش أينا ألأم وأجبن.
    اما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانه وإن علم شقاء قريش وعدم تسليمهم، ولكن لأجل قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) بعث اليهم رسولاً وقال: «يامعشر قريش اني أكره ان أبدؤكم فخلوني والعرب وارجعوا».
    فقال عتبة: ما رد هذا قوم قط فأفلحوا، يامعشر قريش ان محمداً له آل وذمة، فاسمعوا نصحه، فغاظ ابا جهل قوله وقال له: ما هذه الغوغاء؟ أمنَ خوف بني عبد المطلب تحتال الرجوع؟ فغضب عتبة ونزل من ناقته، وطلب من ابي جهل البراز ليعلم من الجبان، فتوسط كبراء قريش بينهم لكن عتبة لردع تهمة الجبن عنه لبس درعه وشد عمامته وكان لا يلبس الخوذة لكبر رأسه.

    ابتداء المعركة:
    وتقدم عتبة وأخوه شبية وأبنه الوليد وجالوا في الميدان وكانت نيران الحرب قد اندلعت، فطلبوا المبارز. فبرز إليهم ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم، فقالوا: أرجعو أنما نريد الأكفاء من قريش، فأمر صلى الله عليه وآله وسلم علياً وحمزة بن عبد الملطب وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، بالمبارزة فجاؤوا إلى الميدان ولهم زئير كزئير الأسد، قال حمزة:
    أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم وأنا اسد الحلفاء وأنا أسد المطيبن، وقد أشرنا عند ذكر آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى حلف المطيبين، ولذلك أعتبر عتبة نفسه أسد المطيبن، وقد اشرنا عند ذكر آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى حلف المطيبين، ولذلك اعتبر عتبة نفسه انه سيد الحلفاء المطيبين، فبرز علي عليه السلام للوليد، وحمزة لشيبة، وعبيدة لعتبة، فقال علي عليه السلام:
    انا ابن ذي الحوضين عبد المطلب وهاشم المطعم في العام السغب
    وأفي بميثاقي وأحمي عن حسب
    فحمل عليه السلام على الوليد، فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من ابطه، قيل: أخذ الوليد يده المقطوعة وضرب بها رأس علي عليه السلام، ثم ذهب الى ابيه هارباًَ، فشد علي عليه السلام، فضرب فخذه فسقط ميتاً.
    وتقدم حمزة وشيبة فكادما الموت طويلاً حتى تكسرت سيوفهما ودروعهما، وأخذا يتصارعان، فقال المسلمون: يا علي أما ترى الكلب قد بهر عمك؟ فحمل عليه السلام وقال: يا عم طأطيء رأسك وكان حمزة اطول من شيبة فأدخل حمزة رأسة في صدره فضربه علي عليه السلام فطرح نصفه، اما عبيدة فانه ضرب رأس عتب فشقه وضرب عتبة رجل عبيدة فقطعها فجاء أمير المؤمنين عليه السلام الى عتبة وبه رمق فأجهز عليه وقتله، ولذا قال لمعاوية:
    «وعندي السيف الذي أعضضته بجدك وخالك وأخيك في مقام واحد».
    فحمل حمزة وعلي عبيدة الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبكى كثيراً سالت دموعه على وجه عبيدة، وقد سال مخ ساقه منها.

    شهادة عبيدة:
    فاستشهد عند رجوعهم الى المدينة في أرض روحاء أو صفراء، ودفن هناك وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعشر سنين وهذه الاية نزلت في حقهم:
    «هذَانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ». الحج:19

    ملائكة النصر:
    ووقع الرعب في قلوب المشركين وفي قلب أبي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة، وكان يحرضهم على القتال، فجاء ابليس في صورة سراقة بن مالك وقال:
    اني جارلكم أدفعوا الي رايتكم، فدفعوا اليه راية الميسرة وركض امامهم وشوقهم على القتال، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لأ صحابه:«غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ» ثم دعا وطلب النصر من الله فأرسل الله الملائكة لنصرتهم، وقال تعالى:
    «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ»..الى قوله «يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ». آل عمران:123،125
    فلما رأى ابليس الملائكة ولى هارباً وضرب الراية على الارض ونكص على عقبية، فجاءه منبه بن الحجاج وأخذ رداءه وقال: يا سراق أين؟ أتخذلنا في هذه الحالة، فضرب على صدره وقال اني أرى ما لا ترى، قال تعالى: (فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب).

    شجاعة نادرة:
    وكان علي عليه السلام يهجم على القوم كالليث الغضبان، حتى قتل منهم ستة وثلاثين رجلاً، وقد روى عنه عليه السلام انه قال: «لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلت الوليد بن عتبة اذ أقبل حنظلة بن ابي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الارض قتيلاً».
    وقتل سبعون رجلاً من ابطال قريش في تلك المعركة، منهم: عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، حنظلة بن ابي سفيان، وطعيمة بن عدي، والعاص بن سعيد، ونوفل بن خويلد، وأبي جهل.

    سجود الشكر:
    ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأس ابي جهل مقطوعا ًسجد الله شكراً، ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمين، وأسروامنهم سبعين نفراً، وكانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشرة من شهر رمضان.
    كان النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط في جملة الاسرى، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتلهم، وقد كانوا من أعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعقبة هو الذي تفل على وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمشورة أمية بن خلف الذي قتل أيضاً.
    ولما قتل النضر على يد أمير المؤمنين عليه السلام رثته اخته بقصيدة من جملتها هذه الابيات:
    « أمحمد يا خير ضنء كريمة في قومها والفحل فحل معرق
    ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق
    فالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم ان كان عتق يعتق
    وفي رواية: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغة هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه».


    المصدر

    مجموعة الصلوات المحمدية

    المنامة - البحرين
يعمل...
X