لماذا يضيق صدرهم عند ذكر فضائل علي ؟!
كتب ( ذو الشهادتين ) بتاريخ 15-1-2000 ، الثانية عشرة والنصف صباحاً ، موضوعاً بعنوان ( حياك الله يالعاملي وسؤال : لماذا يغضب النواصب عند ذكر فضائل علي عليه السلام ؟ ) ، قال فيه :
السلام عليكم أخي العزيز العاملي :
كتبتُ موضوع ( كذا ) عن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وأنه قسيم الجنة والنار، فغضب النواصب واتهموني بالشرك لأنني أنقل فضائل علي عليه السلام على لسان الشاعر السيد الحميري رحمه الله الذي نظم الأحاديث الواردة في فضائل علي عليه السلام قصائدَ رائعة .
فلماذا يغضب النواصب ؟؟ أليس أمير المؤمنين هو الخليفة الرابع كما يزعمون؟؟ أليس أمير المؤمنين عليه السلام صحابي جليل ؟؟ المفترض من النواصب أن يفرحوا ، لا أن يغضبوا إلا إذا كانوا منافقين . فهل توافقني أخي العاملي العزيز ؟ ؟
فكتب ( العاملي ) بتاريخ 15-1-2000 ، الواحدة والنصف ليلاً :
السلام عليك أيها الأخ ذا الشهادتين . . ورضوان على الصحابي الجليل الذي تيمَّنتَ باسمه ، والذي سماه النبي ذا الشهادتين ، ولكن السلطة لم تقبل شهادته بولاية علي عليه السلام .
بالنسبة لسؤالك ، فإن عوامل بغضهم لعلي عليه السلام متعددة . .
منها : سبب إرثي قبلي . . فقبائل قريش الثلاث والعشرين ، التي كانت تنتمي الى اسماعيل عليه السلام ، كان أشرفها وأكرمها وأتقاها في الجاهلية والاسلام بنو هاشم .. وكانت القبائل الأخرى تحسدهم. ولا تنسَ أن حلف (لعقة الدم) كان حلفاً قرشياً موجهاً ضدهم ، فأجابهم عبد المطلب بحلف المطيبِّين .
وأن الذي أسس رحلة الصيف لقريش هاشم رضوان الله عليه ، والذي أسس رحلة الشتاء ولده عبد المطلب رضوان الله عليه .
ولا تنسَ أن العامل الأساسي لتكذيبهم للنبي صلى الله عليه وآله ، ليس تمسكهم بالأصنام بل لأن هذا النبي من عشيرة بني هاشم ، والايمان به يعني الاعتراف بقيادة بني هاشم ! وأبو سفيان يريد أن يكون النبي من بني أمية ، وأبو جهل يريد أن يكون النبي من بني مخزوم ، وبنو عبد الدار يريدونه منهم . . . الخ .
ولا تنسَ أن أبا طالب رضوان الله عليه استطاع بعون الله بشجاعته ، توحيد موقف بني هاشم وبني المطلب ، والوقوف في وجه تحالف قبائل قريش العاتي ، وتحداهم بتهديد السلاح والاستماتة . .
ولا تنسَ أنه على وقاره وسنه وجلالته ورئاسته المشهود بها في قريش ، واحترامهم لنفوذ أبيه وجده ونفوذه عند قبائل العرب ، وعند الدول التي عقدوا معها اتفاقيات ضمان سلامة قوافل قريش في رحلتي الشتاء والصيف..
أقول مع هذه المكانة الكبيرة . . تحول أبو طالب الوقور المتين المهيب ، الى شاعر مادح لابن أخيه ، كما يمدح الشاعر العادي رئيساً كبيراً !
ولا تنس أنه في شعره وبخ قبائل قريش توبيخاً شديداً ، وكان يعبر عن أبي جهل ( أحيمق مخزوم ) ! !
وأكثر من هذا فقد شكك أبو طالب في أنسابهم الى اسماعيل ! ! !
وهذا أعظم سبة عند العرب ! ! فهذا هو الأب . .
والابن علي . . وأنت تعرف ماذا فعل في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله مع عتاة قريش وأبطالها وفرسانها . . لقد قتل في يوم أحد وحده تسعة أبطال من بني عبد الدار الذين هم أصحاب راية قريش ، يعني لهم وزارة الدفاع . .
وإذا لم يدخل الايمان في قلوب قريش، ولم تجاهد نفسها ، فكيف تحب علياً ؟!!
وكيف يحبه الذين يموتون من اسم أبيه وجده ؟ ! !
ولا تنسَ يا أخي أن تحالف قبائل قريش هو الذي حكم بعد النبي صلى الله عليه وآله . . وأن النواصب أخذوا دينهم وولاءهم من هذا التحالف !!
فميزانهم من يحبه هؤلاء الزعماء القرشيون ، وليس من يحبه الله ورسوله!!
إنهم أتباعٌ إمعاتٌ لزعماء قبائل قريش . . فهم يؤمنون بالله بشرط زعامة زعماء قريش .. ويؤمنون بالنبي بشرط أن يكون وزراؤه زعماء قريش .. وتثور غيرتهم لزعماء قريش أكثر مما تثور لله ولرسوله ! !
لقد أشربوا حبهم مع حلبهم ، وأطعموه مع ضبابهم أيضاً ! !
ومنها : أن الاسلام والايمان جوهرة إلهية غالية ، لا يضعها الله تعالى في قلوب الأشرار الفجار .. وحب علي علامة لب الايمان وميزانه . ومن لم يعطَ الايمان فلا بد أن يبغض علياً عليه السلام ! ! وفي الحديث الشريف ( إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ويبغض ، ولا يعطي دينه إلا لمن يحب ) . .
ومنها . . ومنها . . ما ربما نتوفق لتعداده أيها الأخ ، إن شاء الله .
الانتصار ـ المجلد السادس
الشيخ علي الكوراني
العاملي
تعليق