حساب محبي أميرالمؤمنين(عليه السلام) على آل محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الرضيه
    • Feb 2013
    • 192

    حساب محبي أميرالمؤمنين(عليه السلام) على آل محمد

    حساب محبي أميرالمؤمنين(عليه السلام) على آل محمد يوم القيامة
    (1) روى العلامة البحراني قدّس سرّه بالاسناد عن سماعة قال(1):
    كنت قاعداً مع أبي الحسن الاول (عليه السلام) والناس في الطواف في جَوف الليل ، فقال لي : يا سماعة اِلينا اياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله تعالى حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا في ذلك ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا الى ذلك وعوضهم الله عَزّوجَلّ(2) .
    (2) روى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني قدّس سرّه باسناده عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
    قال : يا جابر ، اذا كان يوم القيامة بعث الله عزّوجلّ الاوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة ودعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فيكسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حلّة خضراء تُضيء ما بين المشرق والمغرب ويُكسى علي (عليه السلام)مثلها ثم يصعدان عندها ثم يُدعى بنا فيُدفع الينا حساب الناس فنحن والله ندُخِل أهل الجَنّة الجنّة وأهل النار النار ، ثم يُدعى بالنبيّين فيقَامون صَفّين عند عرش الله جَلّ وعزّ حتى يفرغ من حساب الناس ، فاذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار بعث الله ربّ العزّة عليّاً (عليه السلام) فأنَزَلَهُم منازلهم من الجنة وزوّجَهُم ، فعَليٌ والله يزوِّج أهل الجنّة في الجنّة وماذاك لأحد غيره كرامةً من الله عزّ ذكره فَضلا فَضّلَهُ الله ومَنّ به عليه ، وهو والله يُدخل أهل النار النار وهو الذي يغلق على أهل الجنة اذا دخلوا فيها ابواباً ، لأن أبواب الجنة اليه وابواب النار اليه(3) .
    (3) وروى ابن بابويه باسناده عن داود بن سليمان ، قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اذا كان يوم القيامة وُلّينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله حكمنا فيها فاَجابنا ، ومَن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها منهم فَوهبوها لنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنّا احَقُّ من عفى وصفح(4) .
    (4) روى العلامة محمّد بن العبّاس رحمه الله باسناده عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    اذا كان يوم القيامة ولينا بحساب شيعتنا فما كانَ لله سألنا الله أن يَهبَهُ لنا فهو لهم ، وما كانَ للآدميّين سألنا الله اَن يعوّضهم بدله فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ثم قرأ : (اِن الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم)(5) .
    (5) وعنه باسناده الى عبدالله بن حماد ، عن محمّد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عند جدّه (عليهم السلام) في قوله عزّوجلّ : (اِن اِلينا ايابَهُم ثم ان عَلَينا حسابهم) قال :
    اذا كان يوم القيامة وكلّنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألناه ان يهَبهُ لنا فهو لهم ، وما كان لمخالفيهم فهو لهم ، ثم قال : هُم معَنا حيث كنا(6) .
    (6) وعنه باسناده عن جميل بن دراج ، قال : قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام) : أحَدِّثَهُم بحديث جابر ؟ قال : لا تحدِّث به السفلة فيذُيعوُه ، أما تقرأ القرآن : (اِن الينا ايابهم ثم اِن علينا حسابهم) ؟ قلت : بلى ، قال : اذا كان يوم القيامة وجمع الله الاوّلين والآخرين وَلاَّنا الله حساب شيعتنا ، فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فوهبوه لنا ، وما كان بيننا وبينهم فنَحنُ احَقّ من عفى وصفَح(7) .
    (7) وعن الصادق (عليه السلام) في قوله : (اِن الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم) قال : اذا حشر الناس في صعيد واحد أجّل الله أشياعنا ان يناقشهم في الحساب ، فنقول : هؤلاء شيعتنا ، فيقول الله عزّوجلّ : قد جعلت أمرهم اليكم وشفّعتكم فيهم وغفَرتُ لمسيئهم ، أدخلُوهم الجنّة بغير حساب(8) .
    (8) روى الشيخ في التهذيب عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وباسناده عن موسى بن عبدالله النخعي قال :
    قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) : عَلِّمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغاً كاملا اذا أردت واحداً منكم .
    ثم ذكر(عليه السلام) زيارة جامعة لجميع الائمة (عليهم السلام) ، وقال علي (عليه السلام) فيها : «فالراغبُ عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصِّر في حَقّكم زاهق ، والحَقُّ معكم وفيكم، ومنكم واليكم وأنتم أهلهُ ومعدنه ، وسرائر النبوّة عندكم ، فايابُ الخلق اليكم وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم»(9).
    (9) وروى الشيخ في أماليه باسناده عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان يوم القيامة وكلنا بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم ، فما كان لنا فهو لهم ، ثم قرأ أبو عبدالله (عليه السلام) : (اِن الينا ايابَهُم ثم اِن عَلَينا حسابهم)(10).
    (10) وروى علي بن ابراهيم رحمه الله قال : قال الصادق (عليه السلام):
    كل امّة يُحاسبها امام زمانها ، ويعرف الائمة اوَليائهم وأعدائهم بسيماهم وهو قوله : (وعلى الأعَراف رجالٌ يعرفون كُلا بسيماهم) فيعطون أوليائهم كتبهم بايمانهم ، فيمرّون على الصراط الى الجنة بغير حساب ، ويعطون أعدائهُم كتبهم بشمالهم فيَمرون الى النار بغير حساب ، فاذا نظروا أوليائهم في كتبهم فيقولون لاخوانهم : (هاؤم اقرؤا كتابيه * اني ظنَنت اني مُلاق حسابيه * فهو في عيشة راضية)(11).
    (11) روى المستنبط رحمه الله قال : في البحار روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال : اذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا فما كان عليهم لله فهو لنا وما كان لنا فهو لهم ، وما كان للناس فهو علينا(12).
    (12) روى في حديث لفيضة بن يزيد الجعفي مع الصادق (عليه السلام): قال(13) :
    قلت : لوجه ربّي الحمد ، أسألُكَ عن قول الله : (اِنّ الينا ايابهم * ثم اِن علينا حسابهم)(14) .
    قال : فينا التنزيل . قلت : أنما أسألك عن التفسير .
    قال : نعم يا فيضة ، اذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا ، فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمّد (صلى الله عليه وآله) من الله ، وما كان فيما بينهم وبين الناس أدّاه محمد (صلى الله عليه وآله) عنهم ، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبنا لهم حتى يدخلون الجنة بغير حساب(15) .
    (13) روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال :
    اذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا ، فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد (صلى الله عليه وآله) ، وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أدّاهُ محمد (صلى الله عليه وآله)عنهم ، وما كان فيما بيننا وبينهم وَهَبناه لهم ، حتى يدخلوا الجنّة بغير حساب(16) .
    (14) روى ابن شهر آشوب في «مناقب آل ابي طالب»(17) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال : في نزلت هذه الآية : (اِن الينا ايابهم * ثم اِن علينا حسابهم)(18) .
    (15) روى فرات بن ابراهيم الكوفي باسناده عن صفوان قال : سمعت أبا الحسن(عليه السلام) يقول : الينا اياب هذا الخلق ، وعلينا حسابهم(19) .
    (16) روى الحافظ البرسي في «المشارق»(20) ، باسناده عن المفضّل في قوله تعالى: (اِن الينا ايابهم * ثم اِن علينا حسابهم) قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : مَن تراهم ؟ نحن والله هم ، اِلينا يرجعون ، وعلينا يُعرضَون ، وعندنا يفضون ، وعن حُبِّنا يُسألَوُن(21) .
    (17) وروى البرقي في كتاب الآيات عن أبي عبدالله (عليه السلام) :
    أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لامير المؤمنين (عليه السلام) :
    يا علي أنتَ ديّان هذه الامة ، والمتولي حسابهم ، وأنت ركن الله الاعظم يوم القيامة ، اَلا وأن المآب اليك والحساب عليك والصراط صراطك ، والميزان ميزانك ، والموقف موقفك(22) .
    (18) روى عن زيد الشحام قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : يا زيد جدِّد عبادة وأحدث توبة ، قال : نُعيَت اِليْ نفسي جُعِلتُ فداك ؟ قال : فقال لي : يا زَيد ما عندنا خيرٌ لك ، وأنتَ من شيعتنا ، قال : قلت : وكيف لي انا اكون من شيعتكم ؟ فقال لي : أنت من شيعتنا ، الينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا ، والله لانا ارحم بكم منكم بأنفسكم(23) .. الحديث .
    (19) روى العلامة المستنبط عن صفوان بن مهران الجمّال انه قال :
    دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت له : جُعِلتُ فداك سمعتك تقول : شيعتنا في الجنّة ، وفي الشيعة أقوامٌ يُذنبون ويَرتكبون الفواحش ويشَربوُنَ الخمر ويتمتّعون في دنياهُم ؟
    فقال : نعم هم أهل الجنة ، اِن الرجل من شيعتنا لا يخرج من الدنيا حتى يُبتلى بسقم أو مرض أو بدَين أو بجار يؤذيه أو بزوجة سوء ! فاِن عوفي من ذلك شدّدَ الله عليه النزع حتى يخرُج من الدنيا ولا ذنب عليه :
    فقلت : لا بُدّ من رَدّ المظالم .
    فقال : اِن الله عزّوجلّ جعل حساب خلقه يوم القيامة الى محمد وعلي ، فكلّ ما كان من شيعتنا حَسبناه من الخمس في أموالهم ، وكلّما كان بينهم وبين خالقهم استوهبناه لهم حتى لا يدخل أحَدٌ من شيعتنا النار(24) .
    (20) في معالم الزلفى البحراني قدّس سرّه قال:
    روي عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : (اِن الينا ايابهم * ثم اِن علينا حسابهم)قال : اذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجّلَ الله أشياعنا أن يُناقشهم في الحساب ، فنقول : اِلهنا هؤلاء شيعتنا ، فيقول الله عَزّوجَلّ : قد جَعَلتُ اَمرهُ اليكم وشَفّعتُكم فيهم وغفرَتُ لمسيئهم، أدخلوهم الجنّة بغير حساب(25) .
    (21) روى الصدوق أعلا الله مقامه عن الرضا عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال :
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومَن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحقّ مَن عَفا وصَفح(26) .
    قال الحافظ البرسي : ويؤيّد هذا ما رواه أبو حمزة الثمالي في كتاب الامالي، عن جعفر بن محمد قال :
    ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اذا كان يوم القيامة يؤتى بك على عجلة من نور على رأسك تاجٌ من النور له أربعة أركان على كل ركن ثلاثة أسطر لا اله الا الله محمد رسول الله علي وليّ الله ، ثم يوضع لك كرسي الكرامة وتُعطى مفاتيح الجنة والنار ، ثم يجمع لك الأوّلون والآخرون في صعيد واحد ، فيأمر بشيعتك الى الجنّة وبأعدائك الى النار ، فانتَ قسيم الجنّة والنار ، وأنت في ذلك اليوم أمين الله(27) .
    (22) وروى البرسي أيضاً قال : ومن ذلك ماورد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : اذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا فما كان عليهم لله فهو لنا ، وما كان لنا فهو لهم ، وما كان للناس فهو علينا ، وفي رواية بن جميل : ما كان عليهم لله فهو لنا ، وما كان للناس استوهبناه ، وما كان لنا فهو أحقّ من عفا عن محبيّه .
    ـ وفي رواية : ان رجلا من المنافقين قال لابي الحسن الثاني (عليه السلام) : ان من شيعتكم قوماً ... على الطريق ، فقال : الحمدُ لله الذي جَعَلهم على الطريق فلا يزوغون عنه.
    ـ واعترضه أخر فقال : اِن من شيعتك مَنْ يشرب النبيذ ! فقد قال : كان أصحاب رسول الله يشربون ، فقال الرجل : ما أعني ماء العسَل ؟ وانما اعني ... ، فعرقَ وجهه الشريف حياءاً ثم قال : الله اكرم ان يجمع في قلب المؤمن بين رسيس .. وحبّنا أهل البيت ، ثم صبر هنيهة وقال : وان فعلها المنكوب مِنهم فاِنه يجدُ ربّاً رؤوفاً ونبيّاً عطوفاً وأماماً له على الحوض عروفاً ، وسادة له بالشفاعة وقوفاً، وتجدُ أنت روحك في برهوت ملهوفاً(28) .
    (23) روى ثقة الاسلام الكليني قدّس سره باسناده عن ثوير بن أبي فاختة قال :
    سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يحدّث في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : حدّثني أبي أنه سمع أباه علي بن ابي طالب (عليه السلام) يحدّث الناس قال :
    اذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم عُزلا بهماً جرداً مرداً في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضاً ويزدحمون دونها فيمنعون من المضي، فتشتَدُّ أنفاسهم ويكثر عرقهم وتضيق بهم أمورهم ويشتدّ ضجيجهم وترتفع أصواتهم ، قال : وهو أوّل هول من أهوال يوم القيامة .
    قال : فيشرف الجبّار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة ، فيأمر ملكاً من الملائكة فينادي فيهم : يا معَشَر الخلائق انصِتوا واستمعوا منادي الجبّار ، قال : فيسمع أخرهم كما يسمع أوّلهم ، قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤوسهم الى ناحية الصوت (مُهطعين الى الداع) قال : فعند ذلك يقول الكافر : (هذا يومٌ عَسِر) .
    قال : فيُشرف الجبّار عَزّوجَلّ الحكم العدل عليهم فيقول : أنا الله لا اله الا أنا الحكم العدل الذي لا يجور ، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي لا يظلم اليوم عندي أحد ، اليوم آخُذ للضعيف من القوي بحقِّه ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيّئات وأثيب على الهبات ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولأحد عنده مظلمة اِلا مظلمة يَهبهُا صاحبها وأثيبه عليها آخذ له بها عند الحساب ، فتَلازموا أيّها الخلائق واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا وأنا شاهدٌ لكم عليهم وكفى بي شهيداً .
    قال : فيتعارفون ويتلازمون ، فلا يبقى أحدٌ له عند أحد مظلمةٌ أو حَقٌّ الا لزمه بها ، قال : فيمكثون ما شاءَ الله فيشتدّ حالهم ويكثر عرقهم ويشتدّ غمّهم وترتفع أصواتهم بضجيج شديد ، فيتمنون المخلَص منه بترك مظالمهم لأهلها ، قال : ويطلع الله عزّوجلّ على جهدهم فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم : يا معشر الخلائق أنصتوا لداعي الله تبارك وتعالى واسمعوا ، ان الله تبارك وتعالى يقول لكم : انا الوهاب اِن اَحْبَبتُم أن تواهَبُوا فتَواهبَوُا ، وان لم تواهَبوُا اخَذتُ لكم بمظالمكم .
    قال : فيفرحون بذلك لشدّة جُهدهم وضيق مسلكهم وتزاحمهم ، قال : فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلّصوا مما هم فيه ، ويبقى بعضهم فيقول : يا ربِّ مظالمنا أعظم من أن نهبها !
    قال : فينادي مناد من تلقاء العرش : اين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس ، قال : فيأمره الله عزّوجلّ ان يطلع من الفردوس قصراً من فضة بما فيه من الابنية والخَدمَ .
    قال : فيطلعه عليهم وفي حفافه القصر الوصائف والخدم ، قال : فينادي مناد من عند الله تبارك وتعالى : يا معَشر الخلائق ارفَعوُا رؤوسكم فانظروا الى هذا القصر ، قال : فيرفعون رؤوسهم فكلّهم يتمنّاه ، قال : فينادي مناد من عند الله تعالى: يا معشر الخلائق هذا لكل من عَفا عن مؤمن ، قال : فيعفون كلّهم الا القليل .
    قال: فيقول الله عزّوجلّ : لا يجوز الى جنّتي اليوم ظالمٌ ، ولا يجوز الى ناري ظالم ولأحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب . أيّها الخلائق اِسْتَعِدوا للحساب .
    قال : ثم يخلّي سبيلهم فينطلقون الى العقبة يكرد بعضهم بعَضاً حتى ينتهوا الى العَرصة ، والجبّار تبارك وتعالى على العرش قد نشرت الدواوين ونُصِبَت الموازين واُحضِرَ النبيّون والشهداء وهم الائمة يشهد كل أمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عَزّوجلّ ودعَاهُم الى سبيل الله .
    قال : فقال له رجل من قريش : يا ابن رسول الله ، اذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة ، أيّ شيء يأخذ من الكافر وهو من أهل النار ؟ قال : فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) : يُطرَح عن المسلم من سيّئاته بقدر ماله على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذاباً بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة .
    قال : فقال له القرشي : اذا كانت المظلمة للمسلم عند مُسلم كيف تؤخذ مظلمته من المسلم ؟
    قال : يؤخَذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حقّ المظلوم فتُزاد على حسنات المظلوم .
    قال : فقال له القرشي : فاِن لم يكن للظالم حسَنات ؟
    قال : ان لم يكن للظالم حسنات فاِن للمظلوم سيئات يؤخذ من سيّئات المظلوم فتُزاد على سيّئات الظالم(29) .
    (24) روى الحافظ البرسي رحمه الله عن جابر بن عبدالله عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال :
    يا جابر عليك بالبيان والمعاني ، قال : فقلت : وما البيان والمعاني ؟
    فقال (عليه السلام) : أما البيان فهو أن تعرف الله سبحانه ليسَ كمثله شيء فتعبده ولا تشرك به شيئاً ، وأمّا المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه وأمره وحكمه ، وكلمته وعلمه وحقّه ، واذا شئنا شاء الله ، ويُريد الله ما نريده ، ونحن المثاني التي أعطى الله نبيّنا ونحن وجَه الله الذي ينقلب في الارض بين أظهركم فمن عرفنا فأمامه اليقين ، ومَن جهلنا فأمامه سجّين ، ولو شئنا خَرقنا الارض وصعَدنا السماء ، وان الينا أياب هذا الخلق ، ثم اِن علينا حسابهم(30) .
    (25) روى العلامة الطريحي رحمه الله في «منتخبه»(31) عن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حيث قال :
    أيُّها الناس اِعلموُا وتَيقّنوُا أن لنا مع كل ولي لنا أعيناً ناظرة لا تَشبهَ أعيُن الناس ، وفيها نورٌ من نور الله وحكمة من حكم الله تعالى ليسَ للشيطان فيها نصيب ، وكل بعيد منها قريب ، وان لنا مع كل ولي لنا أعيناً ناظرة وألسناً ناطقة وقلوباً وافية ، وليسَ يخفى علينا شيء من أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم ، بدليل قوله تعالى : (وقل اعمَلوُا فسيَرى الله عملكم ورسُوله والمؤمنون) ولو لم يكن كذلك ما كان لنا على الناس فضل .
  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    #2
    جزاكِ الله خيرا

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46764

      #3
      أحسنتِ اختي الكريمه
      جزاكِ الله أحسن الجزاء

      تعليق

      • دمعة فاطمة
        • Jul 2010
        • 879

        #4
        اللهم صل على محمد وال محمد
        جزاك الله خير الجزاء

        تعليق

        • حسينية فاطمية
          • Mar 2010
          • 2505

          #5

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #7
            سلام الله ع،قــــــــاآآلع باب خ،،ـــــــــــــيبر
            جزآأك الله الف الف خييير ع هذا الطرح المميزز
            والله لا يحرمك اجــــــررهـ

            تعليق

            • نور الزهراء
              • May 2012
              • 3660

              #8
              جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
              بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
              آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
              دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
              ..:ღ:..

              تعليق

              يعمل...
              X