أبن القيّم وحكمه بفساد التأويل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قال أبن القيّم ـ تلميذ عبد الحليم بن تيمية ـ في كتابه (أعلام الموقعين): إذا سئل عن تفسير آية من كتاب الله وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ليس له أن يخرجها عن ظاهرها بوجوه التأويلات الفاسدة الموافقة لنحلته وهواه ، ومن فعل ذلك استحقّ المنع من الإفتاء والحجر عليه ، وهذا الّذي ذكرناه هو الّذي صرّح به أئمّة الكلام قديما وحديثا ، قال بعض أهل العلم :وكيف لا يخشى الكذب على الله وعلى رسوله من يحمل كلامه علىالتأويل ؟ وهل يأمن أن يتناوله قوله تعالى ( وكذلك نجزي المفترين )1؟ ويكفي المتأوّلين أنّهم قالوا برأيهم على الله تعالى ، وقدموا آراءهم على نصوص الوحي ، ولو علموا أي باب شرّ فتحوا على الامّة بالتأويلات الفاسدة ، وأي بناء هدموا بها ، فكلّ صاحب باطل قد جعل ما تأوّله المتأوّلون عذرا له في تأوّله هو ... وقال : ما الّذي حرّم علي التأويل وأباحه لكم ؟ وكيف نعاقب على تأويلنا وتؤجرون على تأويلكم ؟...، قال : وهل وقعت في الامّة فتنة كبيرة أو صغيرة إلاّ بالتأويل ؟، فافتراق الامّة إلى ثلاث وسبعين فرقة إنّما أوجبه التأويل ، وإنّما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصفّين والحرّة بالتأويل ، وهل الّذي أراق دماء بني جذيمة ـ وقد أسلموا ـ غير التأويل؟ حتّى رفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يديه إلى السماء من فعل المتأوّل لقتلهم وأخذ أموالهم؟، وما الّذي أوجب تأخّر الصحابة يوم الحديبية عن موافقة النبي ( صلى الله عليه وآله ) غير التأويل؟ حتّى اشتدّ غضبه ( صلى الله عليه وآله ) لتأخّرهم عن طاعته ، وما الّذي سفك دم الخليفة عثمان وأوقع الامّة فيما أوقعها فيه حتّى الآن غير التأويل؟ وما الّذي أراق دم عمّار بن ياسر رضوان الله عليه وأصحابه غير التأويل ؟ وما الّذي سفك حجر بن عدي وسعيد بن جبير وغيرهم من سادات الامّة غير التأويل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأعراف /152 0
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قال أبن القيّم ـ تلميذ عبد الحليم بن تيمية ـ في كتابه (أعلام الموقعين): إذا سئل عن تفسير آية من كتاب الله وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ليس له أن يخرجها عن ظاهرها بوجوه التأويلات الفاسدة الموافقة لنحلته وهواه ، ومن فعل ذلك استحقّ المنع من الإفتاء والحجر عليه ، وهذا الّذي ذكرناه هو الّذي صرّح به أئمّة الكلام قديما وحديثا ، قال بعض أهل العلم :وكيف لا يخشى الكذب على الله وعلى رسوله من يحمل كلامه علىالتأويل ؟ وهل يأمن أن يتناوله قوله تعالى ( وكذلك نجزي المفترين )1؟ ويكفي المتأوّلين أنّهم قالوا برأيهم على الله تعالى ، وقدموا آراءهم على نصوص الوحي ، ولو علموا أي باب شرّ فتحوا على الامّة بالتأويلات الفاسدة ، وأي بناء هدموا بها ، فكلّ صاحب باطل قد جعل ما تأوّله المتأوّلون عذرا له في تأوّله هو ... وقال : ما الّذي حرّم علي التأويل وأباحه لكم ؟ وكيف نعاقب على تأويلنا وتؤجرون على تأويلكم ؟...، قال : وهل وقعت في الامّة فتنة كبيرة أو صغيرة إلاّ بالتأويل ؟، فافتراق الامّة إلى ثلاث وسبعين فرقة إنّما أوجبه التأويل ، وإنّما أريقت دماء المسلمين يوم الجمل وصفّين والحرّة بالتأويل ، وهل الّذي أراق دماء بني جذيمة ـ وقد أسلموا ـ غير التأويل؟ حتّى رفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يديه إلى السماء من فعل المتأوّل لقتلهم وأخذ أموالهم؟، وما الّذي أوجب تأخّر الصحابة يوم الحديبية عن موافقة النبي ( صلى الله عليه وآله ) غير التأويل؟ حتّى اشتدّ غضبه ( صلى الله عليه وآله ) لتأخّرهم عن طاعته ، وما الّذي سفك دم الخليفة عثمان وأوقع الامّة فيما أوقعها فيه حتّى الآن غير التأويل؟ وما الّذي أراق دم عمّار بن ياسر رضوان الله عليه وأصحابه غير التأويل ؟ وما الّذي سفك حجر بن عدي وسعيد بن جبير وغيرهم من سادات الامّة غير التأويل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأعراف /152 0