في تراث الأمس نقبع.. وبحضارة اليوم نتطور.. وبينهما نعيش حياة مختلطة.. هكذا نحن أمور نعتمد فيها على تقاليدنا ونعيش فيها بتراثنا.. وأمور يتبادر إلى أذهاننا أننا في القرن الواحد والعشرين ولا يلزمنا أن نتقيد بها فنحن متطورون لدرجة التنازل عنها.. نتناقض ونتفق في نفس الوقت.. نتضاد ونترادف في نفس اللحظة.. لا أدري ماذا أسمي هذه الحالة؟!
لكننا استطعنا التعايش معها بكل أريحية وانسجامية فقد نسجنا بين واجب الماضي ومباح الحاضر لننتج بمستقبل يحمل من عبق الماضي وشذا الحاضر..
هكذا هي الحياة نسيج ونسيج لننتج بأكبر قطعة من تجاربها..
لكن ما يكدر علينا صفو هذا النسيج هي تلك الفتحات التي تنتج من انقطاع بعض خيوطه تلك الثقوب التي اتكل فيها بعض الأفراد على قسوة بعض عادات الماضي أو على انفتاح بعض الحاضر المليء بالحضارة المختلطة ما بين الشرقية والغربية ما بين الاسلام وغيره..
ولكي نستطيع تغطية تلك الثقوب فسنعمل كما يقول المثل الشعبي «حلاة رقعة الثوب منه وفيه» لذلك سنعمل على تصحيح بعض الأفكار سواء المتشددة أو المنفتحة وسنحاول أن ننتزع منها ما قد أكلته نار أحدهما إما التشدد أو الانفتاح وسنعيش أمة وسطا كما وصفنا الله في كتابه العزيز..
نريد أن نحافظ على تقاليدنا لكن في حدود ووفق ما يطابقه عهدنا فلكل زمان رجاله
أي نستطيع أن نحافظ على أخلاقنا دون أن نفسدها حين نقيدها بأخلاق الماضي ولا نجعلها تتأثر بتطور الحاضر نستطيع أن نعيش هذا الحاضر ونحن نتقيد بتقاليد الماضي التي لا تتعارض ولا تناقض ما نراه وما نعيشه في هذا اليوم من تطورات وتقدمات ولكن قبل أن نصلح هذا المجتمع حسب فكرة التعايش علينا أن نصلح أنفسنا فمتى ما ترادف ما بداخلنا مع ما نطمح إليه كان الناتج اسرة استطاعت أن تجتاز مرحلتها تلك وبالتالي ينهض مجتمع كامل يوافق بين تراث الامس وحضارة اليوم.
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
