بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من روائع نهج البلاغة
- جورج جرداق - ص 198 - 202

من خطبة - عليه السّلام - له يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس :
... ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد ، بجناح أشرج قصبه وذنب أطال مسحبه

إذا درج إلى الأنثى نشره من طيه وسما به مظلا على رأسه كأنه قلع داري عنجه نوتيه يختال بألوانه ويميس بزيفانه . تخال قصبه مداري من فضة وما أنبت عليه من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزبرجد . فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جني من زهرة كل ربيع ! وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشى الحلل ! وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان نطقت باللجين المكلل ،

يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه ! فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا يكاد يبين عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجعه ، لأن قوائمه حمش كقوائم الديكة الخلاسية .
وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة . ومخرج عنقه كالإبريق ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال وكأنه ملفع بمعجر أسحم إلا أنه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه أن الخضرة الناضرة ممتزجة به . . ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الأقحوان أبيض يقق ،
فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق . وقل صبغ إلا وقد أخذ منه بقسط وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه فهو كالأزاهير المبثوثة لم تربها أمطار ربيع ولا شموس قيظ . وقد ينحسر من ريشه ويعرى من لباسه فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان . ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه : لا يخالف سالف ألوانه ولا يقع لون في غير مكانه .

وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية ، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية ..
فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن أو تبلغه قرائح العقول أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه والألسنة أن تصفه ...!
السلام عليك ياامير المؤمنين ارواحنا لك الفداء
اللهم صل على محمد وال محمد
من روائع نهج البلاغة
- جورج جرداق - ص 198 - 202

من خطبة - عليه السّلام - له يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس :
... ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد ، بجناح أشرج قصبه وذنب أطال مسحبه

إذا درج إلى الأنثى نشره من طيه وسما به مظلا على رأسه كأنه قلع داري عنجه نوتيه يختال بألوانه ويميس بزيفانه . تخال قصبه مداري من فضة وما أنبت عليه من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزبرجد . فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت : جنى جني من زهرة كل ربيع ! وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشى الحلل ! وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان نطقت باللجين المكلل ،

يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه ! فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا يكاد يبين عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجعه ، لأن قوائمه حمش كقوائم الديكة الخلاسية .
وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة . ومخرج عنقه كالإبريق ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال وكأنه ملفع بمعجر أسحم إلا أنه يخيل لكثرة مائه وشدة بريقه أن الخضرة الناضرة ممتزجة به . . ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الأقحوان أبيض يقق ،
فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق . وقل صبغ إلا وقد أخذ منه بقسط وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه فهو كالأزاهير المبثوثة لم تربها أمطار ربيع ولا شموس قيظ . وقد ينحسر من ريشه ويعرى من لباسه فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان . ثم يتلاحق ناميا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه : لا يخالف سالف ألوانه ولا يقع لون في غير مكانه .

وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية ، وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية ..
فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن أو تبلغه قرائح العقول أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه والألسنة أن تصفه ...!
السلام عليك ياامير المؤمنين ارواحنا لك الفداء
تعليق