الأدب في أقوال أمير المؤمنين عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    الأدب في أقوال أمير المؤمنين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يرد كثيراً في الأحاديث الشريفة لفظ "الأدب والتأدب" بمعنى ما يقوّم سلوك الإنسان، من أخلاق حميدة، كما يأتي أيضاً للدلالة على العلم والثقافة، فعندما قال الإمام الصادق عَلَيْهِ السّلامُ: إنّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم الأَدَب لا المال، فإنّ المال يذهب والأَدَب يبقى، قال مسعدة:يعني بالأَدَب العلم.

    وكان الإمام الرضا عَلَيْهِ السّلامُ:يقول:"العقل حباء من الله والأَدَب كلفة، فمن تكلّف الأَدَب قدر عليه، ومن تكلّف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلاً"، كأن المقصود بالعقل فيه الذكاء والقدرات العقلية، في حين المقصود بالأدب ما يكتسبه الإنسان من معارف.

    وقال لقمان عَلَيْهِ السّلامُ:من عني بالأدب اهتمّ به، ومَن اهتمّ به تكلّف علمه، ومن تكلّف علمه اشتدّ له طلبه، ومن اشتدّ له طلبه أدرك منفعته، فاتخذه عادة، فإنّك تخلف في سلفك وتنفع به من خلفك.

    وقد ركّز أمير المؤمنين عليه السلام على كلا المعنيين، حتى قال الشّعبي:تكلّم أمير المؤمنين عليه السّلام بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً، فَقَأْنَ عيونَ البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللّحاق بواحدة منهنّ، ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأَدَب. فأما اللاتي في المناجاة فقال: إلهي، كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً، أنت كما أحبّ فاجعلني كما تحبّ. وأمّا اللاتي في الحكمة فقال:قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، وما هلك امرؤ عرف قدره، والمرء مخبو تحت لسانه. واللاتي في الأَدَب فقال: امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره.

    وسنتوقّف هنا عند معنى الأدب الموازي للمعرفة وتحصيل الآداب والعلوم عند الإمام عليّ عليه السلام، حيث وازن بين قيمة الإنسان ومقدار علمه وأدبه، فقال «يا مُؤْمِنُ، إِنَّ هَذا العِلْمَ وَالأَدَبَ ثَمَنُ نَفْسِكَ، فَاجْتَهِدْ في تَعَلُّمِهِما، فَما يَزيدُ مِنْ عِلْمِكَ وَأَدَبِكَ يَزيدُ في ثَمَنِكَ وَقَدْرِكَ». ورأى أنّ «الأَدَب كمال الرجل»، كما رأى «أنّ عقل المرء نظامه، وأدبه قوامه، وصدقه إمامه، وشكره تمامه». وقال عليه السلام:«الأَدَب في الإنسان كشجرة أصلها العقل».

    ولم يكن الذكاء وحده كاف لدفع الإنسان إلى الأمام، إنّما احتاج الذكاء، الذي يكنى عنه بالعقل، إلى التعلّم واكتساب الآداب، ولهذا قال الإمام عليه السلام:

    - نعم قرين العقل الأَدَب.

    - كلّ شيء يحتاج إلى العقل، والعقل يحتاج إلى الأَدَب.

    - إنّ ذوي العقول من الحاجة إلى الأَدَب كما يظمأ الزرع إلى المطر.

    - صلاح العقل الأَدَب.

    - الآداب تلقيح الأفهام ونتائج الأذهان.

    - أفضل العقل الأَدَب.

    - من زاد أدبه على عقله كان كالراعي بين غنم كثيرة.

    - جالسِ العلماء يزددْ علمك ويحسنْ أدبك.

    - بالأَدَب تشحذ الفطن.

    - الأَدَب صورة العقل.

    - لن ينجع الأَدَب حتى يقارنه العقل.

    وإذا كان العرب في جاهليتهم قد ركّزوا على حسب الرجل ونسبه، وأولوا هذا الأمر المقام الأوّل في تقييم الآخر، فإنّ الإمام عليه السلام، وإن أبقى على أهمية النسب، فإنه أولى اهتمامه إلى دين الرجل وإيمانه وتقواه، وأكّد أنّ ما يكتسبه الإنسان من معارف وعلوم يزيد في رصيد قيمته، ومقامه الإنساني والاجتماعي، وقد أطلق عليه السلام عدّة أحاديث حول ارتباط الأدب بالحسب والنسب، فقال عليه السلام:

    - أفضل الشّرف الأَدَب.

    - الأَدَب أحد الحسبين.

    - أشرف حسب حسن أدب.

    - أكرم حسب حسن الأَدَب.

    - حسن الأَدَب أفضل نسب وأشرف سبب.

    - قليل الأَدَب خير من كثير النّسب.

    - حسن الأَدَب ينوب عن الحسب.

    - لا حسب أنفع من الأَدَب.

    - لا حسب أبلغ من الأَدَب.

    - حسن الأَدَب يستر قبح النّسب.

    - طلب الأَدَب جمال الحسب.

    - عليك بالأَدَب فإنه زين الحسب.

    ولا يخفى على أحد أهميّة العلوم والمعارف في الحياة، وقد تقدّمت البشرية أشواطاً بفضل العلوم والآداب، حيث أضحى العلم يقود العالم نحو التطوّر على الأصعدة كافة، على نحو مذهل، وليس غريباً أن يقول الإمام عليه السلام:"لا يستعان على الدهر إلا بالعقل، ولا على الأَدَب إلا بالبحث"، وأن يقول أيضاً:إنّ النّاس إلى صالح الأَدَب أحوج منهم إلى الفضّة والذهب". و"أن لا يترك المرء ما لا بدّ له منه". لذلك كان "طالب الأَدَب أحزم من طالب الذهب".

    وبات علم الإنسان وثقافته جسر عبوره إلى المقامات التي يسعى إليها، كما باتا هويته التي يعرف بها، والزينة التي يتزيّن بها بين أقرانه، على أن لا يصحب نجاحاته في الثقافة والعلوم، الغرور والتشوّف والتعالي، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام:إنّك مقوّم بأدبك فزيّنه بالحلم. كما أضاء على الأدب بلحاظ موقع الأديب والعالم بين الناس، فقال عليه السلام:

    - الأَدَب أحسن سجية.

    - الأَدَب حلل جدد.

    - العلم وراثة كريمة، والآداب حلل مجددة.

    - زينتكم الأَدَب.

    - من استهتر بالأَدَب فقد زان نفسه.

    - لا حلل كالآداب.

    - لا زينة كالآداب.

    ورأى الإمام عليه السلام أنّ العلم يقود الإنسان إلى معرفة الله من خلال معرفة آياته والتفكّر فيها، وإذا كان هدف الإنسان من اكتساب العلوم والمعارف إصلاح أمور البشرية وسعادتها، فإنّ تلك العلوم والمعارف ستقودانه إلى رضا الله، فقال عليه السلام:

    - الدين والأَدَب نتيجة العقل.

    - إذا زاد علم الرجل زاد أدبه، وتضاعفت خشيته لربّه.

    - حسن الأَدَب خير موازر وأفضل قرين.

    - ثلاث ليس عليهنّ مستزاد: حسن الأَدَب، ومجانبة الريب، والكفّ عن المحارم.

    - أحسن الآداب ما كفّك عن المحارم.

    ولم يكتف الإمام بحضّ الإنسان على التعلّم والتأدّب فحسب، بل حضّ أن يورث المرء أبناءه العلم والأدب، فقال عليه السلام: خير ما ورّث الآباءُ الأبناءَ الأَدَب.

    ولـمّا نزلت آية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم: 6) قال الإمام عليه السلام: علّموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدّبوهم..



    "عاشقة النور"
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46769

    #2
    سلام الله على أمير المؤمنين
    جزاكِ الله أحسن الجزاء

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        كل الشكر لمروركم الطيب

        الله عليكم حافظ


        "عاشقة النور"

        تعليق

        • محب الرسول

          • Dec 2008
          • 28579

          #5
          جزاك الله كل خير
          بارك لله بكِ

          تعليق

          يعمل...
          X