المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عظماء في الذاكرة


قلب الأسد
06-06-2009, 06:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عظماء في الذاكرة موضوع متجدد يلقي الضوء على شخصيات عظيمة تركت اثر كبير في عالمنا الأسلامي والعربي وكان لها ادوار مصيرية
شخصية اليوم
السيد محسن الأمين (قدس سره)
http://www.alradhy.com/alqudes/alameen/mohsen1.jpg
نبذة من حياة آية الله العظمى السيد محسن الأمين (قدس سره)
الاسم : السيد محسن بن السيد عبد الكريم بن السيد محمد الأمين الحسيني العاملي .
ولادته :
ولد في لبنان – جبل عامل – عام 1284هـ 1867م ، في قرية – شقراء – إحدى قرى قضاء بنت جبيل .
دراسته :
درس مبادئ القراءة والكتابة والمقدمات للحوزة العلمية في لبنان .
سفره إلى العراق :
وفي سنة 1308هـ 1885م سافر السيد الأمين إلى العراق حتى بلغ النجف الأشرف محط العلماء والمراجع العظام . واستمر في النجف 10 سنوات ونصف السنة حتى عام 1319هـ 1901م بعد أن نال درجة الاجتهاد .
السفر إلى دمشق :
خرج من النجف الأشرف أواخر جمادى الثانية 1319هـ على الدواب هو وزوجه وأولاده ، وانتهى السفر بالسيد الأمين أخيراً في دمشق في أواخر شعبان من سنة 1319هـ 1901م وكان ذلك على ظهور الدواب وتحمل ما تحمل في الطريق حتى أن الناس لا يبايعونهم في الطريق ظناً منهم أنهم حجاج عجم . قال عن وضعه في الطريق ( وأرسلنا لنشتري الخبز من القرية فأبوا أن يبيعونا لظنهم أننا حجاج عجم ) .
مشاريعه
له مشاريع عديدة في مجال الاصلاح والتثقيف :
1-أسس المدرسة العلوية .
2-المدرسة الحسينية .
3-القضاء على الفرقة والاختلافات .
4-إصلاح أخطاء مجالس العزاء .
وله مواقف مشكورة في الإصلاح الاجتماعي .
وله أيضاً مواقفه السياسية ضد الظلم والعدوان والاستبداد ، وضد الاستعمار الفرنسي في سورية ولبنان ، والاستعمار البريطاني للعراق والحجاز ، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبقية أحداث العالم .
مؤلفاته :
ترك مجموعة كبيرة من المؤلفات في الفقه والأصول والتاريخ والسير والتراجم والأدب وغيرها منها :
1-أعيان الشيعة في التراجم 56 مجلداً في الطبعة الأولى وطبع أخيراً بتحقيق ولده الأستاذ حسن الأمين بحجم كبير في 10 مجلدات ومجلد فهارس ثم استدرك عليه ولده المذكور بمستدركات بلغت 4 مجلدات ضخمة . طبع دار التعارف للمطبوعات بيروت . وهذا الكتاب يعد أكبر موسوعة في تراجم الشيعة .
2-كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب . يناقش الفكر الوهابي . مطبوع .
3-الشيعة بين الحقائق والأوهام . طبع
4-المجالس السنية في مجلدين . طبع
5-البحر الزخار في فقه الأئمة الأطهار 1-3 . طبع
6-مفتاح الجنات في الأدعية والزيارات 1-3 . طبع
7-معادن الجواهر ونزهة الخاطر . في الأدب 1-2 . طبع
8-رسالة التنزيه . طبعت .
9-رحلات السيد محسن الأمين . مطبوع
10-خطط جبل عامل . مطبوع
وغيرها من مطبوع ومخطوط
وفاته :
توفي منتصف ليلة الأحد 4 شهر رجب سنة 1371هـ . الموافق 30 آذار 1952م ، بعد جهاد كبير وعمر مديد في خدمة الإسلام والمسلمين . ودفن عند المدخل الرئيسي لحرم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام إحدى ضواحي دمشق .[1]
ألف ولده السيد حسن الأمين مجلداً خاصاً في حياته طبع ضمن مستدركات الأعيان ، السيد محسن الأمين للدكتور علي مرتضى الأمين . وله ترجمة بقلمه ضمن الأعيان ، وغيرها

عاشقة الابتسامه
07-06-2009, 10:21 PM
قدس الله انفاسه الزكيه

سلمت ايدك اخي

قلب الأسد
08-06-2009, 03:31 PM
شكرا لمرورك اختي الكريمة
بارك الله بك

قلب الأسد
08-06-2009, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم شخصية عظيمة من اهم وابرز شخصيات جبل عامل على الصعيد الديني
العالم الكبير و الفقيه العظيم المرحوم آية الله السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي -
http://albdre.jeeran.com/Dunky.jpg

اسمه ونسبه : السيّد عبد الحسين بن السيّد يوسف بن السيّد جواد شرف الدين الموسوي العاملي .
ولادته : ولد السيّد شرف الدين في الأوّل من جمادى الثانية 1290 هـ بمدينة الكاظمية المقدّسة في العراق .
دراسته : درس مرحلة المقدّمات عند والده في لبنان ، وعندما بلغ عمره سبعة عشر عاماً سافر إلى العراق لإكمال دراسته في حوزة مدينة النجف الأشرف ، والحوزات العلمية المنتشرة في مدن العراق ، وبعد إكماله مرحلة السطوح العالية أخذ يحضر دروس المراجع والعلماء الأعلام في مدينة النجف الأشرف .
ثمّ عاد إلى جنوب لبنان لأداء مهمَّاته الرسالية بعد أن نال درجة الاجتهاد ، وعمره آنذاك ( 32 ) عاماً ، كما سافر إلى مصر للاطِّلاع على دروس علماء جامعة الأزهر ومدرِّسيها ، والاستفادة من آرائهم ، ومن جملة أولئك المدرّسين الشيخ محمّد الكتاني ، والشيخ سليم البشري .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ فتح الله الأصفهاني ، المعروف بشيخ الشريعة . 2ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند . 3ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي . 4ـ أبوه ، السيّد يوسف شرف الدين .
5ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي . 6ـ السيّد محمّد صادق الأصفهاني . 7ـ الشيخ حسن الكربلائي . 8ـ الشيخ محمّد طه نجف . 9ـ السيّد إسماعيل الصدر . 10ـ الشيخ علي الجواهري . 11ـ السيّد حسن الصدر .
صفاته وأخلاقه : كانت صفاته قائمة على أساس القرآن الكريم ، والسيرة العملية للنبي محمّد وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، ومُستقاة من الصفات الحميدة للعلماء الماضين من السلف الصالح ، ومن الصفات التي تميَّز بها هي الإخلاص في العمل لله سبحانه وحده ، وكان يبالغ في إكرام الضيوف ، وبالخصوص العلماء منهم .
وكان يتفقَّد طبقات المجتمع كافّة ، وكان يسعى لرفع مشكلات الفقراء والمحتاجين منهم ، وكان في أيّام الحرب العالمية يقوم بجمع التبرّعات والحقوق الشرعية من المتاع والطعام ، ويوزِّعها على المساكين ، لسدِّ احتياجاتهم المعاشية .
وكان عطوفاً سمحاً ، يعفو عَمَّن أساء إليه ، وكان يهتم بإحياء المناسبات التي تخصُّ أهل العلم والأدب ، ويشجع الطلاَّب على الدراسة ، وعلى السير في طريق تزكية النفس وتهذيبها بالفضائل ، ويحثُّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان يوصي الطلاّب بالتواضع ، ويحثُّهم على مخاطبة الناس على قدر عقولهم وإدراكهم ، وحسب مزاجهم وأذواقهم .
وأمّا عن شجاعته ، فله موافق مشهودة ضد الاستعمار الفرنسي ، وله موقف جريء من الدولة العثمانية ، حيث تمكَّن من الحصول على موافقة منها بإعفاء طلاَّب العلوم الدينية من الخدمة العسكرية .
مشاريعه : نذكر منها ما يلي : 1ـ بناء مسجد وحسينية في منطقة تجمّع الشيعة في جنوب لبنان ، لإقامة الصلاة ، وإحياء المناسبات الإسلامية فيها . 2ـ تأسيس المدرسة الجعفرية ، للمحافظة على أفكار الشباب ، وتحصينها ضد الأفكار الاستعمارية ، التي كان الاحتلال الفرنسي يبثّها عن طريق المدارس الرسمية . 3ـ إنشاء مسجد الجعفرية . 4ـ بناء مدرسة الزهراء ( عليها السلام ) . 5ـ تأسيس نادي الإمام الصادق ( عليه السلام ) لإقامة الاجتماعات ، والمؤتمرات الإسلامية والعلمية والتربوية والثقافية . 6ـ القيام ببناء الروضة الجعفرية للأطفال ، بقسميها للبنين والبنات . 7ـ افتتاح جمعية نشر العلم . 8ـ تأسيس الجمعية الخيرية الجعفرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين . 9ـ تأسيس جمعية البر والإحسان لرعاية المساكين واليتامى .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة . 2ـ الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء . 3ـ الفصول المهمّة في تأليف الأُمّة . 4ـ مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام . 5ـ ثبت الاثبات في سلسة الرواة . 6ـ إلى المجمع العالمي بدمشق . 7ـ فلسفة الميثاق والولاية . 8ـ أجوبة مسائل جار الله . 9ـ كلمة حول الرؤية . 10ـ النص والاجتهاد . 11ـ بُغية الراغبين . 12ـ زينب الكبرى . 13ـ مسائل فقهية . 15ـ المراجعات . 16ـ أبو هريرة .
وفاته : توفّي السيد شرف الدين ( قدس سره ) في الثامن من جمادى الثانية 1377 هـ ، وتمّ تشييع جثمانه الشريف بشكل رسمي في العاصمة بيروت ، ثمّ نقل إلى بغداد ، وشُيِّع في مدن الكاظمية وكربلاء والنجف الأشرف ، ودفن بالصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) .

قلب الأسد
10-06-2009, 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم شخصية دينية عاملية
من اهم شخصيات عصرها
هو الشيخ أحمد رضا العاملي.. أحد بناة المعاجم العربية

http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/06/images/pic37.jpg
الشيخ أحمد رضا

في الوقت الذي كانت تنعم فيه مصر في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري بحركة فكرية شاملة، كانت لبنان هي الأخرى تشهد بعثا حضاريا وازدهارًا فكريا، ورغبة جامحة في التجديد، ووصل بالقديم، ودعوة جادة إلى إحياء التراث العربي، ودراسة آثاره وكنوزه، وكان من نصيب لبنان أن تشارك في حركة الإحياء بعدد من الأعلام والمفكرين، بعثوا في الحياة الثقافية روحًا جديدة وثّابة.
ويأتي في مقدمة هؤلاء الأعلام والمفكرين الشيخ "ناصيف اليازجي" الذي أحيا البيان العربي الرصين، وقرّب علوم اللغة إلى شُدَاة الدارسين وكان حجة في اللغة والأدب، وشاركه في قوة "أحمد فارس الشدياق" صاحب جريدة "الجوائب" والمؤلفات القيمة، لعل من أشهرها "الجاسوس على القاموس" سجّل فيه انتقاداته ومآخذه على معجم "الفيروز آبادي" المعروف بالقاموس المحيط.
وأسهم أيضا في هذه النهضة "بطرس البستاني" في اتجاهات متعددة، لعل أبرزها وضعه معجم "محيط المحيط" في مجلدين، ثم اختصره في "قطر المحيط"، وكان بذلك من رواد صناعة المعاجم في العصر الحديث، وكان له سبق في وضع أول دائرة معارف عربية مرتبة على حروف المعجم، ولكنها لم تكتمل.
وفي جنوب لبنان حيث منطقة "جبل عامل" كانت تُجرى محاولات لإنشاء مدارس على النظم الحديثة، كُتب لبعضها النجاح، وفي الوقت نفسه ظلت المدارس العاملية الشيعية تقوم بدورها في التعليم والتثقيف، وكانت تدرس النحو والبلاغة والأصول والفقه والحديث، وتخرّج فيها عدد من علماء جبل عامل.
مولد العاملي ونشأته
استقبلت بلدة النبطية بجبل عامل مولودها النابه أحمد رضا العاملي في (26 من ربيع الأول 1865هـ= 4 من يونيو 1472م) واحتضنته أسرة من كرائم أسر النبطية؛ فأبوه كان معروفا بالصدق والأمانة وصلاح الرأي، وأمه كانت معروفة بالصلاح والإحسان، فتعهدا ابنهما بالتربية والتعليم، وألحقاه بكتاب البلدة حيث حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، غير أن نجابة الطفل الصغير ونباهته شجّعتا والده على إرساله في سنة (1298هـ 1880م) إلى إحدى القرى المجاورة لاستكمال تعليمه مع قلة من أبناء بلدته، حيث تلقى النحو والصرف على يد أحد علمائها، ثم عاد إلى النبطية حيث افتتحت مدرسة جديدة فالتحق بها وتعلم مبادئ الحساب والجغرافيا.
وبعد وفاة والده سنة (1302هـ = 1884م) انقطع عن مواصلة دراسته، ولكن ذلك لم يدم طويلا إذ نزل ببلدته السيد "محمد إبراهيم" من علماء الشيعة المعروفين، فلزمه التلميذ النابه، وقرأ عليه فيما قرأ "شرح التلخيص" في البيان للسعد التفتازاني، ورسائل ابن سينا في الطبيعة، ودرس عليه الأدب العربي، ولم تشغله هذه الدراسة المنتظمة عن الانكباب في مطالعة كتب الأدب والتاريخ.
ثم التزم الشيخ "حسن يوسف مكي" حين قدم النبطية، وأنشأ بها المدرسة الحميدية، والتحق بها طالبًا ومعلمًا، فكان يدرس على الشيخ الفقه الشيعي وأصوله، وفي الوقت نفسه يدرّس المنطق والبيان ومبادئ علم الأصول لمن يرغب من التلاميذ، وكان من تلاميذه -وهو في هذه السن الصغيرة- عدد من أعلام لبنان، مثل: "أحمد عارف الزين"، والشاعر "حسن حوماني"، والقاضي "أسد الله صفا".
عرف الشيخ أحمد رضا بتمكنه في اللغة ومعرفته بأسرارها، وقدرته على البحث والدرس، فاختاره المجمع العلمي العربي بدمشق عضوًا به في سنة (1339هـ = 1920م)، وبعد عشر سنوات من اختياره، كلّفه المجمع العلمي بوضع معجم يجمع متن اللغة باختصار، ويضم إليه ما استحدثه مجمعا: مصر ودمشق من الألفاظ والمصطلحات الجديدة.
وجاء اختيار المجمع موفقا؛ فالشيخ بارع في اللغة، بصير بدقائقها، خبير بأسرارها، مع صبر في البحث والتنقيب، ودقة في الجمع والتمحيص، وأنفق العاملي ثماني عشرة سنة قضاها الشيخ الجليل بين بطون الكتب وأمهات المعاجم، ومطولات اللغة حتى خرج بكتابه "متن اللغة"، محققًا أمنية المجمع، غير أن القدر لم يمهله حتى يرى معجمه الذي انتهى منه في عام (1368هـ = 1948م) مطبوعا؛ إذ لم ينشر إلا بعد وفاته في خمسة مجلدات كبيرة.
وقد استهل المؤلف كتابه بمقدمة عن نشأة اللغات عامة، واختص منها العربية، فتناول نشأتها وتطورها، ثم رتب مادة معجمه على أصل المادة المجرّدة كما هو الحال في سائر المعاجم القديمة والحديثة، والتزم الترتيب الألفبائي، وحرص المؤلف على اختيار أفضل ما اتفق عليه علماء اللغة قبله من شروح عند تفسير الألفاظ، وتمسك بما وضعه مجمعا اللغة العربية في دمشق والقاهرة من ألفاظ ومسميات لأشياء حديثة.
وبعد أن أتمّ هذا العمل الشاق قام بوضع مختصرين له، هما: المعجم الوسيط، والمعجم الوجيز للمبتدئين من الطلاب، غير أن هذين العملين لا يزالان مخطوطَين، ولم يريا النور بعدُ.
جهوده اللغوية الأخرى
حرص أحمد رضا العاملي على تقريب العامية من الفصحى، بردّ كثير من الألفاظ التي تستعملها العامة وتأنف الخاصة منها إلى أصلها الفصيح، وكانت المهمة شاقة، تهيّب منها الشيخ في بادئ الأمر، لكن الحاجة دعت إليها، فوضع معجمًا لما يزيد عن 1600 كلمة يتحدثها عامة الناس في الشام، ورتبها ألفبائيا، وأرجعها إلى أصل عربي فصيح، وقرن أكثرها بأشعار عربية أو استشهادات لغوية موثَّقة، وقد طُبع هذا الكتاب "رد العامي إلى الفصيح" سنة (1871هـ = 1952م).
ثم استكمل جهده الرائع بوضع أسماء جديدة لمعان مستحدثة، وفق شروط وضوابط لغوية، وذلك في كتابه "التذكرة في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة"، غير أن هذا الكتاب لا يزال مخطوطا لم تمتد إليه يد الطباعة والنشر.
ولم يكن التأليف اللغوي يستغرق نشاطه كله، بل كانت له مؤلفات أخرى منها:
- العراقيات، وهي مختارات من الشعر العراقي، اشترك في جمعه مع الشيخين "سليمان ظاهر" و"عارف الدين"، وطبع الكتاب في مطبعة العرفان سنة (1326هـ= 1908م) بصيدا.
- رسالة في الخط، وطبعت في مطبعة العرفان سنة (1333= 1914م) بصيدا .
- الدروس الفقهية في مذهب الشيعة الإمامية، وهو كتيب صغير لطلاب المرحلتين الابتدائية، وطُبع بعد وفاته في مطبعة العرفان سنة (1381هـ = 1957م) بصيدا
- هداية المتعلمين إلى ما يجب في الدين، وهو للناشئة كسابقه، وطُبع معه في السنة نفسها.
وإلى جانب ذلك كان لـ أحمد رضا أكثر من 150 مقالة في اللغة والدين والتاريخ، نشرتها له مختلف المجلات العربية، مثل: مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجلة المقتطف المصرية، ومجلتي: المقتبس، والعرفان اللبنانيتين.
وفاة الشيخ أحمد رضا
فُجع الشيخ الجليل باحتلال اليهود لأجزاء غالية من فلسطين، أعقبه وفاة ابنه الأكبر، وأقعده الحزن والألم عن العمل أكثر من سنتين، حتى إذا أقبل صيف عام 1953م واحتدمت في بلدته النبطية المعارك الانتخابية، أصيب الشيخ بحَجَر في رأسه من جرّاء عراك المتنافسين، فوقع مصابًا، ثم تُوفي بعدها متأثرًا بجراحه في (3 من ذي القعدة 1371هـ= 4 من يوليو 1953م).

قلب الأسد
15-06-2009, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم
هو
الشيخ محمد بن الحسن - الحر العاملي

http://www.hodaalquran.com/thump/dalem.jpg
محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين المعروف بالشيخ الحر العاملي.
ولد الشيخ الحر في ليلة الجمعة ثامن رجب سنة 1033 هـ في قرية مشغرة في منطقة جبل عامل في أسرة علمية ذات علاقة بعترة رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين.
نشأته
نشأ الشيخ الحر العاملي في أسرة من أهل العلم والفضل وبيته من البيوت الكبيرة العريقة الأصيلة التي غذت الطائفة بثلة من أعاظم الفقهاء والمجتهدين.
وكان والد الشيخ الحر العاملي عالماً فاضلاً أديباً فقيهاً وثقة حافظاً وكان الناس يرجعون إليه و قد توفي سنة 1062 هـ في طريق مشهد ودفن فيها وأما عمه الشيخ محمد بن علي بن محمد الحر العاملي فله كتاب الرحلة وله أيضاً حواش وتعليقات.
وكان ابن عمه حسن بن محمد بن علي عالماً فاضلاً وأديباً وكان جده الشيخ علي بن محمد الحر العاملي عالماً جليل القدر وعابداً حسن الأخلاق ومن أهل الفضل والشعر والأدب.
وكان جد والده الشيخ محمد بن حسين الحر العاملي أيضاً من أهل العلم، و كان أفضل أهل عصره في الشرعيات والنقليات كما كان ولده الشيخ محمد بن محمد أفضل أهل عصره في العقليات.
أقوال العلماء فيه
قال السيد علي خان المدني:
"الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي علم من الأعلام له مقام علمي لا يوصف بالكلام وسعت فوائد مؤلفاته أرجاء الأقطار وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الأرض أمطار تصانيفه في جبهات الأيام غرر و كلماته في عقود السطور درر".
ويقول عنه العلامة الأميني في الغدير:
"هو درة على تاج الزمن وغرة على جبهة الفضيلة تجد له في كل قدر مغرفة وبكل فن معرفة ولقد تقاصرت عنه جمل المدح وزمر الثناء فكأنه عاد جثمان العلم وهيكل الأدب و شخصية الكمال البارزة ومن آثاره تدوينه لأحاديث أئمة أهل البيت عليهم ‏السلام وإثبات إمامتهم و نشر فضائلهم وجمع شتات أحكامهم وحكمهم ولقد أبقت له كتبه القيمة الذكر الخالد".
ويقول المحدث القمي في حقه:
"محمد بن الحسن بن علي المشغري شيخ المحدثين وأفضل العلماء المتبحرين فقيه نبيه محدث زاهد ثقة جليل القدر ومنبع المكارم والفضائل، وله مؤلفات مهمة".
أساتذته
1 - أبوه حسن بن علي.
2 - عمه الشيخ محمد بن علي الحر المتوفى
3 - جده لأمه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر
4 - خال أبيه الشيخ علي بن محمود العاملي
5 - الشيخ زين الدين صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني
6 - الشيخ حسين الظهيري
7 - السيد حسن الحسيني العاملي
8 - الشيخ عبد الله الحرفوشي
9 - المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي
10 - السيد ميرزا الجزائري النجفي
11 - الشيخ علي حفيد الشهيد الثاني
12 - الأستاذ المحقق حسين الخونساري
13 - السيد هاشم التوبلي البحراني
14 - المولى محمد الكاشي
تلامذته
1 - الشيخ مصطفى بن عبد الواحد بن سيار الحوبز
2 - الشيخ محمد رضا ابن الشيخ مصطفى
3 - الشيخ حسن الابن الآخر للشيخ مصطفى
4 - السيد محمد بن محمد باقر الحسيني الأعرجي المختاري النائيني
5 - السيد محمد بن محمد بديع الرضوي المشهدي
6 - المولى محمد فاضل بن محمد مهدي المشهدي
7 - السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي
8 - المولى محمد صالح بن محمد باقر القزويني المعروف بالروغني
9 - المولى محمد تقي بن عبد الوهاب الأسترآبادي المشهدي
10 - المولى محمد تقي الدهخوارقاني القزويني
11 - السيد محمد بن أحمد الحسيني الجيلاني
مؤلفاته:
1 - الجواهر السنية في الأحاديث القدسية وهو أول من جمع هذه الأحاديث ولم يكتب أحد قبله في هذا المجال.
2 - الصحيفة الثانية من أدعية علي بن الحسين عليه‏السلام.
3 - تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة وهو كتاب جامع للأحاديث الفقهية الموجودة في الكتب الأربعة و سائر الكتب المعتبرة ويصل عدد مصادر هذا الكتاب إلى 180 مصدراً وهو المعروف بو سائل الشيعة أحد أهم الموارد لاستنباط الأحكام لدى فقهاء الامامية.
4 - هداية الأمة إلى أحكام الأئمة عليهم ‏السلام وهو منتخب من وسائل الشيعة في ثلاثة أجزاء مع حذف الأسانيد والمكررات.
5 - من لا يحضره الإمام وهو فهرس لوسائل الشيعة.
6 - الفوائد الطوسية وهو مجموع فوائد بلغت مائة فائدة في عناوين متفرقة.
7 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات يشمل معجزات النبي والأئمة المعصومين عليهم ‏السلام وفيه أكثر من 20 ألف حديث و 70 ألف سند وبلغت مصادره من كتب الشيعة و السنة أكثر من 439 مصدراً.
8 - أمل الآمل.
9 - الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة و هي من أجمع الرسائل في الرجعة والرد على الشبهات من حيث الاستدلال.
10 - رسالة في الرد على الصوفية.
11 - تواتر القرآن
12 - بداية الهداية في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أول الفقه إلى آخره و انتهى فيه إلى أن الواجبات (1535) و المحرمات (1448).
13 - الفصول المهمة في أصول الأئمة عليهم ‏السلام.
14 - العربية العلوية و اللغة المروية
15 - ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت وفيه أربع منظومات أخرى في المواريث و الزكاة والهندسة وتواريخ النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
16 - ديوان زين العابدين عليه ‏السلام
17 - تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة وهو شرح لوسائل الشيعة.
18 - الأخلاق
19 - مقتل الحسين عليه ‏السلام
20 - حواش على الكتب الأربعة
وفاته
قال أخوه الشيخ أحمد الحر في كتابه الدر المسلوك:
"في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 هـ كان مغرب شمس الفضيلة والإفاضة والإفادة ومحاق بدر العلم والعمل والعبادة شيخ الإسلام والمسلمين وبقية الفقهاء و المجتهدين الناطق بهداية الأمة وبداية الشريعة الصادق في النصوص والمعجزات ووسائل الشيعة الإمام الخطيب الشاعر الأديب عبد ربه العظيم العلي الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الحر العاملي المنتقل إلى رحمة باريه عند ثامن مواليه وهو أخي الأكبرصليت عليه في المسجد تحت القبة جنب المنبر ودفن في إيوان حجرة في صحن الروضة الملاصق لمدرسة ميرزا جعفر وكان قد بلغ عمره اثنين وسبعين".

قلب الأسد
15-01-2011, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم هي
الشيخ حسن بن زين الدين الجبعي العاملي المعروف بابن الشهيد الثاني ( قدس سره ) (1)
( 959 هـ ـ 1011 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو منصور ، حسن بن زين الدين بن علي الجبعي العاملي ، المعروف بابن الشهيد الثاني .
ولادته :
ولد الشيخ الجبعي العاملي ( قدس سره ) في العشرين من رمضان 959 ه‍ ، بقرية جُبَع من قرى جبل عامل في لبنان .
دراسته :
كان عمر الشيخ الجبعي العاملي حين استشهاد والده سبع سنين ، اشتغل في تلك النواحي المقدّسة بتحصيل العلوم الدينية على يد جملة من فضلائها البارعين وطلبة والده الشهيد ، وبعدما أكمل دراسته الابتدائية والمقدّمات اللازمة في بلاده ومسقط رأسه توجّه إلى العراق ، وأقام في النجف الأشرف ، واشتغل هناك في دراسة الفقه والأُصول والعلوم الأُخرى ، ثمّ رجع إلى بلدة جبع واستقر بها .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل : ( كان عالماً فاضلاً ، عاملاً كاملاً ، متبحّراً محقّقاً ، ثقةً فقيهاً ، وجيهاً نبيهاً محدّثاً ، جامعاً للفنون ، أديباً شاعراً ، زاهداً عابداً ورعاً ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير المحاسن ، وحيد دهره ، أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث والرجال ) .
2ـ قال الشيخ عبد الله الأصفهاني في رياض العلماء : ( الفقيه الجليل ، والمحدّث الأُصولي الكامل النبيل ، المعروف بصاحب المعالم ، كان ( قدس سره ) ذا النفس الطاهرة ، والفضل الجامع ، والمكارم الباهرة ) .
3ـ قال السيّد الخونساري في روضات الجنّات : ( أمره في العلم والفقه والتبحّر والتحقيق ، وحسن السليقة ، وجودة الفهم ، وجلالة القدر ، وكثرة المحاسن والكمالات ، أشهر من أن يذكر ، وأبين من أن يسطر ) .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي ، والد الشيخ البهائي .
2ـ الشيخ أحمد بن محمّد ، المعروف بالمقدّس الأردبيلي .
3ـ السيّد علي بن فخر الدين الهاشمي العاملي .
4ـ السيّد علي بن أبي الحسن العاملي .
5ـ الشيخ أحمد بن سليمان العاملي .
6ـ السيّد علي بن الحسين الصائغ .
7ـ المولى عبد الله اليزدي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ عبد السلام بن محمّد الحر العاملي .
2ـ السيّد نجم الدين بن السيّد محمّد الحسيني .
3ـ الشيخ عبد السلام بن محمّد الحر .
4ـ ابنه ، الشيخ أبو الحسن علي .
5ـ ابنه ، الشيخ أبو جعفر محمّد .
6ـ الشيخ علي بن محمّد العاملي .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد .
2ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان .
3ـ معالم الدين وملاذ المجتهدين .
4ـ النفحة القدسية لإيقاظ البرية .
5ـ شرح على ألفية الشهيد .
6ـ الرسالة الأثنا عشرية .
7ـ التحرير الطاووسي .
8ـ الفوائد الرجالية .
9ـ الفصول الأنيقة .
10ـ مناسك الحج .
11ـ ديوان شعر .
وفاته :
توفّي الشيخ الجبعي العاملي ( قدس سره ) في محرّم 1011 هـ بقرية جُبع في لبنان .

قلب الأسد
17-01-2011, 05:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم هو الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي العاملي
ولد الشهيد الأول في القرن السابع الهجري في سنة 734هـ في جبل عامل واستشهد بدمشق يوم الخميس التاسع من جمادي الأول بسنة 786هـ قتيلاً بالسيف على التشيع وبذلك يكون عمره ـ رحمه الله ـ اثنين وخمسين سنة وبعضهم قال كما عن صاحب أعيان الشيعة في التاسع عشر من جمادي الأول والصحيح الأول(1). وينقل صاحب العيان عن صاحب كتاب (تاريخ العراق بين احتلالين) نقلاً عن كتابي الشذرات والأبناء في أحداث سنة 786هـ توفي من هذه السنة محمد بن مكي العاملي كان عارفاً بالأصول والعربية فشهد عليه بانحلال العقيدة واعتقاد النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك فضربت عنقه بدمشق في جمادي الأول وضربت عنق رفيقه في طرابلس وكان على معتقده وعن أمل الآمل كانت وفاته ـ الشهيد ـ سنة 786 التاسع من جمادي الأول. قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم بدمشق في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بفتوى القاضي برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة دمشق وكان سبب حبسه وقتله انه وشى به رجل من اعدائه وكتب محضراً يشتمل على مقالات شنيعة وشهد بذلك جماعة كثيرة وكتبوا عليه شهادتهم وثبت ذلك عند قاضي صيدا ثم أتوا به إلى قاضي الشام فحبس سنة كاملة إلى أن قتل(2).
مسيرته العلمية
يظهر أن جبل عامل وخصوصاً بعد الغزو الصليبي الذي اجتاحها في بداية القرن السادس الهجري واجتاح منطقة الشام حينذاك ساءت فيها الأوضاع العلمية والثقافية وسادت فيها الأمية والفقر والمشاكل الاجتماعية وبعده عهد المماليك الذي جاء ليواصل هيمنته على بلاد المسلمين ويحكمهم بمنطقه الظالم مما أدى إلى عدم توفر المدارس الجديدة بل كانت عبارة عن كتاتيب(3) لذلك هاجر الشهيد محمد مكي العاملي من جبل عامل وعمره آنذاك ستة عشر إلى العراق ليبدأ شوطه العلمي ويتحمل اعباء المذهب بعد ذلك حيث هاجر سنة 750 هجرية فقرأ على فخر المحققين ابن العلامة الحلي ويحكى عن فخر المحققين أنه قال استفدت منه كثيراً أكثر مما استفاد مني وحينئذ قصد العراق ليقرأ على العلامة فوجده قد توفي فقرأ على ولده تيمناً من غير حاجة منه إلى القراءة عليه فيما يقال وهذا غير صحيح كما قال صاحب أعيان الشيعة لأن العلامة توفي 723 قبل ولادة الشهيد بثمان سنين وقد أجازه فخر الدين في داره بالحلة سنة 751هـ وأجازه ابن نما بعد هذا التاريخ بسنة وأجازه ابن معية بعد هذا التاريخ بسنتين وأجازه المطارباذي بعد هذا التاريخ بثلاث سنين وبقي في العراق خمس سنين ثم رجع إلى البلاد وهو ابن إحدى وعشرين سنة وقال في اجازته لابن خاتون وأما العامة ورواياتهم فإني ارويها عن نحو من اربعين شيخاً من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم… ويعلم من ذلك أنه دخل كل هذه البلدان وقرأ على علماءها واستجازهم وهو يدل على علو همته العظيمة وإذا كان عمره اثنين وخمسين سنة كما عرفت وله من الآثار العلمية الباقية إلى اليوم التي يعجز عنها الفحول المعمّرون فذلك من كرامته وفضائله التي لم يشارك فيها(4) وينقل صاحب الاعيان كذلك عن العلاقة التي ربطت الشهيد الأول مع السلطان علي بن المؤيد ملك خراسان وما والاها من مودة ومكاتبة على البعد إلى العراق ثم إلى الشام وهذا يدل على أن الشهيد رحمه الله كان يتحرك على عدة اتجاهات في المجتمع فدرسه وتدريسه في الفقه والأصول والرجال والحديث والعقليات والأدب لم يمنعه من أن يوطّد علاقته ببعض السياسيين والتخطيط لعمل نهضوي يقوم به من خلال مركزه العلمي والاجتماعي وعلاقته بأهل العراق والشام والمدينة وفلسطين مما دعى السلطة إلى اغتياله وقتله لئلا يتسبب في نشر المذهب في الوسط الاجتماعي.
أقوال العلماء فيه
نقل في أمل الآمل أنه كان فقيهاً محدثاً مدققاً متبحراً كاملاً جامعاً لفنون العقليات والنقليات زاهداً عابداً ورعاً شاعراً أديباً منشئاً فريد دهره عديم النظير في زمانه(5). وقال في حقه المحقق الكركي في إجازته لصفي الدين الوزير شيخنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام علامة المتقدمين ورئيس المتأخرين حلال المشكلات وكشاف المعضلات صاحب التحقيقات الفائقة والتوثيقات الرائعة حبر العلماء وعلم الفقهاء وشمس الملة والحق والدين أبي عبد الله محمد بن مكي الملقب بالشهيد رفع الله درجته في عليين وحشره في زمرة الأئمة الطاهرين عليهم السلام وقال في حقه الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد شيخنا الإمام الأعظم محي ما درس من سنن المرسلين ومحقق الأولين والآخرين الإمام السعيد أبي عبد الله الشهيد وقال فخر الدين محمد ابن العلامة الحلي في إجازته التي كتبها على ظهر القواعد عند قراءته عليه: قرأ عليّ مولانا الإمام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته واجزت له رواية جميع كتب والدي قدس سره وجميع ما صنفه أصحابنا المتقدمون رضي الله عنهم، عني عن والدي عنهم بالطرق المذكورة لها، وقال السيد مصطفى التفريشي في كتابه نقد الرجال شيخ الطائفة وثقتها نقي الكلام جيد التصانيف وفي مستدركات الرسائل افقه الفقهاء عند جماعة من الأساتذة جامع فنون الفضائل وحاوي صنوف المعالي وصاحب النفس الزكية القدسية القوية. ويقول صاحب أعيان الشيعة وهو إمام من أئمة علماء الشيعة وعلم من اعلامهم وركن من اركانهم وفقيه عظيم من أعاظم فقهائهم يضرب المثل بفقاهته ومفخرة من مفاخر جبل عامل بل من مفاخر الشيعة عظيم المنزلة في العلم جليل القدر عظيم الشأن عديم النظير محقق ماهر متفنن أديب شاعر تشهد بجلالة قدره وعظيم شأنه تواليفه المشهورة العظيمة الفوائد المتنوعة المقاصد في الفقه والأصول وغيرهما كما ستقف عليه كالقواعد التي لم يؤلف مثلها في موضوعها وكالألفية والنقلية الوحيدتين في موضوعهما والدروس التي جمعت على صغر حجمها ما لم يوجد في المطولات والذكرى التي امتازت على اشباهها واللمعة التي صنفها في سبعة أيام وجمعت على اختصارها فاوعت وكفى في الاهتمام بها أنها نسخت وهي في يد الرسول وشرح الاربعين حديثاً لا يبعد أنه أول من صنف في ذلك من أصحابنا. إن شخصيةً تتمتع بهكذا صفات حريّة أن تبقى مرتسمة المعالم في التاريخ الإسلامي إذ أنه شخصية متميزة فاق اقرانه وانبرى يدافع عن حريم الإسلام وهو في سن مبكرة مبتغياً ذلك رضى الله والدار الآخرة وسيبقى ماثلاً في أذهان الملايين من المسلمين لأنه مثال العالم الرباني الذي ينطبق عليه فحوى الحديث الشريف (مثل علماء امتي كأنبياء بني إسرائيل) وبإخلاصه وصدقه وإيمانه وورعه وجهاده في ساحة العلم والمجتمع والذي كان ضحيته متشبهاً بذلك بالحسين… ويحيى ابن زكريا الذي ذهب ضحية الظلم ومقارعة الفساد فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
قسم من مشايخه في التدريس والإجازة
كان معظم قراءته عند فخر الدين ابن العلامة والسيد عميد الدين عبد المطلب الحسيني الحلي شارح تهذيب خاله العلامة في الأصول المعروف بالعميدي وأخوه السيد ضياء الدين عبد الله الحسيني الحلي وقطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي شارح الشمسية. وعن السيد حسين أن السيد حيدر الموسوي العاملي الكركي أنه سمع شيخه السيد حسين ابن الحسن الحسيني الموسوي ابن بنت المحقق الكركي يقول أن شيخنا الشهيد (قدس سره) ذكر في بعض كلماته أن طرقه إلى الأئمة المعصومين(ع) تزيد علىالف طريق وذكر فخر الدين ابن العلامة في بعض اجازاته أن طرقه إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق تزيد على المائة.
مشايخه في الرواية
السيد تاج الدين بن معية الحسني ومن بعده مشايخه في الإجازة السيد علاء الدين بن زهرة الحسيني والشيخ علي رضي الدين بن طراز المطارابادي الشيخ علي رضي الدين علي بن احمد المشتهر بالمزيدي والشيخ جلال الدين محمد بن الشيخ شمس الدين الحارثي أحد تلامذه المحقق الحلي والشيخ محمد بن جعفر المشهدي واحمد بن الحسيني الكوفي وأضاف صاحب كتاب أعيان الشيعة من المحتمل أنه قرأ على عدة مشايخ من جبل عامل واجازوه ولم تصل إلينا أسماؤهم منهم والده الذي كان من أفاضل العلماء وأجلاء مشايخ الإجازة.
مشايخه من علماء أهل السنة: يروي عن أربعين شيخاً منهم ومن جملتهم الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف القرشي الشافعي الكرماني الراوي عن القاضي عضد الدين الايجي وولده زين الدين احمد بن عبد الرحمن العضدي.
تلاميذه
ولده رضي الدين أبو طالب محمد بن محمد بن مكي،وولده ضياء الدين أبو القاسم أو الحسن علي بن مكي، وولده جمال الدين أبو منصور الحسن بن محمد بن مكي، ابنته أم الحسن ست المشائخ فاطمة بنت محمد بن مكي، زوجته أم علي ولم يعرف اسمها، المقداد السيوري، الشيخ حسن بن سليمان الحلي صاحب مختصر البصائر السيد بدر الدين حسن بن ايوب الشهير بابن نجم الدين الاعرجي، الشيخ شمس الدين محمد بن نجده الشهير بابن عبد العالي، الشيخ شمس الدين محمد بن عبد العلي الكركي العاملي، الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحارثي.
مؤلفاته
إن مؤلفات الشهيد الأول (قدس سره) تجاوزت العشرين كما احصاها صاحب أعيان الشيعة وهي كالآتي:
الدروس الشرعية في فقه الإمامية، شرح التهذيب في أصول الفقه، اللمعة الدمشقية، الرسالة الألفية في الصلاة، الرسالة النقلية في الصلاة، ورسالة تشتمل على مناسك الحج مختصرة جامعة ورسالة في التكليف وفروعه ورسالة في الباقيات الصالحات، كتاب الذكرى، جامع البين في فوائد الشرحين، البيان في الفقه لم يتم، شرح أربعين حديثاً.
سبب قتله
ينقل صاحب أعيان الشيعة أن سبب حبسه أنه وشى به تقي الدين الجبلي الخيامي بعد ظهور إمارة الارتداد منه ـ الخيامي ـ وانه كان عاملياً ثم بعد وفاة هذا الفاجر قام على طريقه شخص آخر اسمه يوسف بن يحيى وارتد عن مذهب الإمامية وكتب محضراً يشنّع فيه على الشيخ محمد بن مكي العاملي وكتب في ذلك المحضر سبعون نفساً من أهل الجبل ممن يقول بالإمامة والتشيع وارتدوا عن ذلك وكتبوا خطوطهم تعصباً من بن يحيى ونقل صاحب أعيان الشيعة حكاية عن صاحب مقاتل الفضل في سبب حقد ابن جماعة على الشهيد هو أنه جرى بينهما يوماً مناظرة وكانا متقابلين وأمام الشهيد دواة يكتب بها وكان الشهيد صغير الجثة وابن جماعة كبيرها فقال ابن جماعة تحقيراً له إني اسمع حساً من وراء الدواة ولا أرى شخصاً فقال له الشهيد أن ابن الواحد لا تكون جثته اعظم من هذا. وهذا الجواب ينم عن الأخلاق العالية التي كان يتمتع بها الشهيد (رحمه الله) وسرعة البديهية التي يمتلكها ثم أن لقب الشهيد هو أول من لقب به من علمائنا ولما استشهد الشيخ زين الدين لقب بالشهيد أيضاً وصار يقال لمحمد بن مكي الشهيد على الإطلاق أو الشهيد الأول ولزين الدين لقب الشهيد الثاني. وينقل صاحب روضات الجنات أنه رأى بخط الشهيد الثاني على ظهر مجموعة من الرسائل النفيسة كلها بخطه ابياتاً للشهيد الأول ارسلها إلى (بيدمر) لما حُبس في قلعة دمشق وهي:

يـــا أيـهــا الـمـلـك المـنـصـور بـيـد= مـربــكــم خــــوارزم والاقــطــار تـفـتـخـر
إنـــي اراع بـكــم فـــي كــــل آونــــة =ومــا جـنـيـت لـعـمـري كـيــف أعـتــذر
لا تسمعـن فـي أقـوال الوشـاة فـقـد= بــاؤوا بـــوزر وأقـــل لـيــس ينـحـصـر
اوالله والله ايـــمـــانــــاً مـــــؤكــــــدةً = إنـي بــرئٌ مــن الافــك الــذي ذكــرو
عقيدتـي مخلصـاً حــب النـبـي ومــن= أحــبـــه وصــحـــاب كــلــهــم غــــــررُ
الفـقـه والنـحـو والتفسـيـر يعـرفـنـي =ثــــم الاصــــولان والــقــرآن والأثـــــر
لأنــنــي والـــــه الــعـــرش مـفـتـقــر =إلـــى فـقـيـر وقـطـمـيـر لــــه خــطــر
لا استـغـيـث مـــن الـضــراء يـعـلـم ذا =ربــــي وأســتـــاذ دار ظـــــل يــذكـــر
افامنن اميري ومخدومي علـى رجـل =واغنـم دعايـي سـراراً بـعـد إذ جـهـرو
فــي كــل عــام لـنـا حــج وكــان لـنــا =في خدمة النجل في ذا العام محتضر
محمـد شـاه سلـطـان المـلـوك بـقـى =مـمـتـعـاً بـحـمـاكــم عــمـــره عــمـــر
ثــم الـصـلاة عـلـى المخـتـار سـيـدنـا =والآل والـصـحـب طـــراً بــعــده زمــــرُ

خاتمة
كان أمر السربداريين قد انتهى سنة 762هـ إلى البهلوان حسن الدامغاني فتجددت النزاعات الداخلية بين المعتدلين والمتشددين في عهده وكان يمثل الطرف المعتدل فثار عليه الفريق الاصولي المتشدد بقيادة الدراويش في طوس مشهد إلى أن نهض قائد سربداري آخر هو (علي بن المؤيد) ودعا إلى نفسه وكان البهلوان حسن في ذلك الحين غائباً عن سبزوار مشغولاً بقمع تمرد آخر وأول ما فعله علي بن المؤيد أن استدعى إليه من اصفهان الدرويش عزيز الجوري وهو الرجل القوي ليتعاونا معاً على البهلوان حسن فلبّى هذه الدعوة متعاوناً مع علي بن المؤيد وكان في القرن السابع الهجري يسود مفهوم خاطئ عن التشيع والتمثل في الدراويش الذين يأخذون بمظاهر التشيع اكثر مما يأخذون بحقائقه فالتشيع عندهم ـ الدراويش ـ مجرد موالاة لا صورة واضحة لها وليس لها أي قواعد معينة وفي مقابل هذا كان هناك فريق اكثر وعياً لا يقر هذا ولا يرضاه ويرى الرجوع إلى الجذور الصحيحة والأخذ بالطرق القديمة التي تتنافى مع هذا التشع الذي ساد في أوساط الدراويش والمتصوفة ـ وعلى هذا الأساس نهض علي بن المؤيد في إيران لمحاربة هذا التيار الفاسد معتمداً على فهم آخر لمفهوم التشيع ولذلك راسل الشهيد الأول وابلغه بحاجته لقدومه إلى إيران لكن الشيخ محمد بن مكي (رحمه الله) اعتذر عن القدوم وذلك لعدة أسباب منها أنه لم يكن هناك من العلماء ما يكفي لكي يذهب فإن جبل عامل كان في تلك الفترة يعاني من قلة وجود العلماء وثانياً محاربة العقائد الفاسدة التي كانت تسود المجتمع آنذاك وما قصة (اليالوشي) إلا امتداداً لهذا الفساد وإن كان السيد محسن الأمين يرد هذه الرواية ويعتبرها غامضة وربما كان لها اصل وزاد فيها المزيدون(6) ومفاد هذه القصة أن رجلاً مشعوذاً ظهر في جبل عامل وادعى النبوة واسمه (محمد اليالوشي) من قرية تسمى برج يالوش فحاربه الشهيد وقضى عليه في سلطنة برقوق ويقال أنه كان من تلامذة الشهيد فوقع بيد الشهيد كتاب شعوذة فسلّمه إليه لينقله أو يتلفه فأخذه وغاب ثم رجع واخبره باتلافه كاذباً وأخفاه عنده وتعلم منه الشعوذة وعمل به حتى ادعى النبوة.
وينقل محسن الأمين ما وصفه دكتور جعفر خصبان في كتابه (العراق في عهد الايلخانيين) قائلاً ونشطت الصوفية الممتزجة بالخرافة فابعدت الناس عن تفهم واقعهم المرير واشغلتهم بخيالات غريبة وأوهام مضللة لذلك يصف الشهيد الأول هذه الأوضاع بأبيات شعرية قائلاً:

بالشوق والذوق نالوا عزة الشرف = لا بالدلوف ولا بالعجب والصلف
ومذهــــب القــوم أخلاق مطهـــــرة =بها تخلقت الاجساد في النطـــف

ولهذا ظل الشهيد في جبل عامل وألف اللمعة الدمشقية وبعث بها إلى البلدان جامعاً بها فقه الإمامية ومعزياً بذلك نفسه لأنها آخر ما كتب ليكون أول مصلوب من العلماء في القرن السابع وأول شهيد فرحمه الله وحشره مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

قلب الأسد
18-01-2011, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم
السيّد محمد جواد الأمين العاملي
نسبه
هو العلاّمة الكبير محمد الجواد بن محمد بن محمد الملقب بالطاهر ابن حيدر بن أحمد ابن إبراهيم بن أحمد بن قاسم، ويتصل نسبه الشريف بالحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السّلام، وقد وصف نفسه في مصنفاته بالحسيني الحسني الموسوي.
ولادته ووفاته
وُلِد في قرية شقراء من جبل عامل ( جنوب لبنان ) حدود سنة 1164هـ وتتلمذ فيها على يد السيّد أبي الحسن موسى، ثم سافر إلى العراق، فقرأ على أعلام النجف وكربلاء، وتُوفي في النجف الأشرف في أواخر سنة 1226هـ ودفن في الصحن الشريف لمقام الإمام علي عليه السّلام في إحدى الغرف الموجودة لجهة الباب القِبلي بوصية منه لرؤيا رآها، وقبره مشهور مزور.
سيرته
كان أصوليا مدققاً محققاً مبدعاً في علمَي الرجال والفقه وغيرهما، زاهداً تقياً ورعاً مجدّاً في طلب العلم بالمطالعة والمباحثة والتنسيق والتأليف في ليله ونهاره، متتبعاً لتحقيقات الفقهاء وآرائهم وفتاواهم، عالي الهمة، متقناً. متواضعاً، ليّن العريكة.
مراحل دراسته
في البداية درس في شقراء على السيّد أبي الحسن موسى الجد الأعلى للعلاّمة السيّد الأمين، ثم سافر إلى العراق قاصداً النجف، فلما وصل إلى كربلاء التقى فيها بالمحقق البهبهاني، ففضّل البقاء عنده وعدل عن النجف، فقرأ عليه وعلى ابن أخته وصهره لابنته صاحب الرياض. وقد منعه انشغاله بالدراسة من زيارة النجف، ثم ذهب بعد ذلك إلى النجف فتتلمذ فيها على زعيم الحوزة العلمية السيّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وتلميذه الفقيه الشيخ جعفر بن خضر الجناجي في وقت واحد، والشيخ حسين نجف، وبقي على درس الطباطبائي حتّى وفاته، ثم اشتغل بالتدريس بعد سفر الشيخ جعفر إلى إيران.
اجتهاده في تحصيله العلمي
لقد بلغ أمر انكبابه على التحصيل العلمي أنه حينما كان مع سبطه الشيخ رضا بن زين العابدين يدرسان في الحجرة نفسها، فإذا تعب هذا الشيخ من القراءة نام، ليبقى سيدنا الكريم ساهراً على الكتابة والمطالعة، فإذا طال نوم سبطه صاح به « ما هذا التعشّق للنوم، إنه ليكفيني منه هكذا » ويضع رأسه بين ركبتيه ويغفو ثم لا يلبث أن يستيقظ ليعود للدراسة... وقد قال: « أفضل الأعمال في ليلة القدر الاشتغال بطلب العلم بإجماع الإمامية » وذكر في آخر مجلد الوقف من كتابه الشهير مفتاح الكرامة أنه فرغ منه قريباً من نصف الليل، وفي آخر مجلد الوكالة أنه فرغ منه بعد انتصاف الليل، وفي آخر المجلد الثاني من الطهارة أنه فرغ منه في الربع الأخير من الليل، وفي مجلدَي الشفعة والإقرار أنه فرغ منهما ليلاً، وفي بعضها أنه فرغ منه ليلة القدر أو ليلة الفطر:
وبلغ من حرصه على الاشتغال بالعلم أن جملة مصنفاته وضعها أثناء محاصرة النجف الأشرف، في عدة دفعات من سنة 1221هـ إلى 1226هـ، وأثناء دفاع أهلها عنها حيث كان مشتغلاً مع بقية العلماء المجاهدين بالجهاد والدفاع والطواف ليلاً على الحرس والمحاربين، وقد ألف آنذاك رسالة في وجوب الذبّ عن النجف.
وله من المؤلفات في تلك الحال مجلدات من كتابه الشهير « مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلاّمة » كمجلد الضمان والشُّفعة والوكالة.
وقد كان مشهوراً ومعروفاً بين علماء زمانه ـ من زمن دراسته على يد المجتهد البهبهاني إلى يوم وفاته ـ بالاتقان والضبط ونقاء السريرة، وكان مرجع العلماء آنذاك، فإن أشكلت عليهم مسألة ووجدوا تعارض الروايات فيها، سألوه عن تحقيقها، فإن أعْلَمَهُم كان بِهِ، وإلاّ استكتبوه فيكون رأيه عندهم الفيصل والمقدَّم، لعلمهم بغزارة علمه وخبرته بعلم الرجال الذي تتوقف عليه عملية الاجتهاد والتي تتمثل باستنباط الحكم الشرعي من مداركه المقرّرة.
وما يدل على طول باعه في ذلك أن جُلّ كتبه أو كلها كان تأليفها بناءً على طلب جهابذة العلماء، فقد ألف كتاب مفتاح الكرامة ورسالة العرصة بطلب من أستاذه الشيخ جعفر، ورسالة المواسعة بطلب من أستاذه صاحب الرياض.
وقد قال حفيده مبيّناً عظيم منزلته عند العلماء: « حكى لي بعض أهل الورع والفضل وصدق الحديث في معرض بيان عظمة العلاّمة السيّد بحر العلوم وكمال هيبته في صدور أهل عصره انه اعتزل الدرس والمجلس ثلاثة أيام، فاشتدّ الأمر على تلاميذه وعزموا أن يرسلوا إليه من كان جريئاً عليه، فوقع اختيارهم على صاحب مفتاح الكرامة لعلمهم بمنزلته عنده، فالتمسوه لذلك فأجابهم، فلما رآه استبشر به وجعل يعتذر من اعتزاله بأنه كان لِما دهمه من الشك عند ملاحظة اخبار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما ورد من التحريض عليهما والتهديد على تركهما لمن تمكن وقال: إني تمكنت في هذا الزمان مما لم يتمكن منه غيري فلم يحصل لي يقين الخروج عن عهدة هذا التكليف، ولا انكشف عن قلبي حجاب الشك إلا مع رؤيتك وذلك بيُمْنك وبركتك، ثم أخذ بيده وخرج مظهراً للجماعة أنها كرامة السيّد ».
وأما تعظيمه لأهل العلم ولا سيما مشايخه فلم يعهد مثله من غيره قديماً وحديثاً كما يظهر من ديباجات كتبه، وذلك من أقوى الدلائل على رسوخ قدمه في التقوى ومكارم الأخلاق وصفاء الإيمان، قال أحد العلماء: « ما رأيت مصنِّفاً كصاحب مفتاح الكرامة؛ فإنه يود أن ينسب جميع ما حققه في مصنفاته إلى مشايخه هضماً لنفسه. وقال في خطبه بعض مصنفاته: « ما كان فيه من تحقيق ثمين فهو للأستاذ، وما كان فيه من بحث فهو لي ». وهذا ما رأيته من غيره من المصنفين ».
إجازاته
قد أجازه جماعة من الفقهاء، هم: المحقق الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين وتاريخ إجازته له في جمادى الأولى سنة 1206هـ، وصاحب الرياض وكاشف الغطاء والطباطبائي والبهبهاني.
وقد أجاز جلّ علماء عصره ومنهم سبطه الشيخ رضا بن زين العابدين العاملي « الذي تقدم ذكره » وولده السيّد محمد وصاحب الجواهر.
من مؤلفاته
1 ـ « مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلاّمة »، وهو أعظم مؤلفاته ويقع في اثنين وثلاثين مجلداً مخطوطاً، وقد طُبع في ثمانية مجلدات، سبعة منها طبعت بمصر ومجلد في دمشق وبقي منه مجلدات القضاء والقصاص والديات لم تطبع. وله غيره مؤلفات عديدة.
ومن شعره في كتابه مفتاح الكرامة:

[كتابٌ لباغي الفقه أقصى مرادِهِ = ويُغني به عن جـِده واجتهـاده
كحلت له جفني بمِيـل سُهـادِه = وخضّبت كفّي دائماً في مـدادِهِ
والمجلدات المطبوعة هي: مجلد الطهارة والصلاة والزكاة والبيع والدَّين وتوابعه، ومجلد الفرائض والمواريث.
2 ـ « شرح طهارة الوافي » وهو تقرير بحث أستاذه بحر العلوم.
3 ـ « حاشية على طهارة المدارك » كتبها أيام درسه على بحر العلوم.
4 ـ « بحث مِلْك العبد وعدمه ».
5 ـ « حاشية على كتاب الدَّين والرهن من القواعد ».
6 ـ « رسالة مبسوطة في العصيرَين: العِنَبيّ والتَمْري ».
7 ـ « رسالة في المواسعة والمضايقة ».
8 ـ « منظومة في الخُمْس تقرب من ثمانين بيتاً ».
9 ـ « رسالة في وجوب الذبّ عن النجف الأشرف ».
[COLOR=red]خاتمة
ما أحرانا أن نقتدي بأمثال هؤلاء العلماء الذين لم يألوا جهداً لخدمة الإسلام والمسلمين، فلم تكن حياتهم وأوقاتهم مِلْكاً لأنفسهم، بل لبيان ما غمض من أحكام الدين الحنيف وتوضيح ما طمس من معالمه.
مسيرة حياة هذا العظيم تُنبئ عن مكنون علمه وأدبه وفضله، فالعمر كان عنده جوهرة لا تثمن إلا باكتساب العلم والاستفادة منه والإفادة به، فكان عمره مصداقاً لقول السيّد محسن الأمين قدس سره:

والعمرُ جوهرةٌ وليس لهـا = إلا اكتسابُ العلم من ثمـنِ
إياكَ واحذرْ أن تجود بهـا = لسواهُ واغنَمْ فرصة الزمنِ

قلب الأسد
19-01-2011, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

شخصيتنا لهذا اليوم

هو

الشيخ العاملي علي مهدي شمس الدين.

http://www.janoubiaonline.com/phpnews8/html/gallery/image/issue%2081/shaykh.jpg

قام بعدة رحلات إلى فلسطين وسوريا ومصر. له لقاءات عديدة مع الشعراء، ولكن العلاقة المتميزة كانت مع الشاعرين رشيد وأمين نخله. تعرّض للمضايقات السياسية من قبل بعض الزعماء المحلّيين الذين ثار بوجههم منتقداً سوقهم للإنسان العاملي، سوق النعاج، متهماً إياهم صراحة بتجهيل هذا الشعب وبيع أرضه للعدو الصهيوني. كان زاهداً في الدنيا، لا يهتم بمظهره الخارجي، يرتدي عمة بيضاء، وجلباباً متواضعاً، تزوّج ورزق ثلاثة ذكور وثلاث إناث. توفي عام 1954م. ذلك هو الشيخ العاملي علي مهدي شمس الدين.

ولد الشيخ علي مهدي شمس الدين عام (1302هـ - 1884م) في مجدل سلم التابعة لقضاء مرجعيون، من أبوين جليلين، والده الشيخ مهدي، ووالدته السيدة سعدية تاج الدين، نشأ وترعرع في كنف والده، وعليه تلقى علومه الأولية، وبعد أن توقفت مدرسة البلدة، تلك التي أسسها والده، عن العطاء، انتقل إلى مدرسة شقراء، حيث تابع علومه على السيد علي محمود الأمين (1328هـ - 1910م)، في سنة 1922م عين قاضياً شرعياً في محكمة مرجعيون الجعفرية، ثم انتقل بعد مدة وجيزة إلى مدينة صور، ليعود بعد عام واحد إلى مرجعيون، التي استمر مقيماً فيها مع عائلته حتى أواخر عام 1932م حين استقال من سلك القضاء الشرعي، وترك مرجعيون إلى مسقط رأسه مجدل سلم.

لقاؤه مع الشعراء

كان الشاعر وثيق الصلة بالأدباء، غنياً بأصدقائه الشعراء، وكان له معهم جولات في الشعر، زار مصر بدعوة من أمير الشعراء أحمد شوقي. هذا عدا لقاءاته العديدة بالشعراء اللبنانيين على أرض الوطن.

مع الشاعر رشيد نخله

التقى الشاعر رشيد نخله لأول مرة في صور، حيث كان الشاعر نخله يشغل وظيفة قائمقام وهو يشغل منصب قاض شرعي، فتوطدت بينهما عرى الصداقة وتتالت الزيارات، وتشعبت هذه الصداقة، لتشمل المحامي الشاعر أمين رشيد نخله الذي كانت تجمعه بالشاعر شمس الدين محبة خالصة.

أرسل إليه الشاعر أمين نخله، مقطوعة يشكو فيها أحد المشايخ قال:

لنا صاحب يا شيخ رب عمامة ** كالبرج لكن فوق تلك نفاق

إذا غاب عن عيني تسلل حيّة **وإن جاء حيّا خادمي ورواقي

حلفت بمسدول الشهور على منى **وسبع سماوات وسبع طباق

لئن كان هذا الشيخ من أمة الهدى **فلست بشيعي الغرام مذاقي

وقد بادله الشيخ علي شمس الدين عدة قصائد، منها هذه القصيدة الطويلة، التي تبرهن عن مدى تعلّق الشيخ علي بصديقه الشاعر:

أمين يا فتى الأدب** هجرت من غير ما سبب

وكنت معدن النهى**وكنت منبع الطرب

بلبل عاف أيكه** وطالما فوقه خطب

كلما صاح صيحة ** رددت صوته العرب

يا هاجر الأقلام كيف هجرتها** والعهد أنك سيد الكتاب

والشعر يسأل والقوافي والنهى** وطرائف الخطرات والآداب

إلى أن يقول:

إني حملت إليك طيب تحية** من (عامل) عبقت به أثوابي

وأخيراً يواصل ذكر مآثره وأفعاله فيقول:

يهنيك أنك من طليعة معشر** للمجد ما فعلوا واللأحساب

دم يا أمين لهم بعز ما شدا ** طير مدى الأيام والأحقاب.

مع الشيخ أمين شرارة

الشيخ أمين شرارة من بلدة "بنت جبيل". شاعر مقل، توفي أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان على علاقة وطيدة بالشاعر، فطلب منه الشيخ أمين أن يرافقه إلى قرية "قبريخا" لبيع ماكينة خياطة، وأثناء الطريق "جفل" الفرس بالشيخ أمين فألقاه أرضاً، مكسور الرجل والماكينة، فرجع به الشيخ علي مهدي إلى بلده، وأحضر له مجبراً.

وعندما شفي الشيخ أمين أرسل للشيخ علي بعض أبيات منها:

يا معيني وناصري ومجيري** وعمادي في كل أمرٍ عسير

وحساماً أعددته لخطوب** مفعمات كمثل يوم الهرير

ومن أجل المداعبة يتهم الشيخ أمين الشيخ علي بالتآمر عليه:

أنت أرشدته لكسر قوامي** ولتلك الآلام والتجبير

أعلى ما لكم سطوت فقولوا ** أم قتلنا منكم رعاة الحمير؟

فأجابه الشيخ علي مهدي بهذه القصيدة، بالوزن والقافية نفسها

من معيني وناصري ومجيري**من دعاة "الخنا" وأهل الفجور

وكلام قد زوّرته أناس** ما أعيبوا بغير كذب وزور

وأخذ يبرر التهمة، من أنه لم يكن على علم بما يصيبه، والدليل على ذلك، أنه أقامه عن فطوره من أجل مرافقته.

وهو مذ حلّ حيناً حلّ فيه**الشؤم حتى أقامني عن فطوري

طمعاً منه في بيع مكينا** نبذتها تجار صيدا وصور

أظهر الزهد في الطريق رياء** والرياء قد يجر للتدمير

علم الله منه سوء نواياه** فأوحى "المنكر ونكير"

أن أقيما على طريق أمين** فاجعلاه من بعض أهل القبور

ويذكر هنا بأنه يستحق مثل هذا الكسر وإن الله يريد تعذيبه

ولأجل العذاب أبقاك حياً ** ولكسر الأعضاء والتجبير

ويسخر منه بأن يرد إليه تهمته (رعاة الحمير) بأن يقول:

فاذكر السطل يا أمين وحمــل** الصحن مني وقلة التطهير

وتذكر مجبراً لكل بدويّ **علم "الكار" في عراج الحمير

مع آل الأمين

تعود العلاقات بين السادة آل الأمين، والشيخ علي وأبيه وجده إلى علاقة أدب ونسب، فقد تعلم جده لأبيه (الشيخ علي حسين شمس الدين) (1328هـ - 1910م) على العلامة السيد علي محمد الأمين (1249هـ - 1833م) ثم تزوج السيد محمود الأمين (1327هـ - 1909م) بابنة الشيخ علي المذكور فتخلفت بالسيدين علي محمود (1328هـ - 1910م) ومحمد (1344هـ - 1925م) وبذلك يكون الشيخ علي مهدي، قد تلقى علومه على ابن عمته السيد علي محمود الأمين. وكذلك تعلم السيد محسن الأمين على يد الشيخ مهدي شمس الدين في مدرسة مجدل سلم، قبل انتقاله منها إلى مدرسة بنت جبيل، وبذلك تكون الروابط متوطدة بين العائلتين، بأكثر من ناحية، وقد أرسل الشيخ علي بقصيدة للسيد محسن منها:

إن فاتني شرف المثول أمام من **هو في الحقيقة كعبة الإسلام

ما فاتني شرف المثول لمن له **نفس أحلّته أجل مقام

ولو استطعت نزول حي ضمه ** للثمت منه مواطئ الأقدام

نحمِلُ فوق الذي نستطيع **ونُحلبُ كالشاةِ وسطَ المراح

كأنا نصيح بواد عميقٍ **يرد صداه هبوب الرياح

يسوموننا الخسف في كل آنٍ **ونخفض بالرغم منّا الجناح

هوانا للبنان أودى بنا **وما الحب إلاّ هوى وافتضاح

عاشقة الحسـين
20-01-2011, 12:51 AM
lموضوع حلو جد شكر للطرح والي المزيد من المواضيع القيمة

قلب الأسد
20-01-2011, 04:39 PM
شكرا لمرورك اختي الكريمة
تحياتي الأخوية

قلب الأسد
20-01-2011, 04:44 PM
شخصية اليوم
السيد جعفر شرف الدين 1920 – 2001 شهادات له وفيه: الجعفري المشرقي المنفتح
http://www.janoubiaonline.com/phpnews8/html/gallery/image/issue%2080/Shoo'n%2080-127.jpg
سليل أسرة النبوّة والعلماء والفقهاء الذي سار مع «الشهابية» المؤسساتية
مجيء السيد جعفر شرف الدين إلى هذا العالم كان مترادفاً مع بداية تاريخ جديد في لبنان والمنطقة، حيث كانت حركة الوعي المتنامية تحاول جادة أن تنفض عن هذه المنطقة كل ما علق بها من آثار العثمانيين، وتسعى بشكل حثيث إلى دخول عصر التنوير والتحرر وكانت ولادة مترافقة مع حدثين هامين:
الأول هو بداية المناهضة للفرنسيين، والثاني هو ولادة كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، ولعلّه كان للحدثين الأثر في تقرير نهج السيد جعفر وتحديد دفتي كتاب حياته، التي قضاها مجاهداً في المواقع المتقدمة في مسيرة حركة التحرر الوطنية اللبنانية، وبالتالي العربية.
كان السيد جعفر شرف الدين في طليعة الثائرين والمنتفضين في كل مرة تجد الحركة الشعبية وجوب مناهضة الجور والظلم والاستغلال وفي علاقته مع ولادة كتاب "المراجعات"، نجد أن فكره وثقافته قد ترعرعا على نهج والده المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين، وانطلاقاً من ذلك فقد انصرف إلى تأليف الكتب وتنسيق المعلومات وتوّج ذلك بـ"الموسوعة القرآنية" الشهيرة التي أجابت عن حاجة المثقف إلى فهم وتدبر القرآن الكريم وفهم المتشابه من آياته والإطلاع على فنون البلاغة وقوة التعبير فيه.
التسامح هو العنوان
وفي مذكرات هذا الرجل الكبير، وخلال أحاديثه وخطبه، ترى كم كان متأثراً بوالده الإمام شرف الدين، والذي كان رأس الحربة في مناهضة الاستعمار، والذي حرص على أن يكون ولده جعفر وريثاً له في إكمال المسيرة وتبليغ الرسالة.
ويوافق مولده سنة 1920 وهي السنة التي عقد فيها "مؤتمر وادي الحجير" الذي تقرر فيه بعد قسم اليمين، "حفظ الأمن والحرص على سلامة النصارى" على هذا النهج استقرت شخصيته فكان متسامحاً داعياً إلى المحبة والوئام لطيفاً لين الجانب والحديث. كان خطيباً مفوهاً لا تعوزه الحجة ولا تخونه العبارة، أصيلاً ظل أميناً لشرف انتسابه، أميناً على تراث آبائه المقدسين، انتسب في طفولته إلى كتَّاب السيد شريف الأخوي، حيث حفظ القرآن الكريم ومن ثم انتسب إلى المدرسة الرسمية، وظل يلهج باسم مديرها عبد الرحمن البزري.
من الجعفرية إلى "المشرقية"
سنة 1938 انتهى عهد الكتاتيب، فقد انتصبت الجعفرية حاضرة علمية ومنارة ثقافة عالية، أسسها الإمام عبد الحسين شرف الدين، وأطلق عليها اسم "الجعفرية" تيمّناً بولده السيد جعفر، الذي لم يأل جهداً في إنجاز بنائها، والحفاظ على دورها وموقعها.
وفي سنة 1942 انتسب السيد جعفر إلى الكلية الشرعية في بيروت، والتي كان يرعاها الشيخ توفيق خالد، مفتي الجمهورية، حيث نال شهادة الكفاءة بعد الانتهاء من الدراسة في معهد الآداب الشرقية ولقائه الأستاذ فؤاد فرام البستاني والدراسة عليه عاد إلى الكلية الجعفرية حيث عمل على إدارتها بعد أن صارت تدرس الصفوف الثانوية لأول مرة في جنوب لبنان.
أسس في سنة 1945 مجلة "المعهد" واستمرت أربع سنوات وكانت بمثابة رسالة فكر وأدب ونضال شارك في تحريرها كبار من أدباء وعلماء لبنان والوطن العربي وأسس سنة 1948 جمعية البر والإحسان مع نخبة من المؤمنين.
سنة 1959 أنشأ السيد جعفر باسم جمعية البر والإحسان أربع عشرة مدرسة ابتدائية مجانية انتشرت في قرى وبلدات المنطقة. إلى العام 1963 حيث أنشأ جمعية إنعاش القرى، حيث نقلت إجازات المدارس من البر والإحسان إلى هذه الجمعية.
بين النيابة والتأليف
اعتبر السيد جعفر شرف الدين أن السياسة عمل حضاري لخدمة الناس وتطوير المجتمع فتقدّم إلى الانتخابات النيابية وفاز في العام 1960 عن دائرة صور لثلاث دورات متتالية كان خلالها الضمير الحي للمواطنين ينافح عن قضاياهم ويعمل على حل مشاكلهم، فاتحاً قلبه قبل بابه، يعيش آلامهم ويترجم تطلعاتهم.
عمل شرف الدين في مجال الكتابة الأحب إلى قلبه، لاعتباره الكلمة واللغة وعاء الفكر وأداته للوصول إلى المجتمع فألّف:
1- أدب الطَّف. 2- من هنا نبدأ – جبل عامل من لبنان – إني أتَّهم. 3- حرب رمضان – حرب الغفران. 4- جذور الثورة الإسلامية. 5- معجم أدباء المعهد. 6- تحت قبة البرلمان. 7- لبنان في حكامه وممثليه 1860 – 1980. 8- دائرة معارف التراث. 9- الموسوعة القرآنية.
غياب الطيب المسالم
رحل السيد جعفر شرف الدين في 27 تموز 2001، ولكنه ظل حديثاً حسناً وذكرى محببة، والحديث عنه يظل قاصراً عن بلوغ همته ونبل سريرته كان موضع الحاجات ومقصد العارفين والمحتاجين، ميزه سخاء الكف ولطف المعشر وبسمة ترتسم طليقه على وجهه..
بساطته وطلاقة محياه ما هي إلا الوجه الآخر لقوة شخصيته وثباتها على الحق.. كان منحازاً للعدل منافحاً عن مبادئ الدين، قوياً في محاربة الباطل، لا تأخذه في الحق لومة لائم..
حسبه أنه صار حكاية طيبة، كلما ذُكر ذكرت صفات الرجولة وحضرت سانحات النبل، ولا أحسبني إلا مقصراً في نقل صورة متكاملة عن هذا الرجل لذلك سأترك للذين عرفوه وكرموه وهم من ذوي الأقلام المشرقة أنقل عنهم بعض ما حكوه عنه خلال احتفالات تكريمه، وما أنقله غيض من فيض، آخذه عن بعض من كثير يضيق المجال عنهم فلي منهم العذر والمغفرة.

الذكرى والخسارة
يقول نجله المهندس السيد محمد جعفر شرف الدين: على ذكراك نلتقي.. لقد غاب جسدك الطاهر عنا قبل حين من الزمن، وها نحن نحتفل بذكرى روحك السمحة، وطلعتك المشرقة بالمحبة والود، وننعم بآثارك الطيبة المغروسة في القلوب والنفوس، ذكريات تتغنى بمجيد أعمالك الخيرة في جنوبنا الحبيب الذي لن ينسى مواقفك الثابتة الأصيلة وخدماتك الجليلة خلال مسيرة حياتك.. وإن ما تركت من أثر ثقافي وأدبي من مقالات وكتب وموسوعات سيبقى لينتفع به علماً ومعرفة.
أما الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان فاعتبر أن: السيد جعفر شرف الدين مثَّل نهج أبيه المقدس الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في احتضانه للناس ورعاية شأنهم، إنه صاحب القلم المفعم بالعطاء والأيادي الخيّرة، الملتزم قضايا شعبه وأمته، تعاطى مع أمور الناس وهمومهم أحب الفقراء فأحبوه واحتضن قضاياهم وكان الصوت المعبِّر عن أمانيهم وآمالهم وأحلامهم.
العلاّمة... المنارة
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني: تحدث بعيد وفاة شرف الدين عن العلاّمة الذي: بذل جهداً فائقاً وسنوات طوالاً من عمره وعقله وفكره ليخرج للأمة والعالم عملاً موسوعياً رائداً يتناول القرآن الكريم بسوره وخصائصها، وترابطها وأسرار ترتيبها ومعانيها اللغوية والبلاغية وإعجازها وحكمة التنزيل فيها.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال فيه: السيد جعفر شرف الدين لم يكن مروره في هذه الحياة مروراً عادياً، فقد تأثّر وأثّر، تأثّر بوالده الإمام شرف الدين، وأخذ عنه مبادئه ومواقفه وامتاز بعلمه وتواضعه وحرصه على العلم وصارت الجعفرية منارة لجبل عامل، وقلعة منيعة في الدفاع عن القضايا الوطنية والعربية.
ثلاثي حركة الاعتراض
العلامة السيد محمد حسن الأمين قال في تكريم شرف الدين بدار الندوة ببيروت: السيد جعفر شرف الدين، معلم جبل عامل الأول، لا يمكن استحضاره، إلا لكي نستحضر الإمام عبد الحسين شرف الدين، وصرح الجعفرية، فهذا الثلاثي يشكل شخوص المسرح الذي نتكلم عنه ولا بد من أن يكون عنصر الزمان مقدساً لهذا الوجود الذي قامت عليه الجعفرية وقام عليه زمن الجعفرية... ذلك أن الجعفرية لم تكن، فحسب، مكاناً من أجل أن يذهب أبناؤنا من كل هذا المدى الجنوبي، من أجل أن يتعلموا الحرف، إنها كانت أعمق من ذلك بكثير..
تشكلت على قاعدة الجعفرية وفي مناخها وبين طلابها وأساتذتها، حركة الاعتراض التي كانت صرحاً من الصروح التي بدأها الإمام شرف الدين، والتي صنعها أمام عينيه السيد جعفر، والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من التاريخ العاملي، بل من تاريخ المنطقة العربية...
الدكتور عصام خليفة كرّم عبر الحركة الثقافية في انطلياس (1994): السيد جعفر لكونه أحد المشاركين الكبار في إعلاء شأن وطننا بخبرته التعليمية ومن خلال مشاركته وتأسيسه الرائد والسهر على الجعفرية وإشرافه عليها.
ووصفه بـ"المصارع الآتي من صور العظيمة"، لمدينتك المجد والاحترام، وتقدير مواطنيك؛ أبطال مقاومة الشر الكبير الآتي إلينا في هذا الزمن المرّ.
د. موريس أبو ناضر يكرّم شرف الدين وخلال تكريم المنتدى للسيد جعفر في العام 1999 قال: ما يجمعني بهذا الجنوبي الكريم حبي لأهل الجنوب، هذه القطعة الغالية من لبنان، والتي تقدم بصمودها ومقاومتها للغزو الصهيوني، المثل الحي على أن لبنان ليس كبقية البلدان وإنما هو رسالة في هذا الشرق بعيشه المشترك وتوجهه الديموقراطي وعشقه للحرية والتحرر وإن ما يجمعني بهذا الجعفري الممتاز حبي للإسلام ولآل البيت ولمن انحدر من سلالتهم وهو واحد من هذه السلالة التي تحمل عبق النبوة وحرارة الإيمان، وعمق الدين بمنحاه الإنساني وتوجهه السماوي، أضف إلى ذلك إدراكه لمعنى التعليم فالكلية الجعفرية التي أنشأها في صور خرّجت أجيالاً من المتنورين الأحرار الذين شاركوا في بناء الوطن على أساس أن العلم يبني والجهل يفرّق. كان ينهج نهج الشهابية التي أنشأت دولة المؤسسات وجمعت اللبنانيين على احترام القوانين والتمسك بأهداب الدولة؛ دولة الحق والعدل والكرامة الإنسانية.
البستان... "القطب"
ياسر نعمة قال فيه: جعفر شرف الدين اسم علم لرجلٍ علم نشأ وتربى وتجسد وأثّر وتفاعل وبنى وغذى حياة أجيالٍ بالمعرفة والثقافة والعلم والوطنية معتزاً بما أقام وصنع.. لقد مضى علينا وعليك عقود وأجيال لا ندري عدد شموسها وأنجمها، فأنت زرعت في صور بستان شجر وارف يعطي الفيء والحياة.
وقال فيه غازي قهوجي: نرد غديرك فيباغتنا على دَهَشٍ حمام أبيض يهدهد ذاكرتنا بين "مقام" الهديل و"حال" صفق الجناح، لنغيب وجداً ونعود عبر البوح والدوح وأيام العمر الجميل، لكأنها "الحضرة" رفعت على الهدى وثبوت الاعتقاد، فأدت إلى رؤياك بعين القلب على أَلَقٍ "حسيني" الشهادة والمراجع مجسداً "القطب" الجامع الموحد لبرّ، بفخر شكل فضاء ومدى جبل عامل، وبحرٍ، بشغفٍ أطلق الحرف واللون والشراع.
أجيال وجذور
وزير التربية الأسبق بطرس حرب اعتبر: إن السيد جعفر شرف الدين من الذين آمنوا أن في المعرفة بلوغاً للحقيقة، وأن العلم طريقنا إلى النجاح وتسجيل الانتصار، وهؤلاء هم القادرون في لبنان، على توعية الشعب وتحصينه ضد المؤامرات التي تحاول أن تدخل صفوفه لتفرق فيما بيننا..
السيد جعفر شرف الدين وضع خمسين إكليلاً من الغار على رأسه، خمسين عاماً لتربية الأجيال.. نكرم من وعى الحقيقة؛ الحقيقة في كيفية الانتصار، وعبره نكرم أبناء الجنوب الصامدين الواعين لحقيقة المعركة..
المطران مارون صادر: اعتبر أن السيد جعفر هو امتداد لوالده السيد عبد الحسين شرف الدين، الموسوعة الشيعية والإسلامية، عميقة الجذور في الفقه والفكر والإفتاء، وهو في نفس الوقت، رسول علم وثقافة وتربية دينية وأخلاقية. فكان صوت صور والجنوب، وتفاعل مع النزاعات القومية طيلة قرن من الزمان.
د. وليد خوري عن الحركة الثقافية – انطلياس: اعتبر جعفر شرف الدين، ابن الشهادة الكبرى، وكربلائي يختزن فرادة التجربة الحسينية وغناها بأبعادها الإنسانية نضالاً يزرع المحبة، يقيم العدل على نزاهة في السلوك وتوازن في النهج والاعتقاد. عاملي تعلو جبينه علامات الفخار حَبكتُه مسيرة القهر على طول الزمن صقلها إيمان بالحرية لا يلين وصبر على البلوى لا ينضب

24

قلب الأسد
20-01-2011, 04:55 PM
شخصية اليوم
السيد جعفر شرف الدين 1920 – 2001 شهادات له وفيه: الجعفري المشرقي المنفتح
http://www.janoubiaonline.com/phpnews8/html/gallery/image/issue%2080/Shoo'n%2080-127.jpg
سليل أسرة النبوّة والعلماء والفقهاء الذي سار مع «الشهابية» المؤسساتية
مجيء السيد جعفر شرف الدين إلى هذا العالم كان مترادفاً مع بداية تاريخ جديد في لبنان والمنطقة، حيث كانت حركة الوعي المتنامية تحاول جادة أن تنفض عن هذه المنطقة كل ما علق بها من آثار العثمانيين، وتسعى بشكل حثيث إلى دخول عصر التنوير والتحرر وكانت ولادة مترافقة مع حدثين هامين:
الأول هو بداية المناهضة للفرنسيين، والثاني هو ولادة كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، ولعلّه كان للحدثين الأثر في تقرير نهج السيد جعفر وتحديد دفتي كتاب حياته، التي قضاها مجاهداً في المواقع المتقدمة في مسيرة حركة التحرر الوطنية اللبنانية، وبالتالي العربية.
كان السيد جعفر شرف الدين في طليعة الثائرين والمنتفضين في كل مرة تجد الحركة الشعبية وجوب مناهضة الجور والظلم والاستغلال وفي علاقته مع ولادة كتاب "المراجعات"، نجد أن فكره وثقافته قد ترعرعا على نهج والده المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين، وانطلاقاً من ذلك فقد انصرف إلى تأليف الكتب وتنسيق المعلومات وتوّج ذلك بـ"الموسوعة القرآنية" الشهيرة التي أجابت عن حاجة المثقف إلى فهم وتدبر القرآن الكريم وفهم المتشابه من آياته والإطلاع على فنون البلاغة وقوة التعبير فيه.
التسامح هو العنوان
وفي مذكرات هذا الرجل الكبير، وخلال أحاديثه وخطبه، ترى كم كان متأثراً بوالده الإمام شرف الدين، والذي كان رأس الحربة في مناهضة الاستعمار، والذي حرص على أن يكون ولده جعفر وريثاً له في إكمال المسيرة وتبليغ الرسالة.
ويوافق مولده سنة 1920 وهي السنة التي عقد فيها "مؤتمر وادي الحجير" الذي تقرر فيه بعد قسم اليمين، "حفظ الأمن والحرص على سلامة النصارى" على هذا النهج استقرت شخصيته فكان متسامحاً داعياً إلى المحبة والوئام لطيفاً لين الجانب والحديث. كان خطيباً مفوهاً لا تعوزه الحجة ولا تخونه العبارة، أصيلاً ظل أميناً لشرف انتسابه، أميناً على تراث آبائه المقدسين، انتسب في طفولته إلى كتَّاب السيد شريف الأخوي، حيث حفظ القرآن الكريم ومن ثم انتسب إلى المدرسة الرسمية، وظل يلهج باسم مديرها عبد الرحمن البزري.
من الجعفرية إلى "المشرقية"
سنة 1938 انتهى عهد الكتاتيب، فقد انتصبت الجعفرية حاضرة علمية ومنارة ثقافة عالية، أسسها الإمام عبد الحسين شرف الدين، وأطلق عليها اسم "الجعفرية" تيمّناً بولده السيد جعفر، الذي لم يأل جهداً في إنجاز بنائها، والحفاظ على دورها وموقعها.
وفي سنة 1942 انتسب السيد جعفر إلى الكلية الشرعية في بيروت، والتي كان يرعاها الشيخ توفيق خالد، مفتي الجمهورية، حيث نال شهادة الكفاءة بعد الانتهاء من الدراسة في معهد الآداب الشرقية ولقائه الأستاذ فؤاد فرام البستاني والدراسة عليه عاد إلى الكلية الجعفرية حيث عمل على إدارتها بعد أن صارت تدرس الصفوف الثانوية لأول مرة في جنوب لبنان.
أسس في سنة 1945 مجلة "المعهد" واستمرت أربع سنوات وكانت بمثابة رسالة فكر وأدب ونضال شارك في تحريرها كبار من أدباء وعلماء لبنان والوطن العربي وأسس سنة 1948 جمعية البر والإحسان مع نخبة من المؤمنين.
سنة 1959 أنشأ السيد جعفر باسم جمعية البر والإحسان أربع عشرة مدرسة ابتدائية مجانية انتشرت في قرى وبلدات المنطقة. إلى العام 1963 حيث أنشأ جمعية إنعاش القرى، حيث نقلت إجازات المدارس من البر والإحسان إلى هذه الجمعية.
بين النيابة والتأليف
اعتبر السيد جعفر شرف الدين أن السياسة عمل حضاري لخدمة الناس وتطوير المجتمع فتقدّم إلى الانتخابات النيابية وفاز في العام 1960 عن دائرة صور لثلاث دورات متتالية كان خلالها الضمير الحي للمواطنين ينافح عن قضاياهم ويعمل على حل مشاكلهم، فاتحاً قلبه قبل بابه، يعيش آلامهم ويترجم تطلعاتهم.
عمل شرف الدين في مجال الكتابة الأحب إلى قلبه، لاعتباره الكلمة واللغة وعاء الفكر وأداته للوصول إلى المجتمع فألّف:
1- أدب الطَّف. 2- من هنا نبدأ – جبل عامل من لبنان – إني أتَّهم. 3- حرب رمضان – حرب الغفران. 4- جذور الثورة الإسلامية. 5- معجم أدباء المعهد. 6- تحت قبة البرلمان. 7- لبنان في حكامه وممثليه 1860 – 1980. 8- دائرة معارف التراث. 9- الموسوعة القرآنية.
غياب الطيب المسالم
رحل السيد جعفر شرف الدين في 27 تموز 2001، ولكنه ظل حديثاً حسناً وذكرى محببة، والحديث عنه يظل قاصراً عن بلوغ همته ونبل سريرته كان موضع الحاجات ومقصد العارفين والمحتاجين، ميزه سخاء الكف ولطف المعشر وبسمة ترتسم طليقه على وجهه..
بساطته وطلاقة محياه ما هي إلا الوجه الآخر لقوة شخصيته وثباتها على الحق.. كان منحازاً للعدل منافحاً عن مبادئ الدين، قوياً في محاربة الباطل، لا تأخذه في الحق لومة لائم..
حسبه أنه صار حكاية طيبة، كلما ذُكر ذكرت صفات الرجولة وحضرت سانحات النبل، ولا أحسبني إلا مقصراً في نقل صورة متكاملة عن هذا الرجل لذلك سأترك للذين عرفوه وكرموه وهم من ذوي الأقلام المشرقة أنقل عنهم بعض ما حكوه عنه خلال احتفالات تكريمه، وما أنقله غيض من فيض، آخذه عن بعض من كثير يضيق المجال عنهم فلي منهم العذر والمغفرة.

الذكرى والخسارة
يقول نجله المهندس السيد محمد جعفر شرف الدين: على ذكراك نلتقي.. لقد غاب جسدك الطاهر عنا قبل حين من الزمن، وها نحن نحتفل بذكرى روحك السمحة، وطلعتك المشرقة بالمحبة والود، وننعم بآثارك الطيبة المغروسة في القلوب والنفوس، ذكريات تتغنى بمجيد أعمالك الخيرة في جنوبنا الحبيب الذي لن ينسى مواقفك الثابتة الأصيلة وخدماتك الجليلة خلال مسيرة حياتك.. وإن ما تركت من أثر ثقافي وأدبي من مقالات وكتب وموسوعات سيبقى لينتفع به علماً ومعرفة.
أما الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان فاعتبر أن: السيد جعفر شرف الدين مثَّل نهج أبيه المقدس الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في احتضانه للناس ورعاية شأنهم، إنه صاحب القلم المفعم بالعطاء والأيادي الخيّرة، الملتزم قضايا شعبه وأمته، تعاطى مع أمور الناس وهمومهم أحب الفقراء فأحبوه واحتضن قضاياهم وكان الصوت المعبِّر عن أمانيهم وآمالهم وأحلامهم.
العلاّمة... المنارة
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني: تحدث بعيد وفاة شرف الدين عن العلاّمة الذي: بذل جهداً فائقاً وسنوات طوالاً من عمره وعقله وفكره ليخرج للأمة والعالم عملاً موسوعياً رائداً يتناول القرآن الكريم بسوره وخصائصها، وترابطها وأسرار ترتيبها ومعانيها اللغوية والبلاغية وإعجازها وحكمة التنزيل فيها.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال فيه: السيد جعفر شرف الدين لم يكن مروره في هذه الحياة مروراً عادياً، فقد تأثّر وأثّر، تأثّر بوالده الإمام شرف الدين، وأخذ عنه مبادئه ومواقفه وامتاز بعلمه وتواضعه وحرصه على العلم وصارت الجعفرية منارة لجبل عامل، وقلعة منيعة في الدفاع عن القضايا الوطنية والعربية.
ثلاثي حركة الاعتراض
العلامة السيد محمد حسن الأمين قال في تكريم شرف الدين بدار الندوة ببيروت: السيد جعفر شرف الدين، معلم جبل عامل الأول، لا يمكن استحضاره، إلا لكي نستحضر الإمام عبد الحسين شرف الدين، وصرح الجعفرية، فهذا الثلاثي يشكل شخوص المسرح الذي نتكلم عنه ولا بد من أن يكون عنصر الزمان مقدساً لهذا الوجود الذي قامت عليه الجعفرية وقام عليه زمن الجعفرية... ذلك أن الجعفرية لم تكن، فحسب، مكاناً من أجل أن يذهب أبناؤنا من كل هذا المدى الجنوبي، من أجل أن يتعلموا الحرف، إنها كانت أعمق من ذلك بكثير..
تشكلت على قاعدة الجعفرية وفي مناخها وبين طلابها وأساتذتها، حركة الاعتراض التي كانت صرحاً من الصروح التي بدأها الإمام شرف الدين، والتي صنعها أمام عينيه السيد جعفر، والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من التاريخ العاملي، بل من تاريخ المنطقة العربية...
الدكتور عصام خليفة كرّم عبر الحركة الثقافية في انطلياس (1994): السيد جعفر لكونه أحد المشاركين الكبار في إعلاء شأن وطننا بخبرته التعليمية ومن خلال مشاركته وتأسيسه الرائد والسهر على الجعفرية وإشرافه عليها.
ووصفه بـ"المصارع الآتي من صور العظيمة"، لمدينتك المجد والاحترام، وتقدير مواطنيك؛ أبطال مقاومة الشر الكبير الآتي إلينا في هذا الزمن المرّ.
د. موريس أبو ناضر يكرّم شرف الدين وخلال تكريم المنتدى للسيد جعفر في العام 1999 قال: ما يجمعني بهذا الجنوبي الكريم حبي لأهل الجنوب، هذه القطعة الغالية من لبنان، والتي تقدم بصمودها ومقاومتها للغزو الصهيوني، المثل الحي على أن لبنان ليس كبقية البلدان وإنما هو رسالة في هذا الشرق بعيشه المشترك وتوجهه الديموقراطي وعشقه للحرية والتحرر وإن ما يجمعني بهذا الجعفري الممتاز حبي للإسلام ولآل البيت ولمن انحدر من سلالتهم وهو واحد من هذه السلالة التي تحمل عبق النبوة وحرارة الإيمان، وعمق الدين بمنحاه الإنساني وتوجهه السماوي، أضف إلى ذلك إدراكه لمعنى التعليم فالكلية الجعفرية التي أنشأها في صور خرّجت أجيالاً من المتنورين الأحرار الذين شاركوا في بناء الوطن على أساس أن العلم يبني والجهل يفرّق. كان ينهج نهج الشهابية التي أنشأت دولة المؤسسات وجمعت اللبنانيين على احترام القوانين والتمسك بأهداب الدولة؛ دولة الحق والعدل والكرامة الإنسانية.
البستان... "القطب"
ياسر نعمة قال فيه: جعفر شرف الدين اسم علم لرجلٍ علم نشأ وتربى وتجسد وأثّر وتفاعل وبنى وغذى حياة أجيالٍ بالمعرفة والثقافة والعلم والوطنية معتزاً بما أقام وصنع.. لقد مضى علينا وعليك عقود وأجيال لا ندري عدد شموسها وأنجمها، فأنت زرعت في صور بستان شجر وارف يعطي الفيء والحياة.
وقال فيه غازي قهوجي: نرد غديرك فيباغتنا على دَهَشٍ حمام أبيض يهدهد ذاكرتنا بين "مقام" الهديل و"حال" صفق الجناح، لنغيب وجداً ونعود عبر البوح والدوح وأيام العمر الجميل، لكأنها "الحضرة" رفعت على الهدى وثبوت الاعتقاد، فأدت إلى رؤياك بعين القلب على أَلَقٍ "حسيني" الشهادة والمراجع مجسداً "القطب" الجامع الموحد لبرّ، بفخر شكل فضاء ومدى جبل عامل، وبحرٍ، بشغفٍ أطلق الحرف واللون والشراع.
أجيال وجذور
وزير التربية الأسبق بطرس حرب اعتبر: إن السيد جعفر شرف الدين من الذين آمنوا أن في المعرفة بلوغاً للحقيقة، وأن العلم طريقنا إلى النجاح وتسجيل الانتصار، وهؤلاء هم القادرون في لبنان، على توعية الشعب وتحصينه ضد المؤامرات التي تحاول أن تدخل صفوفه لتفرق فيما بيننا..
السيد جعفر شرف الدين وضع خمسين إكليلاً من الغار على رأسه، خمسين عاماً لتربية الأجيال.. نكرم من وعى الحقيقة؛ الحقيقة في كيفية الانتصار، وعبره نكرم أبناء الجنوب الصامدين الواعين لحقيقة المعركة..
المطران مارون صادر: اعتبر أن السيد جعفر هو امتداد لوالده السيد عبد الحسين شرف الدين، الموسوعة الشيعية والإسلامية، عميقة الجذور في الفقه والفكر والإفتاء، وهو في نفس الوقت، رسول علم وثقافة وتربية دينية وأخلاقية. فكان صوت صور والجنوب، وتفاعل مع النزاعات القومية طيلة قرن من الزمان.
د. وليد خوري عن الحركة الثقافية – انطلياس: اعتبر جعفر شرف الدين، ابن الشهادة الكبرى، وكربلائي يختزن فرادة التجربة الحسينية وغناها بأبعادها الإنسانية نضالاً يزرع المحبة، يقيم العدل على نزاهة في السلوك وتوازن في النهج والاعتقاد. عاملي تعلو جبينه علامات الفخار حَبكتُه مسيرة القهر على طول الزمن صقلها إيمان بالحرية لا يلين وصبر على البلوى لا ينضب

24

قلب الأسد
21-01-2011, 12:26 PM
ها نحن من جديد نسلط الضوء على شخصية عاملية جديدة

هو

الشيخ محمد قاسم قديح

المولود 1872م المتوفي 1973م

http://www.alnabatieh.com/edara/pic/KD.jpg

ولد الشيخ محمد قديح في النبطية عام 1872م, وكان منزله قائماً على الطريق التي تربط النبطية بميفدون مكان محطة الشقيف حالياً.

تعلّم في مدرسة العلامة السيد حسن يوسف مكي (قد) وهو أخو زوجته، سافر فترة من الزمن الى العراق لكنه لم يكمل علمه هناك لظرف خاصة, وعاد الى بلده ليواصل دراسته في مدرسته الأولى.

كان له ثلة من الأصدقاء منهم الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر, وكانوا كثيراً ما يلتقون في ديوان الشيخ أحمد رضا, وفي هذا الديوان كان رياض الصلح يشاطرهم الحضور وربطته معهم علاقة صداقة, ومعلوم أن الرئيس الصلح كان له أملاك في منطقة تمرة, فهو كلما أراد الذهاب إليها مرّ بالنبطية والتقى أصدقاءه.

منذ صغره توجه نحو قراءة العزاء, وكان لديه إيمان خاص وهوى عميق بآل البيت والإمام الحسين عليه السلام .

كان شاعراً وأديباً, وبقي حتى آخر حياته - وعلى الرغم من إصابته بالعمى - يلقي الشعر وأبنته تكتب له، وكثيراً من قصائده كان يصدّر بها مجالس العزاء التي يتلوها من على منبر النادي الحسيني في النبطية، أو في منازل النبطية. كما كانت لديه مكتبة خاصة مليئة بنفائس الكتب.

بدأ بقراءة مجالس العزاء قبل بناء النادي الحسيني عام 1909م, حيث كانت تقام مجالس العزاء في منازل النبطية كل أسبوع, واستمر على هذه الحال حتى بعد بناء الحسينية, وكان أول قارئ عزاء لمنبرها.

ربطته علاقة حميمة بالمقدس الشيخ عبد الحسين صادق(قد) والمجتهد الشيخ محمد التقي (قد). واستمر في قراءة العزاء حتى بعد أن كبر في السن ولكن بشكل متقطع الى حين وفاته سنة 1973م بعد أن امتد به العمر الى 101 سنة.

كان لقراءته وبحّة صوته نكهة خاصة محببة لدى الكثيرين حتى من غير أهالي بلدته، تجذبهم للاستماع الى مجالس.

ويذكر ولده الأستاذ علي قديح - مد الله في عمره - أن مجموعة من رجال الدين والسادة العلماء في صور كانوا يقصدون النادي الحسيني في النبطية عندما يعلمون بأنه سيقرئ مجلساً.

لم يقرأ الشيخ محمد قديح خارج النبطية إلا في حبوش وذلك لصلة القربى مع آل مكي.

كان وجهه - رحمه الله - يطفح نوراً وجلالة أضفاهما عليه صلته بمولاه الحسين وخدمة شعائره المباركة.

وأخيراً فإن اسم الشيخ محمد قديح (رحمه الله) سيظل محفوراً في ذاكرة مدينته الحسينية

قلب الأسد
22-01-2011, 12:40 PM
شخصيتنا العاملية لهذا اليوم
العلامة الشاعر الشيخ عبد الحسين صادق
http://www.janoubiaonline.com/phpnews8/html/gallery/image/issue70/ameliat.gif
ولد في النجف، والده الشيخ إبراهيم صادق إمام بلدة الخيام توفيت والدته وهو ابن أشهر قليلة وبعد خمس سنوات توفي والده فعاش يتيماً في منزل الحاج محمد عبد الله زوج شقيقته الكبرى خاشية صادق.
غادر الخيام وهو بعد صبياً إلى النجف حيث التحق بالحوزات العلمية ودرس الفقه والأصول وسائر العلوم الدينية على كبار المراجع إلى أن نال منهم إجازات الاجتهاد، وعاد إلى موطنه جبل عامل واستقر في الخيام بعد ستة عشر عاماً مدرِّساً في حوزاته ومبرِّزاً في ميدان الشعر والأدب إلى جانب زعامة دينية ومكانة سياسية واجتماعية جعلته في مصاف عمالقة جبل عامل في ذلك الزمان وعنيت بهم السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الأمين وابن عمه السيد حسن محمود والسيد نجيب فضل الله والشيخ مهدي شمس الدين والسيد عبد الحسين نور الدين وغيرهم.
وكان الحظ أسعف الشيخ في ذلك الزمان نهاية القرن التاسع عشر بافتتاح المدرسة الحميدية التي أسسها العلامة السيد حسن يوسف وخرجت أعلام النهضة العاملية آنذاك وهم الشيخ أحمد عارف الزين والشيخ سليمان ظاهر والشيخ أحمد رضا والأستاذ محمد جابر آل صفا الذين زخرت بهم النبطية وجوارها موطن شيخنا وشاعرنا الجليل الشيخ عبد الحسين صادق، الذي انضم إلى هذا السرب النهضوي وقام يصدح بينهم شاعراً ويكتب مرشداً ومفقها في مجلة العرفان وغيرها من المنشورات التي بدأت تصدر مطلع القرن العشرين.
ولما توفي الشيخ حسن يوسف تولى الشيخ صادق إدارة المدرسة الحميدية في النبطية، ثم أسس أوّل حسينية في جبل عامل وهي حسينية النبطية عام 1909 وجعلها منبراً لمجالس العزاء الحسيني وللمناسبات الدينية والوطنية والقومية. ومن مآثره السياسية أنه انتدب من قبل أعيان جبل عامل لمبايعة الأمير فيصل والحكومة العربية في دمشق في 15 أيار 1919 ووقف أمام الأمير قائلاً كلمته المشهورة: «إنني باسم أهل جبل عامل أبايعك على الموت». مظهراً بذلك الروح العربية الأصيلة التي كانت تنادي آنذاك بوحدة سوريا العربية بزعامة الأمير فيصل واستقلالها عن الفرنسي المحتل.
ترك عقب وفاته عام 1942 مجموعة من المؤلفات الفقهية والأدبية ودواوين شعرية نختار منها ما اعتدنا أن نختاره من شعر طريف لطيف يحاكي الزمن البكر الذي أنجب العلامة الشيخ عبد الحسين صادق الأستاذ والفقيه والشاعر المجلّي.
ففي قوله لأحدهم بعد أن طرح العمّة العربية ولبس الثياب العصرية وكان هذا العمل قديماً يعدُّ مستهجناً يعيب صاحبه:
تأفندت يا ابن الخير في من تأفندا00متمرِّدا إن شئت أن تتمرّدا
وكن من بني الطربوش كشفاً (مموعصا) 00 ولا تتعمَّم قط إن تسحب الرَّدا
لقد ضللتم عصبة أمركيّّة 00 لها المال منقاد عقار وعسجدا
فما نلت من دنياك عيشاً مرفهاً 00ولا نلت في أخراك خيراً مؤبَّدا
وهذان بيتا شعر يدين الشاعر أحد المتردّدين عليه وقد حلق لحيته وكان يعدّ أيضاً هذا العمل من الكبائر في ذلك الزمان:
عجباً لشبان تقصّ لحاها 00 الله أكبر ما أقلّ حياها
لم يبق منها يا محمد شعرة 00 إلاّ وبرّاء الحديد براها
المحامي وحاكم الصلح
وفي نقد لعمل المحاكم المدنيّة وقضاتها ومحاميها هذه القصيدة:
يا حاكم الصلح عجل 00 لنا لفصل القضاء
كما مات إنسان حق 00 في عَلَّه الإنساء
لو كان ذو الحق «نوحا» 00 لمات قبل لقائه!
أو مات أيوب صبراً 00 لملَّ طول بقائه
من المحامين فذٌّ 00 لم يدرس الفقه إلاّ
ليجعل الحلَّ حرماً 00 ويجعل الحرم حلاَّ!
يأتي المحاكم صبحاً 00 وقد تأبَّط شرّا!
أسطورة رقّمتها 00 الأهواء سطراً فسطرا
وفي نقده للصحافة التي لا همّ لها سوى رضى الحاكم المستبدّ:
صحافة الصحاف في عصرنا 00 سياسة للحاكم المستطيل
وجود ما يرضى به لازم 00 فيها، وما يكرهه مستحيل
أليس ذا عذراً جميلاً لمن 00 فرَّ عن الصحاف آلاف ميل!
عمَّ الفساد
وفي قصيدة رائعة يصف الواقع الاجتماعي المتردّي في زمانه وهو أشبه بواقع اليوم منه بالأمس:
بدعٌ تشب فتلهب المحن 00 وهوًى يهبُّ فتطفأ السنن
وثلاثة غمر البسيط بها 00 فتنٌ وفتّانٌ، ومفتن
والناس لا ناس فيحفظهم 00 ما أنكرته العين والأذن
بإسم التمدّن أرعدت فخوت 00 منها قرى الإيمان والمدن
فانحط أعلاها لأسفلها 00 فتساوت الأوهاد والقنن
تدعو لعلمٍ أو إلى وطن 00 والقصد لا علم ولا وطن
القوم سرّهم معاوية 00 وقميص عثمان لهم علن
هم من ورا أكماته رقش 00 أنيابها الأقلام واللسن
مهما دعوا لضلالة سلسوا 00 وإلى الهداية إن دعوا حزنوا
يتلوَّنون لكلّ آونة 00 لوناً يناسب صبغة الزّمن
جاء في مذكرات العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم واصفاً استقبال الأمير فيصل في بيروت لدى عودته من أوروبا في 30 نيسان 1919، ما يلي: «استحسن جمع من علماء جبل عامل استقباله والاجتماع به في بيروت.. ولما خرج الأمير فيصل من الدارعة الحاملة له إلى المحل المعدّ لاستقراره (قصر عمر الداعوق – رئيس بلدية بيروت) أقبلت وجوه الناس للسلام عليه مترتبين، تدخل من باب وتخرج من آخر، لضيق المكان عن وسع تلك الوفود. ولما أُدخلنا عليه أنشده الزعيم الجليل الشيخ عبد الحسين صادق:
لو جاز سعْيُ الأرض 00 تعْظيماً إلى استقبال مولى
لسعت إليك بلادنا 00 عزّا وإجلالاً وطوْلا
وجرت بمضْمارِ السِّباقِ 00 و«عاملٌ» بالسَّبقِ أوْلى

ولَعَمري أنّه أجادَ كل الإجادة وأبدع كل الإبداع
أما لماذا ارتجل الشيخ عبد الحسين صادق هذه الأبيات المتضمنة إشارة ذات معنى يفهمها اللبيب، فلِكون المسؤول عن تنظيم دخول الوفود، من شتى المناطق، على الأمير فيصل، في مضيفه البيروتي، قد تعمّد، لسب مجهول، تأخير إدخال الوفد العاملي ما أغضب الشيخ الشاعر وحمله على ارتجال هذه الأبيات التي أدرك معناها الأمير فوراً فأظهر ترحيباً خاصاً بالوفد العاملي ودعاه إلى الذهاب معه إلى الشام.



30
http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/buttons/report.gif (http://www.afwajamal.com/vb/report.php?p=105451) http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/misc/progress.gif http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/buttons/edit.gif (http://www.afwajamal.com/vb/editpost.php?do=editpost&p=105451)

قلب الأسد
23-01-2011, 02:19 PM
شخصية اليوم علم من اعلام جبل عامل
انه
المؤرخ محمد جابر آل صفا
http://www.alnabatieh.com/edara/pic/aalam13.jpg
1870 - 1945
هو محمد بن الحاج طالب جابر الصفدي، (هاجرت أسرته في أوائل القرن التاسع الهجري إلى العراق من أصفهان، فحوران فجبل عامل).
ولد سنة 1870م في النبطية. قرأ النحو والصرف والمنطق والبيان على العلامة السيد محمد بن السيد علي إبراهيم الحسيني في المدرسة الأميرية.
رافق الشيخين أحمد رضا وسليمان ضاهر، وأسس معهما جمعية علمية كانت تجتمع مرة في الأسبوع في منزل أحدهم لإلقاء الخطب والمحاضرات العلمية والأدبية.
عام 1899 أُسست في صيدا والنبطية جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وكان من أعضائها مع رجالات العلم والأدب.
عام 1908 اشترك مع الشيخ أحمد رضا وسليمان ضاهر في عضوية الهيئة المركزية لفرع جمعية الاتحاد والترقي – التي انقلبت على السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908 – فرع النبطية. الا أن هذا الفرع سرعان ما أقفل أبوابه بعد أن ظهرت نوايا جمعية الاتحاد والترقي العلمانية المعادية للإسلام.
انتسب محمد جابر آل صفا ورفيقاه الى الجمعيات السرية المناوئة لحركة التتريك والداعمة للثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين فأصدرت (محكمة عاليه العثمانية) التي أنشأها جمال باشا السفاح أمراً بمحاكمتهم، الا أنهم نجوا من حبل المشنقة عام 1915 وأفرج عنهم.
ساهم محمد جابر آل صفا مع العلامتين ضاهر ورضا في النهضة العلمية والأدبية وفي التطور السياسي الذي شهده جبل عامل.
اشترك محمد جابر آل صفا في مؤتمر وادي الحجير في نيسان عام 1920 ( جنوب النبطية) ووضع هو مع الشيخ سليمان ظاهر والشيخ أحمد رضا مقررات المؤتمر.
في العام 1927 أسس مع مجموعة من المثقفين جمعية النهضة العاملية في النبطية بهدف احياء الحركة الفكرية والثقافية في المنطقة .
كانت آراؤه السياسية منبثقة من مواقفه تجاه الدولة العثمانية والانتداب الفرنسي، فكان ينادي بالوحدة العربية وبالحرية والاستقلال. أما آراؤه الاجتماعية فكانت جملة مواقف أيضاً، ويمكن أن نستخلص ذلك من بعض قصائده يقول:

إذا جئت القرى ألفيت فيها 000 وطيس الجور يتقد اتقادا
ترى فيها نساء حاسرات000 جياع الجوف لا يلفين زادا
وقد قضت الشهامة على000 أناس جفوا الاصلاح واتبعوا الفسادا
فمن للخيل يملأها صهيلاً 000 ومن للحرب يعركها جلادا
أبرز مؤلفاته :
• كتاب تاريخ جبل عامل، وهو تاريخ مفصل بإيجاز لجميع الأدوار التي مر بها جبل عامل.
• رسالة مخطوطة أسماها ثلاثة وخمسون يوماً في عاليه، يذكر فيها سير المحاكمة بالتفصيل يومياً .
• مخطوط بعنوان " شذرات في الفلسفة والطبيعيات " .
• مقالات سياسية واجتماعية وتاريخية، نشر معظمها في مجلة العرفان .
وفاته :
توفي محمد جابر آل صفا في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، بعد نضال طويل، وعمل دؤوب في سبيل تطوير الثقافة والحفاظ على تراث جبل عامل وأمجاده


31
http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/buttons/report.gif (http://www.afwajamal.com/vb/report.php?p=106498) http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/misc/progress.gif http://www.afwajamal.com/vb/styles/mo7ram2011/img/buttons/edit.gif (http://www.afwajamal.com/vb/editpost.php?do=editpost&p=106498)

قلب الأسد
24-01-2011, 12:56 PM
وكالعادة مع شخصية عاملية جديدة
http://www.alnabatieh.com/edara/pic/aalam12.jpg
الشيخ سليمان ضاهر
ولد عام 1873 في مدينة النبطية، ولم يطو صحيفة العامين حتى مني بوفاة والدته، فكفلته خالته. بعد أن بلغ العاشرة من عمره، قرأ القرآن وتعلم مبادئ الخط والاملاء على بعض شيوخ الكتاتيب. فقرأ على العلامة السيد محمد نور الدين بعض القواعد النحوية، ثم انتقل الى مدرسة النميرية، وبعدها الى مدرسة العلامة السيد حسن ابراهيم حيث مكث فيها بضعة ألأشهر، وهو يتلقى الدروس المختلفة . في عام 1892 انتقل الى المعهد العلمي الذي أسسه السيد حسن يوسف، وبدأ بالتدريس وكان مولعا بالعلوم على أنواعها، وشغف بنظم الشعر ، ولكنه لم يظفر منه بغير الكآبة، واشتغل بالسياسة فلم يجن منها غير التعاسة (1). انتخب عضواً في المجمع العلمي الدمشقي بالاجماع ، وكان عضواً في جمعية العلماء.
مؤلفاته:
كتب الشيخ سليمان معظم مقالاته في مجلة العرفان وفي جريدة القبس الدمشقية . وله مؤلفات كثيرة سطع في معظمها نجمه الشعري. منها ما هو مطبوع ككتاب الذخيرة في مدح أهل البيت (عليهم السلام) – تاريخ قلعة الشقيف – العراقيات – الفلسطينيات – ومنها ما هو مخطوط ككتاب القصة في القرآن الكريم – الملحمة العربية الاسلامية – الأماني الجامعة – من وحي الحياة وغيرها.

فكره السياسي ومواقفه:
يرى شيخنا ان السياسة في الأصل مأخوذة من السوس بمعنى القيادة، يقال ساس الرعية أي امرها ونهاها. ويعتبر ان مصطلح السياسة بما يشتمل على المكر والدهاء، والخداع مختلف عن معناها اللغوي " أي بما تبرر غايتها الواسطة مهما كانت وباي صيغة اصطبغت " (2). ونظر في العدل والاستبداد والحرية، ورأى ان سياسة الاستبداد تبعد الرعية عن التعاون ودعا الى احترام حرية الأشخاص والجماعات " فلا يغمط الفضل ولا يبخس الحق (3). . والرئاسة عنده لا تكون الا باختبار الأمة وهي ضرورية يقول: لا مناص من وجود الرئاسات، ولا ينتظم بغيرها أمر الجماعات... وكل عمل على محوها من لوح الوجود هو في الواقع سعي وعمل على ابطال المدنية وتقويض بنيان المجتمع. وجملة القول ان الرئاسة يجب ان تكون قائمة على ترسيخ المبادئ العالية، والفضائل الانسانية، مقترنة بسياسة الحكمة ، متجافية عن مضاجع الخدع، والحديث عن مواقفه السياسية لا يختلف عما عرضناها عن الشيخ رضا. فقد وقف في وجه الأتراك بعدما تبينت سياستها العنصرية، مدافعاً عن عروبة جبل عامل وأهله الكرام. وكان الأمر نفسه في مواجهة الانتداب الذي قضى بتقسيم المنطقة، فقد دعا الشعب العربي في بلاد الشام وفلسطين الى الثورة لتحرير الأمراء من أجل العيش الكريم بعيداً عن الذل والمهانة فيقول:
إن لم تثوروا ثورةً عربيةً 000 مرهوبة الأسراج والألجام
فترقبوا ذل الحياة اذلة 000 في عقر داركم ليوم قيام
والأرض ميراث القوي وإنما 000 يرث الممالك صالحوا الأقوام
فكره الاجتماعي والأخلاقي:
لم يكتف الشيخ سليمان بتسجيل المواقف والآراء السياسية المهمة، بل قدم المعطيات الفكرية على الصعيدين الاجتماعي والأخلاقي لخدمة الأمة. انتقد المصانعة والتملق الى الأمراء والعظماء، ورأى ان ينبَّهوا على أخطائهم. وأن لا يجاملوا على حساب الوطن وتحدث عن الأنانية والغيرية ودعا الى التوسط والاعتدال فيها، فلا افراط ولا تفريط وحذر من الحشيشة وأثرها على الشعوب، واضرارها النفسية والأدبية والعقلية والاجتماعية، واعتبر اللجوء اليها لتفادي الانزعاج من الآلام النفسية هو في حد ذاته خلق لمشكلة جديدة يأتي أثرها مع الأيام. ويؤكد سماحته على أهمية الأديان ازاء تهذيب النفوس بمدى ان الدين وازع ضروري للبشر " بحيث لا يهذب النفوس الا هذا الوازع، وهو يملأها رغبة ورهبة، ويسري فيها الى مواطن الطمأنينة والاستقرار، فكل من يمُس حرم الأديان الالهية بسوء او يحاول إخراج المتدينين عن سلطانها ويسيء الى تعاليمها فهو معول تهديم الانسانية (4).
فكره التربوي:
لم يأل الشيخ ضاهر جهداً في بيان التربوية التي يرمي بها اصلاح الجيل، ودفعه نحو التقدم وفق القواعد المتبعة، فأشار الى مراحل الحياة الإنسانية منالطفولة حيث يكون المرء واهي البنيان ضعيف الأركان، ثم يستمر في نشأته فيصل الى مرحلة المراهقة، وفي هذا الدور ينبغي ان يراعي الأهل طريقة التعامل مع هذا السن ثم ينتقل بعد ذلك – الى مرحلتي الشباب والكهولة. وهما اساس العنفوان والمواقف في سلسلة الحياة. وأكد الشيخ على أهمية التربية الدينية وما لها من شأن في تهذيب بني البشر وفق المعايير التي وضعها الدين الحنيف. هذا ولم يهمل الاهتمام باللغة العربية التي تعرضت لحملات التشويش من الغرب ، حيث أوهم – الأخير – الشعوب العربية ان اللغة هذه لا تتماشى مع متطلبات العصر الحديث. وأشار سماحته الى الفجوة العميقة بين العامية والفصحى ، ورد على كل المزاعم التي تسعى للنيل من لغتنا العريقة. مطالباً باتخاذ الوسائل لتسهيل تحصيلها.
المصادر:
1- العرفان مجلد 12 ص 23.
2- العرفان مجلد 3 ص 15.
3- العرفان مجلد 3 ص 146.
4- العرفان مجلد 39 ص 689

قلب الأسد
25-01-2011, 02:53 PM
http://www.alnabatieh.com/edara/pic/aalam11.jpg
الشيخ علي الزين
ولد في النجف عام 1902م، لكنه نشأ وترعرع في قريته جبشيت، تلقى دروسه على يد والده الشيخ عبد الكريم الزين.
سافر إلى النجف عام 1919م لتلقي علومه الدينية، وهناك بدأ بنظم الشعر. مزج دراسته الدينية بالأدبية، وشارك في المجالس الأدبية، وأسس مع مجموعة من شباب جبل عامل وشباب النجف " جمعية الشبيبة العاملية النجفية " فأسهم في خلق تيار يتجه نحو التجديد في الأدب.
اضطر الشيخ علي عام 1928م بسبب المرض للعودة إلى لبنان وإلى بلدته جبشيت. وقد أوجدت إقامته في جبل عامل حركة فكرية، حيث كان الشباب المثقف الواعي يتوافد إلى بيته ليتداول معه في الشؤون الثقافية من أدب وسياسة واقتصاد واجتماع. كان متعصباً لعروبته ومدافعاً عنها ضد الانتداب أولاً والصهيونية فيما بعد.
تأسست في العام 1935م في جبل عامل " عصبة الأدب العاملي " وكان الشيخ رئيساً لها وموجهها الأول وهي امتداد لجمعية النجف..
وجد مؤرخنا الشيخ علي أن تاريخنا بحاجة إلى الكثير من التمحيص والتنسيق والبحث عن بعض الحلقات والنصوص، ثم إلى المزيد من الصراحة والدقة في ملاحظة مواقع التزييف والخلل ضمن مصادره ورواياته ونصوصه أكثر من حاجته إلى الجمع والترديد. من أجل هذا كله وقف مؤرخنا موقف الثائر على كل ما في تاريخنا من أساطير فكان صريحاً واقعياً . ولذلك أغضبت طريقته هذه معظم المؤرخين الذين كانوا يضعون التاريخ في خدمة الانتماء العائلي أو العصبية الطائفية. توفي العام 1986م.
مؤلفاته:
1- من أماني الوحدة 1941م.
2- من التاريخ العاملي 1954م.
3- أوراق أديب 1955م.
4- مع الأدب العاملي.
5- للبحث عن تاريخنا 1973م.
6- العادات والتقاليد في العهود الاقطاعية 1977م.
7- من أوراقي 1978م.
8- من تاريخ البكوات في جبل عامل

قلب الأسد
26-01-2011, 12:45 PM
شخصيتنا العاملية لهذا اليوم
http://www.alnabatieh.com/edara/pic/aalam09.jpg
العلاّمة السيد علي مهدي إبراهيم
ولد عام 1920م في بلدة الدوير (قضاء النبطية).
- تلقى دروسه الأولى في مدرسة الدوير الرسمية علي يد ابن عمه السيد حسين يحي إبراهيم، ثم على يد أخيه السيد حسن مهدي إبراهيم.
- التحق بمدرسة النبطية الرسمية (أم المدارس) ما بين عام 1932 و 1935م الذي نال في نهايته الشهادة الابتدائية الرسمية.
- عكف بعدئذٍ على التعمق في دراسة قواعد اللغة فقرأ على أبيه العلامة الكبير السيد مهدي إبراهيم: قطر الندى، وشرح ابن الناظم على الفية ابن مالك، والكافي لابن الحاجب، ثم درس على التوالي: المطوّل في المعاني والبيان وحاشية الملاّ عبد الله في المنطق، وكتاب المعالم في الفقه وأصوله، واللمعة الدمشقية للشهيد الأول، والروضة البهية في شرح اللمعة للشهيد الثاني.
- في أيلول عام 1937م توجّه إلى النجف الأشرف حيث أتيح له الاتصال الوثيق بكبار علمائها الأعلام في الفقه والأصول وعِلم الكلام. فقرأ على السيد جواد التبريزي شرح العلامة الحلّي. وتبحّر في الفقه على آيات الله السيد حسين الحمامي والسيد محمد سعيد فضل الله والسيد محمود الشهرودي والسيد محسن الحكيم. وفي علم الأصول على الشيخ محمد كاظم الخراساني والسيد أبي القاسم الخوئي والشيخ خضر الجيلاني الذي قرأ عليه كتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري.
- عاد نهائياً إلى لبنان في أواخر العام 1949م حيث استوطن بلدة أنصار لمدة خمس سنوات ثم غادرها إلى بلدة عدلون في قضاء الزهراني منذ العام 1954 وحتى الآن.
من رجال الدين الأوائل الذين أرسو الخطاب الديني المتقدم والعصري في الحسينيات والنوادي في بيروت وجبل لبنان منذ مطلع الخمسينيات، مقتحماً المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية بكل جرأة وإقدام.
فهو في خطبه يتحدث إلى العالِم والمثقف والمتنور، وينزل إلى عامة الناس يتحدث بلغتهم ويتقرب إلى مفاهيمهم ويعالج مشاكلهم، همّه دفع المجتمع نحو الأفضل والأحسن، فعُرف في لبنان بأنه رمز للإصلاح والتجديد.
واكب نشاطات الحركات الوطنية والتحررية في لبنان والعالم العربي، وأصدر بيانات ومواقف ثورية محرضة في مختلف المناسبات، وشارك الثورة الفلسطينية همومها ونضالها العادل منذ نشأتها. كما شارك الحركة الوطنية اللبنانية العديد من نشاطاتها. كذلك كان من أهم مناصري مزارعي التبغ في الجنوب ومحركاً مهماً لتحركاتهم المطلبية.
- رفض الاحتلال الإسرائيلي منذ دخوله إلى لبنان، وشارك في العديد من التحركات المناهضة له.
- توقف عن نشاطه السياسي والعام منذ مطلع التسعينيات بسبب المرض، ويقيم عند ابنه السيد كاظم إبراهيم إمام بلدة الدوير.

قلب الأسد
31-01-2011, 01:55 PM
شخصية اليوم العاملية
العلامة السيد علي بدر الدين (حاروف)
http://www.alnabatieh.com/edara/pic/aalam01.jpg
العلامة السيد علي بدر الدين
في بلدة حاروف – قضاء النبطية وفي 1949 ميلادية أبصر السيد علي محمد جواد بدر الدين النور. وفي ظل أسرة علمية أبية متواضعة نشأ هذا السيد وترعرع على خصال الخير والفضيلة والإباء وحب العلم.
قضى طفولته بين أترابه، ولكنه كان يختلف عنهم كثيراً ، كان ودوداً بهم، محباً لهم مخلصاً ، يأبى إلا أن يكون جليسهم طيلة فراغه من المدرسة.
تلقَّى دروسه الأولى في مدرسة البلدة، ثم انتقل بعد انهائه المرحلة الابتدائية إلى مدرسة النبطية لإكمال تعلمه في المرحلة المتوسطة. أحبه معلموه وأساتذته لذكائه الحاد وأحاسيسه المرهفة، نبغ في الشعر والأدب وهو في يفاع عمره.
عاش شبابه في ظل العلماء والفقهاء والأدباء في منطقة النبطية، يخالطهم ويأخذ عنهم في الفقه واللغة والأدب والتاريخ، أما في حاروف فلم يكن بعيداً عن عمه المرحوم السيد أمين بدر الدين المعروف بشاعريته، وذائقته الأدبية، فكثيراً ما كان يعرض عليه أشعاره البكر، ينقحها له ويضبطها، والعم يتوسم له مستقبلاً زاهراً في الإبداع والنظم.
وفي العام 1969 ميلادي وبعد طول تردد من الأهل، وبعد تدخل لفيف من العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة المقدس الشيخ جعفر الصادق رحمه الله قرر الذهاب إلى النجف الأشرف لطلب العلوم الدينية، وهناك وتحت قبة جده الإمام علي (عليه السلام) تفرَّغ لدراسة الفقه على أيدي أساتذة أجلاء مجتهدين ومراجع عظام، أخص بالذكر منهم المرجع الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله عليه)، والسيد محمد باقر الصدر الشهيد (قدس سره)، والمقدس السيد علي الفاني رحمه الله.
بيد أنه لم يتنكر لشاعريته، بل زاد من عطائه في مجال الشعر، وكان له حضوره الأدبي، كما كان له حضوره الفقهي، ويتمثل ذلك بانتسابه إلى الرابطة الأدبية في النجف الأشرف، والتي كان يرأسها العلامة المجاهد السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله.
عاد إلى وطن الأهل والأحباب، فتابع رحلته الأدبية على مستوى الندوات التي أقامها في النبطية وفي صور وفي بنت جبيل وغيرها من مدن جبل عامل التي كانت تزخر بعطاء أهلها المتنوع في الأدب والشعر.
استأنف في النجف الأشرف دراسته الفقهية التي كان يعتبرها ضرورية لرجل الدين المبلغ والداعي، إذ أن الدعوة إلى الله تستلزم مستوى جيداً من الوعي والمعرفة الدقيقة بتفاصيل المفاهيم والأحكام، لأن من عُدمها لا يحسن منه أمر التبليغ، بل تترتب عليه آثار سلبية تسيء إلى الدعوة والرسالة.
كانت تربطه بآية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر الشهيد، علاقة قوية تجاوزت علاقة الأستاذ بالتلميذ، وكثيراً ما كان سماحته ينيط به أموراً ومهمات شتى، وهذه العلاقة القوية والمتينة والتي يشهد لها كبار العلماء المساعدين للسيد الصدر الشهيد أساء تفسيرها من في نفوسهم مرض واستغلها آخرون لتنفيذ مآربهم.
انفجرت شاعريته التي كانت تكمن تحت عباءة الدراسة وتحصيل العلوم الفقهية، وقد هاله ما حل بالعالم العربي من مآسٍ ومعاناة جرَّت كثيراً من الويلات على شعوب المنطقة ، فعالمنا ممزق، وكثير من أرضه تئن تحت وطأة العدو الصهيوني، حتى القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين أصبحت رهينة الصهاينة، يدنسونها كل يوم. فكان له ديوانه : "سيدي أيها الوطن العربي" والذي راح يلملم فيه بعض جراحاته ومعاناته، ويتطلع إلى مستقبل مشرق تكون فيه الأمة حاضرة ومستعدة لمقارعة التحدي، وصامدة أمام كيد الأعداء، وتستعيد فيه هويتها الضائعة، والتي دأب المستعمرون على طمسها وإلقائها.
وفي مطلع سنة 1980 ميلادية عاد السيد علي إلى وطنه ليمارس دوره بين أهله ووبني مجتمعه كإمام لبلدته، وكان له أعداء الأمة بالمرصاد.
ففي ليلة التاسع عشر من شهر رمضان الموافق لحزيران 1980 اختطف السيد وهو في طريقه إلى المسجد، واستشهد على يد حثالة مأجورة من البعثيين، ودفن ليلاً في الحادي والعشرين من الشهر نفسه في جبانة بلدته حاروف.

قلب الأسد
02-02-2011, 07:08 PM
الكفعمي
قال الأمين، هو الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي.
وفي آخر (المصباح): إبراهيم بن علي بن حسن بن صالح.
وفي آخر (حياة الأرواح): إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن إسماعيل.
نسبته:
قال الأمين: وصف نفسه في آخر (المصباح) وغيره: بالكفعمي مولداً، اللويزيّ محتداً، الجبعي أباً، الحارثي نسباً، التقيّ لقباً، الإمامي مذهباً.
و(الكفعمي) نسبة إلى (كفر عيما) قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت، واقعة في سفح جبل، مشرفة على البحر، هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية.
و(الكَفْر) بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة، في اللغة: القرية، وقيل: إنه كذلك في السريانية، ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر.
وأهل الشام يفتحون فاء (كفر) عند إضافتها.
و(عيما) بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف، لفظ غير عربي على الظاهر.
وقياس النسبة إلى (كفر عيما) كفر عيماوي، لكنه خفف، كما قيل: عبشمي وعبدري وحصكفي، في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار وحصن كيفا.
وعن خط الشيخ البهائي: إن (الكفر) على لغة جبل عامل بمعنى القرية و(عيما) اسم لقرية هناك، وأصلها كفر عيما، أي: قرية عيما، والنسبة إليها كفر عيماوي، فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار (كفعمي). انتهى.
وفي (نفح الطيب): إن الكفعمي نسبة إلى (كفر عيما) قرية من قرى أعمال صفد، كما يقال في النسبة إلى عبد الدار: عبدري، وإلى حصن كيفا: حصكفي.انتهى.
وهي من عمل الشقيف في جبل عامل، لا من أعمال صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول أحدهما في عمل الآخر في بعض الأعصار.
وما في النسخة المطبوعة من (نفح الطيب) من رسم (عيما) بتاء فوقانية من تحريف النساخ.
وفي (معجم البلدان): (عما) بفتح أوله وتشديد ثانيه، اسم أعجمي لا أدريه، إلا أن يكون تأنيث (عم) من العمومة، و(كفر عما) صقع في برية خساف، بين بالس وحلب، عن الحازمي. انتهى.
و(اللويزي) نسبة إلى اللويزة، بصيغة تصغيرة لوزة: قرية في جبل عامل من عمل لبنان.
فأصل آباء الكفعمي من اللويزة، وأبوه سكن جبع، ثم انتقل إلى كفر عيما، فولد ابنه فيها.
و(الجبعي) نسبة إلى جبع بوزن زفر، ويقال: جباع، بالمد: قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال، غاية في عذوبة الماء وصحة الهواء وجودة الثمار، نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار.
(والحارثي) نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، فإن المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
قال الأميني: والد المترجم له الشيخ زين الدين علي جد جد شيخنا البهائي، أحد أعلام الطائفة وفقهائها البارعين. يروي عنه ولده المترجم له، ويعبر عنه بالفقيه الأعظم الورع، وأثنى عليه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محلى شيخ أخي المترجم له شمس الدين محمد في إجازته: بالشيخ العلامة، زين الدنيا والدين، وشرف الإسلام والمسلمين، توفي قدس سره سنة 861.
وخلّف الشيخ زين الدين علي خمس بنين وهم:
1- تقي الدين إبراهيم، شيخنا الكفعمي المترجم له.
2- رضي الدين.
3- شرف الدين.
4- جمال الدين أحمد صاحب (زبدة البيان) في عمل شهر رمضان، ينقل عنه أخوه شيخنا الكفعمي رحمه الله في تأليفه.
5- شمس الدين محمد، جد والد شيخنا البهائي، كان في الرعيل الأول من أعلام الأمة، يعبر عنه شيخنا الشهيد الثاني بالشيخ الإمام في إجازته لحفيده الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي.
ويصفه المحقق الكركي بقدوة الأجلاء في العالمين في إجازته لحفيده الشيخ علي بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد، المذكورة في (رياض العلماء).
وذكره بالإمامة السيد حيدر البيروي في إجازته للسيد حسين الكركي.
وأثنى عليه العلامة المجلسي في إجازاته بقوله: صاحب الكرامات.
قرأ شمس الدين كثيراً على الشيخ عز الدين الحسن بن أحمد بن يوسف بن العشرة العاملي، المتوفى بكرك نوح سنة 862، وله إجازة من الشيخ علي بن محمد ابن علي بن المحلى، المتوفى سنة 855، ذُكرت في إجازات البحار، ص 44، وُلد رحمه الله سنة 822، وتوفي سنة 886.
2- ولادته ووفاته ومدفنه
قال الأميني: ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع، ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراغ من الأرجوزة سنة 870، وكانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل، وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها.
وتاريخ وفاته مجهول، وفي بعض المواضع أنه توفي سنة 900، ولم يذكر مأخذه، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحس، لكنه كان حياً سنة 895، فإنه فرغ من تأليف (المصباح) في ذلك التاريخ.
وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا.
وفي الطليعة: أنه توفي سنة 900 بكربلاء، ودفن بها، وظهر له قبر بجبشيت من جبل عامل، وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه، والله أعلم حيث دفن.
أقول: قد سكن كربلاء مدة، وعمل لنفسه أزجاً[1] بها بأرض تسمى عقير، وأوصى أن يدفن فيه، ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها.
ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته.
ثم خربت القرية، ويقال إن سبب خرابها كثرة النمل فيها الذي لا تزال آثاره فيها إلى اليوم، فنزح أهلها منها وأصبحت محرثاً.
وهذا بعيد، فكثرة النمل لا توجب خرابها، وإنما خربت بالأسباب التي خرب بها غيرها من القرى والبلدان في كل صقع ومكان.
فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من تراب، ولم يزل مستوراً بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد، فظهر عند حرث تلك الأرض وعرف بما كتب عليه وهو:
(هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله). وعُمّر، وصار مزوراً بتبرك به.
وبعض الناس يروي لظهوره حديثاً لا يصح، وهو أن رجلاً كان يحرث فعلقت حارثته بصخرة، فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضاً طرياً، فرفع رأسه من القبر – كالمدهوش – والتفت يميناً وشمالاً، وقال: هل قامت القيامة؟! ثم سقط.
فأغمي على الحارث، فلما أفاق أخبر أهل القرية فوجدوه قبر الكفعمي وعمّروه.
وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق، والحقيقة ما ذكرناه، ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدّقوه عليها.
قال الأميني: توفي شيخنا الكفعمي في كربلاء المشرفة سنة 905 كما في كشف الظنون، وكان يوصي أهله بدفنه في الحائر المقدس بأرض تسمى (عقيراً) ومن ذلك قوله:
سألتكم بالله أن تدفنونني 000 إذا مت في قبر بأرض عقير
فإني به جارُ الشهيدِ بكربلا 000 سليل رسول الله خير مجير
فإني في حفرتي غير خائف 000 بلا مرية من منكر ونكير
آمنت به في موقفي وقيامتي 000 إذا الناس خافوا من لظى وسعير
فإني رأيت العرب تحمي نزيلها 000 وتمنعه من أن ينال بضير
فكيف بسبط المصطفى أن يذود من 000 بحائره ثاوٍ بغير نصير
وعارٌ على حامي الحمى وهو في الحمى 000 إذا ضلّ في البيدا عقالُ بعيرِ

قلب الأسد
03-02-2011, 08:56 PM
نسلط الضوء اليوم على شخصية نادرة في عالمنا العربي والأسلامي
انه
الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي
http://www.hodaalquran.com/thump/dalem.jpg
ولد الفقيه الجليل والعالم الكبير الشيعي الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي المعروف بالشهيد الثاني في 13 شوال سنة 911 هـ في أسرة من أسر العلم والفقه وهو أحد أعيان و مفاخر فقهاء الشيعة وأحد المتبحرين في العلوم الإسلامية وأحد أساطين الفقه والاجتهاد الذين قل نظيرهم.
دراسته
1 - أنهى الشهيد الثاني دراسة المقدمات عند والده نور الدين علي بن أحمد ثم انتقل إلى قرية ميس وحضر عند الشيخ علي بن العالي الميسي المتوفى سنة 938 هـ فواصل دراسته وقرأ عليه شرائع الإسلام للمحقق الحلي والإرشاد والقواعد للعلامة الحلي.
وقد قام بسفرات عديدة إلى مختلف نقاط العالم الإسلامي لإدامة دراسته.
2 - ثم انتقل إلى كرك نوح ودرس النحو وأصول الفقه عند السيد جعفر الكركي وبعد إقامة دامت ثلاث سنين في جبع سافر إلى دمشق في سنة 937 هـ وحضر عند الشيخ محمد بن مكي الحكيم و الفيلسوف الكبير ودرس شطراً من كتب الطب والحكمة والهيئة واشترك أيضاً في درس أحمد بن جابر وقرأ عليه كتاب الشاطبية في علم القراءة والتجويد.
وقرأ الشهيد الثاني أيضاً صحيح مسلم وصحيح البخاري عند شمس الدين بن طولون في دمشق.
3 - وسافر إلى مصر سنة 942 هـ وقد درس في مصر عند ستة عشر أستاذاً بارزاً في علوم العربية وأصول الفقه والهندسة والمعاني والبيان والعروض والمنطق والتفسير وغيرها.
4 - سافر سنة 948 هـ إلى بيت المقدس وحصل على إجازة في الرواية من الشيخ شمس الدين بن أبي اللطيف المقدسي ثم عاد إلى وطنه.
5 - ثم عزم على السفر إلى الروم الشرقية فسافر سنة 949 هـ إلى القسطنطينية وقد بعث رسالة تحوي عشرة من العلوم إلى القاضي عسكر محمد بن محمد بن قاضي زادة وبعد أن التقى به وتباحث معه اقترح عليه القاضي الرومي أن يدرس في أية مدرسة شاء واختار الشهيد الثاني بعد الاستخارة مدرسة النورية في بعلبك وقد أوكل إليه القاضي إدارة أمور هذه المدرسة.
6 - بعد أن زار الشهيد الثاني مراقد الأئمة الأطهار عليهم‏السلام سنة 953 هـ عاد إلى جبع واستقر في وطنه الأصلي واشتغل بالتدريس والتأليف.
مرجعيته وشهرته
تسنم الشهيد الثاني بعد إقامته في بعلبك بفضل شهرته العلمية مقام المرجعية وقد شد إليه الرحال العلماء والفضلاء من أقصى البلاد للانتهال من علمه وأخلاقه.
و قد بدأ التدريس الجامع هناك حيث كان ملماً بالمذاهب الخمسة وكان تدريسه على أساس جميع هذه المذاهب وفي الحقيقة فإنه كان يدرس الفقه المقارن والعقائد التطبيقية وقد كان عامة الناس يستفتونه فكان يجيبهم طبقاً لمذاهبهم.
أقوال العلماء فيه
يقول المرحوم الخونساري صاحب روضات الجنات حول الشهيد الثاني:
لم ألف إلى هذا الزمان أحداً من العلماء الأجلة يكون بجلالة قدره وسعة صدره وعظم شأنه وارتفاع مكانه وجودة فهمه ومتانة عزمه وحسن سليقته واستواء طريقته ونظام تحصيله و كثرة أساتيذه وظرافة طبعه ولطافة صنعه ومعنوية كلامه وتمامية تصنيفاته وتأليفاته بل كاد أن يكون في التخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى تالياً لتلو المعصوم.
كان الشهيد الثاني مع علو مقامه ومنزلته العلمية والفقهية يسعى لتأمين بعض من ضروريات معاشه فقد ذكر أنه كان يخرج من منزله ليلاً ويركب حماره ويخرج إلى خارج المدينة ويجلب الحطب إلى منزله.
أساتذته
لقد سعى الشهيد الثاني من خلال أسفاره العديدة أن يحضر عند أساتذة يمكنه أن يستفيد منهم بأكبر قدر ممكن ومع أننا نعجز عن ذكر جميع أساتذته لا سيما وأنه قد حضر عند أساتذة من المذاهب الخمسة فإننا نذكر منهم ما يلي:
1 - أبوه علي بن أحمد العاملي الجبعي المتوفى 925 هـ
2 - الشيخ علي بن عبد العالي الميسي المتوفى 938 هـ
3 - الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف الكبير
4 - السيد حسن بن جعفر الكركي
5 - شمس الدين طولون الدمشقي الحنفي
6 - الشيخ أبو الحسن البكري
7 - الشيخ شمس الدين أبو اللطيف المقدسي
8 - الملا حسن الجرجاني
9 - شهاب الدين بن نجار الحنبلي
10 - زين الدين الحري المالكي
مؤلفاته
جاء في أمل الآمل أن الشهيد الثاني خلف ألفي كتاب منها مئتان كانت بخطه من مؤلفاته وغيرها.
ومن مؤلفاته:
1 – روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان
2 - مسالك الأفهام في شرح شرايع الإسلام
3 - الفوائد العملية في شرح النفلية
4 - المقاصد العلية في شرح الألفية
5 - مناسك الحج الكبير ومناسك الحج الصغير
6 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
7 - البداية في علم الدراية و شرحه وقد كان الشهيد الثاني أول من كتب في هذا المجال.
8 - تمهيد القواعد الأصولية لتفريع الأحكام الشرعية
9 - غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين
10 - كتاب في الأحاديث و يحوي 1000 حديث أختارها من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب.
11 - رسالة في الأدعية ورسالة في آداب الجمعة
12 - حقائق الإيمان
13 - منظومة في النحو وشرحها
14 - منية المريد في أدب المفيد والمستفيد في آداب التعليم والتعلم وهو كتاب مفيد جداً في التربية والتعليم.
15 - مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد وتلخيصه والذي كتبه بعد أن فقد عدداً من أولاده لتسلية نفسه والآخرين.
16 - كشف الريبة عن أحكام الغيبة
البشارة
يذكر الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي بأنه دخل يوماً على الشهيد الثاني فوجده مستغرقاً في فكر عميق فسأله عن الأمر الذي شغل باله فقال: يا أخي أظن أني سأكون ثاني الشهيدين لأني رأيت البارحة في المنام أن السيد المرتضى علم الهدى قد أقام وليمة جمع فيها علماء الإمامية في بيت فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بي و قال لي: اجلس بجنب الشيخ الشهيد فلما استوي بنا المجلس انتبهت
شهادته
كان الشهيد الثاني كغيره من شهداء الفضيلة ضحية المطامع الشخصية لبعض المنبوذين والساقطين في المجتمع. الذين يحاولون من خلال الحرية تصفية حساباتهم الخاصة.
وكانت القصة كما يلي:
يترافع شخصان من أهالي مدينة جبع إلى الشهيد الثاني ليحكم بينهما وبالفعل يقوم بالفصل في تلك المرافعة على أساس موازين الدين وضوابط الشريعة المقدسة غير أن الشخص الذي حكم الشهيد الثاني عليه في تلك الدعوى يخرج مملوءاً بالغضب ويذهب إلى قاضي صيدا ليتهم الشهيد الثاني بالرفض والتشيع. فيقوم القاضي بنقل هذا الأمر إلى السلطان سليم حاكم الروم العثماني في ذلك الوقت ليقوم السلطان بإرسال شخص من قبله لإلقاء القبض على الشهيد غير أنه لم يوفق في العثور عليه.
فأمر السلطان سليم وزيره رستم باشا بتعقب الشهيد وإلقاء القبض عليه حياً ونقله إلى السلطان ليتعرف بنفسه على حقيقة مذهبه ولما عرف الوزير أن الشهيد كان قد سافر إلى الحج فترصد له في الطريق إلى مكة فألقى القبض عليه هناك غير أن الشهيد الثاني طلب منه أن يمهله حتى يتم سفر الحج فوافق على ذلك ولما أنهى حجه أخذه إلى السلطان ولكنه في الطريق عند ما وصل بلاد الروم و بجوار شاطئ البحر قام بقتل هذا الأستاذ الكبير وذلك بتحريض من أحد الأشخاص ثم قطع رأسه وأخذه إلى السلطان فوبخه السلطان وعاتبه على ذلك عتاباً شديداً ولكن الدم الطاهر للشيخ الشهيد لم يضع هدراً فإن الوزير رستم باشا قد حكم عليه بالموت لهذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء وذلك بوجود السيد عبد الرحيم العباسي.
وكانت شهادة هذا العالم الكبير سنة 966 هـ وبقي جسده ثلاثة أيام على الأرض ثم ألقي هذا الجسد الطاهر في البحر.

قلب الأسد
06-02-2011, 02:48 PM
http://img286.imageshack.us/img286/7154/11zt.gif
شخصية اليوم شخصية مميزة بكل معنى الكلمة
على الصعيد الديني والأنساني
انه
العلامة محمد تقي الفقيه العاملي
هو أحد مراجع الشيعة الإمامية ، مشهود له بالعلم والفضل والتفوق لدى ذوي الاختصاص من الفقهاء المعاصرين وغيرهم ، ومعروف بالورع والتقوى . (1)

وقد كان له مقلدون منذ وفاة آية الله السيد الحكيم قدس سره ، وقد طبعت رسالته العملية ( عمدة المتفقه ) مرتان ، وفي المرة الثالثة طبعت رسالته " مناهج الفقيه " بأجزائها الثلاثة ، ولم يزل مكبّا على الاشتغال بالتأليف والتصنيف والتدريس ، في الفقه والأصول وغيرهما ، طيلة أيام حياته ، وكان آخر ما أنتجه قلمه الشريف كتابه في الأصول اللفظية والعملية( البداية والكفاية ) ، وقد لزمه المرض بعد أسبوع فقط من إرساله للمطبعة، وخرج من المطبعة وهو في فراش المرض .

وكان بحثه في الفقه والأصول في مدينة صور وبلدته حاريص ، يقصده طلابه من مسافات بعيدة ربما فاقت الخمسين كيلومترا ، وهو في بحثه يحاول اختصار المسافة على الطالب متحاشيا الإشكالات الهامشية الغير مفيدة ، سيما بعد هضم المسألة وفهمها .

له مؤلفات كثيرة ، وكثير منها ما يزال مخطوطاً ، وبعض من المخطوط يكاد يكون جاهزا للتقديم للطبع.

وهو شديد الاهتمام بمؤلفاته ، عظيم الاعتناء بالمطالب العلمية ، لا ينشر ما يكتبه إلا بعد أن يبذل أقصى وسعه في التحقيق ، وربما يراجع ما كتبه
لو أن العالم الديني اطلع على قلب العالم الآخر لأخذ التراب من تحت قدميه للبركة
المرات ، وربما أتعب نفسه الشريفة ونهض في الليل - على كبر سنه وضعف بصره - ليضيف أو يبدل أو يصحّح أو يوضح ، على وريقات يحتفظ بها إلى جانب سريره ! ..

تلمّذ على يد خيرة علماء النجف الأشرف وأساتذتها وفي طليعتهم أستاذه الأعظم المرجع الأعلى في عصره السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) ، وقد تأثر كثيراً بمسلكيته ، وهو يذكر ذلك مترحما عليه ، نال درجة الاجتهاد المطلق في سنة 1373هـ .

قام بإنشاء المدرسة اللبنانية في النجف الأشرف سنة 1957م ، كما قام بإنشاء حسينية للبنانيين في الكويت ، يحب أهل العلم ويقربهم إليه ، ولا يستكثر عليهم شيئا ما داموا في طريق التحصيل والتفقه وإرشاد الناس ، وكثيراً ما يحثهم على مزاولة الوعظ والإرشاد ، ويردّد كلمة أستاذه الحكيم ( قدس )( الناس إذا تُركوا تركوا ) ، وإذا شاع عن أحدهم أخطاء أو انحرافٍ ما تلمس له العذر حتى يعود عن خطأه .

يقدس العلماء ويكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير سيما المراجع الأعلام منهم وكثيرا ما يردد ( لو أن العالم الديني اطلع على قلب العالم الآخر لأخذ التراب من تحت قدميه للبركة ) ، وهي تعطينا صورة مفادها أن العالم الرباني يحب لله ويبغض لله ولا قيمة للدنيا في نظره .

من صفاته المميزة أيضا أنه لا يغتاب أحداً ولا يذكر إنساناً بسوء مطلقا ، ولو كان فاسقا ، بل بالعكس ، فإنه عند ذكر بعض الفسّاق في مجلسه يحاول أن يبرز له خصاله الحميدة من شجاعة وشهامة وما إلى ذلك .

ما ترك نافلة في حَضَرٍ ولا سَفَر منذ أن كان عمره أربعة عشر سنة حتى آخر أيامه رغم كبر سنّه ، مما أوجب إشفاق بعض المؤمنين عليه لما رأى من ضعفه عن القيام والركوع والسجود للنافلة ، فكلّمه في ذلك ، فكان مضمون جوابه وقد انحدرت دموعه : ( أريد أن أكون مع إخواني ممن سبقوني في درجاتهم العالية ) .

ومن مميزاته أنه شجاع القلب يتمتع بجرأة فائقة ، له نظرة خاصة في السياسة فهو يبتعد عنها لأنه يعتبرها منزلقا خطيراً قلما يسلم فيه سالكوه ، ومع ذلك فإن له فيها نظرات صائبة تحقق أكثرها.

هويته وولادته :

هو : الشيخ محمد تقي بن الحجة الفقيه الثبت الشيخ يوسف الفقيه بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي الفقيه العاملي .

تعرف أسرته بآل الفقيه ، والمعروفون بهذا اللقب كثيرون في جبل عامل ، والمظنون أنهم يرجعون إلى " العوادل " (2) .

ولد في بلد حاريص (3) وذلك عشية الإثنين في ليلة السادس والعشرين من ذي الحجة ، سنة ألف وثلاثماية وتسعة وعشرين هجرية ( 1329هـ ) (4) .

والده :

الفقيه الثبت ، وأحد أعلام عصره ، ذو الشهرة العريضة الشيخ يوسف الفقيه تغمده الله برحمته ، المعروف لدى العامة والخاصة في زمانه بالشيخ يوسف الحاريصي (5) .

ووالدته:

ابنة الشيخ محمد سليمان النباطي أصلا والمزرعي ثم البياضي مسكنا ً، توفيت رحمها الله وله من العمر نحو أربع سنوات ونصف ، عن ثلاث أولاد ذكور وأنثى واحدة وهي أكبرهم سناً ، والأولاد الذكور هم : المرحوم الحجة المقدس الشيخ علي الفقيه ، ثم الشيخ محمد تقي الفقيه (6) ، ثم محمد حسن .

كان والده الشيخ يوسف الفقيه أحد أعلام عصره البارزين على الصعيدين الديني والسياسي ، فقد كان عالماً محققا ومجتهدا مطلقا ، فقيها بارعاً وأصولياً رائعاً ، امتاز بشهرة واسعة في ميادين العلوم ، سيما منها الأصول والفقه والتفسير والحديث ، وله رحمه الله باع طويل في المعارف والحياة الاجتماعية ، وقد وهبه الله سبحانه إلى جانب ذلك سهولة البيان مع فصاحة اللفظ وطلاقة اللسان مع قوة الجنان .

وكان بيته مهوى لأرباب العلم والفكر والأدب من العلماء والأدباء والشعراء والقادة والزعماء .

في تلك الأجواء نشأ شيخنا المترجم له ، وفيها ترعرع ، فكان من الطبيعي جداً أن يحمل في نفسه خصائص امتاز بها عن غيره .

دراسته ونشأته العلمية :

شرع في قراءة القرآن عند الفاضل التقي المرحوم الشيخ حسن سويدان من حاريص .

ثم شرع في قراءة " الأجرومية "، ثم كتاب " قطر الندى " ، ثم وضع والده له ولأخيه المقدس الشيخ علي دروسا خاصة كانا يقرآنها معا .

وقد كان يتولى تدريسهما الفضلاء الأتقياء الشيخ أحمد الحاج قاسم خليل ، والشيخ أحمد مروة ، والشيخ حسن سويد ، وكلهم من سكان حاريص .

أول اغتراب في طلب العلم (7) :

ثم أرسلهما والدهما مع الشيخ حسن سويد إلى بلدة " رشاف " القريبة من حاريص ، والتي انتقل إليها الشيخ حسن في سنة 20 ميلادية ، طمعا منه ( ره ) بأن ينقطعا للدرس في الغربة .

الهجرة الثانية إلى شقراء :

ثم ذهب الشيخ ( ره ) وأخوه إلى قرية شقراء ليتعلما فيها ، فكان العلامة الجليل الشيخ حسين عبد الله غريب يتولى تدريسهما ، وربما تولاه العلامة الكبير المقدس السيد محمود الأمين .

وفي هذه المرحلة كان قد درس الألفية إلى مبحث الاستثناء ، ونظم الشعر (8) .

الهجرة الثالثة إلى النجف الأشرف (9) :

ثم في سنة أربعة وأربعين هـ أرسل المقدس الشيخ يوسف ولده الشيخ علي إلى النجف الأشرف، ثم تبعه المترجم له بعد ذلك بسنة .

عمدة أساتذته:

قال ره في مذكراته : ( بعد مضي ثلاثة عشرة سنة تقريبا من إقامتي في النجف الأشرف لم أغادرها إلا مرتين ، مرة سنة 1347هـ لمرض ألم بي ، ومرة أخرى سنة 1350هـ لأجل الاقتران .

كان عمدة أساتذتي إلى هذا التاريخ :

السيد حسين الحمامي .

والشيخ عبد الرسول ابن الشيخ شريف الجواهري .

والشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني .

وكنت أحضر درس آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني للتبرّك بدون مطالعة ولا مراجعة .

وكنت ملتزما بدرس الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ليلا ) .

تلامذته :

أما في فترة إقامته في النجف فمن أبرزهم :

- الشيخ محمد تقي الجواهري .

- السيد محمد ابن السيد حسين الحمامي .

- السيد مهدي الحكيم .

- آية الله حجة الإسلام الشيخ مفيد الفقيه .

- آية الله حجة الإسلام السيد علي السيد حسين السيد يوسف مكي .

- الشيخ سليمان اليحفوفي .

- السيد محمد صادق الحكيم .

- آية الله حجة الإسلام الشيخ محمد مهدي شمس الدين .

وأبرز من تتلمذ على يديه في لبنان بعد عودته سنة 1962م :

- آية الله السيد علي السيد حسين السيد محمد مكي .

- آية الله الشيخ جمال الفقيه .

- ولده العلامة الشيخ محمد جواد الفقيه .

- ولده العلامة الشيخ محمد صالح الفقيه .

- الشيخ أكرم جزيني .

أول لقاء علمي مع السيد محسن الحكيم :
أجازه السيد الحكيم بالاجتهاد المطلق إجازة عالية سنة 1373هـ، نوّه فيها قدس سره بمكانته العلمية الرفيعة
في سنة 1357هـ، وعند رجوعهم من توديع الشيخ حسين الخطيب الذي كان يسافر الى لبنان ، ولدى مروره بمقبرة المرحوم السيد محمد سعيد الحبوبي ، وجد السيد محسن الحكيم يدرس فيها ، فحضر الدرس ، وكان همه الاستماع لملاحظات الأستاذ حول مجموع المسألة ، للتعرف على شخصيته العلمية .

ثم كرر الحضور فلمس فيه روحانية عالية ، وعزم على حضور مباحثه لأجل ذلك في البداية ، ثم التزم بالحضور عنده لما لمسه فيه من الفضل ، وفي ذلك يقول :

( فلاحظت في بيانه عِلما وتحقيقا وجلاء وتوضيحا أزال معظم القلق الذي كنت أعانيه بالنسبة لتصفية المسائل ، ولا سيما بعد مناقشات فضلاء الدرس وبعد أجوبته لهم ) .

وأخذ يحث إخوانه على حضور درسه والاستفادة منه ، وبعد شهور أصبح جميع أهل الفضل من العامليين يحضرون درسه ويتذاكرون فيه .

ثم تطورت العلاقة مع السيد الحكيم ، فصار يذهب إليه في أيام العطلة شطرا من النهار للاستفادة من السؤال والمذاكرة ، وصار يقوم بخدمته وخدمة أضيافه ، ثم صار يلازمه في أكثر الأوقات ، ويرافقه في أسفاره .

قال ره : ( وأخيرا أصبح السيد يعتمد عليّ في تربية أولاده فيأمرهم بصحبتي ويكونون لي كما أنا له ، وقد توفقت كثيرا في توجيه نجله العلامة الشهير السيد مهدي الحكيم ، والسيد مهدي من أحب الناس للناس وأوثقهم في نفسي وقد ابتلي بالسياسة فشرد عن العراق .. ) .

عـلمــه :

أجازه السيد الحكيم بالاجتهاد المطلق إجازة عالية سنة 1373هـ، نوّه فيها قدس سره بمكانته العلمية الرفيعة ، قال فيها : ( ولم يزل مكبّا على الدرس والتدريس والتأليف والتصنيف ، والتتبع والاستقراء ، مواظبا على الطاعات مجدا في تحصيل الملكات الحميدة ، حتى حاز ملكتي الاجتهاد والعدالة ، وحصلت له ملكة استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية وأصبح بحمده تعالى معنيا بقوله عليه السلام « ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا .. ».

الى أن قال : ( وقد عرفنا ذلك كله بالمعاشرة في مجلس الدرس والمذاكرة فليحمد الله تعالى .. )

عودته إلى جبل عامل :

رجع إلى لبنان سنة 1963م ، اثر الاضطرابات التي حصلت في ذلك الوقت في العراق ، وكان خلالها مقيما في قلعة سكر ، يرجع إليه أهله ومحيطها .

وفي لبنان أقام في حاريص ، ثم انتقل للإقامة في بيروت شتاءا وفي حاريص صيفا ، وفي ستة 1983م هاجر إلى حاريص تاركا بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي ، وآثر البقاء في حاريص ، والانتقال شتاءا إلى صور بدل بيروت ، وبقي فيها ، إلى أن لزمه المرض الذي ابتلي به يوم الإثنين 31/3/1998م واستمر به إلى ساعة وفد على ربه ضحى الأحد 14 شباط 1999م بعد سنةٍ إلا خمسا وأربعين يوما من معاناته المرض ، صابرا محتسبا منتظرا لقاء الله تعالى .

ونقل الجثمان الطاهر مساء الثلاثاء 16شباط الى النجف المقدسة الأرض التي أحب مجاورة الأمير فيها ، والتي أوصى بنقله إليها، ودفن في جوار أمير المؤمنين ، وإلى جنب أخيه الشيخ علي الفقيه الذي كان قبل مرضه مرض الموت يحدث عن استيحاشه بعدم رؤيته في منامه ، ثم بعد أسبوع رآه فأخبرنا انه رآه آت هو ووالده لاصطحابه ، فلما جهز متاعه وأغراضه صرفه أخوه عن السفر معهم ، وتركه وانصرف .

فهــــرس بأســـمـاء مؤلفات آية الله الحجة الشيخ محمد تقي الفقيه

بعضها مطبوع وبعضها مُهيأ للطبع نذكرها أو نشير إليها طمعاً بأن يكتب لها أن تطبع ، عسى أن ينتفع بها منتفع :

1ـ جبل عامل في التاريخ : وهو جزآن في مجلد واحد طبع في العراق سنة 1364هج وأعيد طبعه في بيروت سنة 1406 هج - 1986م .

2ـ جامعة النجف في عصرها الحاضر : مقارنة بين الدراسة فيها وبين الدراسة في أعظم الجامعات ، ويليه سيرة السيد الحكيم ( ره ) وفيه صورة عن المرجعية عند الشيعة ، طبع سنة 1369هج ، وطبع ضمن ( موسوعة النجف الأشرف ) دار الأضواء ، كما طبع ضمن الجزء الرابع من كتاب حجر وطين .

3ـ قواعد الفقيه : طبع سنة 1382هـ - 1963م في صور ، وأعيد طبعه في بيروت سنة 1407هج - 1987م مع تغييرات وزيادات ، وبقي قسم منه لم يطبع .

4- من فلسفة التشريع : أو الربا في مذهب أهل البيت ( ع ) : طبع مرة ثالثة 1410هج -1990م ، وقيل أنه ترجم الى الفارسية ، وقد صودر من المكتبات في العراق لاشتماله على ما يتنافى مع الإشتراكية .

5- عمدة المتفقه : رسالة عملية في العبادات بطريقة السؤال والجواب طبعت سنة 1392هج -1972م ، وأعيدت طباعتها سنة 1411هج -1990م .

6- مباني العروة الوثقى : يقع في عدة مجلدات ، بعضها خرج للمبيضة وبعضها لم يزل في مسوداته ، وقد طبع منه كتاب الخمس في مجلد واحد 1398هج - 1978م ، والمهيأ منه للطبع الاجتهاد والتقليد ، وقسم من المياه والفروع الستينية وشيء من كتابي الصوم والزكاة .

7- من مناهج الفقيه ومبانيه : مجلد واحد يشتمل فقه استدلالي صلاة المسافر والدماء الثلاثة، الطبعة الأولى 1413 هج -1993م .

8- مناهج الفقيه : رسالة عملية خرج منها ثلاثة مجلدات طبع الجزء الأول والثاني سنة1414هج - 1993م ، والجزء الثالث منها يحتوي استدلالاً موجزا طبع سنة 1416هج -1995م .

9- مناسك الفقيه : يشتمل على أعمال الحج والعمرة وأحكامها ، ويمتاز ببسط أحكام الخلل بالنسبة لكل عمل من أعمال الحج والعمرة وإلحاقها ببابها طبع سنة 1392هج .

10- مباني المناسك : وهو تعليق على مناسك الفقيه ، ومتنه يكاد يكون غير مناسك الفقيه ، وقد طبع منه مجلد واحد سنة 1409هج-1989م وبقي مثله تقريباً معداً للطبع.

11- مكاسب الفقيه : وهو يشتمل على قواعد المكاسب ومنها المعاطاة وأصالة اللزوم، وعلى كتاب البيع ، ويصلح متناً للتدريس وهو أدقها علماً وأعظمها نفعاً إن شاء الله طبع سنة 1417هج - 1996م .

12-حجر وطين : طبع منه أربع أجزاء في أربع مجلدات وبقي أضعافها ، وبعضها لا يزال في مسوداته وبعضها طبع على الآلة الكاتبة ، منه الرحلات الى الحج والزيارة ، ومنه وفيات الأعيان المعاصرين ، وقد أشير لذلك في الجزء الرابع المطبوع . طبع الجزء الأول منه سنة 1408هج - 1981 م .

13- كتيبات مطبوعة :

منها : مبادئ الإسلام في مذهب أهل البيت ( ع ) : وهو كتاب مدرسي مُعدّ لتربية الناشئة على الاعتقادات الضرورية الصحيحة ، خرج منه حلقتان وبقي منه ثلاث حلقات لا تزال غير منظمة ولكنها تشتمل على أمور مهمة تتعلق بأصول الدين ، طبع ثلاث طبعات .

ومنها : الصوم الواجب .

ومنها : الصلاة الواجبة .

14- الإسلام الكامل : مُهيأ للطبع فيه محاولة تهدف الى تقليل الخلاف بين المذاهب الإسلامية والتقريب بينها وتوضيح أن الخلاف إنما هو بين الساسة لا بين أصحاب المذاهب .

15- كتب ورسائل فقهية متعددة :

منها : منجزات المريض ، الحضانة ، السلف ، الرهن ، الوصايا ، المال المجهول المالك أو الذي لا يمكن إيصاله لمالكه .

16- الشموع : وهو ديوان شعر وضع فيه شعره وشعر والده ، وأكثر ما قيل فيهما .




40

قلب الأسد
07-02-2011, 02:53 PM
الفقيه المجدِّد محمد جواد مغنية 1904 – 1979


صاحب المؤلفات الفقهية والأدبية والبحثية وأوّل من نظّم القضاء الجعفري

http://img8.imageshack.us/img8/4249/moejawadmoghnye.jpg

- تميّز بأسلوبه الجذّاب في الدعوة والتأليف فاستقطب جيل الشباب وقصدته القرى إلى «معركة»

- حارب الإقطاع السياسي وقاطع المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي بلا هوادة

قليل من رجال الدين الشيعة العامليين من أحدث ضجّة وصخباً، وأثارت آراؤه جدلاً ونقاشاً حادّاً كما العلامة الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية (1904 – 1979) خلال مسيرته العلمية التي أمضاها بين النجف الأشرف في العراق، وقرى ودساكر جبل عامل انتهاءً ببيروت وتوليه القضاء الشرعي ثم رئاسة المحكمة العليا فيها.

ترك مغنية عشرات الكتب والمؤلفات ابتغاء صلاح الدين والدنيا بأسلوبه النثري السهل – الممتنع الذي أصبح يعرف باسمه، فأثّر في جيل كامل وعرّفه على الدين بصورته الجذابة لا المنفرة التي درج عليها القدماء من العلماء والمفسرين والتي كانت تلاقي الصدود فيما مضى، مما أدّى إلى نفور الشباب وقتذاك من الدين وانفتاحهم على الأفكار الوافدة من الشرق والغرب وفي مقدمها الشيوعية السوفياتية، يقابلها الليبرالية القادمة مع الرأسمالية الغربية في الخمسينات والستينات من القرن الفائت ما لبثت أفكارها المزوّدة بأحدث تقنيات الدعاية والإعلام أن استولت على العقول، وتراجع المتدينون إلى الخلف يراقبون بألم.

وسط هذا الجو القاتم وفي الزمن الصعب كان شيخنا الأديب والفقيه محمد جواد مغنية يتألّق باثّاً الوعي لدى شرائح الشباب لا يكلّ ولا يملّ، ضارباً بالتقاليد البالية عُرْضَ الحائط دينية كانت أم اجتماعية أم سياسية، باعثاً روحاً علميّة جديدة تحاكي ثقافة العصر، والتي من شروطها كسر الأغلال وتحطيم الموروث الجامد والمعيق للحركة. ولعلّ الإقطاع السياسي كان عدوّه الأول إضافة إلى بقايا رموز في المؤسسة الدينية الشيعية التي كانت تحامي عن مصالحها بحماية ذلك الإقطاع الظالم، الذي يسعى إلى إعادة استعباد العامليين كما استعبد آباءهم وأجدادهم من قبل.



الشيخ المجتهد المنفتح

أمضى الشيخ مغنية في النجف الأشرف أحد عشر عاماً في الدرس والتحصيل العلمي حتى نال درجة الاجتهاد، عاد بعدها إلى جبل عامل عام 1936 سكن في قرية معركة قضاء صور ليكون إماماً مكان شقيقه الراحل العلامة الشيخ عبد الكريم مغنية، ثم انتقل إلى قرية طيرحرفا بعد ثلاث سنوات واستقرّ فيها حتى عام 1948. وقد استغل وجوده في هاتين القريتين لتوعية الأهالي الذين كانوا يتوافدون عليه من المناطق كافة بعد أن برز وذاع صيته، فحثهم على التمسك بالأخلاق والفضيلة ومحاربة زعماء الإقطاع الذين كانوا يتعاونون مع الاستعمار الفرنسي آنذاك ويهملون حقوق جبل عامل.

كما كان يستغل أوقاته بمطالعة مؤلفات وكتابات كبار المؤلفين والأدباء العرب الذين عاصروه آنذاك ومنهم: طه حسين، وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد أمين، وشكيب ارسلان وجبران خليل جبران. وكذلك تعرّف إلى أعمال الكتّاب الغربيين وفلاسفتهم مثل: تولس نوي ونيتشه وبرنارد شو وغيرهم وألّف باكورة كتبه من وحي الحرمان الذي كان يعيشه جبل عامل فاشتهر وذاع ولا سيما بعد أن نشرته مجلة العرفان وكان عنوانه: "الوضع الحاضر في جبل عامل". ثم استمرّ بعد ذلك بالانشغال بالتأليف والتصنيف في الفقه والأصول والنحو والأدب وغير ذلك.

ومن جميل ما كتبه من شعر في مجلة "العرفان" عن رفضه لصدقات القرويين في قرية معركة عندما كان إماماً لها:

إن الذي عنده دين ومعرفة 00 لا يستخف بأهل العلم والدين

وما تحمّلت آلاماً على ألمي 00 وعشت مدة عمري عيش مسكين

حتى أخادع فلاحاً ليشحذني 00 مدّاً من القمح أو رطلاً من التين!

أذل نفسي والعرفان مشرفها 00 فإذن لست على دين بمأمون



خيبة في القضاء!؟

انتقل الشيخ مغنية إلى بيروت عام 1948 قاضياً شرعياً جعفرياً في محكمة بيروت وفي عام 1951 عين رئيساً للمحكمة العليا فيها ثم أُقيل من رئاستها عام 1956 وبقي مستشاراً حتى بلغ السن القانونية.

ولقضية إقالته من رئاسة المحكمة الشرعية الجعفرية العليا قصّة رواها في مذكراته (وخلاصتها: "أن رئيس مجلس النواب في أيامه غضب على الشيخ لأن مرشح ذلك الزعيم في القضاء الشرعي الجعفري قد سقط في الامتحان. كما أن وزير الزراعة كاظم الخليل وهو محام ومن زعماء الإقطاع كان وكيلاً في قضية إرث عن والدة المتوفى وأراد ذلك الوزير أن يحرم أولاد المتوفى في تشيلي إرث أبيهم ويورث جدتهم حتى يكون شريكاً لها في التركة بموجب اتفاق ثنائي فيما بينهما وقد راجع ذلك الزعيم الشيخ مغنية عدة مرات مُرغباً تارة، ومرهباً أخرى وحاول الشيخ أن يقنعه أن ما يطلبه منه حرام، ومستحيل في شرع الله ولكن ذلك الزعيم لم يقتنع إلا بمصلحته وقد قال في مذكراته: ولكن هل أنفي الابن اليتيم من ميراث أبيه لأن الزعيم الخطير يريد ذلك؟ وهل هذا عذر عند الله سبحانه؟... وأصدرت الحكم... وهو مسجل في المحكمة الجعفرية العليا برقم 108 أساس 23 تاريخ 28/12/1955".

وقد حياه صديقه العميد محمد جواد دبوق بهذه الأبيات:

عابوا عليك طريق الحق تسلكه 00 وكل من ضلَّ نهج الحق فهو عمي

وحاربوك لعدل ما حكمت به 00 إلا لتنصف أهل الحق والذمم

ما زلت في عون مظلوم تناصره 00 فالله عونك رغم الظالم الآثم

وأثناء وجود شيخنا في رئاسة المحكمة العليا استطاع أن ينظم شؤون القضاء الشرعي الجعفري، ويجعل الامتحان ضرورياً لاختيار القضاة. كما صنف شؤون القضاء وكتب في المجلات القضائية. ومؤلفاته في شؤون القضاء تُعدُّ مرجعاً محترماً للقضاة، المدنيين والشرعيين والمحامين ومن أهمها: الفصول الشرعية، وأصول الإثبات في الفقه الجعفري، والأحوال الشخصية في المذاهب الخمسة، وقد ألّف بعد إقالته من الرئاسة موسوعته الشهيرة: فقه الإمام جعفر الصادق(ع).

قلب الأسد
14-02-2011, 02:30 PM
ابن طاووس


هو السيد علي بن موسى بن الطاووس العلوي الحسني، ينتهي نسبه الشريف إلى الحسن المثنى.

وُلد يوم الخميس منتصف محرّم الحرام سنة 589 هجرية في أسرة عريقة من الأسر العلمية الجليلة إذ أخرجت جملة من الأعلام.

لُقب جدّهم بالطاووس لحُسن وجهه وملاحة صورته. برز منهم نوابغ عظام، وكان أبرز أعلام هذه الأسرة السيد رضي الدين.

عرضت عليه نقابة العلويين في عصر المستنصر العباسي فأبى.

كانت مدة إقامته في بغداد نحواً من خمسة عشر سنة، ومنها انتقل إلى الحلة، بقي فيها مدة، ومنها إلى النجف الأشرف، وبعد برهة قفل راجعاً إلى بغداد في أيام دولة المغول وبقي فيها إلى حين وفاته.

عرضت عليه نقابة العلويين في زمن المغول فوليها ثلاث سنين وأحد عشر شهراً إلى أن توفي، واستمرت النقابة في عقبه من بعده.

أقوال العلماء فيه:

قال العلامة الحلي في بعض إجازاته: (وكان رضي الدين علي صاحب كرامات، حكي لي بعضها، وروي لي والدي البعض الآخر).

وقال في موضع آخر: (إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه).

وقال السيد التفريشي: (من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة).

وقال المحقق الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي: (السيد السند، المعظم المعتمد، العالم، العابد الزاهد، الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات، والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السَنِيّ، واللطف الجلي، أبي القاسم رضي الدين علي، بوّأه الله تحت ظله العرشي، وأنزل عليه بركاته كل غداةٍ وعَشِيّ).

وقال عمر رضا كحالة: (فقيه، محدّث، مؤرخ، أديب، شارك في بعض العلوم، وله تصانيف كثيرة).

وقد أثنى عليه جمع كثير من العلماء والمؤرخين.

وممن أخذ عنهم: والده السيد الشريف موسى بن جعفر والشيخ محمد بن نما، وجدّه الشيخ ورّام بن أبي فراس المالكي.

ومن جملة من تتلمذ على يده وروى عنه: العلامة الحلي، وعلي بن عيسى الأربلي، وابن أخيه السيد عبد الكريم.

مصنفاته:

1- الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.

2- الإجازات لِما يخصّني من الإجازات.

3- الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.

4- أسرار الصلاة.

5- إسعاد الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد.

6- الاصطفاء في تواريخ الملوك والخلفاء.

7- إغاثة الداعي وإعانة الساعي.

8- الإقبال بالأعمال الحسنة.

9- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.

10- الأنوار الباهرة في انتصار العترة الباهرة.

11- البهجة لثمرة المهجة – وهو غير كشف المحجة.

12- التحصيل من التذييل.

13- التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.

14- التراجم فيما نذكره عن الحاكم.

15- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، أو: الملاحم والفتن.

16- التشريف بالتعريف وقت التكليف.

17- التعريف للمولد الشريف.

18- تقريب السالك إلى خدمة المالك.

19- التمام لمهام شهر الصيام.

20- التوفيق للوفاء بعد تفريق دار الفناء.

21- جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.

22- الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل كل شهر على التكرار.

23- ربيع الألباب.

24- روح الأسرار وروح الأسمار.

25- ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبد الله بن سليمان.

26- زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.

27- السعادات بالعبادات.

28- سعد السعود للنفوس.

29- شفاء العقول من داء الفضول.

30- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

31- طرف من الأنباء والمناقب في التصريح بالوصية والخلافة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام.

32- غياث سلطان الورى لسكان الثرى، في قضاء الصلاة عن الأموات.

33- فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب.

34- فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر.

35- فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من علم النجوم.

36- فرحة الناظر وبهجة الخواطر.

37- فلاح السائل ونجاح المسائل، في عمل اليوم والليلة.

38- القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.

39- الكرامات.

40- كشف المحجة لثمرة المهجة.

41- لباب المسرّة من كتاب مزار ابن أبي قُرّة.

42- المجتنى من الدعاء المجتبى.

43- محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام أو (محاسبة النفس).

44- المختار من أخبار أبي عمرو الزاهد.

45- مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.

46- مصباح الزائر وجناح المسافر.

47- مضمار السبق في ميدان الصدق.

48- الملهوف على قتلى الطفوف.

49- المنتقى من العوذ والرقى.

50- المنامات الصادقات.

51- مهج الدعوات ومنهج العنايات.

52- مهمات لصلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد.

53- المواسعة والمضايقة.

54- اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين.

وله مصنفات أخرى غير ما ذكرناه صرّح أنه لم تخطر بباله عند ذِكره لمصنفاته.

وفاته ومدفنه:

توفي في بغداد يوم الاثنين خامس ذي القعدة عام 664هـ وهذا من المتفق عليه عند الجميع، لكن وقع التضارب في الكلام عن مدفنه، فمنهم من ذهب إلى أن قبره مجهول وآخر إلى أنه في الحلة، وبعض إلى أن القبر المعروف في الحلة هو قبر ابنه.

وله كلام في (فلاح السائل) من أنه اختار لنفسه قبراً في النجف قرب مرقد أمير المؤمنين عليه السلام.

ويؤيده ما ذكره ابن الفوطي في (الحوادث الجامعة) قال: (توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس، وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام).

ناصرة ام البنين
14-02-2011, 03:17 PM
بارك الله بك
شكراً لمجهودكم المتميز

ديجيتال
14-02-2011, 05:46 PM
بارك الله فيك على هذا الجهد ايها المبدع قلب الاسد

قلب الأسد
16-02-2011, 01:45 PM
اخت ناصرة ام البنين
اخ ديجيتال
جزيل الشكر على المرور الطيب

قلب الأسد
16-02-2011, 01:53 PM
السيد محمد مهدي بحر العلوم ( قدس سره )
( 1155 هـ ـ 1212 هـ ) اسمه ونسبه :
السيّد محمّد مهدي بن السيّد مرتضى بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي ، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيّد بحر العلوم في الأوّل من شوال 1155 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة .
بشارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) به :
قد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو يناول شمعة كبيرة ، ويعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل ، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى ، فيعلو سناها إلى عنان السماء ، ويطبق الخافقين ، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر ، وإذا بالحلم يتحقّق ، فيولد ابنه السيّد محمّد مهدي .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ زوج عمّته ، الشيخ محمّد باقر الأصفهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني .
2ـ السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي .
3ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي .
4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي .
5ـ السيّد حسين الموسوي الخونساري .
6ـ أبوه ، السيّد مرتضى الطباطبائي .
7ـ السيّد حسين الحسيني القزويني .
8ـ الشهيد السيّد مهدي الأصفهاني .
9ـ الشيخ محمّد تقي الدورقي .
10ـ الشيخ عبد النبي القزويني .
11ـ الشيخ أسد الله التستري .
12ـ الشيخ يوسف البحراني .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي .
2ـ الشيخ محمّد المازندراني ، المعروف بأبي علي الحائري .
3ـ الشيخ محمّد مهدي النراقي ، المعروف بالمحقق النراقي .
4ـ السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي .
5ـ السيّد محمد جواد الحسيني العاملي .
6ـ زوج أخته ، السيّد أحمد القزويني .
7ـ الشيخ محمّد بن يونس النجفي .
8ـ الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي .
9ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
10ـ السيّد محمّد باقر الشفتي .
11ـ السيّد دلدار علي النقوي .
12ـ الشيخ أحمد الخونساري .
13ـ السيّد علي الطباطبائي .
14ـ السيّد أحمد آل زوين .
15ـ السيّد باقر القزويني .
16ـ السيّد محمّد المجاهد .
17ـ السيّد صادق الفحّام .
18ـ الشيخ أحمد النراقي .
19ـ الشيخ حسين نجف .
20ـ السيّد عبد الله شبر .
سفره إلى إيران وتلقّبه ببحر العلوم :
سافر السيّد بحر العلوم إلى خراسان عام 1186 هـ ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً ، درس الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الأصفهاني ، فأُعجب به لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه ، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية ، وحينما وقف على ذلك كلّه أُستاذه أطلق عليه ذلك اللقب الضخم .
وقال له يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس : إنّما أنت بحر العلوم ، فأشتهر بذلك اللقب منذ تلك المناسبة .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجازني الولد الأعز الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد ، والفطن الأرشد ، والمحقّق المدقّق الأسعد ، ولدي الروحاني ، العالم الزكي ، والفاضل الذكي ، والمتتبع المطّلع الألمعي ... ) .
2ـ قال الشيخ عبد النبي القزويني : ( وبعد ، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند ، اللازم الإتباع ، غوث أهل الفضل والكمال ، وعون أُولى العلم والأفضال ، غرّة ناصية أرباب الفضيلة ، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة ، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه ، وأحسن أمره كلّه وجلّه ، وفوجدته بحراً لا ينزف ، ووسيع علم لا يطرف ، مع كونه في أوّل الشباب ، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب ) .
3ـ قال السيّد حسين الخونساري في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجاز منّي السيّد السند ، الفاضل المستند ، العالم العلاّم ، ظهر الأنام ، ومقتدى الخاصّ والعام ، مقرّر المعقول والمنقول ، المجتهد في الفروع والأُصول ، وحيد العصر ، وفريد الدهر ، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده ) .
4ـ قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال : ( السيّد السند ، والركن المعتمد ، مولانا السيّد مهدي بن السيّد مرتضى ... وأدام علّوه ونعماه ، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام ، الهمّام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام ، سيّد العلماء الأعلام ، وولي فضلاء الإسلام ، علاّمة دهره وزمانه ، ووحيد عصره وأوانه ) .
5ـ قال الشيخ النوري الطبرسي في خاتمة مستدرك الوسائل : ( وقد أُذعن له جميع علماء عصره ، ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام ، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية ، وسائر الكمالات النفسانية ، حتّى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر جعفر النجفي ( كاشف الغطاء ) ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته ، وهو من الذين تواترات عنه الكرامات ، ولقائه الحجّة صلوات الله عليه ، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم ، إلاّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس ) .
صاحب الكرامات الباهرة :
اشتهر السيّد بحر العلوم بأنّه صاحب الكرامات الباهرة ، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته ، ونذكر بعض تلك الكرامات :
1ـ كان يفتح للسيّد بحر العلوم باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر .
2ـ كان يتّصل بالإمام علي ( عليه السلام ) في الحرم الشريف ، ويسأله عن المسائل فيجاب مباشرة ، ويخلو بشخص الإمام ( عليه السلام ) فيتناجيان .
3ـ اشتهر على ألسنة المترجمين له : أنّه ـ في عدّة مناسبات أُحصيت ـ كان يتحدّث مع الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية ، بحيث قال عنه المترجمون له : إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي ( عليه السلام ) عمّا يختلج في نفسه من أُمور الدين ، وقضايا الساعة ، فيجاب بلا ستر وحجاب ، خصوصاً في أُخريات حياته .
4ـ تظليل الغمامة له في الصيف الحار في طريق كربلاء ، وكان بصحبته جمع من أجلاّء تلامذته ، كالشيخ حسين نجف .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ تحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام .
2ـ رسالة في تحريم الفرار من الطاعون .
3ـ رسالة في مناسك الحج والعمرة .
4ـ رسالة في قواعد أحكام الشكوك .
5ـ رسالة في الأطعمة والأشربة .
6ـ رسالة في انفعال ماء القليل .
7ـ رسالة في الفرق والملل .
8ـ الفوائد الأُصولية .
9ـ كتاب المصابيح .
10ـ الفوائد الرجالية .
11ـ مشكاة الهداية .
12ـ الدرّة النجفية .
13ـ ديوان شعر .
وفاته :

توفّي السيّد بحر العلوم ( قدس سره ) في رجب 1212 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن بمسجد الطوسي في النجف الأشرف .

قلب الأسد
19-02-2011, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية مهمة اغلبنا يعرفها باللقب ولا يعرف من هو
انه
الشيخ أبو القاسم الجيلاني المعروف بالمحقق القمي ( قدس سره ) (1)
( 1151 هـ ـ 1231 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ أبو القاسم بن الشيخ محمّد حسن الجيلاني الشفتي ، المعروف بالمحقّق القمّي .
ولادته :
ولد الشيخ الجيلاني عام 1151 هـ بقرية جابلاق من قرى مدينة رشت في إيران .
دراسته :
درس علوم الأدب عند أبيه أوّلاً ، ولما أتقنها انتقل إلى مدينة خونسار فدرس الفقه والأُصول ، ثمّ سافر إلى كربلاء المقدّسة ، فمكث فيها مدّة طويلة ، ثمّ انتقل إلى إصفهان ، ثم إلى شيراز ، ثمّ إلى قم واستقرّ فيها ، فعكف على التدريس والتصنيف حتّى أصبح من كبار المحقّقين ، وأعاظم الفقهاء المتبحّرين ، واشتهر أمره وطار ذكره ، فتوجّهت الناس إليه ، وكثر الإقبال عليه ، ورجع إليه بالتقليد .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد باقر الأصفهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني .
2ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي .
3ـ أبوه ، الشيخ محمّد حسن الجيلاني .
4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي .
5ـ السيّد حسين الخونساري .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي ، المعروف بالمحقّق البغدادي .
2ـ السيّد محمّد مهدي الخونساري .
3ـ الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي .
4ـ الشيخ محمّد صالح البرغاني .
5ـ السيّد جواد الحسيني العاملي .
6ـ الشيخ حسن قفطان النجفي .
7ـ السيّد محمّد باقر الشفتي .
8ـ الشيخ أسد الله التستري .
9ـ السيّد علي الخونساري .
10ـ السيّد عبد الله شبّر .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
كان الشيخ الجيلاني مجتهداً شاعراً ، محقّقاً في الأُصول والعربية ، مدقّقاً في المسائل النظرية ، عالماً كاملاً فاضلاً ، ومبيّناً قوانين الأُصول ومناهج الفروع .
ويحكى أنّه كان ورعاً جليلاً بارعاً نبيلاً ، كثير الخشوع ، غزير الدموع ، دائم الأنين ، باكي العينين ، وكان مؤيّداً مسدّداً كيّساً في دينه ، فطناً في أُمور آخرته ، شديداً في ذات الله ، مجانباً لهواه .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد حسن الصدر في التكملة : ( هو أحد أركان الدين والعلماء الربّانيين ، والأفاضل المحقّقين ، وكبار المؤسّسين ، وخلف السلف الصالحين ، كان من بحور العلم ، وأعلام الفقهاء المتبحّرين ، طويل الباع كثير الاطلاع حسن الطريقة معتدل السليقة ، له غور في الفقه والأُصول مع تحقيقات رائقة ، وله تبحّر في الحديث والرجال والتاريخ والحكمة والكلام ، كما يظهر كلّ ذلك من مصنّفاته الجليلة ، هذا مع ورع واجتهاد ، وزهد وسداد ، وتقوى احتياط ، ولاشكّ في كونه من علماء آل محمّد وفقهائهم المقتفين لآثارهم ، والمهتدين بهداهم ) .
2ـ قال السيّد علي البروجردي في طرائف المقال : ( المولى الهمام والبدر التمام ميرزا أبو القاسم الجيلاني ، وهو أزهد أهل الزمان ، وأعلمهم وأفقههم ، انتهت رئاسة الدين إليه في عصره ، مقبول القول عند الخاصّة والعامّة ، يشهد بفضله وتبحّره مصنّفاته في الفقه والأُصول ) .
3ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( كان مجتهداً محقّقاً مدقّقاً ، فقيهاً أُصولياً ، علاّمة رئيساً مبرزاً ، من علماء دولة السلطان فتح علي شاة القاجاري ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ رسالة في الأُصول الخمسة الاعتقادية والعقائد الحقّة الإسلامية ، باللغة الفارسية .
2ـ رسالة في عموم حرمة الربا لسائر عقود المفاوضات .
3ـ رسالة في قاعدة التسامح في أدلّة السنن والكراهة .
4ـ رسالة في جواز القضاء والتحليف بتقليد المجتهد .
5ـ مرشد العوام لتقليد أُولي الأفهام ، باللغة الفارسية .
6ـ رسالة في الرد على الصوفية والغلاة .
7ـ ديوان شعره بالفارسية والعربية .
8ـ رسالة في الفرائض والمواريث .
9ـ جامع الشتات ، باللغة الفارسية .
10ـ القوانين المحكمة في الأُصول .
11ـ رسالة في القضاء والشهادات .
12ـ منظومة في المعاني والبيان .
13ـ شرح تهذيب العلاّمة .
14ـ رسالة في الطلاق .
15ـ رسالة في الوقف .
16ـ معين الخواص .
17ـ المناهج .
18ـ الغنائم .
وفاته :
توفّي الشيخ الجيلاني ( قدس سره ) عام 1231 هـ ، ودفن بمقبرة شيخان في قم المقدّسة ، وقبره معروف يزار .

قلب الأسد
20-02-2011, 03:00 PM
http://www.al-shia.org/html/ara/galery/imgs/4474.jpg
الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بالشيخ صاحب الجواهر ( قدس سره ) (1)
( 1192 هـ ـ 1266 هـ )

اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد حسن بن الشيخ باقر بن عبد الرحيم النجفي ، المعروف بالشيخ صاحب الجواهر .
ولادته :
ولد الشيخ الجواهري حوالي عام 1192 هـ بمدينة النجف الأشرف في العراق .
تدريسه :
بعد وفاة الشيخ محمّد شريف المازندراني فقدت حوزة كربلاء تلك المركزية ، واتجهت الأنظار صوب حوزة النجف الأشرف لوجود الشيخ صاحب الجواهر ، فاجتذب إليه طلاّب العلم بفضل براعته البيانية وحسن تدريسه ، وغزارة علمه ، وثاقب فكره الجوَّال ، وبحثه الدؤوب ، وانكبابه على التدريس والتأليف ، وكان مجلس بحثه يضم أكثر من ستين مجتهداً .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
2ـ السيّد حسين الحسيني العاملي .
3ـ السيّد جواد الحسيني العاملي .
4ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
5ـ الشيخ قاسم محي الدين .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمّد حسن الشيرازي ، المعروف بالشيرازي الكبير .
2ـ الشيخ محمّد الإيرواني ، المعروف بالفاضل الإيرواني .
3ـ الشيخ حسن بن الشيخ أسد الله الكاظمي .
4ـ الشيخ عبد الرحيم البروجردي .
5ـ الشيخ محمّد باقر الأصفهاني .
6ـ الشيخ عبد الحسين الطهراني .
7ـ الشيخ محمّد حسن آل ياسين .
8ـ الشيخ محمّد حسين الكاظمي .
9ـ الشيخ مرتضى الأنصاري .
10ـ الشيخ إبراهيم السبزواري .
11ـ السيّد حسين الكوهكمري .
12ـ الشيخ حبيب الله الرشتي .
13ـ السيّد حسين بحر العلوم .
14ـ الشيخ محمّد الأندرماني .
15ـ السيّد علي بحر العلوم .
16ـ الشيخ محمّد الأشرفي .
17ـ الشيخ راضي النجفي .
18ـ الشيخ جعفر التستري .
19ـ الشيخ صالح الداماد .
20ـ الشيخ علي الكني .
أخلاقه وصفاته : نذكر منها ما يلي :
من الأشياء المعروفة عن الشيخ توسّعه في تجمّلاته ، فقد كان يظهر بمظهر الأُبَّهة والجَلال في ملبسه ومنزله ، وإغداقه على طلاّب العلم والشعراء ، ولا شكَّ أنّ عامل الزمن كان له الأثر الكبير في اختيار هذه الطريقة ، لرفع شأن رجال الدين أمام الحكومة العثمانية ، التي بدأت في عصره تتدخّل في شؤون الناس وتختلط بالعراقيين ، وتفرض سيطرتها وتستعمل عتوّها .
وكان على عكس الشيخ مرتضى الأنصاري ، الذي كان غاية في التزهُّد ، ويقال أنّ الشيخ الأنصاري سُئل عن ذلك فقال : ( الشيخ محمّد حسن أراد أن يظهر عِزَّ الشريعة ، وأنا أردت إظهار زهدها ) .
وإلى جانب ذلك كان على جانب عظيم من التواضع وكسر النفس ، فكان مع تلاميذه كأحدهم ، ومع الناس كالأب الرؤوف ، وهو الذي سَنَّ الخروج إلى مسجد الكوفة والسهلة ليلة الأربعاء ، ولم يكن ذلك قبله معروفاً ، فكان يخرج ومعه تلامذته وحاشيته على الخيول المسرَّجة ، وتنقل معهم مستلزماتهم وما يحتاجونه .
وسُئل الشيخ الأنصاري في مرض موته : إن حدث أمر فمن المرجع في التقليد ؟ فأمر بجمع أهل الحلِّ والعقد من العلماء ، فاجتمعوا عنده ، وكل يرى أنّه هو المشار إليه ، وكان بعضهم يرى أنّه سيرشِّح أحد أولاده ، لأنّه كان فيهم من يليق لذلك ، ولكنّه لمّا غَصَّ المجلس بالعلماء ، سأل عن الشيخ الأنصاري فلم يكن حاضراً معهم ، فبعث خلفه ، فلمّا جاء قال له : أفي مثل هذا الوقت تتركني ؟ فأجابه : كنت أدعو لك في مسجد السهلة بالشفاء ، فقال له : ما كان يعود إليَّ من أمر الشريعة المقدَّسة فهو وديعة الله عندك ، ثم أشار إليه بالتقليد بعد أن أمره بتقليل الاحتياط .
خدماته : نذكر منها ما يلي :
من الأُمور الجليلة التي استغلَّ فيها نفوذه للصالح العام فتح النهر المعروف باسمه ( كري الشيخ ) لإرواء مدينة النجف الأشرف ، التي كانت تعاني من العطش ما تعاني من قرون طويلة ، وقد تمَّ حفر هذا النهر الذي لا تزال آثاره باقية على يسار الذاهب من مدينة النجف إلى الكوفة ، ومنبعه يتّصل بأراضي بني حَسن ، العشيرة العربية المعروفة .
ومن خدماته أيضاً بناء مئذنة مسجد الكوفة ، وروضة مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) ، وصحنها وسورها الذي لا يزال ماثلاً ، وكذلك بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه ، للمحافظة على قدسيّة المسجد ، ولتكون مسكناً لخدَّامه ، وموضعاً لقضاء حاجات المصلِّين والمتردّدين إليه .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ هداية الناسكين من الحجّاج والمعتمرين .
2ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام .
3ـ نجاة العباد في يوم المعاد .
وفاته :
توفّي الشيخ الجواهري ( قدس سره ) غرَّة شعبان 1266 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن بمقبرته المجاورة لمسجده المشهور ، وقبره معروف يزار .

قلب الأسد
26-02-2011, 02:22 PM
http://www.al-shia.org/html/ara/galery/imgs/4420.jpg
السيد حسين الطباطبائي القمي ( قدس سره ) (1)
( 1282 هـ - 1366 هـ )
اسمه ونسبه :
السيّد حسين بن السيّد محمود الطباطبائي القمّي .
ولادته :
ولد السيّد القمّي في الثامن والعشرين من رجب 1282 هـ بمدينة قم المقدّسة في إيران .
دراسته :
أكمل دراسته الأوَّلية في مدينة قم المقدّسة ، ثمّ سافر إلى العاصمة طهران لإكمال دراسته ، ثم سافر إلى مدينة سامرّاء المقدّسة ، فدرس عند الشيخ محمّد تقي الشيرازي ، ثم سافر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1311 هـ لإكمال دراسته ، ثم رجع إلى سامرّاء المقدّسة عام 1321 هـ ، وبقي فيها عشر سنوات ، ثم أرسله الشيخ الشيرازي عام 1331 هـ إلى مشهد المقدّسة للتدريس فيها ، وعندما أعلن المقبور رضا بهلوي الإسفار الإلزامي ومنع الحجاب تحرّك السيّد القمّي إلى طهران للوقوف أمام أعماله القبيحة ، ولكنّه اعتقل ونفاه إلى العتبات المقدّسة في العراق ، فسكن كربلاء ، ولما توفّي السيّد أبو الحسن الأصفهاني رشّح السيّد القمّي للزعامة العامّة .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي .
3ـ السيّد أبو الحسن جلوة الزواري .
4ـ الشيخ محمّد حسن الآشتياني .
5ـ الشيخ علي المدرّس اليزدي .
6ـ الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
7ـ الشيخ حسن الكرمانشاهي .
8ـ الشيخ حبيب الله الرشتي .
9ـ الشيخ فضل الله النوري .
10ـ الشيخ علي النهاوندي .
11ـ الشيخ علي النوري .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد حسن الموسوي البجنوردي .
2ـ الشيخ علي واعظ الخياباني .
3ـ الشيخ محمّد الكوهستاني .

صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
كان متقيِّداً بالأخلاق وحسن المعاشرة مع أصدقائه ، وكان يحث طُلاَّبه على الدوام بالتمسّك بالآداب الإسلامية ، كما أنّ السيّد قام بوضع برنامج خاص لحياته ، اِلتزم فيه بالوفاء بالعهود ، وكان مهذّباً في ألفاظه ، حريصاً على بيت مال المسلمين ، لا ينفق منه شيئاً إلاَّ بموارده الشرعية .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ مختصر الأحكام .
2ـ منتخب الأحكام .
3ـ الذخيرة الباقية .
4ـ مجمع المسائل .
5ـ طريق النجاة .
6ـ ذخيرة العباد .
7ـ مناسك الحج .
8ـ هداية الأنام .
وفاته :
توفّي السيّد القمّي ( قدس سره ) في الرابع عشر من ربيع الأوّل 1366 هـ بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد ، ودفن في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف .

قلب الأسد
27-02-2011, 01:55 PM
الشيخ محمد بن قولويه القمي ( قدس سره )
( القرن الثالث الهجري ـ 299 هـ )

اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثالث الهجري .
مكانته العلمية :
كان الشيخ ابن قولويه من خيار أصحاب الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري ، وكان ثقة جليلاً معتمداً ، ويروي عنه ابنه الشيخ جعفر في كامل الزيارة كثيراً ، وقد التزم بأن لا يروي في كتابه هذا إلاّ عن ثقة ، وكذلك الشيخ الكشّي روى عنه كثيراً ، وروى بعنوان محمّد بن قولويه ، ويقول النجاشي أنّه من خيار أصحاب سعد بن عبد الله ، وقد أكثر الرواية عنه .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري القمّي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ ابنه ، الشيخ جعفر بن قولويه القمّي .
2ـ الشيخ محمّد بن‏ عمر الكشّي .
3ـ الشيخ حيدر بن ‏محمّد السمرقندي .
وفاته :
توفّي الشيخ ابن قولويه ( قدس سره ) عام 299 هـ بمدينة قم المقدّسة ، ودفن فيها .

محـب الحسين
27-02-2011, 02:29 PM
http://www.bintjbeil.com/A/images/mbsadr.jpg


آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )

1353- هجرية1400
ولادته ونشأته:

ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الاسلام البارزين.
وكان جده لأبيه وهو السيد اسماعيل الصدر; زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.
بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته.
دراسته وأساتذته:

-تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية المقدسة وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ.
-بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية.
- في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد اسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه: إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم.
-في سنة 1365 هـ هاجر سيدنا الشهيد المفدى من الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف; لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ( قدس سره )، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( رضوان الله تعالى عليه ).
-أنهى دراسته الفقهية عام 1379 هـ والأصولية عام 1378 هـ عند آية الله السيد الخوئي ( رحمه الله ).
-بالرغم من أن مدة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز 17 أو 18 عاماً; إلا أنها من حيث نوعية الدراسة تعدّ فترة طويلة جداً، لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامه ليلا كان يتابع البحث والتفكير، حتى عند قيامه وجلوسه ومشيه.
تدريسه:

بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول بتاريخ 12 / جمادي الآخرة / 1378 هـ وأنهاها بتار يخ 12 / ربيع الأول / 1391، وشرع بتدريس الدروة الثانية في 20 رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـ.
وخلال هذه المدة استطاع سيدنا الأستاذ أن يربي طلاباً امتازوا ـ حقاً ـ عن الآخرين من حيث العلم والأخلاق والثقافة العامة، لأن تربية السيد الصدر لهم ليس منحصرة في الفقه والأصول، بل أنّه يلقي عليهم في أيام العطل والمناسبات الأخرى محاضراته في الأخلاق، وتحليل التأريخ، والفلسفة، والتفسير لذا أصبح طلابه معجبين بعلمه وأخلاقه، وكماله إلى مستوىً منقطع النظير، ولهذا حينما يجلس السيد بين طلابه يسود بينهم جو مليء بالصفاء والمعنوية.
طلابه:

من أبرز طلابه ما يأتي ذكرهم:
1 ـ آية الله السيد كاظم الحائري.
2 ـ آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
3 ـ آية الله السيد محمد باقر الحكيم.

سيرته وأخلاقه :

سنوجز في هذه المناسبة أبرز صفاته وهي:
1 ـ حبه وعاطفته:

ان من سمات شخصية المرجع الشهيد ( رحمه الله ) تلك العاطفة الحارة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة، تراه يلتقيك بوجه طليق، تعلوه ابتسامة تشعرك بحب كبير وحنان عظيم، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره، وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: إذا كنا لا نسع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا؟
2 ـ زهده:

لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا، لأنه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه. وكأنه يقول ( يا دنيا غري غيري ): فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله لم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير ( آنذاك )، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبونه ويودونه،لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه.
3 ـ عبادته:

من الجوانب الرائعة في حياة السيد الصدر ( رحمه الله ) هو الجانب العبادي، ولا يستغرب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات.

وكانت السمة التي تميّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله سبحانه وتعالى، والإخلاص والخشوع التامين، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات، إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين.
4 ـ صبره وتسامحه:

كان السيد الصدر أسوة في الصبر والتحمل والعفو عند المقدرة فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمن أساء إليه بروح محمديّة
5 ـ نبوغه:

كانت علائم النبوغ بادية على وجهه منذ طفولته، وعلى سبيل المثال نذكر هذه القصة التي حدثت في بداية الحياة الدراسية للسيد الصدر وكان السيد الصدر يدرس عند الشيخ محمد رضا آل ياسين، وحينما وصل الأستاذ في بحثه إلى مسألة أن الحيوان هل يتنجس بعين النجس، ويطهر بزوال العين، أو لا يتنجس بعين النجس؟
فذكر الشيخ آل ياسين أن الشيخ الأنصاري ذكر في كتاب الطهارة: أنه توجد ثمرة في الفرق بين القولين تظهر بالتأمل، ثم أضاف الشيخ آل ياسين: إن أستاذنا المرحوم السيد اسماعيل الصدر حينما انتهى بحثه إلى هذه المسألة، طلب من تلاميذه أن يبيّنوا ثمرة الفرق بين القولين، ونحن بيّنا له ثمرة في ذلك، وأنا أطلب منكم أن تأتوا بالثمرة غداً بعد التفكير والتأمل.
وفي اليوم التالي حضر السيد الصدر قبل الآخرين عند أستاذه، وقال له: إنّي جئت بثمرة الفرق بين القولين، فتعجب الشيخ آل ياسين من ذلك كثيراً، لأنه لم يكن يتصور أن حضور تلميذه إلى الدرس حضوراً اكتسابيا، وإنما هو حضور تفنني.
فبين سيدنا الصدر ثمرة الفرق بين القولين، وحينما انتهى من بيانه دهش الأستاذ من حِدّة ذكاء تلميذه ونبوغه، وقال له: أعد بيان الثمرة حينما يحضر بقية الطلاب، وحينما حضر الطلاب سألهم الشيخ: هل جئتم بثمرة؟ فسكت الجميع ولم يتكلم أحد منهم، فقال الأستاذ: إن السيد محمد باقر قد أتى بها، وهي غير تلك التي بيّناها لأُستاذنا السيد اسماعيل الصدر.
ثم بيّن السيد الشهيد الصدر ما توصل إليه من ثمرة الفرق بين القولين، وقد نفذ السيد بنبوغه هذا إلى صميم القلوب بصفته شخصية علمية وفكرية بارزة، وحاز على اعتراف فضلاء وعلماء الحوزة العلميّة.
مواقفه ضد نظام البعث الحاكم في العراق:

للسيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي العميل نوجزها بما يلي:
1 ـ في عام ـ 1969 م ـ وفي إطار عدائها للإسلام، حاولت زمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية المرحوم آية العظمى السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فكان للسيد الشهيد الموقف المشرف في دعم المرجعية الكبرى من جانب، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم ( قدس سره ) لإقامة اجتماع جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ كل طبقات المجتع العراقي وأصنافه.
ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.
2 ـ في صباح اليوم الذي قرر الإمام الراحل سماحة آية العظمى السيد الخميني ( رضوان الله عليه )، مغادرة العراق إلى الكويت قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت الإمام لتوديعه، بالرغم من الرقابة المكثفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله، وفي الصباح ذهب لزيارته، ولكن للأسف كان الإمام قد غادر قبل وصوله بوقت قليل.
والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران.
3 ـ بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في ايران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في ايران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.
4 ـ ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في ايران ـ 1399 هـ = 1979 م ـ إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من ايران، ومنها برقية الإمام الخميني ( قدس سره )، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة ايران / القسم العربي .
وكان من حق السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب، فمن هو في وضعه لا يُتوقع منه جوابا على برقية، لكن لم يسمح له إباؤه فعبّر عن دعمه المطلق، وتأييده اللامحدود للإمام الراحل والثورة الإسلامية الفتية المباركة; مسجلا بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر.
5 ـتصدى ( رضوان الله عليه ) إلى الإفتاء بحرمة الأنتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده.
أهداف، سعى الشهيد الصدر لتحقيقها:

1 ـ كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة، تحكم بما أنزل الله عزوجل، تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الانسانية النموذجية، بل وتثبت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك، وقد أثبت كتبه ( أقتصادنا، وفلسفتنا، البنك اللاربوي في الإسلام، وغيرها ) ذلك على الصعيد النظري.
2 ـ وكان يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية العارفة بالظروف والأوضاع المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وهذا ما سماه السيد الشهيد بمشروع « المرجعية الصالحة ».
3 ـ من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد الشهيد ( رضوان الله عليه ) وضع الحوزة العلمية، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق ـ على الأقل ـ لا كماً ولا كيفاً، وكانت أهم عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية، وتطعيم الحوزة بها.
والمسألة الأخرى التي اهتم بها السيد الشهيد هي تغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميّة، بالشكل الذي تتطلبه الأوضاع وحاجات المجتمع لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة، ولهذا كانت معظم مدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب، ومن هنا فكّر (رضوان الله عليه) بإعداد كتب دراسية، تكفل للطالب تلك الخصائص; فكتب حلقات ( دروس في علم الأصول ).
أمّا المسألة الثالثة التي أولاها السيد اهتامه فهي استيعاب الساحة عن طريق إرسال العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد، يختلف عما كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي:
أولا: حرص على إرسال خيرة العلماء والفضلاء ممن له خبرة بمتطلبات الحياة والمجتمع.
ثانياً: تكفل بتغطية نفقات الوكيل الماديّة كافة، ومنها المعاش والسكن.
ثالثاً: طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تقدم من قبل أهالي المنطقة.
رابعاً: الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأمور، ومنها الأمور الماليّة، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصص للوكيل، والتي كانت متعارفة سابقاً.
مؤلفاته:

ألّف آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) العديد من الكتب القيمة في مختلف حقول المعرفة، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية وهذه الكتب هي:
1 ـ فدك في التاريخ (http://islamicfeqh.org/books/fadak/hp-fadak.htm): وهو دراسة لمشكلة ( فدك ) والخصومة التي قامت حولها في عهد الخليفة الأول.
2 ـ دروس في علم الأصول الجزء الاول.
3 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثاني.
4 ـ دروس في علم الأصول الجزء الثالث. (http://www.al-shia.com/html/ara/books/osool/1/fehrest.html)
5 ـ بحث حول المهدي (http://www.al-shia.com/html/ara/books/maqalat/mahdy/mahdy01.htm): وهو عبارة عن مجموعة تساؤلات مهمة حول الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف )
6-نشأة التشيع و الشيعة.
7- نظرة عامة في العبادات.
(http://www.islamicfeqh.com/books/nashat/hp-nashat.htm.HTM) 8 ـ فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية والديالكتيكية الماركسية.
9 ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
10 ـ الاسس المنطقية للاستقراء: وهي دراسة جديدة للاستقراء، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللايمان بالله تبارك وتعالى.
11 ـ رسالة في علم المنطق: اعترض فيها على بعض الكتب المنطقية، ألفها في الحادية عشرة من عمره الشريف.
12 ـ غاية الفكر في علم الأصول: يتناول بحوثا في علم الأصول بعشرة أجزاء، طبع منه جزء واحد، ألفه عندما كان عمره ثماني عشرة سنة.
13 ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
14 ـ المعالم الجديدة للأصول: طبع سنة 1385 هـ لتدريسه في كلية أصول الدين.
15 ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
16 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى: وهو بحث استدلالي بأربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منه سنة 1391 هـ.
17 ـ موجز أحكام الحج: وهو رسالة عملية ميسرة في أحكام الحج ومناسكه، بلغة عصرية صدر بتاريخ 1395 هـ.
18 ـ الفتاوى الواضحة: رسالته العملية، ألفها بلغة عصرية وأسلوب جديد.
19 ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة: ألفه قبيل استشهاده ولم يكمله، تحدث فيه حول تحليل الذهن البشري، ومن المؤسف جداً أن هذا الكتاب مفقود ولا يعرف أحد مصيره.
20 ـ بحث حول الولاية: أجاب السيد في هذا الكتاب عن سؤالين، الأول: كيف ولد التشيع؟ والثاني: كيف وجدت الشيعة؟
21 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمىالسيد محسن الحكيم ( قدس سره )، المسماة ( منهاج الصالحين ).
22 ـ تعليقة على الرسالة العملية لآية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين، المسماة ( بلغة الراغبين )
23 ـ المدرسة القرآنية : وهي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
24 ـ الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ، وهي:
1 ـ لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في ايران.
2 ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3 ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4 ـ خلافة الانسان وشهادة الأنبياء.
5 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6 ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.

اقوال العلماء فيه:

قال فيه صاحب كتاب أعيان الشيعة: هو مؤسس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً، اتسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث، فكتبه عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام، وعنيت بطرح التصور الإسلامي لمشاكل الانسان المعاصر ... مجموعة محاضراته حول ( التفسير الموضوعي ) للقرآن الكريم طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير، يتسم بعبقريته وأصالته.
شهادته:

بعد أن مضى عشرة اشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله في 19 / جمادي الأولى / 1400 هـ الموافق 5 / 4 / 1980 م.
وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهد السيد الصدر بنحو فجيع مع أخته العلوية الطاهرة ( بنت الهدى ).
وفي مساء يوم 9 / 4 / 1980 م ( 1400هـ )، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم حجة الاسلام السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أقربائه ـ وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد محمد صادق الشهيد الصدر ( رضوان الله عليه ). مضرجاً بدمائه، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى ( رحمهما الله ). و تم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف.
وبعد انتشار خبر استشهاده عن طريق الإذاعات العالمية، أصدر الإمام الخميني ( قدس سره ) حينذاك بياناً تاريخياً، أعلن فيه عن استشهاد الإمام الصدر وأخته المظلومة، اعلن فيه الحداد العام في ايران

قلب الأسد
01-03-2011, 04:01 PM
الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ( قدس سره ) (1)
( القرن الثالث – 329 هـ )


اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن الشيخ يعقوب بن إسحاق الكليني ، والكليني نسبة إلى قرية كلين في ناحية الري .


ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث بقرية كُلين على بعد ( 38 ) كيلو متراً من مدينة ري ، الواقعة في جنوب العاصمة طهران .


نشأته :
تولَّى أبوه منذ صغره رعايته وتربيته ، حيث علَّمه الأخلاق ، وحسن السلوك ، والآداب الإسلامية ، والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) .

وكان خاله ـ من كبار المحدّثين والموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) ـ له عظيم الأثر في نشأته وتربيته .


دراسته :
درس العلوم الأوّلية في كُلَين ، ودرس علمي الرجال والحديث عند والده وخاله ، ثمّ سافر إلى مدينة رَي ـ التي كانت مركزاً مهمّاً من مراكز العلم ـ واطَّلَع على الآراء والعقائد ، والأفكار المتضاربة للمذاهب الإسلامية .

وبعدما صمّم على دراسة علم الحديث والرجال ، لضبط الروايات من جهة ، سافر إلى مدينة قم المقدّسة ـ حيث كان فيها الكثير من الرواة والمحدّثين ـ فلم يُرْوَ غليلُه من علم الحديث والروايات في قم المقدّسة ، فسافر إلى مدينة الكوفة ، وكانت مركز يغص برجالات العلم والفقه والأدب ، وقد كان منهم العلَم المعروف ابن عقده ، الذي كان يحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها .

خلال دراسته وتجواله في المدن والقرى المختلفة ذَاعَ صِيته ، وعندما زار بغداد لم يكن مجهولاً ، إذ كانت الشيعة يعتزّون به ، وأهل السنّة ينظرون إليه بإعجاب ، ويثقون به ، لذلك لُقِّب بـ( ثقة الإسلام ) .


أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ أحمد بن إدريس الأشعري .

2ـ أبوه ، الشيخ يعقوب بن إسحاق .

3ـ الشيخ علي بن إبراهيم القمّي .

4ـ الشيخ محمّد بن يحيى العطّار .

5ـ الشيخ علي بن إبراهيم القمّي .


تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني ، المعروف بابن أبي زينب .

2ـ الشيخ أحمد بن محمّد ، المعروف بأبي غالب الزراري .

3ـ الشيخ هارون بن موسى التلعكبري .

4ـ الشيخ إسحاق بن الحسن العقرابي .

5ـ الشيخ محمّد بن أحمد الصفواني .

6ـ الشيخ محمّد بن أحمد الزاهري .

7ـ الشيخ محمّد بن محمّد الكليني .

8ـ الشيخ جعفر بن قولويه القمّي .

9ـ الشيخ أحمد بن علي الكوفي .


أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ النجاشي في رجاله : ( شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ) .

2ـ قال الشيخ الطوسي في الفهرست : ( ثقة ، عالم بالأخبار ) .

3ـ قال السيّد ابن طاووس في فرج المهموم : ( الشيخ المتفق على عدالته وفضله وأمانته ) .

4ـ قال الشيخ حسين الحارثي ، والد الشيخ البهائي : ( هو شيخ عصره ، ووجه العلماء ، كان أوثق الناس في الحديث ، وانقدهم له ، واعرفهم به ) .


مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ كتاب ما قيل في الشعر في الأئمّة .

2ـ الكافي في الأُصول والفروع .

3ـ الردّ على القرامطة .

4ـ خصائص الغدير .

5ـ رسائل الأئمّة .

6ـ كتاب الدعاء .

7ـ تعبير الرؤيا .

8ـ الرجال .


وفاته :
توفّي الشيخ الكليني ( قدس سره ) في شعبان 329 هـ ، ودفن بالعاصمة بغداد .

عاشقة ابوالحسنين
02-03-2011, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد


اشكرك اخي على ذكر نبذه عن حياته
رحمه الله
جزاك الله خيراً
دمت بحفظ الله ورعايته

قلب الأسد
05-03-2011, 12:43 AM
شكرا لمرورك اختي الكريمة

قلب الأسد
05-03-2011, 12:53 AM
http://www.bintjbeil.org/media/pics/1299100236.jpg
العلاّمة الشيخ بهاء الدين العاملي ( الشيخ البهائي )

مولده ونسبه :
ولد " الشيخ بهاء الدين العاملي " ، المعروف بـ " الشيخ البهائي يوم الأربعاء في السابع عشر من ذي الحجة سنة 953 هـ سنة 1546 م . وهناك أكثر من رواية حول موضوع مكان ولادته ، لكن أقربها إلى الصحة ، أنّه ولد في بعلبك ، وكثيرون الذين أشاروا إلى ذلك ، ويورد الشيخ جعفر المهاجر رواية شفوية ، ما تزال حيّة متداولة حتّى اليوم في بعلبك ، تقول أن " الشيخ البهائي ولد في قرية " إيعات " ، التي تقع شمالي غربي بعلبك ، على بعد خمسة كيلو مترات منها ، وقرية إيعات كانت في ذلك الحين مسكناً لعائلة كبيرة ، تنسب إلى " همذان " ، القبيلة التي ربما يعود إليها الفضل في نشر التشيع الإمامي في لبنان ، ولعلّ الشيخ حسين بن عبد الصمد ، آثر السكن هناك بين أقاربه ، حيث ولد ابنه بهاء الدين " ( 16 )
ويبدو أن والد البهائي الشيخ حسين هاجر إلى إيران في أيام الشاه طهاسب ، بعد شهادة شيخه الثاني، وهناك من يقول أن الهجرة تمت في حياة الشهيد الثاني . ( 17 )
ويقال أن الشيخ حسين ، وقبل أن يذهب إلى إيران ، زار البحرين ، وأقام فيها ، ودرّس في مدرستها العامرة ، وكانت كنيته " أبو الفضائل " ، وربّما لكثرة الفضائل التي كان يتمتع ويتصف بها .
نشير أن بهاء الدين العاملي هاجر مع والده إلى بلاد العجم ، وسكن بداية في قزوين ، ثم إنتقل منها إلى أكثر من مدينة .
لماذا كانت الهجرة إلى إيران ؟
ربما يسأل البعض عن السبب الذي جعل العامليين يتوجهون إلى إيران ، وهل كانت هناك هجرة عاملية قبل العهد الصفوي ، ولماذا زادت وتيرة الهجرة في هذا العهد ؟
إن بعض المؤرخين يؤكدون أن العلاقات بين جبل عامل وإيران هي قبل الدولة الصفوية ، وتحديداً " منذ القرن السابع الهجري ، حيث استقدم الإيلخانيون ( وهم من المغول ) عدداً من علماء الشيعة من خارج إيران ، وذلك لنشر المذهب الشيعي والردّ على المخالفين ، بينهم عدد من العامليين ، الذين ساعدوا على تركيز التشيع في إيران في تلك الحقبة " ( 18 )
كما يذكر المؤرخون ، ان علاقات قامت أيضاً في القرن الثامن الهجري ، بين أمراء تولوا الحكم بعد زوال حكم جماعة من المغول ، وبين علماء جبل عامل ، وأن أحد أمرائهم علي بن المؤيد ، حاول أن يستقدم الشهيد الأول إلى خراسان لنشر العقيدة ( 19 ) ، لكن كما هو معروف ، فان الشهيد الأول اعتذر بلباقة ، وأرسل للأمير " اللمعة الدمشقية ".
إذن العامليون ، وتحديداً من العلماء ، هاجروا إلى إيران قبل حكم الصفويين ، لكن هذه الهجرة قويت ، وإشتدت وتيرتها بعد حكم هؤلاء ، الذين شجعوا التشيع ، بل تبنّوه ، وشجعوا الشيعة للذهاب إلى إيران ، فاستجاب هؤلاء ، رغبة منهم في الهجرة إلى بيئة حاضنة ، يتابعون فيها دراساتهم ، ويدرّسون ، وكذلك هرباً من الظلم العثماني ، الذي كان يلاحق الشيعة ، وقد إشتدت هذه الهجرة قبيل وبعد استشهاد الشهيد الثاني .
وحول هذا الموضوع ، يذكر السيد حسن الصدر ، " أنّه لما جرى في تلك البلاد ( جبل عامل ) من القضاء المحتوم على المبرور الشهيد الثاني رحمه الله ، تضعضعت البلاد العاملية ، واضطرب أهلها ، وشملهم الخوف والتقيّة ، خرج الشيخ علي بن أحمد بن أبي جامع مع أولاده وعياله خائفاً ، يترقب ، حتى وصل كربلاء فأقام بها ... وكان السيد محمد ابن أبي الحسن العاملي أيضاً قد جاء من البلاد وسكن بكربلاء " ( 20 ) ، كما أنّنا نقرأ الدعوة إلى الهجرة صريحة في أدب ذلك العصر ، وبخاصة في شعر الشيخ حسن بن زين الدين العاملي ، أن الشهيد الثاني . والمصادر الأساسية تشير إلى " أن عدد العامليين في العصر الصفوي كان كبيراً جداً " ( 21 )
لا شك ، وكل المؤرخين يؤكدون ، أنّه كان لهؤلاء العلماء أثر كبير في الدولة وفي هذا الصدد يقول الشيخ مرتضى مطهّري : " ان لعلماء جبل عامل دوراً مهماً في الخطوط العامّة للدولة الصفوية الشيعية ، فالصفويون كانوا صوفية ، ولو لم يكن يعتدل خط الصوفية الصوفي بسيرة فقهية عميقة من قبل علماء جبل عامل ، ولو لم تتأسس على أيديهم حوزة فقهية عميقة في إيران ، لكان خط الصوفية الصوفي ينتهي إلى ما انتهى إليه العلويون في الشام أو تركية " ، ويضيف الشيخ قائلاً : " ان لفقهاء جبل عامل ، بتأسيسهم الحوزة الفقهية في أصفهان ، حقاً كبيراً على ذمّة الأمة الإيرانية " ( 22 )
في خضم هذه الهجرة العاملية الكثيفة إلى بلاد العجم ، كانت هجرة الشيخ البهائي مع والده الشيخ حسين ، ويرجّح أن يكون هاجر إلى إيران سنة 960 هـ سنة 1553 م .
دراسة الشيخ البهائي :
درس أولاً على والده الشيخ حسين ، الذي كان له الأثر الكبير عليه ، حيث كان المعلم والموجّه والمثال المحتذى ، وكان الشيخ البهائي يقول عن والده دائماً : " والدي وأستاذي ومن إليه ، ومن إليه في العلوم استنادي " ( 23 )
ونشير أن الشيخ حسين الوالد ، كان " من مشايخ جبل عامل العظام ، وكان فاضلاً ، عالماً ، جليلاً، أصولياً ، متكلماً ، فقيهاً ، محدثاً ، شاعراً ، ماهراً في صنعه اللغز ، وله الألغاز المشهورة ، التي خاطب بها ولده البهائي " ( 24 ) ، كما كان الشيخ حسين مشاركاً ومساهماً في تصحيح كتب الحديث والرجال ، لأنّه كان يقابلها معه ، وفي تحصيل مقدمات الإجتهاد وكسب الكمال ، لأنّه كان يقرأ على الشهيد الثاني ، وقد رحل معه إلى مصر للدرس سنة 943 هـ - سنة 1536 م ، وأخذ معه عن كبار علمائها .
لم يكن الوالد هو الأستاذ الوحيد للشيخ البهائي ، فقد درس هذا الأخير على جملة من العلماء الكبار ، وذلك في كل الاماكن التي إنتقل إليها ، وقد أتيح له أن يدرس على يد جهابذة العلماء في قزوين عاصمة إيران ، ودار العلم في ذلك الوقت ، ومن أساتذته هناك :
عبد الله شهاب الدين حسين اليزدي ، الشهير بالملاّ عبد الله وهو من أساتذة المنطق والحكمة ، والحكيم عماد الدين محمود أشهر أطباء إيران في عصره ، والطبيب الخاص للشاه طهماسب ، وأخذ عنه البهائي الطب ، وعلي المذهب المدرسي أخذ عنه الرياضة ، أي علم الجبر غالباً ، وملاّ فضل القاضي أو القايني المدرّس ، وأخذ عنه الرياضة والكلام والفلسفة ، والمير مرتضى ، وأحمد النّهمي الكيلاني ، وقرأ عليه الرياضيات والحكمة .
كذلك تعلم الشيخ البهائي على أيدي أساتذة خارج إيران ، في معظم الحواضر الإسلامية التي زارها، مثل حلب حيث درس على الشيخ عمر العُرضي ، كما يروي عن الشيخ محمد بن محمد بن أبي اللطف المقدسي الشافعي ... " ( 25 )
تقلّده اول منصب :
قبل سنة 983 هـ - سنة 1575 م ، كان الشيخ حسين يقيم في مدينة هرات ، وكان الشيخ البهائي مع والده ، وفي ذلك العام بالذات ، غادر الوالد المدينة متوجهاً إلى قزوين لملاقاة الشاه طهماسب هناك، وطلب الرخصة منه ، له ولوالده البهائي ، بالحج إلى بيت الله الحرام ، وهو يضمر في نفسه أمراً ، فأذن الشاه له ، ولم يأذن لولده البهائي ، وأمره أن يقوم مقام أبيه في هرات " ( 26 )، وكان هذا أول منصب رسمي يتولاه البهائي .
يتساءل البعض عن السبب الذي جعل الشيح حسين يترك إيران ، وقد لاقى هناك كل اهتمام وإحترام ، ويعيدون ذلك إلى أسباب عديدة أهمها :
- ما لاحظه من مظاهر البذح والترف ورغد العيش والراحة التي يعيش في خضمها العلماء في إيران ، بعكس حالة علماء جبل عامل ، الذين كانوا يعيشون حياة زهد وقناعة وكدّ وجدّ ، ولا خدم لهم ، وهم يقومون بأعمالهم بأيديهم .
- التعصب المذهبي الذي لاحظه ، وهو الذي كان يسعى إلى التقريب بين المذاهب ، كأستاذه الشهيد الثاني " ( 27 )
ويذكر ان الشيخ حسين لاحظ أن العثمانيين كانوا في مكة ، وهم يتعرضون للشيعة ضغطاً وتهديداً ، فلم يجد مكاناً آمناً له ، إلا البحرين ، حيث إنتقل إلى هناك ، وخلال وجوده في هذا البلد ، " كانت له مع ولده البهائي كتابات ، وحاول إقناعه باللحاق به إلى البحرين " ( 28 ) لكن المصادر لم تذكر ان البهائي غادر هرات وإلتحق بأبيه ، وحتّى لو تمّ ذلك فإنّ الوالد توفي في 8 ربيع الأول سنة 984 هـ سنة 1576 م ، ودفن بالمصلى من هجر " ( 29 )


مغادرة الشيخ البهائي إلى قزوين :
بعد وفاة الشاه طهماسب ، في نفس العام الذي توفي فيه والد الشيخ البهائي ، الشيخ حسين ، تحرّر الشيخ البهائي من ضغط البقاء في هرات ، حيث كان مشغولاً هناك بالإفاضة والتدريس ، وعاد إلى قزوين سنة 984 هـ ، وكان وضع الأمن مختلاً ، فتفرغ للكتابة والتدريس .
تراجع في وضع الشيعة في إيران :
توفي الشيخ طهماسب بعد حكم دام أكثر من نصف قرن ، وكانت وفاته سنة 984 هـ - سنة 1576م، وتولى ابنه حيدر السلطة من بعده ، لكن هذا الأخير قُتل بعد بضع ساعات من وفاة أبيه وتسلمه الحكم ، فدفنا معاً .
ولا شك أن مؤامرة ما كانت وراء مقتل حيدر ، ويبدو ذلك من خلال ما حصل بعد ذلك .
تولى السلطة الابن الثاني لطهماسب " اسماعيل الثاني " الذي كان مسجوناً من قبل والده ، فلما توفي الوالد أخرج هذا من السجن ، ويبدو أن جماعة إسماعيل هم وراء مقتل حيدر ، والتخلص منه، وبعد تولي اسماعيل السلطة ثأر من كل من حوله ، فتخلص من أخوته الآخرين ، وأبناء أخوته ومن يساعدهم ، ولم ينج من القتل إلا أخوه الضرير وإبن أخيه . الملفت للنظر ، أن حكم اسماعيل الثابي كان سيئاً بالنسبة للشيعة ، حيث أظهر الشاه كرهاً للمذهب الشيعي .
لم يستمر هذا الشاه في الحكم طويلاً ، ويبدو أنّه كان يسير بعكس التيار الجارف القوي في الدولة ، فبعد تسعة عشر شهراً من توليه الحكم ، تمّ اغتياله .
لم يبق من البيت الصفوي إلا الأخ الضرير " محمد خدا بنده " ( خذا بنده تعني عبد الله ، أي محمد عبد الله ) ، وكان هذا الضرير حاكماً على فارس من قبل أبيه طهماسب وأخيه إسماعيل ، لكن الرجل كان ضعيفاً ، واستغل هذا الأمرمن قبل العثمانيين ، وكذلك من بعض النساء ، اللواتي أخذن دوراً لهن على حساب " خدا " ، وتبعاً لذلك حصل خلاف بين أخت خدا بنده من جهة ، وزوجته وتدعى " مهد عليا " من جهة أخرى ، وهذه الأخيرة هي والدة الشاه عباس الكبير ( الذي كان عهده عهد الشيخ البهائي بحق ) .
الخلاف بين النساء انتهى بقتل الأخت ، بينما فرضت الزوجة سلطتها وجبروتها على كل رجالات الدولة ، وهي التي مهدت لسلطة إبنها الشيخ عباس .

البهائي في قزوين :
في قزوين عاش الشيخ البهائي أزمة الصراع حول السلطة بين الأمراء الصفويين أنفسهم ، وتحدث في أكثر من مناسبة ، وبصورة واضحة عن إختلال الوضع واضطراب حبل الأمن ، ويتضح مما تحدث به أنه كان " مكسور الجناح ، وأن آماله خابت ، وفقد المجد الذي كان له ولأبيه زمن الشاه طهماسب ، وان أولئك الذين كانوا في سدّة الحكم ، لم يكونوا يعرفون قيمته ، ولا يميزون بينه وبين من هم دونه قيمة " وأكثر من ذلك فانّه أنف أن يحتمل المقام في دار الهوان ، بعد أن فقد مكانته العلمية والإجتماعية ، وبعد ان فسد الزمان وأهله ، وتصدّر للتدريس من قلّ علمه ، وكثر جهله ، فانحطّت رتبة العلم وأصحابه ، واندرست مراسمه بين طلابه " ( 30 )
ويبدو ان الشيخ البهائي عاش فترة تفكير صعبة ، فهو من جهة يرى وضعاً صعباً لا يمكن الإنسجام معه ، وهو لا يستطيع التغيير ، وهو يتذكر وصايا والده له ، ومنها " إن كنت لا تريد الدنيا ولا الآخرة فابق في إيران " ( 31 ) ، وقول الرسول ( ص ) : " حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة " ( 32 ).
هجرته المعاكسة :
وقرر الشيخ البهائي أخيراً أن يترك ، وكانت رحلة الحج ، ثم كانت فترة تنقل إلى أكثر من مكان ، ويقال أنه ساح ثلاثين سنة في المشرق ، فزار مصر والقدس ودمشق وحلب وتبريز وأصفهان والحجاز وكرك نوح وبعلبك ، وغيرها . من الواضح ، وحسب ما يذكر المؤرخون والمحدّثون والعارفون بخفايا الشيخ ، أنّه لم تغرّه مباهج الدنيا ومغرياتها ، والمناصب الدنيوية التي جرّبها ، لكنه لم يستمر فيها ، وكان همّه أن يكون لديه حرية تفكر ، ومن هنا فان الرحلات التي قام بها فتحت أمامه آفاقاً واسعة ، فازداد إطلاعاً ومعرفة وثقافة وعلماً ، لكن الملفت للنظر أن الشيخ البهائي لم يترك آثاراً مكتوبة عن رحلاته ، وفي هذا الصدد يقول السيد محسن الأمين : " مما يؤسف ، أن البهائي لم يدوّن أخباره في سياحته التي استغرقت ثلاثين سنة في بلاد الروم والشام وغيرها ، مع ما كان عليه من الفضل والمعرفة ، وطول صحبته الملوك والأمراء والعلماء ، ولا شكّ أنّه إتفق له في سياحته هذه أمور غريبة ، وأشياء كثيرة ، لـو دونت لكانت مـــن نفائس الكتب "
( 33 )
هناك ملاحظة ، يشير إليها بعض من تتبعوا سيرة الشيخ البهائي وتحركاته ، فيقال أن " بهاء الدين العاملي كان أمامه فرصه ( في طريقه من القدس إلى دمشق ) لزيارة وطن آبائه وأجداده ، وأنّنا سنستغرب حقاً إذا لم يُفد منها ، وهو الذي لم يحاول أبداً أن يكتم حنينه وشوقه إليه ، بل وتصويره وكأنّه جنته المفقودة التي خرج منها " ( 34 ) ، ويذكر في هذا الصدد ، ان الطريق الرئيسية في ذلك الزمان كانت تمر عبر جبل عامل : القدس – بانياس – تبنين مع وادي التيم – دمشق ، وهي الطريق التي سلكها ، هي أو بعضها إبن جبير في الإتجاه المعاكس قبل أربعة قرون تقريباً ... والحقيقة انّنا لم نعثر في شعر بهاء الدين ، ولا في نثره ، بالعربية أو الفارسية ، ذكراً لجبل عامل إلا مرة واحدة ، عندما لام والده على أنّه أخرجه منه صغيراً " ( 35 )
إن عدم ذكر الشيخ البهائي لجبل عامل أكثر من مرة واحدة ، يشير ، أو يدلّ على أنّه عندما هاجر مع والده كان صغير السن ، وأنّه لم يعلق في ذهنه عن بلاده ووطنه إلا الشيء القليل جداً . وهنا نلاحظ أن معظم العلماء الآخرين الذين هاجروا إلى النجف بشكل خاص ، وإلى إيران ظلوا على تواصل مع جبل عامل ، وبرز ذلك من خلال مؤلفاتهم وشعرهم وكتاباتهم وزياراتهم ...
ينقل عن البعض ، أن " الشيخ البهائي زار بعلبك ، ونزل في منزل قريب من مجرى النهر الذي يشقّ وسط البلدة ، لكن يبدو أن هذه الزيارة لم تطل ، وكان مروره بها عرضياً ، لكن مما يقال ، أنّه أجاز السيد علي بن علوان الحسيني العاملي البعلبكي ( وهو جدّ العائلة المعروفة بآل مرتضى ) ( 36 ) .
عودته إلى إيران وعلاقته بالشيخ عباس :
عاد الشيخ البهائي إلى إيران ، ويبدو أنّه كان في شوق للعودة إلى هناك ، لما يختزنه في صدره وقلبه من حب وذكريات ، وهو يعبّر عن ذلك بشعر فيه كثير من الحنين والشوق ، وكذلك بالنسبة لأصفهان وقزوين والعراق وعتباتها المقدسة .
وهنا تبدأ علاقته بالشيخ عباس ، الذي ولد غرّة رمضان سنة 978 هـ ، الأحد 7 ك2 سنة 1571 م في منطقة خراسان ، والذي يعتبر بحق أشهر ملوك الدولة الصفوية .
حكم الشيخ عباس من سنة 995 هـ سنة 1587 م حتى سنة 1038 هـ - سنة 1629 م .
ان أول إشارة تجمع بيـن الشيخ البهائي والشاه عباس ( الذي تسلم السلطة سنة 996 هـ سنة 1578 م ) هي " السنة التي قرّر فيها الشاه نقل العاصمة من قزوين إلى أصفهان ... في أواخر هذه السنة توجه الشاه عباس إلى المشهد المقدس الرضوي ، وأمر بوقف نسخة من القرآن الكريم بخط كوفي على المكتبة الرضوية ، وكتب الشيخ البهائي صورة الوقف بخطه " 37
أواخر سنة 1008 هـ - سنة 1600 م ، زار الشاه عباس المشهد الرضوي ماشياً على قدميه ، وقطع المسافة في 28 يوماً ، وكان معه جماعة ، قيل أن الشيخ البهائي واحد منهم . ( 38 )
ويؤكد الأمر تلميذه السيد حسين الكركي ، الذي كان برفقة الشيخ البهائي .
وبعد عودته والشاه من المشهد إلى أصفهان ، تولى الشيخ البهائي منصب شيخ الإسلام ، وتم ذلك سنة 1008 هـ - سنة 1600 م ، وبعد هذا التاريخ ، كل الدلائل تشير إلى أن الشيخ كان يرافق الشاه باستمرار ، وفي الظروف كافة .
وفي سنة 1013 هـ سنة 1604 م كان الشيخ برفقة الشيخ في أصفهان ، حيث عقد لهذا الأخير عقد الزواج المؤقت على أخت حاكم كرجستان ، وتدعى تهمورس خان الكرجي .
وكان الزواج مؤقتاً ، لأنّه كان بإمكان الشاه أن يضيفها إلى زوجاته ، وبينهن أربع أميرات ( عقد رسمي ) وفي حريمه 400 جارية " ( 39 )
وبين سنة 1016 هـ وسنة 1018 هـ ، رافق الشيخ الشاه في أكثر من زيارة ، خاصة إلى مشهد وأصفهان .
زواجه :
لم يذكر أحد من المؤرخين اسم زوجته ، لكن ذكروا أنّها كانت ابنه الشيخ زين الدين علي ، المعروف بـ " منشار العاملي " ، وهو من المعاصرين للشاه طهماسب ، تولى مشيخة الإسلام بعد أستاذه المحقق الثاني الكركي ، وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد إلى إيران ، وزوّج ابنته من الشيخ البهائي ، ولما توفي انتقلت مشيخة الإسلام إلى صهره البهائي " ( 40 )
ويذكر أن " الزوجة كانت وحيدة ابويها ، وأنّها قرأت على والدها ، وكانت تدرس الفقه والحديث للنساء ، وقيل أنّها ورثت أربعة آلاف مجلد ، كان أبوها قد أحضر أكثرها من الهند ، وكانت هذه الكتب من جملة الكتب التي وقفها البهائي ، ولما توفي ضاع أكثر تلك الكتب " ( 41 )
ذريته :
لم يذكر المترجمون للبهائي أن له ذرية ، وقد إعتمد السيد محسن الأمين على هذه الأقوال " ليؤكد لنا " أن سياحته كانت ثلاثين سنة ، وأنّه لو كان له أولاد وعائلة ، لا تطاوعه نفسه على فراقهم كل هذه المدّة " ( 42 ) ، لكن في مكان آخر ، يقول البعض أن " البهائي لم يخلف ولداً ذكراً ، وكان له بنت، وكان أحفاد إبنته موجودين في عصر صاحب الرياض " ( 43 ) ، وذلك في القرن الثاني عشر للهجرة ، الثامن عشر الميلادي .
من جهة ثانية ، يذكر الأديب المعاصر سعيد نفيسي أن " السيد محمد باقر ألفت الأصفهاني " ، المعروف ، كتب إليه " أن عائلتين من أعقاب الشيخ البهائي تعيشان الآن ( أي سنة 1361 هـ - سنة 1982 م ) في أصفهان ، وأن أحد شيوخ أصفهان المعمّرين ، يؤكد معرفته بمنزل البهائي في تلك المحلّة ، وهناك في محلة " أحمد أباد " في أصفهان عائلة تدّعي نسبتها إلى الشيخ البهائي ، وفي طهران عائلة أخرى تدّعي ذلك " ( 44 )
بيته الذي عاش فيه :
إضافة إلى البيت الذي كان يسكنه في المشهد ، والذي يقال أنه دفن فيه ، فانه سكن في منزل في قزوين ، وسكن في منزل في هرات ، وكان له منزلان في أصفهان ، أحدهما قصر قدّمه له الشاه عباس ، كانت تملكه عمة الشاه ، إبنة طهماسب ( 45 )
علومه :
يجمع المؤرخون والباحثون الذين تناولوا الشيخ البهائي ، أنّه " كان يعرف ، وله معرفة بكل شيء : الفقه ، الحكمة ، العلوم الرياضية ، الهندسة ، الحديث ، الجفر ، وهو شاعر ، وله معرفة في العجائب والطلسمات والسحر ، وتروى عنه معجزات وخوارق ، تجعله في عداد الشخصيات الأسطورية ، وكان البهائي مدركاً قيمة نفسه ، عارفاً مدى شهرته في حياته "
وقال تلميذه الكركي أنه " كان متفرداً بمعرفة بعض العلوم ، الذي لم يحم حوله أحد في زمانه ، ولا قبله ، على ما أظن ، من علماء الخاصة والعامة " ، كما أن تلميذه المجلسي الأول يشير إلى " أن له معرفة بالجفر " ، وهو " لم يكن فقيهاً عادياً ، وانما كان نابغة عصره ، متعدد المعارف " ( 46 )
بدوره السيد محسن الأمين ، فانّه أورد بعض الحكايات عن الشيخ البهائي " ( 47 )
إضافة إلى ذلك ، فإن البهائي كان مفسراً ، وله إلمام بالطب ، واستطاع الإلمام بجميع معارف عصره ، من هندية وفارسية وإسلامية وعربية .
تدريسه :
يذكر الباحثون أن البهائي درس في بداية الأمر في هرات ، وذلك سنة 983 هـ - سنة 1575 م ، وكان عمره في ذلك الوقت ثلاثين سنة ، ثم درّس في قزوين ، وبعدها في أصفهان ، وفي كل الأمكنة التي ذهب إليها . وتذكر كتب التراجم أسماء عدد لا يستهان به من العلماء ، ومن طلبة العلم الذين وفدوا على إيران ، فنزلوا بضيافة بهاء الدين العاملي ، وكأن منزله " دار العلم " التي اتخذها الشريف الرضي لطلبة العلم ، وكان ينفق عليها من ماله " ( 48 ) ، وتحفل عدة كتب بأسماء تلاميذه ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، الشيخ حسين الحر العاملي المشغري ( وهو حفيد الشهيد الثاني ، جدّه لأمّه ) ، كمال الدين شاه مير الحسيني ، كما يذكر ان ضيافته في منزله العلمي، لم تقتصر على طلاب العلم الوافدين من جبل عامل ، بل عمّت طلاباً من هذا الجبل وغيره.
كان الشيخ البهائي يدرّس أيضاً في المدارس العامة ، وفي الأماكن التي كان يذهب إليها ، فأينما كان يحط ، كانت " مدرسة " تقام .
هذا واستمر في التدريس إلى آخر حياته ، كما أن زوجته استمرت بتدريس النساء فترة بعد موت زوجها .
ويقال أنّه الشيخ البهائي كان يصطحب طلابه معه في أسفاره ، داخل إيران وخارجها .
إختراعاته :
الشيخ البهائي شخصية فذّة ، رفيعة ، نادرة الصفات ، مكانته العلمية كبيرة ، متبحّر في جميع نواحي وميادين المعرفة ، وله إختراعات عديدة .
قيل عن الشيخ الهائي أنّه أستطاع أن يحطم الذرّة ، وأن يسيطر على طاقتها ، وان يستخدمها في الحاجات ، وصنع " شمعة " أوقدها في أتون حمام بأصفهان ، وكانت تكفي لتدفئة حمام بكامله مدة طويلة ، دون أن تتغير الشمعة . ولا تزال آثار هذا الحمام قائمة الآن في أصفهان ، ويسمى " حمام أصفهان " أو " حمام شيخ بهائي " ، ويقع بين المسجد الجامع والسوق القديم ، قرب المحلة المعروفة بـ " درب الإمام " .
وكان الشيخ البهائي قد قال : " إذا ما هُدم الجدار الذي يمنع دخول الهواء إلى الشمعة ، فإنّها ستنطفىء " وهكذا كان ... انطفأت الشمعة بعد هدم الجدار ، وذهب معها سرّها .
كما ينسب إليه أيضاً صنع " ساعة شمسية " دوّامة الحركة ، دون أي حاجة لمن يحركها ، وتركيب " مسحوق أبيض " يستخدم في الدهان .
وينسب إليه المؤرخون ، تصميم أكثر المباني التي تمّ بناؤها في زمن الشاه عباس ، وهندستها ، مثل " مسجد شاه " في أصفهان .
وينسب إليه أيضاً تصميم قناة " نجف أباد " في أصفهان ، وهي من أكبر قنوات إيران ، وكذلك عمارة المشهد العلوي في النجف .
ويذكر أنّه كان رئيس الهيئة التي شكلت في أصفهان ، زمن الشاه عباس ، لتوزيع مياه " زاينده رود " على أصفهان والقرى المجاورة . ( 49 )
شعره :
كان الشيخ البهائي شاعراً مكثراً ، وله ديوان ، وشعره ديني وإيماني ، ومدح صاحب الزمان ، وفي الزهد والموعظة ، والوصف ، والمديح ، والشكوى والحنين ، وفي النقد الإجتماعي ، والرثاء والغزل والخمريات والألغاز والأحاجي ، وللقصة مجال في شعر البهائي العربي . وله شعر كثير بالفارسية ، تناول ميادين متعددة ، ومع أنّه كتب بالعربية والفارسية " فانّه لم يصبه ما أصاب الشعراء من ذوي اللسانين ، الذين لم يستطيعوا الإجادة بكلتا اللغتين ، فكان ما قاله بالفارسية ، بمستوى ما قاله بالعربية ، وربما أرقى من حيث فنون القول ، وعرض المعاني ، وأن بعض النقّاد فضّل شعره الفارسي ، كقول الخفاجي : " وشعره باللسانين مهذّب محرّر ، وبالفارسية أحسن وأكثر " ( 50 )
ننقل عنه فقط أبياتاً قالها في زيارته للعراق ، حيث عرّج إلى مشهد الإمامين العسكريين ( ع ) في سرّ من رأى ( سامراء ) ، ولما أشرف على المدينة أنشأ هذه الأبيات :
أسرع السير أيها الحادي إن قلبي إلى الحمى صادي
وإذا ما رأيت عن كتبٍ مشهدي العسكري والهادي
فالثم الأرض خاضعاً فلقد نلت والله خير إسعاد
وإذا ما حللت بناديهم يا سقاه الإله من نادي
فاغضض الطرف خاضعاً ولِها واخلع النعل إنّه الوادي ( 51 )
والبيت الأخير فيه إشارة إلى الآية الكريمة : فاخلع نعليك انه بالواد المقدس طوى " طه 12
مؤلفاته :
ألّف الشيخ البهائي في جميع الميادين ، وترك آثاراً عديدة في الفكر والعلم والرياضيات ، وله مؤلفات عديدة ، وهي تدل بشكل واضح على ثقافته العالية ، ذات الأبعاد الإنسانية ، وفكره المتوقد المتنوّر أبعده عن التعصب ، وقد عاشر مختلف طبقالت الشعب ، وعاين الواقع ، وتعرّف إلى دقائق النفوس البشرية .
ان آثاره في الرياضيات والفلك بشكل خاص ، ظلت " زمناً طويلاً " مرجعاً لكثير من علماء الشرق ، كما انها كانت منبعاً يستقي منه طلاب المدارس والجامعات ، ومن أشهر مؤلفاته العلمية : " الهلالية " وكتاب تشريح الأفلاك " ،" والرسالة الاسطرلابية "، وكتاب " خلاصة الحساب "
( 52 )
وبحث الشيخ البهائي في علم الذرّة ، إذ تناول في كتابه : " الجوهر الفريد " بعض النظريات التي تقول بتجزئة الذرّة ، قبل ظهور النظرية الذرّية في الكيمياء ، على يد العالم الانكليزي " جون دالتون " سنة 1808 ، بأكثر من قرنين " ( 53 )
من مؤلفاته : مخطوطة ، وهي عبارة عن خمس رسائل باسم : " الاثني عشرية " في الفقه ، وهناك رسائل مطبوعة له في الفقه والفلسفة ، أهمها " أوزان شرعي " المعروفة بالعربية باسم " التحفة " .
ويقال ان مؤلفاته تربو على الستين ، ويقول آخرون انها مئة ، ومن أهمها : أرجوزتهه " الزاهرة " نظمها في قزوين عن ذكرياته في هرات ، " خلاصة الحساب " الذي قدّمه للأمير السلطان حمزة ميرزا ولي عهد السلطان ، كتاب " الأربعين " ، " الأحاديث " ، " الفوائد الصمدية في النحو " ، " ليالي تبريز " شعر ، " الحبل المتين " ، " مفتاح الفلاح " ، " الطهارة " ، " جامع عباس " ( كتاب فقهي ) ، " توضيح المقاصد " ، " سلافة العصر " ، " الحدائق الفديّة " ، " ما لا يحضره الفقيه "، " الكشكول " ، لغز الزبدة أو إعجاز الألغاز ( جمع فيه الحساب ، الفلك ، الهندسة ، التاريخ ، الهيئة ، النجوم ، الكلام ، والفقه " وقد وضعه لإمتحان أفكار الأذكياء من فحول العلماء .
" عين الحياة " ، " العروة الوثقى " ، " الحبل المتين في أحكام الدين " ، " زبدة الأصول " ، وله عدة كتب في الأدعية ، والأدب والنحو والأدب الفارسي ، وأهمها المئويات الشعرية .
وهناك رسائل عديدة منسوبة إليه أهمها: المخلاة ، مسائل شرعية ، وله حكم وأقوال مأثورة .
( 54)


وفاته :
ان القول بوفاته سنة 1030 هـ - سنة 1622 م هو التاريخ المعتمد لدى معظم المشايخ ، والباحثين في تاريخ هذا الشيخ المميز ، لكن بالرغم من ذلك ، فهناك إختلاف بين بعض المؤرخين حول سنة وفاته ، وهذا الإختلاف ناتج عن تقدير البعض للسنين التي عاشها ، لكن الأكثر شيوعاً هو أنه عاش 77 سنة ، أي من سنة 953 هـ حتى سنة 1030 هـ .
المهم انه توفي في مدينة أصفهان ، ونقل إلى المشهد الرضوي ، حيث دفن هناك ، في بيته ، قرب الحضرة الرضوية . ( 55 )
قيل الكثير الكثير عنه في حياته ، وبعد وفاته ، يكفي أن ننقل عن معاصره النجم الفلكي ، محمد قاسم بن المظفر ، وصاحب الشاه عباس في السفر والحضر ، في كتابه " التنبيهات " ما حرفيته : " كان الشيخ بهاء الدين العاملي رحمه الله ، أفضل علماء ذلك الزمان وأكملهم " ( 56 )
وقيل فيه شعراً ، نقلاً عن السيد نعمة الله الجزائري :
بدر العراقين خبا ضوؤه ونيّرُ الشام وشمس الحجاز
أردت تاريخاً فلم أهتد له فألهمت قل : " الشيخ فاز "
وقد رثاه تلميذه الشيخ إبراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري بأبيات يقول فيها :
شيخ الإمام بهاء الدين لا برحت سحائب العفو ينشيها له الباري
مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا لفقده الدين في ثوب من القار
والمجد أقسم لا تبدو نواجذه حزناً ، وشقّ عليه فضل أطمار
جلّ الذي اختار في طوس له حدثاً في ظلّ حامٍ حماها نجل أطهار ( الإمام علي الرضا)
الثامن الضامن الجنّات أجمعها يوم القيامة من جود لزوّار .

قلب الأسد
06-03-2011, 06:54 PM
الشيخ بهاء الدين العاملي البهائي ( 952 | 1020هـ )
نسبه وولادته

يعود نسبه البعيد إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين (ع) و(الهمداني) نسبة إلى همدان القبيلة العربية المشهورة وهم حي من اليمن.

والحارث الهمداني هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (ع) شعراً منه:

يا حار همدان من يمت يرني ** من مؤمن أو منافق قبلا

وكانوا مخلصين في ولاء علي (ع) وصبروا معه يوم صفين، روي أنهم في بعض أيامها حين استمر القتل ورأوا فرار الناس عمدوا إلى اغماد سيوفهم فكسروها وعقلوا أنفسهم بعمائمهم وبركوا للقتل فقال فيهم علي (ع):

لهمدان أخلاق ودين يزينهـا ** وبأس إذا لاقوا وحسن كلام

فلو كنت بواباً على باب جنة ** لقلت لهمدان ادخلـوا بسلام

وقال (ع) يوم الجمل : لو تمت عدتهم ألفاً لعبد الله حق عبادته وكان إذا رآهم يتمثل بقول الشاعر:

ناديت همدان والأبواب مغلقة ** ومثل همدان سنى فتحة الباب

كالهندواني لم تفلل فصــار به ** وجه جميل وقلب غير وجاب

وهو الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي.. لا يوجد خلاف يستحق الوقوف عنده حول مكان ولادته وتاريخها.. ويعود الفضل في ذلك إلى ما درج عليه الفقهاء من تقليد في إثبات تاريخ ولادة ابنائهم على الغلاف الداخلي لاحد الكتب.. والفضل بالدرجة الثانية يعود لمؤلف (الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية) علي صدر الدين المدني المتوفى في السنة 1120 هـ، حيث نقل في الصفحة الثالثة من كتابه ان مولد بهاء الدين (عند غروب الشمس يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة الحرام سنة 952 هـ.

أما مكان ولادته فالمصادر المعتمدة تُجمع على انه كان في مدينة (بعلبك).

u عصره ونشأته

تعد الفترة التي قضاها الشيخ البهائي في (بعلبك) غير واضحة تماماً في سيرة الأب والابن معاً، بسبب الصراع الناشئ بين العثمانيين والصفويين، حيث آثر أبو شيخنا البهائي أن يقبع هناك منسياً خوفاً من بطش العثمانيين لأنه كان تلميذ الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي ومن المقربين إليه..

وقد انصرف الأب إلى تعليم وتلقين ابنه مما أتاح للشيخ البهائي ان يبدأ علاقة مبكرة مع المعرفة، إلى أن حلت سنة 965 هـ حيث وقعت الواقعة على الفقهاء الشيعة في المنطقة، وعلى بيت بهاء الدين بالذات بقتل شيخهم زين الدين بن علي الشهيد الثاني على يد السلطة العثمانية الأمر الذي كان بمثابة نذير لأولئك الفقهاء بأن ينجوا بأنفسهم، وكان أبو الشيخ البهائي من أوائل من هاجر من بعلبك إلى إيران.

وقد امتلأت نفسه غضباً ورعباً للقتلة الشنيعة التي قُتل بها أستاذه، على يد جلاوزة العثمانيين إثر ملاحقة عنيدة بدأت في (جبل عامل) وانتهت في (مكة) وتحديداً في (المسجد الحرام) وقد أشار إلى ذلك ـ أبو شيخنا البهائي ـ في مقدمة كتابه (الدراية) حيث قال : (ومما حثني على تأليف هذه الرسالة، بعد هربي من أهل الطغيان).

وكان عمر بهاء الدين عندما هاجر به أبوه إلى إيران، اثنتا عشر أو ثلاث عشرة سنة.. وبعد أن حط الرحال في إيران وهو بعد في ميعة الصبا ومقتبل الشباب، انتظم في سلك الدراسة لدى شيوخ وأساتذة كبار، في موضوعات متقدمة.. فقرأ على أهم شيوخه بعد أبيه : عبد الله بن شهاب الدين حسين اليزدي الشهير بالملا عبد الله، المتوفى في سنة 981 هـ حيث أخذ عنه المنطق والكلام والمعاني والبيان والعربية والطب عن الحكيم عماد الدين محمود، اشهر أطباء إيران في عصره، والطبيب الخاص للشاه طهماسب الأول، والرياضيات والكلام والفلسفة عن مولانا أفضل القاييني والرياضيات أيضاً عن المولى علي المذهّب المدرس..

وقد انفرد آغا بزرك الطهراني بقوله انه (قرأ الرياضيات والحكمة مقدار سنة عند الشيخ أحمد النهمتي الكهدمي، المعروف بـ (بير احمد).

وقد نجح الشيخ البهائي في توطيد مكانة له في إيران، وبنى شهرة كبيرة وصلت خارجها وخصوصاً إلى (الشام) في الفترة الممتدة بين سنة 984 هـ وسنة 991هـ بدأ رحلته خارج إيران التي تضاربت الأقوال في مدتها، فابن معصوم، علي خان المدني المتوفى سنة 1120 هـ يقول في سلافة العصر / 290.

(ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهبّ من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب، ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي وأهل بيته الكرام، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ثم أخذ في السياحة، فساح ثلاثين سنة).. ولكن التنكابني، محمد بن سليمان في قصص العلماء / 236 يقول (وطالت سفرته أربع سنوات، منها سنتان في مصر والحقيقة ان تلك الرحلة لم تطل أكثر من سنة وشهرين على ابعد تقدير، منذ أواخر شهر رجب سنة 991 هـ، حتى أوائل شهر رمضان سنة 992، وقد أرّخ شيخنا البهائي تاريخ البدء بخط يده على هامش مجموعة جده شمس الدين محمد بن علي الجباعي، وفيها (في تاريخ العشرين من رجب المرجب سنة إحدى وتسعين وتسعمائة في أصفهان، أيام العزم على التوجه إلى بيت الله الحرام)..

أما تاريخ عودته حيث كتب بخطه ما يلي :

(قد سنح بالخاطر ليلة الثلاثاء خامس شهر رمضان المبارك سنة 992 هـ أيام المعاودة من مكة المكرمة.

وقد اتخذ سبيله إلى العراق.. حيث نقرأ في الكشكول:

مقطوعة شعرية قصيرة تحت عنوان (وله وقد اشرف على مدينة سرى من رأى) يقول فيها:


أسرع السير أيهـا الحادي ** ان قلبي إلى الحمى صادي

وإذا ما رأيت عـن كثـــــب ** مشهد العسكري والهــادي

فألثم الأرض خاضـعاً فلقـد ** نلت والله خير اسعــــــــــاد

وإذا ما حللــت ناديهــــــــم ** يا سقاه الإله من نـــــــادي

فالثم الأرض خاضعـاً ولهاً ** واخلع النعل انه الــــوادي

وكذلك زار مشهد الإمام أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف وقال شعراً :

هذا الافق المبين قـد لاح لديـــــــــك ** فاسجد متذلــلاً وعفّر خديـك

ذا طور سينين فاغضض الطرف به ** هذا حرم العزة، فاخلع نعليك

ومن العراق اتجه صوب الحجاز على الطريق التقليدية للحجيج وعندما اشرف على (المدينة) ووقعت عيناه على قبة مقام خاتم الرسل (ص) لأول مرة انطلق بهذين البيتين الرائعين:

هذه قبــة مــــولاي ** واقصـــى أملي

اوقفوا المحمل كي ** ألثم خفّي جملي

وبعد ان اتم مناسك حجه اتجه إلى مصر والقدس ودمشق وحلب ثم عاد إلى إيران..

u تلاميذه

السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، نظام الدين محمد القرشي صاحب نظام الأقوال في أحوال الرجال، الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي، الفاضل الجواد البغدادي شارح الزبدة لشيخه، السيد ماجد البحراني، ملا محسن الفيض الكاشاني، السيد الميرزا رفيع الدين النائيني، المولى شريف الدين محمد الروي دشتي، المولى خليل بن غازي القزويني، المولى محمد صالح بن أحمد المازندراني، الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمد بن صاحب المعالم، إلى الكثير من التلاميذ والشيوخ الأجلاء.

u مؤلفاته

له تأليف وتصانيف عديدة في مختلف فروع العلم والمعرفة.

ففي التفسير له مشرق الشمسين واكسير السعادتين، والعروة الوثقى في تفسير القرآن حيث خرج منه تفسير الفاتحة لا غير، وحاشية على تفسير البيضاوي جيدة ونفيسة احسن ما كتب على هذا التفسير كما قال تلميذه السيد حسين الكركي، والتفسير الموسوم بعين الحياة.

وفي الحديث له الحبل المتين في أحكام الدين، وشرح الأربعين حديثاً، وفي الدراية له رسالة في الدراية، وفي علم الرجال له حاشية على خلاصة العلامة، وفوائد في الرجال.

وفي العبادة والدعاء له مفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة، وحدائق المقربين أو حدائق الصالحين في شرح الصحيفة السجادية، وفي الفقه له الجامع العباسي، والاثنا عشريات الخمس في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج، ورسالة في قصر الصلاة وإتمامها في الأماكن الأربعة ورسالة في المواريث، إلى غيرها الكثير..

وفي الأصول له الزبدة، وحواشي على قواعد الشهيد، وحاشية شرح العضدي على مختصر الأصول، وله كذلك مؤلفات في النحو والبيان والحساب وعلم الهيئة والحكمة والتاريخ والأدب وفي أجوبة المسائل.. مما يبلغ مجموع مؤلفاته أكثر من 50 مؤلفاً.

u أقوال العلماء فيه..

في أمل الآمل : حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً منشئاً عديم النظير في زمانه في الفقه والحديث والمعاني والبيان والرياضي وغيرها..

وقال السيد مصطفى التفريشي في نقد الرجال: جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن كثير الحفظ ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو رتبته في كل فنون الإسلام كمن له فن واحد، له كتب نفيسة جيدة.

وقال السيد علي خان في سلافة العصر: علم الأئمة الأعلام وسيد علماء الإسلام وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وارواجه وطود المعارف الراسخ..

وقال الحاج محمد مؤمن الشيرازي في كتابه خزانة الخيال في حقه : بهاء الحق وضياؤه وعز الدين وعلاؤه وافق المجد وسماؤه ونجم الشرف وسناؤه وشمس الكمال وبدره، كعبة الطالبين وقبلتهم، مشهور جميع الآفاق وشيخ الشيوخ على الإطلاق، كهف الإسلام والمسلمين، مروج أحكام الدين العالم العامل الكامل الأوحد بهاء الملة والحق والدين.. إلى آخر التقاريظ العديدة.

u وفاته..

اختلف في تاريخ وفاته، فقد ذكر تلميذه السيد حسين بن السيد حيدر الكركي والمجلسي الأول الذي حضر وفاته والصلاة عليه، انه توفي في أصفهان في 12 شوال سنة 1020 هـ.. وقيل سنة 1021 هـ وقيل سنة 1025 هـ فيكون عمره 77 سنة. ويذكر المنشي واصفاً صدى النعي ومراسم الجنازة:

(حضرة الشاه (يعني الشاه عباس الصفوي) حضر إلى المأتم وسار جمع من الأعيان، الذين كانوا في المدينة، حفاة على التراب وعلى أقدامهم، قدام الجنازة ووراءها.. وتسابق الناس على مختلف طبقاتهم، وبلغ ازدحامهم حداً بحيث ان الميدان على سعته غص بهم.. واودعت الجنازة المسجد الجامع القديم، حيث ادى العلماء والفضلاء الصلاة عليها.. ودُفن الجثمان في البقعة الشريفة المنسوبة إلى الإمام زين العابدين (ع). ومن هناك نقلت إلى المشهد المقدس الرضوي لتدفن تحت قدمي إمام الأنام حضرة الإمام الرضا (ع) طبقاً لوصيته، في المنزل الذي كان بتصرفه أيام إقامته في مشهد).

53

قلب الأسد
08-03-2011, 01:18 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
http://www.annabaa.org/nba46/images/aalam.jpg
( علم الهدى) الشريف علي بن الحسين المرتضى
نسبه
السيد المرتضى أبو القاسم علي بن السيد أبى احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام الملقب (ذا المجدين علم الهدى) رضي الله عنه، كان شريف العراق والمجتهد على الإطلاق ومرجع فضلاء الآفاق، وقد نهل من علمه علماء الأمامية من زمانه حتى زماننا، كان ركنا للعلم ومعلماً للعلماء، وكتب كتباً كثيرة، وقد إمتدح علماء العامة بأجمعهم السيد المرتضى وقالوا عنه بأنه أعلم الناس بالعربية، ووصف النسابة العمري بيت آبائه بأنه أجل بيت بني الإمام موسى الكاظم…. وقال عنه صاحب جامع الأصول بأنه مجدد مذهب الإمامية في مطلع القرن الرابع الهجري.
ولد في شهر رجب سنة 355هـ.
دراسته وعلومه
قرأ هو وأخوه الرضي على ابن نباتة صاحب الخطى، وهما طفلان، ثم قرأ كلاهما على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن النعمان قدس سره، ويروى أن المفيد كان قد رأى في منامه أن فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم محمد(ص)، دخلت عليه وهو في مسجد بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين (ع)، صغيرين، فسلمتهما إليه، وقالت: علمهما الفقه، فانتبه الشيخ وتعجب من ذلك. فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه في المسجد ذاته فاطمة بنت الناصر، وحولها جواريها وبين يديها إبناها علي المرتضى ومحمد الرّضي صغيرين، فقام إليها وسلم عليها، فقالت له أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ وقص عليها المنام، وتولى تعليمهما وأنعم الله عليهما، وفتح الله لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقيّ الدهر.
عن الصفدي إنه قال في كتابه الوافي بالوافيات: كان السيد المرتضى فاضلاً ماهراً اديباً متكلماً. وعن السيوطي في الطبقات عن ياقوت عن أبى القاسم الطوسي أن المرتضى توحد في علوم كثيرة مجمع على فضله مثل الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر ومعانيه واللغة وغير ذلك وله تصانيف، وعن السيد علي خان الشيرازي في كتاب الدرجات الرفيعة أنه قال كان أبوه النقيب أبو احمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه وأما والدة الشريف فهي فاطمة بنت الحسين بن احمد بن الحسن الناصر الأصم وهو أبو محمد الحسين بن علي بن عمر الاشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام وهي أم أخيه أبى الحسن الرضي رضي الله عنهما، وكان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلاً وعلماً وكلاماً وحديثاً وشعراً وخطابة وجاهاً وكرماً إلى غير ذلك قال العلامة في الخلاصة والشيخ الطوسي في الفهرست في حقه على ما حكي عنهما: متوحد في علوم كثيرة مجمع على فضله متقدم في علوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر واللغة وغير ذلك وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت وقال الشيخ الطوسي في حقه أيضاً أكثر زمانه ادباً وفضلاً متكلم فقيه جامع للعلوم كلها مد الله في عمره. وعن الشيخ أبي جعفر محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل الغساني الحمصي. أنه قال قد كان شيخنا عز الدين أحمد بن مقبل يقول لو حلف إنسان أن السيد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لكان محقاً.
كان رحمه الله أعرف الناس بالكتاب والسنة ووجوه التأويل في الآيات والروايات، فانه لما سد باب العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب والأخبار المتواترة والمحفوفة بقرائن العلم، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث وإحاطة بأصول الأصحاب، ومهارة في علم التفسير وطريق استخراج المسائل من الكتاب، والعامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك.
وأما مصنفات السيد قدس سره فكلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمثال من كتب من تقدمه من علمائنا العظماء، وقد ذكر أكثرها في (فهرسته) ـ المعروف الذي أجاز ما فيه من الكتب والرسائل وأجوبة المسائل لتلميذه الشيخ الفقيه محمد بن محمد البصراوي، وله غير ما في (الفهرست) أشياء أخرى ذكر جملة منها الشيخ، والنجاشي، والسروي.
قال الدكتور عبد الرزاق محي الدين:
(كان مما انتهيت إليه فــــي تقديـــر المرتضى في ثقافته الأدبية أنه كان في طليعة المفسرين للقرآن الكريم بالرأي(1) من الشيعة فقد كان غالبهم مفسرين بالأثر من قبل ذلك، وأنه كان من سابقيهم دعوة إلى فتح باب الاجتهاد في الفقه وأسبقهم تأليفاً في الفقه المقارن، وأنه كان واضع الأسس لأصول الفقه لديهم، ومجلى الفروق بينها وبين أصول العقائد لدى الشيعة، وأنه في علم الحديث كان أول من نادى الشيعة برفض شطر كبير من الحديث وبخاصة ما كان من خبر الآحاد فيها، وكان لعمله هذا فضل كبير في تمحيص أحاديث أهل البيت وفحصها وأنه في علم الكلام كان قرن القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة وشيخهم الذي إليه انتهت زعامتهم في القديم والحديث، وأنه في جماع ذاك كان يعتبر مجدد المذهب الشيعي الإمامي وباعثه في القرن الرابع الهجري.
ولقد رأيت في (المرتضى أديباً ناقداً يعتبر في طليعة الناقدين، وأديباً ناشراً يعد من خير الأدباء المترسلين، وأديباً شاعراً، يسلك به في الشعراء الآليين الذين يملكون المادة الصالحة والآلة المرهفة، ولا يملكون القدرة على الانتفاع بهما من أجل تحويلها إلى بضاعة تدخل سوق الأدب فتصيب حظاً بالغاً من تقدير ورواج.
شعره
شعره في غاية الجودة وحكي عن جامع ديوانه أنه قال سمعت بعض شيوخنا يقول ليس لشعر المرتضى عيب إلا كون الرضي أخاه فانه إذا أفرد بشعر له كان أشعر أهل عصره ومن شعره قوله:
وطرقنني وهناً بأجـــواز الربا 00 وطروقهن على النوى تخييل
في ليلة وافى بها متمنـــــــــع 00 ودنت بعيـــــدات وجاد بخيل
يا ليت زائرنا بغاصمة الدجى 00 لم يأت إلا والصبـــاح رسول
فقليله وضح الضحى مستكثـر 00 وكثيره غلس الظلام قليــــــل
وقوله أيضاً:
تجاف من الأعداء بقيا فربما 00 كفيت فلم تجرح بناب ولا ظفر
ولا تبر منهم كل عود تخافــه 00 فإن الاعادي ينبتون من الدهـر
وقوله:
بيني وبين عواذلــــي في 00 الحب أطراف الرماح
أنا خارجي في الهوى 00 لا حكـــــــــم الا للمــــلاح
وقوله:
وقد علم المغرور بالدهر أنـــــــه 00 وراء سرور المرء في الدهر غمه
وما المرء إلا نهب يوم وليلـــــة 00 تخب به شهب الفناء ودهمـــــــــه
وكان بعيداً عن منازعة الـــردى 00 فألقته في كف المنية أمــــــــــــــه
ألا إن خير الزاد ما سد فاقــــــة 00 وخير تلادي الذي لا أجمــــــــــــه
وإن الطوى بالعز أحسن بالفتى 00 إذا كان من كسب المذلة طعمــــــه
وقوله:
إذا كان أدنى العيش ليس بحاصل 00 لذي اللب في الدنيا بغير متاعــــــب
فكيف بأعلى العيش في عالم البقا 00 لذي الجهل مع تقصيره في المطالب
وقوله:
يا خليلي من ذؤابــــــة قيس 00 في التصابي رياضـة الأخلاق
عللاني بذكرهم تطربــــــاني و 00 اسقياني دمعي بكأس دهاق
وخذا النوم من جفوني فإني 00 قد خلعت الكرى على العشاق
وقوله:
ولما تفرقنا كما شاءت النوى 00 تبيّن ود خالـــــــــص وتــودد
كأني وقد سـار الخليط عشية 00 أخو جثــــة ممــــا أقوم وأقعد
وقوله في مرثية أخيه السيد الرضي:
يا للرجال لفجعة جذمـــت يدي 00 ووددت لـــــو ذهبت علي برأسي
ما زلت أحذر وردها حتى أتت 00 فحسوتها في بعض ما أنا حاسي
ومطلتها ضمناً فلما صممــــت 00 لم يثنها مطلي وطول مكــــــاسي
لله عمرك من قصير طاهــــــر 00 ولرب عمر طال بالادنــــــــــــاس
وقوله:
ومنذ عرفت الحزم ثم ادرعته 00 لباساً جميلاً ما تراني أهزل
ولا غزل لي بالحسان شمائـلاً 00 فعما قليل ينــــــــدم المتغزل
ولا عذل يحتل لسمعي لأننــي 00 تناءيت عما حل فيه المعذل
مؤلفاته

1 .الشافي في الإمامة مطبوع
2. الذخيرة في الكلام
3. جمل العلم والعمل في الفقه
4. تقريب الوصول
5. دليل الموحدين
6. الرد على يحيى بن عدي
7. الرد على يحيى بن عدي ثانياً
8. طبيعة الإسلام
9. تنزيه الأنبياء والأئمة مطبوع
10. المقنع في الغيبة
11. الصرفة في الاعجاز
12. أقوال المنجمين
13. أنواع الاعراب
14. الحدود والحقائق
15. الذريعة في الأصول
16. مسائل الخلافة
17. المسائل المفردة
18. شرح الرسالة في الاعجاز
19. الأمالي ويسمى الغرر والدرر مطبوع
20. شرح القصيدة المذهبة مطبوع في مصر
21. شرح الخطبة الشقشقية
22. الشيب والشباب مطبوع
23. الطيف والخيال
24. تتبع أبن جني
25. المرموق في الروق
26. النقض على يحيى بن عيسى
27. النصرة لأهل الرؤية
28. المسائل الناصرية مطبوع
29. فنون القرآن
30. تفسير الحمد والبقرة
31. تفسير قل تعالوا أتل
32. تفسير ليس على الذين آمنوا
33. تحقيق علمه تعالى
34. دليل الخطاب
35. تحقيق التأكيد
36. الفقه المكي
37. تحقيق المتعة
38. الانتصار فيما انفردت الإمامية مطبوع
39. المصباح
40. الوعيد
41. مسألة في أصول الدين
42. المسائل الطرابلسية الأولى
43. والثانية
44. الثالثة
45. الرابعة
46. والخامسة
47. المسائل الموصلية الأولى
48. الثانية
49. الثالثة
50. المسائل الصيداوية الأولى
51. الثانية
52. الثالثة
53. المسائل التبانية الأولى
54. الثانية
55. الثالثة
56. المسائل المحمديات الأولى
57. الثانية والثالثة
58. المسائل الحلبية الأولى والثانية
59. المسائل المصرية الأولى
60. الثانية
61. المسائل الجرجانية
62. المسائل الديلمية
63. المسائل الطوسية
64. المسائل الرسية
65. المسائل السلارية
66. المسائل الدمشقية
67. المسائل الواسطية
68. المسائل الرازية
69. الكلام على من تعلق بقوله تعالى لقد كرمنا
70. مسألة في التوبة
71. مسألة قتل السلطان
72. الخلاف في أصول الفقه
73. شرح مسائل الخلاف
74. ديوان شعر يُزيد على عشرين ألف بيت
75. المسائل المفردة في أصول الفقه
76. مسائل مفردة في نحو مائة مسألة في فنون شتى
77. مسألة كبيرة في إبطال القول بالعول
78. وله تفسير سورة (هل أتى) رأينا منة نسخة ـ مخطوطة ـ في جبل عامل في 51 صفحة متوسطة في آخرها: كتبه الفقير إلى ربة محمد ابن علي ابن سليمان بن محمد بن علي الشهير بابن نجدة هزيمة ووافق الفراغ في كتابتها فجر الأحد 3 شعبان سنة 1111.
ومن مؤلفاته إنقاذ البشر من الجبر والقدر رأينا منه نسخة مخطوطة بالنجف سنة 1352.
ونسب إليه كتاب عيون المعجزات مع أنه من مؤلفات الشيخ الخليل حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد وقد صرح في مواضع بأنه مؤلفه كما نسب إليه كتاب الخصائص مع أنه للرضي وأعجب من ذلك قول ابن الاثير الجزري نهج البلاغة هل هو جمعه أو جمع أخيه الرضي وأعجب منه ما عن الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد من التصريح بأن نهج البلاغة تأليف المرتضى.
منزلته وكراماته
نقل من خط السيد العالم صفي الدين محمد بن محمد الموسوي بالمشهد الكاظمي المقدس في سبب تسمية السيد المرتضى بـ(علم الهدى) أنه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد في سنة 420، فرأى في منامه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبى طالب… يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال الوزير: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ فقال عليه السلام: علي بن الحسين الموسوي، فكتب إليه الوزير بذلك، فقال المرتضى: الله الله في أمري فإن قبولي لهذا اللقب شفاعة عليّ، فقال الوزير: والله ما كتبت إليك إلا بما لقبك به جدك أمير المؤمنين، فعلم الخليفة القادر بذلك، فكتب إلى المرتضى: يا علي تقبل ما لقبك به جدك، فقبل واسمع الناس.
اشتهر السيد علم الهدى على السنة العلماء أن العامة في زمن الخلفاء لما رؤوا تشتت المذاهب في الفروع، واختلال الآراء، وتفرق الأهواء بحيث لم يمكن ضبطها، فقد كان لكل واحد من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم إلى عصر هؤلاء المخالفين، مذهب برأسه، ومعتقد بنفسه، في المسائل الشرعية الفرعية، والأحكام الدينية العلمية، والتجأوا إلى تقليلها وأحظروا في تحليلها، فأجمعوا على بعض المذاهب وذلك بعينه على نهج تفرق أقوال النصارى، وطبق تشتت دين هؤلاء الحيارى، بعد غيبة نبيهم عيسى…. وبالجملة لما اضطربت الأمة وازدحمت العامة أيضاً اتفقت كلمة رؤسائهم وعقيدة عقلائهم على أن يأخذوا من أصحاب كل مذهب خطيراً من المال، ويلتمسوا الألف ألف دراهم ودنانير من ارباب الآراء في ذلك المقال. فالحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية لوفور رعدتهم وبهور عدتهم جاؤوا بما طلبوه، فقرروه على عقايدهم الباطلة، وألقوهم في آرائهم العاطلة، وكلفوا الشيعة المعروفة في ذلك بالجعفرية، لمجيء ذلك المال الذي أرادوا منهم،ولما لم يكن لهم كثرة مال توافوا في الاعطاء، ولم يمكنهم ذلك، وكان ذلك في عصر السيد المرتضى رحمه الله وهو قد كان رأسهم ورئيسهم.
وقد بذل رحمه الله كمال جهده في تحصيل ذلك المال، وجمعه من الطائفة المحققة، فلقلة ذات أيديهم أو لعلة ما سبق من مقادير الله تعالى، فيهم ما تيسر لهم جمعه ولا بذله لأولئك الفئة الملاعين، حتى أن السيد رحمه الله قد كلف عصبة الشيعة بأن يجيئوا بنصف ما طلبوه، ويعطي النصف الآخر من خاصة ماله، فما أمكن الشيعة هذا العطاء، ولا وفقوا لذلك الآراء، فلذلك لم يدخلوا مذهب الشيعة والخاصة في تلك المذاهب، واجمعوا على صحة خصوص الأربعة وبطلان غيرها، فآل أمر الشيعة إلى ما آل في العمل بقول الآل السادة الانجاب، والعامة قد جوزوا الاجتهاد في المذهب، ولم يجوزوا الاجتهاد عن المذهب، حتى انهم لم يجوزوا تلفيق أقوال هؤلاء الأربعة وشددوا في ذلك الباب.
وفاته
توفي الشريف المرتضى لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436هـ، وصلى عليه إبنه أبو جعفر محمد، في الكاظمية ودفن أولاً في داره، ثم نقل إلى جوار جده الحسين…، ودفن في مشهده، المقدس مع أبيه وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة، وهي في المحل المعروف بـ(إبراهيم المجاب) وكان إبراهيم هذا هو جد المرتضى وابن الإمام موسى بن جعفر…. وصاحب أبى السرايا الذي ملك اليمن.
ونقل صاحب مجالس المؤمنين عن بعض الأعلام أنه ذكر في ذيل ترجمة السيد المرتضى، إنه خلف بعد وفاته ثمانين ألف مجلداً من مقروءاته ومحفوظاته ومن الأموال والأملاك. وصنف كتاباً يقال له (الثمانين)، وخلف من كل شيء ثمانين ثمانين وعمره ثمانون سنة وثمانية أشهر، فمن أجل ذلك سمّي الثمانين. ويقول السيد العلامة المتقدم ذكره بعد نقل كلام صاحب المجالس قلت: هو في جمعه بين الدنيا والآخرة مصداق قول جده الإمام جعفر الصادق…: وقد يجمعهما الله تعالى لأقوام.

56

قلب الأسد
12-03-2011, 11:40 AM
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc4/188020_147774450272_328664_n.jpg

الخطيب الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي الكربلائي.

بذكرى مولد الصديقة الزهراء (عليها السلام) في الخامس عشر من شهر جمادي الأولى في عام 1327 هـ ولد الشيخ عبد الزهرة الكعبي في كربلاء المقدسة، وبذكرى وفاتها في الخامس عشر من شهر جمادي الأولى أيضاً عام 1394 هـ الموافق 6/6 /1973 وفد على ربه آمناً مطمئناً، وبين الولادة والوفاة مسيرة أمدها سبعاً وستين عاماً حافلة بالعطاء والعظمة وكأن الإرادة الإلهية شاءت أن تنطلق هذه المسيرة المظفرة مع الزهراء وولائها حتى أصبح عبد الزهراء اسماً على مسمى وكأن فيه قول القائل:

يا قوم قلبي عند زهراء *** يقصده السامع والرائي

لا تــدعني إلا بيا عبدها *** فإنـــــه أشرف اسمائي

نسبته وأسرته

هو أبو علي الشيخ عبد الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي ينتسب إلى قبيلة بني كعب المنتهية إلى كعب بن لؤي بن وائل، وقد نزحت أسرته من المشخاب واستوطنت كربلاء.

دراسته وخطابته

تعلم مبادئ القراءة والكتابة بالطرق التقليدية عند الكتّاب وحفظ القرآن كله في سن مبكرة عند الشيخ محمد السراّج في الصحن الحسيني الشريف، ثم تلقى علومه الدينية في حوزة كربلاء على أفاضل الأساتذة وطلائع العلماء، فقد أخذ أوليّات العلوم على العلاّمة الشيخ علي الرمّاحي، ثم درس الفقه وأصوله على يد العلاّمة الشيخ محمد الخطيب، وتتلمذ في المنطق على الشيخ جعفر الرشتي، وفي علم العروض على الشيخ عبد الحسين الحويزي، ثم أصبح هو من أساتذة الحوزة النابهين يلقي دروسه في الفقه الإسلامي واللغة العربية على مجموعة من طلبة العلوم الدينية.

أما خطابته فقد تلقاها عن خطيب كربلاء الشهير الشيخ محسن أبو الحب، والخطيب المؤلف الشيخ محمد مهدي المازندراني ومارس عمله بإتقان وإخلاص حتى أصبح من أبرز الخطباء العراقيين ومن أساتذة المنبر المبرّزين، وقد تخرج عليه جيل من خطباء المنبر الحسيني كان في طليعتهم الخطيب الشهير الشيخ عبد الحميد المهاجر والشيخ ضياء الزبيدي والشيخ علي حيدر والشيخ أحمد معرفة وغيرهم من الجيل المعاصر وذكر أحد تلامذته أن أكثر من خمسين خطيباً تأثروا بأسلوبه وطريقته في الخطابة، وكان يحرص على إعداد جيل من الخطباء متسلّح بثقافة دينية صحيحة وكان ينفق جل وقته في توجيه وتربية الخطباء الناشئين ويغدق عليهم بسخاء من مكارم أخلاقه وما يحتاجونه من خبرة منبرية واسعة.

كان شيخنا المترجم له خطيباً مربياً مخلصاً في خدمته لسيد الشهداء، ثنيت له وسادة المنبر الحسيني في كربلاء، ثم دعي خطيباً لإحياء المواسم الحسينية في كل من الكويت والبحرين والإحساء والقطيف ولبنان وغيرها، وذاع صيته الأرجاء بقراءة المقتل الحسيني الشهير.

الكعبي والأدبي العربي

يتبادر إلى الذهن عندما يذكر الشيخ الكعبي (مقتل الحسين)، وخطابة المنبر إلا أن للشيخ الخطيب باع طويل في الأدب العربي بقسميه الفصيح والدارج، فقد ذكر المرجاني في كتابه خطباء المنبر أن له ديوان شعر تحت عنوان: (دموع الأسى) لا يزال مخطوطاً في مكتبته بكربلاء، ولا يعلم إذا اعتراه التلف أو الضياع في ظل الظروف الراهنة، ومن نماذج شعره قال مؤرخاً مسجداً في كربلاء:

ذا مسجد قد جددت بنـــــــاءه *** أكارم أهــــــــل عـــــلا وســــــؤدد

سعى به عبد الأمير ذو العلى *** من قد سما بالـــعز هــــام الفرقـــد

وشاطرته في البنــاء عصبـة *** ترجو بذاك الفوز يــــــوم الموعـــد

يا داخلاً فيه اذكر الله هـــدى *** وبعــــــده صلّـــــي علـــى محـــــمد

واستغفر الله وأرّخ قـــــــائلاً *** شــادوا على التقوى أساس المسجد

ويقول في مدح الإمام الصادق (عليه السلام):

لأبي الكاظم الإمـــــام أيــادٍ *** ســــــابقات تعــمّ كل البرية

أظهر الله فيه شـــرعة طه *** بعد إخفائها فعــادت بهــــية

رويت عنـــه للأنــام علوم *** هي كانت من قبل ذاك خفية

فحفظنا تلك العلوم ومن ذا *** قد عرفنا بالفرقة الجـعفرية



ويقول في قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

خليفة طه في الــــــبرية حيــــدرُ *** وليس سواه في الأنام أميرُ

إذا امتار أهل الأرض كيلاً فإنني *** ســوى حبهِ تاللهِ لستُ اميرُ

وقد نشرت له مجموعة من المقالات في مجلة صوت المبلغين الكربلائية، وله مكتبة ضخمة تربو على العشرة آلاف كتاب، وليس له تأليف مطبوع سوى المقتل.

المحطة الأخيرة

في ليلة الجمعة بكربلاء سكت صوت الكعبي فجأة، ذلك الصوت الذي كان للتو يجلجل ناعياً أم الأئمة بمجلس عزائها، وتعطلت تلك الحنجرة الخارقة التي تصدح بحزن في مصاب سيد الشهداء (عليه السلام) لنصف قرن من الزمن، وتوقف ذلك القلب الطيب العطوف، واطفأت تلك الروح المتوثبة، وخمدت تلك الشعلة الحسينية المتوهجة.

لقد هجمت عليه المنية، وباغته ريب المنون، بعد أن حضر مجلس الفاتحة لأحد معارفه، وارتقى المنبر يؤبن الزهراء (عليها السلام) بذكرى وفاتها، وبعد فراغه أحس بدوار واضطراب نفسي شديد نقل على أثره إلى المستشفى الحسيني، وبعد إسعافه عادوا به إلى داره في حي الحسين، وهناك صعدت روحه إلى بارئها، ولفظ نفسه الأخير، والتحق بركب الحسين (عليه السلام) مع الشهداء والصديقين.

وفي صبيحة الحدث الجلل والخسارة الفادحة هبت كربلاء عن بكرة أبيها، وزحفت الجماهير من كل حدب وصوب لتشيع خطيبها المعظّم، فحملت نعشه على الرؤوس ورفعت جنازته على الأكف، وكان يوماً مشهوداً ضجت به الناس ضجّة واحدة، وحنّت حنّة ثاكلة تشيعه الدموع الساخنة، والزفرات اللاهبة، وأصوات تسجيلاته تخترق الأفق نعياً وحزناً حتى أنزلوه في مثواه الأخير في مقبرة كربلاء فإلى روح وريحان وجنة نعيم، وسلام عليكم أبا علي وعلى روحك الطيب وجسدك الطاهر، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزاً عظيماً.

قلب الأسد
17-03-2011, 01:47 PM
http://www.al-shia.org/html/ara/galery/imgs/5292.jpg
الشيخ محمد جواد البلاغي ( قدس سره )
( 1282 هـ - 1352 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد جواد بن الشيخ حسن بن الشيخ طالب البلاغي ، وينتهي نسب آل البلاغي إلى قبيلة ربيعة ، إحدى قبائل الحجاز .

ولادته :
ولد الشيخ البلاغي في رجب 1282 هـ بمدينة النجف الأشرف .
دراسته :
سافر إلى مدينة الكاظمية المقدّسة ، وبدأ دراسته الحوزوية ، وبعد إنهاء مرحلة المقدّمات عاد إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته ، وفي عام 1326 هـ سافر إلى مدينة سامرّاء المقدّسة للحضور في دروس الشيخ محمّد تقي الشيرازي ، وبقي هناك حوالي عشر سنوات ، ثم سافر إلى مدينة الكاظمية وبقي فيها سنتين .
وفي عام 1338 هـ عاد إلى مدينة النجف الأشرف ، واتّجه نحو التأليف ، والكتابة ، والتصنيف ، والرد على الشبهات ، حتّى آخر لحظة من عمره الشريف .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي .
3ـ الشيخ محمّد حسن المامقاني .
4ـ الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
5ـ الشيخ محمّد طه نجف .
6ـ الشيخ رضا الهمداني .
7ـ السيّد حسن الصدر .
8ـ السيّد محمّد الهندي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ نجم الدين جعفر العسكري الطهراني .
2ـ السيّد محمّد رضا الطباطبائي التبريزي .
3ـ الشيخ محمّد رضا آل فرج الله النجفي .
3ـ السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني .
4ـ السيّد حسين الخادمي الأصفهاني .
5ـ السيّد محمّد صادق بحر العلوم .
6ـ الشيخ علي محمّد البروجردي .
7ـ الشيخ محمّد أمين زين الدين .
8ـ السيّد صدر الدين الجزائري .
9ـ الشيخ محمّد علي الأُردبادي .
10ـ الشيخ محمّد رضا الطبسي .
11ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ استثماره للفرص : قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( انتهزوا فرص الخير فإنّها تمرُّ مرَّ السحاب ) .
لقد وظَّف الشيخ البلاغي هذا القول توظيفاً عملياً دقيقاً ، فقد كان مستفيداً من أوقاته كافّة ، لا يضيعها في الأُمور التي لا طائل فيها ، لهذا نجده ومنذ المراحل الأُولى لدراسته قد اتّجه نحو التأليف والتصنيف ، وظلَّ مستمراً على ذلك حتّى نهاية عمره .
2ـ ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) : كان قلبه ممتلئاً ولاءً وحبّاً لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وفي زمانه انتشرت بعض الشبهات التي كانت تسعى إلى التقليل من شأن الذين يهتمّون بإقامة مراسم عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وفي سبيل الحد من انتشار تلك الشبهات بين الناس وإثبات بطلانها ، أخذ يشترك بنفسه في مواكب عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ويقوم بأداء تلك المراسم وبكل فخر واعتزاز .
وعندما أقدمت الفرقة الوهابية المنحرفة على تخريب قبور أئمّة البقيع ( عليهم السلام ) ، قام بإصدار كتاب ردَّ فيه على أفكار ومعتقدات هذه الفرقة الضالّة ، ونظم قصيدة شعرية بيَّن فيها استنكاره لهذا العمل المشين .
3ـ تواضعه : ينقل عنه أنّه كان يذهب بنفسه لشراء ما يحتاجه من الأسواق ، ثمّ يعود حاملاً حاجاته إلى بيته ، وكان يردّد الحديث النبوي الشريف : ( صَاحِب الشيء أحقُّ بِحَملِه ) ، وكان مصداقاً لوصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما قال : ( إِذا تفقَّه الرفيع تواضع ، ومن تواضع عَظَّمَه الله سبحانه ورَفَعه ) .
4ـ طلبه للحق والحقيقة : قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( فِي لُزوم الحَقِّ تَكون السعادة ) ، كان الشيخ البلاغي واضعاً نصب عينيه هذا القول الشريف ، لهذا نجده يتقبّل كل الانتقادات المنصفة والبنَّاءة برحابة صدر .
5ـ إحاطته بمقتضيات عصره : صَمَّمَ على تعلُّم اللغة الفارسية والإنجليزية والعبرية ، وقد أتقنها في وقت قياسي ، ويقال أنّه تمكَّن من ترجمة بعض كتبه إلى تلك اللغات ، وقال عنه السيّد المرعشي : لقد شاهدته ولمرَّاتٍ عديدة يقرأ التوراة بالعبرية ، وبمنتهى الطلاقة .
6ـ إخلاصه : نقل عنه أنّه كان يقول : إنّ مقصدي من التأليف هو الدفاع عن الحق والحقيقة ، وصولاً إلى رضاء الله سبحانه وتعالى ، فلا ضير إن لم يُكتَب اسمي على غلاف الكتاب ، أو يكتب اسم شخص آخر غيري ، وهكذا كان مصداقاً عمليّاً لقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( ثَمَرة العلم إخلاص العمل ) .
ومن ميزاته الأُخرى مراعاته للآداب ، وعلمه بوظائفه الشرعية ، ودفاعه عن الدين ، ومناصرته للحق ، وكان صبوراً في ممارسته العمل الدؤوب ، مبتكراً في أساليب طرحه للفكر الإسلامي .
مواقفه الجهادية :
عندما تمَّ احتلال العراق في الحرب العالمية الأُولى من قبل الإنجليز ، هَبَّ علماء الشيعة للجهاد ضد هذا الاحتلال ، بقيادة الشيخ الشيرازي الكبير ، وكان شيخنا البلاغي من جملة العلماء الذين كانوا في الصفوف الأُولى للمجاهدين ضد ذلك الاحتلال ، ولم يهدأ له بال حتّى شُكِّلت الدولة العراقية المؤقّتة المستقلّة ، وكان ذلك في سنة 1337 هـ .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( كان عالماً فاضلاً ، أديباً شاعراً ، حسن العشرة ، سخي النفس ، صرف عمره في طلب العلم ، وفي التأليف والتصنيف ، وصنّف عدّة تصانيف في الردود ... ) .
2ـ قال عمر كحالة في معجم المؤلّفين : ( فقيه ، متكلّم ، أديب ، شاعر ) .
3ـ قال خير الله الزركلي في الأعلام : ( باحث في الأديان ، من فقهاء الإمامية ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ العقود المفصّلة في المسائل المشكلة .
2ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن .
3ـ الهدى إلى دين المصطفى .
4ـ أجوبة المسائل البغدادية .
5ـ رسالة نسمات الهدى .
6ـ الرد على الوهّابية .
7ـ أعاجيب الأكاذيب .
8ـ الرحلة المدرسية .
9ـ التوحيد والتثليث .
10ـ رسالة في البداء .
11ـ رسالة التوحيد .
12ـ نصائح الهدى .
13ـ البلاغ المبين .
14ـ أنوار الهدى .
وفاته :
توفّي الشيخ البلاغي ( قدس سره ) في الثاني والعشرين من شعبان 1352 هـ ، ودفن في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف .





60

قلب الأسد
23-03-2011, 12:18 PM
http://www.alsadrain.com/sader2/pic/01.jpg
السيد محمد صادق الصدر

ولد السيد الشهيد محمد محمّد صادق الصدر في (17 ربيع الاول عام 1362 هـ الموافق 23 / 3 / 1943م في مدينة النجف الاشرف).
اما نسبه فيرجع «الى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في سلسلة نسبية قليلة النظير في صحتها ووضوحها وتواترها، فهو محمد ابن السيد محمد صادق ابن السيد محمد مهدي ابن السيد اسماعيل (الذي سميت اسرة الصدر بأسمه) ابن السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح بن محمد بن ابراهيم شرف الدين (جد أسرة آل شرف الدين) ابن زين العابدين ابن السيد نور الدين علي ابن السيد علي نور الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن علي بن محمد بن تاج الدين أبي الحسن بن محمد شمس الدين بن عبد الله بن جلال الدين بن احمد بن حمزة الاصغر بن سعد الله بن حمزة الاكبر بن أبي السعادات محمد بن ابي محمد عبد الله (نقيب الطالبيين في بغداد) بن أبي الحرث محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي طاهر بن ابي الحسن محمد المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن ابراهيم المرتضى ابن الإمام أبي ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام».
نشأ سماحته في اسرة علمية معروفة بالتقوى والعلم والفضل، ضمّت مجموعة من فطاحل العلماء منهم جده لامه آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره) ومنهم والده الحجة السيد محمد صادق الصدر (قدس سره) الذي كان آية في التقوى والتواضع والزهد والورع، واذا كان احد يوصف بانه قليل النظير في ذلك فان الوصف ينطبق تماماً على المرحوم السيد محمد صادق الصدر (قدس سره).
ذكر احد المقربين من السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) ان المرحوم الحجة السيد محمد صادق الصدر شكا له ولده السيد محمداً الصدر لا من عقوق ولا جفاء ولا قصور او تقصير بل من كثرة عبادته وسهره في الدعاء والبكاء حتى اوشك على اتلاف نفسه فما كان من السيد محمد باقر الصدر إلاّ ان بعث اليه وطلب منه الاعتدال في العبادة فاستجاب له لانه كان مطيعاً لاستاذه محباً له لا يعصيه ولا يخالفه.
ومن سماته وخصاله: خُلقه الرفيع المبرّأ من كل رياء او تصنع ويكفيك ان تعايشه دقائق لتعرف ذلك فيه واضحاً جلياً يغنيك العيان عن البرهان.
تخرج السيد محمد محمد صادق الصدر من «كلية الفقه في النجف الاشرف في دورتها الاولى عام 1964».
وكان من المتفوقين في دروسه الحوزوية كما تؤكد روايات زملائه من تلاميذ ابن عمه الشهيد آية الله محمد باقر الصدر الذي تزوج ثلاثة من أولاد الصدر الثاني وهم مصطفى ومقتدى ومؤمل من بناته.
وبغض النظر عن مراحل دراسته التي تخطاها بتفوق وجدارة يكفي ان نشير الى أن سماحته يعتبر من ابرز طلاب السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) ومقرري ابحاثه الفقهية والاصولية.
ومن المعروف ان مدرسة السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) تعتبر ارقى مدرسة علمية في المعرفة الفقهية والاصولية عمقاً وشمولا ودقة وابداعاً. ويعتبر سماحته علماً من اعلام تلك المدرسة المتفوقة والمتميزة.
وقد درس (قدس سره) جملة من العلوم والمعارف الدينية عند مجموعة من الاساتذة نذكر اهمهم على نحو الاجمال:
1 - الفلسفة الالهية، درسها عند المرحوم الحجة محمد رضا المظفر صاحب كتاب اصول الفقه والمنطق.
2 - الاصول والفقه المقارن، على يد الحجة السيد محمد تقي الحكيم.
3 - الكفاية درسها عن السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه).
4 - المكاسب درسها عند استاذين الاول محمد باقر الصدر والثاني الملا صدر البادكوبي.
5 - ابحاث الخارج وهي اعلى مستوى دراسي حوزوي حضر عند عدد من الاساتذة الفطاحل وهم:
الإمام السيد محسن الحكيم
آية الله السيد محمد باقر الصدر
الإمام السيد الخميني
آية الله السيد الخوئي
رضي الله عنهم اجمعين، فنال على ايدي هؤلاء مرتبة الاجتهاد والفتوى التي اهلته للمرجعية العليا.
باشر بتدريس الفقه الاستدلالي (الخارج) اول مرة عام 1978، وكانت مادة البحث من (المختصر النافع) للمحقق العلامة الحلي. وبعد فترة باشر ثانية بالقاء ابحاثه العالية في الفقه والاصول (ابحاث الخارج) عام 1990 واستمر متخذاً من مسجد الرأس الملاصق للصحن الحيدري الشريف مدرسة وحصناً روحياً لانه اقرب بقعة من جسد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).
عطاء فكري ثري
تأثر الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) بافكار اساتذته من العلماء والمراجع اذ أن مجرد معرفة عدد من اسماء هؤلاء الاساتذة ستساعد في توضيح الملامح الفكرية لشخصيته، فهو درس لدى الإمام الخميني (قدس سره) والشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر وآية الله السيد الخوئي، وآخرين، إلاّ انه اذا تجاوزنا المشترك الفقهي لهؤلاء الثلاثة، يمكن القول انه استلهم الفكر الثوري من تجربة ودروس الإمام الخميني (قده)، واستلهم همّ المشروع التغييري في العراق من تجربة ودروس ونظريات آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي يعد أكبر مفكر اسلامي في العصر الحديث، ولذا يمكن القول، ان السيد محمد محمد صادق الصدر قد وظف بالاضافة الى قدراته الفقهية التقليدية تجربتين في تجربته، التجربة الخمينية، والتجربة الصدرية الاولى، فهو توجه بكل جهوده الى الجانب الاصلاحي العملي الذي يحقق حضوراً تغييرياً في وسط الامة، وانجز أول تجربة عملية تغييرية يقودها فقيه في بلد مثل العراق بحركة إنتاج فقهي، عملي ايضاً، أي بمعنى فقه يواكب حركة الحياة، بتطوراتها، ومستجداتها، وتحدياتها، وآفاقها المستقبلية، اذ انه أراد أن يربط الفقه بالواقع وأن يبعث فيه روح التجديد، وبهذا الاستنتاج يمكن القول إن السيد محمد محمد صادق الصدر كان فقيهاً عملياً واقعياً معاصراً ثورياً، قد لا يتطابق في ثوريته مع الإمام الخميني، وقد لا يُصنف في انتاجه الفكري مع الفكر الصدري الاول، إلاّ انه ضمن الظروف التي عاشها استطاع أن يقترب من الاثنين وأن يوظّف منهجهما المرجعي وأن يتأثر بتجربتهما، وأن يصوغ ملامح تجربته الخاصة. ومرةً اخرى لابد من التأكيد بان قيمة هذه التجربة تنبع من كونها عراقية، بكل استثناءات العراق المعروفة، المتعلقة بالسلطة والجو السياسي، والامة، وموقع الحوزة.
ومهما يكن من أمر فان الصدر الثاني ترك وراءه عدداً مهماً من المؤلفات التي قد تساعد في فهم ملامح مشروعه العام.
مؤلفاته :
1 - نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان
2 - فلسفة الحج في الإسلام
3 - اشعة من عقائد الإسلام
4 - القانون الإسلامي وجوده، صعوباته، منهجه
:5 - موسوعة الإمام المهدي، صدر منها
أ - تاريخ الغيبة الصغرى
ب - تاريخ الغيبة الكبرى
ج - تاريخ ما بعد الظهور
د - اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني
6 - ما وراء الفقه (موسوعة فقهية)، وهو عشرة أجزاء
7 - فقه الأخلاق
8 - فقه الفضاء.
9 - فقه الموضوعات الحديثة.
10 - حديث حول الكذب.
11 - بحث حول الرجعة.
12 - كلمة في البداء.
13 - الصراط القويم.
14 - منهج الصالحين (وهي رسالة عملية موسعة اشتملت على المسائل المستحدثة).
15 - مناسك الحج.
16 - كتاب الصلاة.
17 - كتاب الصوم.
18 - أضواء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
19 - منّة المنان في الدفاع عن القرآن (قد يصل إلى خمسين مجلداً).
20 - منهج الاصول.
21 - التنجيم والسحر.
22 - مسائل في حرمة الغناء.
مخطوطاته :
رغم ما امتاز به السيد الصدر (قدس سره) من كتبه المطبوعة إلاّ انه لا تزال هناك جملة من كتبه المخطوطة تنتظر الطبع، منها:
1الجزء السادس من موسوعة الإمام المهدي بعنوان هل إن المهدي طويل العمر
بحث الخارجي الاستدلالي الفقهي حوالي 8 أجزاء2
دورة في علم الاصول على يد المحقق السيد الخوئي.
4 - بين يدي القرآن.
5 - دورة في علم الاصول على يد السيد أبي جعفر.
6 - مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي.
7 - المعجزة في المفهوم الإسلامي.
8 - مبحث في المكاسب.
9 -( مجموعة أشعار الحياة (ديوان شعر
10 - اللمعة في أحكام صلاة الجمعة.
11 - الكتاب الحبيب إلى مختصر مغني اللبيب.
12 - بحث حول الشيطان.
13 - تعليقه على رسالة السيد الخوئي.
14 - تعليقة على كتاب المهدي لصدر الدين الصدر.
15 - سلسلة خطب الجمعة.
16 - فقه الكيمياء.
17 - وصيته.
18 - أجزاء باقي كتاب منهج الأصول.
19 - شرح كتاب الكفاية.
ومن خلال قائمة المؤلفات هذه تتضح بعض اهتمامات الشهيد الصدر الثاني بالفقه المعاصر وان كل مؤلف من هذه المؤلفات شكل قضية من القضايا وحاجة من الحاجات الملحة للكتابة فيها.
:اجازته في الرواية
له اجازات من عدة مشايخ في الرواية اعلاها من: آية الله حسن الطهراني المعروف بـ (اغا بزرك الطهراني) صاحب الذريعة عن اعلى مشايخه وهو الميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل، ومنهم والده الحجة آية الله السيد محمد صادق الصدر وخاله آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين وابن عمه آية الله الحاج اغا حسين خادم الشريعة وآية الله السيد عبد الرزاق المقرم الموسوي (صاحب كتاب مقتل الإمام الحسين عليه السلام) وآية الله السيد حسن الخرسان الموسوي وآية الله السيد عبد الاعلى السبزواري والدكتور حسين علي محفوظ وغيرهم.
:الاعتقالات التي تعرض لها
قام نظام صدام باعتقال السيد محمّد محمد صادق الصدر عدة مرات ومنها:
1 - عام 1972 قام النظام باعتقال السيد محمّد محمد صادق الصدر مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق.
2 - عام 1974 قام النظام باعتقال السيد محمّد محمد صادق الصدر في مديرية امن النجف وعندما احتج على سوء معاملة السجناء نقل الى مديرية امن الديوانية والتي كانت اشد ايذاء للمؤمنين من بقية مديريات الامن وقد بقي رهن الاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي عدة اسابيع.
3 - عام 1998 قام النظام باستدعاء السيد محمد الصدر والتحقيق معه عدة مرات.
4 - عام 1999 قام النظام بالتحقيق مع السيد الصدر مرات عديدة وتهديده قبل اغتياله.
مشروعه التغييري
:اربع مفارقات
ملف الصدر الثاني، من اكثر الملّفات الإسلامية في تاريخ العراق المعاصر إثارة ومفارقات، فالشهيد محمد محمد صادق الصدر (رض) لم يكن أحد من الذين عايشوه قبل تصديه للمرجعية، يتوقع ان ينهض بهذا الدور الضخم والمهم والخطير في مرحلة من أكثر مراحل المسار السياسي العراقي حساسيةً وتعقيداً، إذ بدا عليه قبل هذا التصدّي للمرجعية التواضع والزهد والمثابرة والبحث والجد في دراسته والتأثر بالثورة الحسينية.
المفارقة الثانية هي أن «الشائع» عن شخصية الشهيد محمد محمد صادق الصدر أنها شخصية «بسيطة» حتى ان البعض لا يريد ان يصدق حتى بعد استشهاده، انه استطاع ان ينجز هذا التحوّل الكبير في المسار الإسلامي في العراق، وهو تحوّل أثبت الكثير من الذكاء والبراعة والإبداع.
المفارقة الثالثة وتتعلّق بزمن مشروعه التغييري، فهو زمن لا يكاد يستوعب ضخامة هذا المشروع وأبعادِه ومفرداته ومجالاته، بضع سنوات استطاع فيها الشهيد محمد محمد صادق الصدر انجاز ما لا يمكن انجازه ربما في عقود.
المفارقة الرابعة ترتبط بالمكان الذي تحرك فيه هذا المشروع، وهو العراق المحكوم الى أعتى دكتاتورية في العالم والى قيود سياسية هائلة، والى تجارب سياسية، لا يمكن ان تشجع أحداً على ان يُفكّر بالقدرة على «تحييد» السلطة، ومن ثمّ الإنطلاق برحلة تأسيسية متسارعة لعمل اسلامي كان قبل سنوات يستفزّ هذه السلطة في أبسط مظاهره.
:خطة متسلسلة
اثار مشروع الشهيد الصدر الثاني (رض) جدلا حاداً في الواقع الإسلامي الداخلي في العراق غير انه جدل إيجابي في محصلته النهائية، ورغم معرفة الشهيد (رض) بما سيثيره مشروعه من جدل أو خلاف إلاّ انه اجتهد ان يفجر قضية الاصلاح للواقع الإسلامي وفق خطة اولية متسلسلة.. وهنا نشير إلى النقاط التالية:
أولا: انه قدّم نموذجاً جديداً لتعاطي الفقيه مع السلطة، وهو نموذج يجد له مصاديق في تاريخ اشكالية العلاقة بين الفقيه الشيعي والسلطة. إلاّ ان الجديد فيه كما اشرنا في «المفارقات» هو سلطة صدام حسين بكل خصوصياتها الدموية، وامكانية «تحييدها» لفترة، وانتزاع بعض الادوات من يدها، والدخول معها في معادلة صراع علنية، معادلة، هي بحاجة إلى قراءة دقيقة للمتغيرات التي مرّت بها السلطة، والمؤثرات الخارجية عليها، ومن ثمّ تثمير هذه المتغيرات والمؤثرات لصالح الشروع باصلاح ذاتي من جهة، وبناء اسلامي جديد من جهة ثانية.
لقد خاض الصدر الثاني هذه المعادلة والتقط كل الفرص الداخلية والخارجية لكي يكون طرفاً قوياً فيها، وهذا ما لم يُفكّر فيه فقيه أو مرجع في العراق. ولذلك فهو تحمّل ما سيقال عنه كثمن لذلك. ولو ان ما يقال سيكون قاسياً ومريراً، فهو ازاء من كان يقول عنه بانه «فقيه السلطة» او «مرجع السلطة» مارس خطاباً لا ينفكُ يوضّح، ويحاول أن يحيّد خصومه.
ثانياً: ولقد انطلق هذا المشروع، اول ما انطلق نحو بناء قاعدة شعبية متفاعلة، وجاء هذا البناء متصاعداً عبر خطوات تحرّك كبرى باتجاه الوسط الإجتماعي والعشائري، تطلّبت الخروج على «المألوف» المرجعي أو على «العُرف» المرجعي، وقيام الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر بجولات وزيارات الى العشائر العراقية، والاطلاع على أوضاعها، وبناء علاقات معها ومن ثمّ اخيراً وضع فقه خاص بها اندرج في هذا .السياق
كما تطلّب بناء القاعدة الشعبية، تجاوز خطاب «الفقيه» المكتوب الى خطاب الفقيه المسموع، والى تنشيط الإتصالات مع الناس، والى مواكبة همومهم وشؤونهم والعمل بفقه الواقع أو فقه الحياة بكل ما تلد من جديد مع مرور الزمن، اضافة الى التواجد الميداني معهم، وربط مصير «الفقيه» مع مصيرهم. وبالطبع ان هذا الواقع لم يألفه الشعب العراقي من قبل لذا فانه شكّل وضوحاً له بدور الفقيه، ومن ثمّ تعاطفاً معه.
وقد اثبتت تجربة الصدر الثاني ان الشعب العراقي يختزن الإستجابة للعمل الإسلامي إذ بمجرد ان تحرك السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر باتجاهه، فانه استجاب استجابة واضحة، لا تخلو من الشجاعة، وربما ان هنالك من يقول إن استجابة هذا الشعب انطلقت في جزء منها من وعيه بموقف السلطة التي سمحت للشهيد الصدر الثاني بالتحرك، الأمر الذي ازال جزءاً من المخاوف لديه، ومن ثمّ قرر الالتحاق بهذه التجربة، ولذا فإن الناس الذين ألتحقوا بركب الصدر الثاني لم ينتفضوا كلهم بعد اغتياله.
وربما تكون وجهة النظر هذه «صحيحة» بشكل جزئي ومحدود، واذا قيست التجربة بنتائجها وكلياتها وظروفها واحتياطات السلطة وطبيعتها فإن الامر لا يبدو كذلك، فالجمهور الصدري الثاني كان له رد فعل ولو انه لا «يتناسب» مع ما حصل بحكم الظروف الامنية القاسية التي تقيده، إلاّ انه اختزن وعي هذه التجربة، وسيعبر هذا الوعي عن نفسه ان عاجلا او آجلا في صناعة مستقبل العراق.
ثالثاً: وإذا كان تأسيس القاعدة الشعبية، شكّل محوراً أساسياً من محاور المشروع التغييري للشهيد محمد محمد صادق الصدر، فإن المحور الثاني كان محوراً إصلاحياً للوضع الإسلامي الداخلي، أي لوضع الحوزة، وكل ما يتعلق بشؤونها، بدءاً بمواصفات المرجع التي حددها الصدر الثاني وما اسماه التفريق بين المرجعية الناطقة والمرجعية الصامتة ومروراً باجهزتها الوكلائية والتبليغية والمالية وانتهاءً بمناهجها ومستواها .المعرفي، ومواكبتها لحركة العصر وحاجاته ومتطلباته
رابعاً: وكان المحور الآخر الذي شكّل معلماً من معالم مشروع الصدر الثاني التغييري يتمثل بالعلاقة بين الحوزة والأمة، واكتشاف الآليات والاساليب والطرق الكفيلة بايجاد علاقة من نوع آخر بينهما، وكانت صلاة الجمعة أكبر آلية تواصلية بين الفقيه والمجتمع وبين الحوزة والأُمّة، إذ لم يعمل بهذه الآلية من قبل، إلاّ بشكل محدود، ولوعي الشهيد الصدر الثاني باهميتها فانه أعطاها أهمية استثنائية، وأوصى بضرورة أو .وجوب مواصلتها حتى بعد موته
خامساً: استطاع الشهيد محمد محمد صادق الصدر ان ينجز كل ذلك عبر منظومة مفاهيمية مغايرة، وان يؤسس شبكة من المفاهيم الخاصة، مفاهيم دينية اجتماعية، ومفاهيم حول شؤون القيادة ومفاهيم حول الشؤون الثقافية والسياسية الاخرى شكّلت بمجملها نسيجاً معرفياً متجانساً، ميّزه عن سواه من الفقهاء، وحدّد ملامح مشروعه وتجربته، فلقد جاء هذا النسيج المعرفي بشيء من الفرادة والخصوصية والابتكار، فهو تجاوز المشتركات والثوابت من خلال استيعابها، وابرز معالم قراءته الخاصة لتعاليم الإسلام التي تنتمي للاجتهاد البشري، او الفهم البشري للدين والرسالة السماوية، ولذا فهو لم ينتم بعد استشهاده إلى تاريخ «الفقهاء التقليديين» بل انه انتمى إلى تاريخ الفقهاء الثوريين المبدعين المطورين المجدّدين، وأضاف الى .تراكمهم المعرفي تجربة جديدة لها فرادتها في كثير من الأمور والمسائل .
إن المنظومة المفاهيمية للشهيد الصدر الثاني لم تكن منظومة عشوائية مبعثرة وانما هناك «قصدية» واضحة في انتقاء اي مفهوم وعلاقته بالآخر، ومن ثمّ الخروج بمسمّيات ومصطلحات للتجربة وبالتالي فانها منظومة مفاهيمية تشكل مشروعاً تغييرياً له محاوره ومعالمه ومرتكزاته الخاصة حتى وان لم يُسمِّ الصدر الثاني هذا المشروع ومحاوره ومرتكزاته ومعالمه.
سادساً: وما بدا على هذا المشروع انه جاء في جزئه العملي والنظري الأكبر، إكمالا أو ترجمة لطموح الشهيد الصدر الأول (محمد باقر) الذي بقي حبيساً في صدره ولم تسمح له الظروف، لا ظروف الصراع مع السلطة، ولا ظروف المؤسسة الدينية الشيعية الداخلية، ولا ظروف الوعي المجتمعي، ان يتصدّى له، اذ على رغم المغايرة الواضحة في امور عديدة فكرية وغير فكرية بين الصدرين الأول والثاني، ورغم احتفاظ تجربة الصدر الثاني ببعض الخصوصيات الميدانية، إلاّ ان التجربة بشكل عام جاءت وكأنها صدى لاماني الصدر الأول في اصلاح الحوزة وفي وجوبية توجهها نحو المجتمع وفي ابراز الوجه السياسي لحركة .الإسلام
وفيما قضى الصدر الأول معظم حياته في بحوث فكرية متطوّرة بغية ارساء جذور وأساس المدرسة الإسلامية بكل أبعادها الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية وبدأ بدايات في تطوير المناهج الحوزوية، واعلن خطاباً نظرياً لا يخلو من النقد لواقع هذه الحوزة وتحرك سياسياً تحت ثقل الظروف الخارجية التي ربما تكون ساعدت على دفعه على تسريع الجانب السياسي العملي من مشروعه، جاء دور الصدر الثاني من شقين شكّلا الافراز العلوي الذي غيّب في مشروع الصدر الأول، الشق المتعلّق بدور الفقيه العملي الميداني الاجتماعي الإسلامي المندك في الامة، والمرتبط معها بعد ان اكتشف آليات واساليب تعبئتها، والشق الثاني الذي يواكب حركة التجديد الفقهي بما يتناسب مع المستجدات والتطورات.
وهكذا بدا المشروعان متغايرين في ادوارهما تبعاً لاختلاف الظروف والقدرات الذاتية، وفي نفس الوقت كمّلا بعضهما البعض، في صيرورة تصاعدية تكاملية جميلة، قائمة على تواصل معرفي في حياتهما قبل الاستشهاد، وعلى رابطة دم، شاء الله ان يجعلها هكذا، ولو انها فسّرت من البعض تفسيراً ثأرياً من الصدر .الثاني لدماء الصدر الأول
سابعاً: ان الدور العملي الميداني الاجتماعي التجديدي للفقيه الصدر الثاني الذي ميّز مشروعه التغييري لم يأتِ كما أشرنا إلاّ وفق خطة تحرك عليها هذا المشروع، خطة لمرتكزات وآليات وأوليات، بدأت بـ «تحييد» السلطة، ومن ثمّ مرتكز ايجاد قاعدة شعبية ومرتكز اصلاحي داخلي للواقع الإسلامي وواقع الحوزة ومرتكز تأسيس منظومة مفاهيمية متجانسة ومتكاملة مثلّث خصوصية التجربة الصدرية الثانية، وكل تلك المرتكزات كانت ممزوجة بواقع سياسي يشكل افرازاً علوياً لهذا المشروع التغييري إلاّ ان صدام حسين قطع الطريق على تجسيد هذا الإفراز العلوي (المشروع السياسي)، مثلما قطع الطريق على تجسيد الإفراز العلوي الذي .مثّله فيما بعد مشروع الصدر الثاني على الصدر الاول
ان «قانون» الموت والقتل والإغتيال الذي عمل به صدام حسين لعرقلة حركة المشروع الإسلامي العام في .العراق، لم يحل رغم بشاعته دون تنامي هذا المشروع، وتراكم صيرورته المتصاعدة
تاسعاً: ان التجربة الصدرية الثانية في العراق مثلت صورة تصاعدية من صور حركة «الإسلام السياسي» في المسيرة الإسلامية العامة في العالم الإسلامي وفي العالم اجمع، وبقدر ما عكست هذه الصورة، وهذا المشروع الصدري الثاني من خصوصية نابعة من الظروف والجغرافيا والإبداع الذاتي الفقهي الثوري، فإنها عكست من خلال الأداء العام لهذا المشروع وأدبياته، تواصلا مع الحركة الإسلامية العالمية بكل صورها .ومظاهرها الأخرى
عاشراً: ان هذا المنهج التوحيدي الذي اقتضاه المشروع التغييري الصدري الثاني، يمكن فهم الخطاب الذي تأسس عليه بتوصيف آخر غير توصيف الخطاب «المتوتر» وهو توصيف الخطاب «النقدي» للواقع القائم، اذ ان أي مشروع لا يمكن أن ينهض ويتأسس ما لم ينقد الوضع القائم، ويطرح بدائله، وان الصدر الثاني مارس نقداً شمولياً وجوهرياً، فهو نقد شمل اكبر عدد من الظواهر الخاطئة بإثارتها ومناقشتها متجاوزاً مقولات «الحساسية»، لا سيما فيما يتعلق بالواقع الإسلامي في العراق، كظواهر «النذور» والى اين ستنتهي، وظاهرة «السدنة»، وظاهرة «تقبيل الايدي» والظواهر المرتبطة باخراج الدين عن مضمونه الحقيقي، فضلا عن الظواهر الاجتماعية السيئة، وحتى قضية ادارة العتبات المقدسة، ونقد هذه الادارة .بوضعها القائم
حادي عشر: حجم المعاناة والصبر والتحمّل والاصرار للشهيد محمد محمد صادق الصدر من أجل إنجاز هذا المشروع التغييري الاصلاحي الجذري، الذي أسسه ورعاه، ورسم ملامحه من خلال خطوط عامة ومحاور ومرتكزات وضّحها هذا البحث بشكل توثيقي، مشروع ختمه باستشهاد «مرجعي» لا ينتمي الى تاريخ الاستشهاد المتعارف، إنما يأتي حصيلة لثقافة حسينية ونبض عرفاني ينتمي الى عرفان «الواقع» وليس .<<الى عرفان «الانعزال والخرافة
وقرار استشهادي واضح واع، أكّدته الروايات المنقولة عنه، وأكّده السلوك الذي مارسه، وأكّده الكفن الذي لفّه واقفاً في صلاة الجمعة، قبل ان يلفّه في قبره الذي وضع فيه، بلا تشييع وبطريقة سرية، تحت جنح الظلام، حاضناً ولديه «مصطفى» عن اليمين و«مؤمل» عن الشمال، كما دفن الشهيد الصدر الأول، مع اخته الصدرية «بنت الهدى»، قرار استشهادي أكده السيد محمد محمد صادق الصدر، بالسلوك والأكفان .والروايات الخاصة والخطاب العلني أمام الامة عندما تحدّث أكثر من مرة عن احتمال قتله
:وقائع ما قبل الاغتيال
ان الصدر الثاني بالتأكيد تحول إلى رمز يقود ظاهرة اسلامية مليونية، إلاّ ان رموز العراق لا تبرز على صفحات الإعلام العربي إلاّ بعد التصفية والقتل على يد نظام صدام حسين الذي مهد لاغتيال الصدر الثاني عبر تحركات واحتياطات كبيرة، كشفت عنها صحيفة (القبس) الكويتية نقلا عن مصادر عراقية حيث في ضوء تلك التوجيهات «وضعت كافة قوات الحرس الجمهوري في حالة استعداد قصوى تحت غطاء مشروع تدريبي اعطي الاسم الرمزي «الفارس الذهبي» يستخدم فيه العتاد الحقيقي وصممت الفرضيات طبقاً لحصول تهديدات جوية وتدخل قوات محمولة جواً، تستهدف احتلال اهداف حساسة داخل العراق لاثارة الاضطراب.
كما تضمّن المشروع الممارسة على تنفيذ التنقلات الاستراتيجية تحت ظل التهديد الجوي وفي ظروف استيلاء مفارز من القوات الخاصة المعادية للسيطرة على مفارق الطرق المهمة والنقاط الحرجة كالجسور .والمناطق التي تتعذر فيها الحركة خارج الطرق
.كما تم نقل بعض ألوية الحرس الجمهوري من المنطقة الشمالية إلى منطقة الفرات الاوسط
وكان لقرار فصل محافظة المثنى عن قيادة منطقة الفرات الأوسط بقيادة (محمد حمزة الزبيدي) والحاقها بمنطقة العمليات الجنوبية بقيادة (علي حسن المجيد) صلة بالتدبير لعملية الاغتيال وذلك لتخفيف العبء عن .قيادة الفرات الأوسط التي تقود محافظات بابل وواسط والقادسية والنجف وكربلاء والمثنى
وفي ليلة تنفيذ عملية الاغتيال الخميس الجمعة كانت قوات فرقة حمورابي حرس جمهوري في منطقة الصويرة (قرب واسط) وفرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري في كربلاء، فضلا عن الألوية التي نقلت من المنطقة الشمالية في حالة انتشار قتالي الامر الذي مهّد للسيطرة المبكرة على الوضع كأحد أساليب الردع .المسبق
وبالاضافة إلى هذا الإستباق الامني الاحتياطي الذي جاء قبل تنفيذ الاغتيال، فإن هنالك انواعاً من التصعيد في المواجهة بين الصدر الثاني والسلطة، كانت كلها تُنذر بوقوع الجريمة، ففي شهر رمضان الذي سبق الاغتيال حاولت السلطة ان تتدخل في مسار صلاة الجمعة في الكثير من المدن العراقية، والتي يقيمها وكلاء :الصدر في هذه المدن فهي
**** حاولت ان تبتز هؤلاء الوكلاء من خلال الطلب المتكرر منهم بالدعاء لحاكم بغداد ولم يكن هذا الطلب جديداً، بل ان السلطة ساومت به قبل أكثر من سنة، إلاّ انها لم تصل إلى نتيجة، وقررت ان تستخدم لهذا الطلب ورقة ضغط من أجل تصعيد المواجهة.
**** وعندما فشلت في انتزاع الدعاء لصدام حسين بما يسيء إلى هذه الظاهرة ويحاول ان يصورها على انها ظاهرة السلطة، لكن دون جدوى، بعد هذا الفشل راحت تلجأ إلى أسلوبها التهديدي المعروف من اجل ايقاف هذه الصلاة التي اصرّ الشهيد الصدر الثاني على اقامتها واوصى بذلك حتى بعد استشهاده، بعدما اصر على رفض الدعاء لصدام بهذه الصلاة مهما كان الثمن.
**** وفي سياق هذا التهديد حاولت السلطة ان تفرض ائمة جمعة تابعين لوزارة الاوقاف التي تديرها، إلاّ ان كل محاولاتها في هذا الاطار فشلت هي الأخرى لان الناس رفضوا الصلاة وراء عملاء السلطة هؤلاء.
**** وتطورت المواجهة بعد ذلك إلى صدامات سبقت اغتيال الشهيد الصدر الثاني في عدد من مدن العراق، منها الناصرية، سقط فيها عدد من الشهداء، واعتقلت السلطة عدداً من وكلاء السيد الشهيد الصدر الثاني.
**** وواصلت السلطة تحرشاتها عندما قامت «بعملية انزال على مسجد الكوفة الذي له اثر تاريخي اجتماعي كبير في نفوس عامّة المسلمين وبذريعة المناورة العسكرية قامت قوات الامن ورجالات السلطة والجيش الشعبي بفتح الابواب الرئيسية بالقوة، وكانت هنالك قوة عسكرية متحصنة داخل المسجد، واعتبرت العملية استفزاراً لمشاعر المصلين والمؤمنين بشكل عام، وتأتي انتهاكاً لحرمة أماكن العبادة، كما اعتاد النظام على ."هذه الممارسات لنشر الإرهاب والخوف
**** ولم توقف كل هذه الإجراءات الشهيد محمّد محمد صادق الصدر عن الإستمرار في المواجهة، والمطالبة العلنية من على منبر صلاة الجمعة باطلاق سراح وكلائه المعتقلين من خلال هتافات امر جمهور المصلين .بترديدها
ويذكر ان السيد الشهيد محمد محمّد صادق الصدر عمل على ترسيخ الوعي الإسلامي لدى جمهور المصلين من خلال أسلوب الشعار، وتحويل المطالب والمقولات المهمة إلى شعارات يرددها ويأمر الجمهور بترديدها في سياق خاطبه الذي اتسم بالوضوح، ولعل هذه الظاهرة هي الأولى من نوعها في العراق حيث لم يعتد الشارع العراقي على ان يردد الفقيه الشعار بنفسه مع الجمهور، وبالتأكيد ان الشعار له فلسفته الخاصة في .صناعة الوعي
**** وفي ظل رفض الصدر الثاني ووكلائه المتكرّر لطلبات السلطة في الدعاء لحاكم بغداد، وفي سياق تصاعد وتيرة المواجهة، ضاعفت السلطة من طلباتها «واقدم (حمزة الزبيدي) ونيابة عن صدام على مطالبة الإمام الصدر قبل يومين من عملية الإغتيال بفتوى لـ (تحرير الكعبة) واخرى لتأييد دعوة صدام الشعوب العربية للاطاحة بحكّامها، وثالثة تتعلق باغتيال الشهيدين البروجردي والغروي، ورابعة لاعلان الجهاد بما يتوافق ."وسياسات صدام"
**** بالإضافة الى رفض الدعاء وطلبات «إصدار الفتاوى» تلك فان الصراع مع السلطة على طول خط ما قبل وقوع جريمة الإغتيال استبطن رفضاً صدرياً لأمور عديدة تحقق رغبة السلطة «إذ لم يكن اغتيال الصدر مفاجئاً، وسبقته سلسلة من الاحداث والمواجهات الساخنة منذ شهر عاشوراء وشهر شعبان وشهر رمضان الماضي، حيث طلبت السلطات منه منع المسيرة السنوية التي يقوم بها عشرات الآلاف من المشاة من مختلف مدن العراق متوجهين إلى كربلاء، لكنه أصدر أمراً إلى الناس بالتوجه إلى المدينة، وذلك خرقاً للمنع الذي كان النظام العراقي أصدره بالشكل الذي لا يضر بالدولة ولا يمت إلى سياستها وكيانها بأية .صلة»
**** بعد ذلك اتصل صدام حسين بالصدر تليفونياً وطلب منه منع التحرك فرفض فصدر امر بوضعه في الإقامة الجبرية واعتقل وكلاؤه في المدن العراقية، حتى خرق الصدر امر الإقامة الإجبارية مع ولديه مصطفى .ومؤمل
وواقع الحال ان المواجهة في أشكالها السرية والعلنية بدأت بشكل حاد بين الشهيد الصدر الثاني والسلطة مُنذ الأسابيع الاولى لاقامة صلاة الجمعة وحتى اغتياله. وقد برزت مؤشرات واضحة قبل ان يشرع المرجع الصدر بصلاة الجمعة، «فقرر النظام العمل على تحجيم مرجعية الصدر الشهيد بكل الوسائل فسحب منه حق التأييد لطلبة الحوزة العلمية لغير العراقيين في النجف الأشرف للحصول على الإقامـة، كما حاول الإيحاء للعامة ان الشهيـد محمد محمّد الصـدر هو مرجع السلطة للتقليل من شأنه، لان اعلان مثل هذا الامـر يثير حساسية الناس ونفورهم، ومارس ضغوطاً شتى على وكلائـه وزوّاره، وقام بنشر عيونه وجلاوزته حول منزلـه ومجالس دروسـه، ولما لم تنفع مثل هذه الأساليب حاول التقرب اليـه وتقديم كل ما يطلبه مقابل مدح الطاغيـة أو النظام، أو على الاقل تحاشي كل ما من شأنه ان يفهم من قبل الناس بأنـه حديث ضـد السلطة، ولما فشل في ذلك ايضاً اتخذ قراره قبل اكثر من ثلاثة اشهر باغتياله، حيث اصـدر حزب السلطة تعميماً إلى اعضائه يتضمن اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للمرحلة القادمة التي ربما ستشهد حالة اضطرابات ومواجهات حسب ما جاء في التعميم بدعوى ان هنالك معلومات تفيد ان مجموعة من المخربين ستقوم باغتيال المرجع محمد الصدر (رض) وستدّعي ان النظام من فعل هذا الأمر!! .ويومها بدأت استعدادات النظام
:الجريمة
كان من «عادة السيد(رحمه الله) ان يقيم مجلس التعزية في (البرانية) يوم الجمعة، ليلة السبت وينتهي المجلس في الساعـة 5،8 ليلا، وبعدها يخرج سماحته إلى بيته مع ولديه، حيث يوصلانه إلى هناك ويعودان إلى داريهما. وفي الليلة التي استشهد فيها خرج السيد على عادته مع ولديه بلا حماية ولا حاشيـة نظراً لان المسافـة إلى البيت كانت قريبـة، وفيما كانوا يقطعون الطريق إلى بداية منطقة (الحنانة) في احدى ضواحي النجف القريبة وعند الساحة المعـروفة بـ (ساحة ثورة العشرين) جاءت سيارة اميريكة الصنع (اولدزموبيل) ونزل منها مجموعـة من عناصر السلطة وبأيديهم اسلحة رشاشة وفتحوا النار على سيارة السيد، فقتل اولاده على الفور، وبقي سماحته على قيد الحياة لكنه نقل إلى المستشفى مصاباً برأسه ورجليه، وبقي قرابة الساعة بالمستشفى ثمّ قضى نحبه شهيداً. وبعد استشهاده حضر جمع من مسؤولي السلطة إلى المستشفى، وذهب آخرون إلى بيته ولم يسمحوا بتجمهر المعزّين أو الراغبين بتشييع جنازته، ولذا قام ولدا السيد الشهيد بتشييعه ليلا ومعهم ثمانية رجال وبعض النساء، حيث .( تم دفنه في المقبرة الجديدة في وادي (الغري
ردود الافعال على جريمة الاغتيال
:ردود الافعال الداخلية
حفر الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر حضوراً عميقاً في قلوب العراقيين وضمائرهم، وتحوّل هذا الحضور إلى حب ورابطة قلّما تجسّدت بين الشعب العراقي وبين فقيه من الفقهاء، ولا يمكن حصر مظاهر وتجليات هذا الحب في سلوكية الناس قبل وبعد اغتيال الصدر الثاني، فبعض هذه المظاهر والتجليات كانت تعكسها صور ودرجات التفاعل معه المعلنة من خلال خطب الجمعة.
فبعد اغتيال الشهيد محمّد محمد صادق الصدر اندلعت من جامع المحسن في مدينة الثورة تظاهرات صاخبة اغلقت الشوارع الرئيسية للمدينة من جهة قناة الجيش وساحة المظفر والحبيبية وحي جميلة، ورفعت شعارات ضد صدام حسين وندّدت باغتيال الصدر، وقذفت جداريات صدام بالوحل، وهرعت قوات فدائيي صدام يقودها قصي صدام الذي اتخذ موقع قيادة له في نقطة قريبة من قناة الجيش ليوجّه عملية قمع الانتفاضة بنفسه، واكد شهود عيان توجه 12 دبابة وعدد من المدرعات والسيارات التي تحمل الدوشكات الاحادية والثنائية نحو المدينة واخمدت الانتفاضة في اليوم الأول لها بعد سقوط ما يقرب من 50 قتيلا وجرح 200 آخرين فيما سقط 17 قتيلا في صفوف الجيش، وكذلك اندلعت مظاهرات ومواجهات في مدينة الناصرية، ولعل هذا يفسر اصطحاب وزارة اعلام بغداد عدداً من مراسلي الصحف إلى بعض اجزاء مدينتي الثورة ."والناصرية بعد انتهاء المواجهات
اما مدينة النجف الاشرف فقد حدثت فيها صدامات محدودة بعد حادث الاغتيال حيث كانت مطوقة بالدبابات والاسلحة الثقيلة بشكل لم يحصل من قبل اطلاقاً كما ان دوريات السلطة كانت تملأ الازقة والشوارع التي .كانت شبه خالية من الناس
ويتفق الجميع على ان هذه الاحتجاجات والصدامات والاضطرابات قد حصلت في عدة مدن من العراق في رد .فعل غاضب على هذه الجريمة
فاللافت ان ردود الفعل، لا سيما العسكرية اخذت سيراً تصاعدياً، ولقد شكّلت عمليات يوم 19 / 3 / 1999 في مدينة البصرة مفاجأة للسلطة وذلك عندما سقطت لعدة ساعات بيد الثوار وتم فيها مقتل محافظ البصرة ومدير الأمن فيها، كما تم في هذه العملية محاكمة اكثر من عشرين عنصراً حزبياً وامنياً، تم اعدامهم على الفور، وان العمليات التي سبقت هذه العملية أظهرت تطوّراً نوعياً في القدرة على الخداع والتمويه واللجوء إلى أساليب تغطية معقّدة إذ ان «سيارات فخمة وحديثة معظمها من نوع شبح مرسيدس اخذت تجوب المدن الرئيسية في العراق، وعندما تقترب من المسؤولين في الحزب أو الدولة، سواء كانوا في سياراتهم أم راجلين فان من في داخل السيارات المذكورة يفتحون النار على المسؤول، وتنطلق السيارة من دون ارتباك إلى واجهتها بعد تنفيذ افرادها المهمة المكلّفين بها، ولقد سجّلت العديد من هذه الحوادث في مدن بغداد والحلة وكركوك والسماوة وتركّزت بشكل كبير في تكريت، بعد ان باتت الاجهزة الامنية شبه عاجزة عن ملاحقة هذه السيارات لعدم تمييزها عن سيارات المسؤولين الكبار، فضلا عن انها سيارات حديثة وسريعة يصعب على المفارز والدوريات ملاحقتها، وقد أطلق المواطنون على هذه السيارات تسمية (سيارات السيد) .نسبة إلى المرجع الشهيد السيد محمد محمّد صادق الصدر
كما ان معلومات من داخل العراق تقول ان الثوار في إحدى هذه العمليات استخدموا الملابس والإشارات التي .يستخدمها فدائيو صدام المجرم
:ردود فعل خارجية
بالاضافة إلى بيانات الإستنكار التي أصدرتها الحركات والاحزاب العراقية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية، فإن المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في ايران وسوريا ولبنان والاردن ودول أوروبية واميركا واستراليا واماكن اخرى من العالم كانت من الشمولية والقوة والتحدي ما أظهر لاول مرة حضوراً عراقياً مؤثراً ومتفاعلا مع ما يحصل داخل العراق، اذ ان ظاهرة الشهيد محمد محمد صادق الصدر لم تمثل املا لعراقيي الداخل وحسب، بل انها مثّلت املا مشحوناً بالجدل للكثير من كوادر وقواعد الحركة الإسلامية خارج العراق، التي اصيب بعضها بالانشقاقات والتعدُّد السلبي
واثر أصدر مكتب ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) بياناً وصف فيه استشهاد آية الله السيد محمد الصدر بأنه ذروة تعذيب وضغوط أعداء الإسلام ضد العلماء والمفكرين المسلمين.
ومما جاء في البيان: تلقينا ببالغ الأسف نبأ استشهاد آية الله السيد محمد الصدر من علماء النجف الأشرف واثنين من أبنائه على أيدي مجرمين.
وقال البيان بأن الحوزات العلمية في النجف الأشرف كانت ومنذ عدة قرون مركزاً للعلم والاجتهاد ونشر المعارف الإسلامية وتعاليم أهل البيت (ع)، مشيراً إلى أن أعداء الإسلام والعلم لم يدخروا وسعاً في هدم هذا الصرح الإسلامي الكبير وجسدوا أعمالهم هذه في نفي وقتل العلماء والمفكرين أمثال الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر والشهيدين الغروي والبروجردي وسائر العلماء البارزين.
وما من شك فلا يمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية من هذه الأحداث، ويجب عليها تقديم الايضاحات .للرأي العام العالمي وخصوصاً للمسلمين
وفي الختام عزى مكتب القائد قائد الثورة الإسلامية وأسرة الشهيد الصدر والمراجع العظام وسائر علماء .البلاد الإسلامية بالحادث الألي
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.

قلب الأسد
26-03-2011, 05:16 PM
http://www.alhodacenter.com/photo/2007/olama/4566.jpg
السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)
(1317 هـ - 1413 هـ)
ولادته و هجرته الى النجف:
ولد الامام الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 هـ الموافق 19/11/1899 م، في مدينة خوي من إقليم آذربيجان، و قد التحق بوالده العلامة المغفور له آية الله السيد علي اكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلي النجف الأشرف، و حيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبرى التي تغذي العالم الإسلامي كله و ترفده بالآلآف من رواد العلم والفضيلة على المذهب الامامي، فقد انضم سماحته و هو ابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد، و بدأ بدراسة علوم العربية و المنطق و الأصول و الفقه و التفسير و الحديث.
منهجه العلمي:
يمتاز سماحة الإمام الخوئي (قده) بمنهج علمي متميز و أسلوب خاص به في البحث و التدريس، ذلك انه كان يطرح في أبحاثه الفقهية و الأصولية العليا موضوعا، و يجمع كل ما قيل من الأدلة حوله، ثم يناقشها دليلا دليلا، و ما أن يوشك الطالب على الوصول إلى قناعة خاصة، حتى يعود الإمام فيقيم الأدلة القطعية المتقنة على قوة بعض من تلك الأدلة و قدرتها على الاستنباط، فيخرج بالنتيجة التي يرتضيها، و قد سلك معه الطالب مسالك بعيدة الغور في الاستدلال و البحث، كما هو شأنه في تأليفاته القيمة، بما يجد المطالع فيها من تسلسل للأفكار و بيان جميل مع الدقة في التحقيق و البحث، و لذا فقد عرف بعلم الأصول و المجدّد.
و لا تقتصر أبحاثه و تحقيقاته على هذين الحقلين في الأصول و الفقه، فهو الفارس المجلّي في علم الرجال أو (الجرح و التعديل) و قد شيّد صرحا علميا قويما لهذا العلم و مدخليته في استنباط المسائل الإسلامية، جمعها في كتابه الشهير ‘‘ معجم رجال الحديث و تفصيل طبيقات الرواة ‘‘ ، كما بذل جهدا كبيرا في التفسير و علوم القرآن و ضعها في مقدمة تفسيره ‘‘ البيان في تفسير القرآن ‘‘، و غيرها من الحقول العلمية.
و لهذا فقد جمع من حوله طيلة فترة تدريسه إعدادا كبيرة من طلبة العلوم الدينية و الأساتذة اللامعين، ينتمون الى بلدان العالم المختلفة ، فكان هناك طلاب من سوريا و لبنان و الإحساء و القطيف و البحرين و الكويت و إيران و الباكستان و الهند و أفغانستان و دول شرق آسيا و افريقيا مضافا الي الطلبة العراقيين، و لم يكتف سماحة الإمام بتغذيتهم علميا و ثقافيا، و رعايتهم روحيا، بل امتد ذلك ليشمل تغطية نفقاتهم المعيشية من الحقوق الشرعية التي كانت تصل إليه، و هكذا فقد أسس سماحته مدرسة فكرية خاصة به ذات معالم واضحة في علوم الفقه و التفسير و الفلسفة الاسلامية و البلاغة و أصول الفقه و الحديث.
مشايخه:
تتلمذ الإمام الخوئي (قده) على كوكبة من أكابر علماء الفقه و الأصول، و مراجع الدين العظام في بحوث الخارج، و من أشهر أساتذته البارزين:
آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، المتوفى سنة 1339 هـ.
آية الله الشيخ مهدي المازندراني، المتوفى سنفة 1342 هـ.
آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي، 1278-1361 هـ.
آية الله الشيخ محمد حسين الغروي، 1296-1361هـ.
آية الله الشيخ محمد حسين النائيني، 1273 – 1355 هـ، الذي كان آخر أساتذته.
كما حضر قدس سره، و لفترات محددة عند كل من:
آية الله السيد حسين البادكوبه أي، 1293 – 1358 هـ ، في الحكمة و الفلسفة.
آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي، 1282 – 1352 هـ ، في علم الكلام و التفسير.
آية الله السيد ميرزا علي آقا القاضي، 1285 – 1366 هـ ، في الأخلاق و السير و السولك و العرفان.
و قد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، و شغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، و لذا لقب بـ ‘‘ أستاذ العلماء و المجتهدين ‘‘.
و له أجازة في الحديث يرويها عن شيخه النائيني عن طريق خاتمة المحديثين النوري، المذكور في آخر كتاب ‘‘ مستدرك الوسائل ‘‘ لكتب الامامية، و أهمها الكافي، و من لا يحضره الفقيه، و التهذيب، و الاستبصار، و وسائل الشيعة، و بحار الأنوار، و الوافي، كما و له إجازة بالرواية عن طرق العامة، عن العلامة الشهير السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي قدس سره، المتوفي سنة 1377.
تلامذته:
لقد تتلمذ بين يدي سماحته عدد كبير من أفاضل العلماء المنتشرين في المراكز و الحوزات العلمية المدينيية الشيعية في أنحاء العالم، و الذين يعدون من أبرز المجتهدين من بعده، و منهم:


















مرجعيته:
تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا و محققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدورس الخارج و تقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، و قلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها و شؤونها ، حتى أصبح زعيمها دون منازع، و مرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الامامية في مختلف بقاع العالم، و طبعت رسائله العملية لبيان الأحكام الشرعية لمقلديه و بعدة لغات، و تلك بفضل نبوغه و تضلعه في مختلف العلوم الإسلامية ، و بلوغه الغاية من التقوى، و ألمعيته في إدارة الحوزات، و اهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا و معيشيا، و في رعايته للمسلمين عموما . فكان (قده) منذ أيامه الأولى يعدّ بحق، زعيمها الواعد، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة، و علما من أعلام الإسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان.
وفاته:
توفّي السيّد الخوئي (قدس سره) في الثامن من صفر 1413 هـ بمدينة النجف الأشرف، ودفن سرّاً بعد منتصف الليل بمسجد الخضراء بجوار حرم الإمام علي (عليه السلام)، حسب أوامر قوّات نظام صدام المجرم.
61 1- آية الله السيد علي البهشتي – العراق. 2- آية الله السيد علي السيستاني – العراق. 3- آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض – العراق. 4- آية الله الشيخ ميرزا علي الفلسفي – إيران . 5- آية الله الشيخ ميرزا جواد التبريزي – إيران. 6- آية الله السيد محمد رضا الخلخالي – العراق. 7- آية الله الشيخ محمد آصف المحسني – أفغانستان. 8- آية الله السيد علي السيد حسين مكي – سوريا. 9- آية الله السيد تقي السيد حسين القمي – ايران. 10- آية الله الشيخ حسين وحيد الخراساني – ايران. 11- آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم – العراق. 12- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا علي الغروي – العراق. 13- آية الله المرحوم السيد محمد الروحاني – إيران. 14- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا يوسف الايرواني – إيران. 15- آية الله المرحوم السيد محي الدين الغريفي – البحرين. 16- آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم – العراق. 17- آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر – العراق. 18- و غيرهم كثير من السادة العلماء و المشايخ كبار و أفاضل الأستاتذة، ممن تتلمذ على الإمام مباشرة أو على تلامذته في جميع الحوزات العلمية الدينية المعروفة.

قلب الأسد
03-04-2011, 01:34 PM
[/URL]

http://illiweb.com/fa/empty.gif (http://lion.forumfrei.com/t132-topic#166)

نتابع على بركة الله
شخصيتنا اليوم معروفة لدى الأغلبية من الجيل الجديد والجيل الأسبق
هو
[U]السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )
http://www.al-shia.org/html/ara/galery/imgs/4447.jpg
الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )
( 1353 هـ - 1400 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
السيّد أبو جعفر ، محمّد باقر بن السيّد حيدر بن السيّد إسماعيل الصدر ، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيّد الصدر في الخامس والعشرين من ذي القعدة 1353 هـ بمدينة الكاظمية المقدّسة .
دراسته : تعلَّم القراءة والكتابة ، وتلقَّى جانباً من الدراسة في مدرسة منتدى النشر الابتدائية بمدينة الكاظمية المقدّسة ، وهو صغير السن ، وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاّب لشدَّة ذكائه ونبوغه المبكّر ، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية من دون أُستاذ ، فبدأ بدراسة كتاب المنطق ، وهو في سن الحادية عشرة من عمره ، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق ، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية .
وفي بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأُصول عند أخيه السيّد إسماعيل الصدر ، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه : إنّ هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأُصول على صاحب المعالم ، وفي عام 1365 هـ سافر السيّد الشهيد إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية .
وبالرغم من أنّ مُدَّة دراسة السيّد الصدر منذ الصبا وحتّى إكمالها لم تتجاوز ( 17 أو 18 ) عاماً ، إلاّ أنَّها من حيث نوعية الدراسة تعدُّ فترة طويلة جدّاً ، لأنّ السيّد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلِّه لتحصيل العلم ، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكّراً وإلى حين ساعة منامه ليلاً يتابع البحث والتفكير ، حتّى عند قيامه وجلوسه ومشيه .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الطباطبائي الحكيم .
2ـ أخوه ، السيّد إسماعيل الصدر .
3ـ الشيخ محمّد رضا آل ياسين .
4ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
تدريسه :
بدأ السيّد الصدر في إلقاء دروسه في البحث ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً ، فقد بدأ بتدريس الدورة الأُولى في علم الأُصول في الثاني عشر من جمادى الثانية 1378 هـ ، وأنهاها في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1391 هـ ، وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى عام 1381 هـ .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي .
2ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم .
3ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم .
4ـ السيّد كاظم الحسيني الحائري .
5ـ الشهيد السيّد محمّد الصدر .
6ـ السيّد عبد الكريم القزويني .
7ـ الشيخ عبد الهادي الفضلي .
8ـ السيّد محمّد باقر المهري .
9ـ السيّد علي أكبر الحائري .
10ـ السيّد عبد العزيز الحكيم .
11ـ الشيخ عيسى أحمد قاسم .
12ـ السيّد علي الأشكوري .
13ـ الشيخ علي الكوراني .
14ـ الشيخ فاضل المالكي .
15ـ السيّد كمال الحيدري .
16ـ السيّد حسين الصدر .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ حبّه وعاطفته : إنّ من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارّة ، والأحاسيس الصادقة ، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأُمّة ، فتراهُ تارةً يَلتقيك بوجه طَليق ، تعلوه ابتسامة تُشعرك بحبٍّ كبير ، وحنان عظيم ، حتّى يحسب الزائر أنّ السيّد لا يحب غيره ، وإن تحدّث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة ، وكان سماحته يقول : إذا كنّا لا نَسَع الناس بأموالنا ، فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا ؟
2ـ زهده : لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا ، لأنّه كان لا يملك شيئاً منها ، أو لأنّه فقد أسباب الرفاهية في حياته ، فصار الزهد خياره القهري ، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه ، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه ، وكأنّه يقول : يا دنيا غُرّي غيري ، فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله .
3ـ عبادته : من الجوانب الرائعة في حياة السيّد هو الجانب العبادي ، ولا يُستغرب إذا قلنا : إنّه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم ، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبّات ، وكانت السِمَة التي تميَّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى ، والإخلاص والخشوع التامَّين ، فقد كان لا يصلّي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلاّ إذا حصل له توجّه وانقطاع كاملين .
4ـ صبره وتسامحه : كان السيّد الصدر أُسوة في الصبر ، والتحمّل ، والعفو عند المقدرة ، فقد كان يتلقّى ما يوجّه إليه بصبر تنوء منه الجبال ، وكان يصفح عمَّن أساء إليه بروح محمَّدية .
أهداف سعى لتحقيقها : نذكر منها ما يلي :
1ـ كان السيّد الصدر يعتقد بأهمّية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة ، تحكم بما أنزل الله عزَّ وجل ، وتعكس كل جوانب الإسلام المشرقة ، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية ، بل وتُثبِت أنّ الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك ، وقد أثبتت كتبه : ( اقتصادنا ) و ( فلسفتنا ) و ( البنك اللاربوي في الإسلام ) ، وغيرها على الصعيد النظري .
2ـ كان يعتقد أنّ قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية ، العارفة بالظروف والأوضاع ، المتحسّسة لهموم الأُمّة وآمالها وطموحاتها ، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم ، وهذا ما سمَّاه السيّد الشهيد بمشروع : المرجعية الصالحة .
3ـ من الأُمور التي كانت موضع اهتمام السيّد الشهيد وضع الحوزة العلمية ، الذي لم يكن يتناسب مع تطوّر الأوضاع في العراق - على الأقل - لا كَمّاً ولا كَيفاً ، وكان أهمّ عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابّة المثقّفة الواعية ، وتطعيم الحوزة بها .
4ـ اهتمَّ السيّد الشهيد بتغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلمية بالشكل الذي تتطلَّبه الأوضاع وحاجات المجتمع ، لأنّ المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة ، ولهذا كانت معظم مُدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب ، ومن هنا فكَّر بإعداد كتب دراسية ، تكفل للطالب تلك الخصائص ، فكتب حلقات ( دروس في علم الأُصول ) .
5ـ أرسل السيّد الصدر العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق لاستيعاب الساحة ، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد ، يختلف عمَّا كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء ، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي :
أوّلاً : حرص على إرسال خِيرَة العلماء والفضلاء ، مِمَّن له خبرة بمتطلَّبات الحياة والمجتمع .
ثانياً : تكفَّل بتغطية نفقات الوكيل المادّية كافّة ، ومنها المعاش والسكن .
ثالثاً : طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تُقدَّم من قبل أهالي المنطقة .
رابعاً : الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأُمور ، ومنها الأُمور المالية ، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصّص للوكيل ، والتي كانت متعارفة سابقاً .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( هو مؤسّس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً ، اتَّسمَت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث ، فكتبه فلسفتنا والأُسس المنطقية للاستقراء والمرسل والرسول والرسالة عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام ، في حين أن اقتصادنا والبنك اللاربوي في الإسلام والإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية عنيت بطرح التصوّر الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر ... مجموعة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير اتَّسم بعبقريَّته وأصالته ) .
2ـ قال الإمام الخميني في برقية تعزيته : ( وذلك تكريماً لهذه الشخصية العلمية ، ولهذا المجاهد الذي كان من مفاخر الحوزات العلمية ، ومن مراجع الدين ومفكّري المسلمين ) .
3ـ قال السيّد كاظم الحسيني الحائري في مباحث الأُصول : ( هو العلم العلاّمة ، مفخرة عصره ، وأعجوبة دهره ، نابغة الزمان ، ومعجزة القرن ، حامي بيضة الدين ، وماحي آثار المفسدين ، فقيه أُصولي ، فيلسوف إسلامي ، كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف الأشرف ، فجّر الثورة الإسلامية في العراق ، وقادها حتّى استشهد ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة .
2ـ بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية .
3ـ بحوث في شرح العروة الوثقى .
4ـ غاية الفكر في علم الأُصول .
5ـ البنك اللاربوي في الإسلام .
6ـ الأُسس المنطقية للاستقراء .
7ـ المعالم الجديدة للأُصول .
8ـ نظرة عامَّة في العبادات .
9ـ دروس في علم الأُصول .
10ـ رسالة في علم المنطق .
11ـ موجز أُصول الدين .
12ـ المدرسة الإسلامية .
13ـ الإسلام يقود الحياة .
14ـ موجز أحكام الحج .
15ـ بحث حول المهدي .
16ـ بحث حول الولاية .
17ـ الفتاوى الواضحة .
18ـ فدك في التاريخ .
19ـ اقتصادنا .
20ـ فلسفتنا .
شهادته :
بعد أن أمضى السيّد الشهيد الصدر ( قدس سره ) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية ، تمَّ اعتقاله في التاسع عشر من جمادى الأُولى 1400 هـ ، وبعد ثلاثة أيّام من الاعتقال الأخير استشهد السيّد الصدر ( قدس سره ) بنحوٍ فجيع ، مع أخته العلوية بنت الهدى .
وفي مساء يوم 23 جمادى الأُولى 1400 هـ ، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً ، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف ، وفي ظلام الليل الدامس تسلَّلت مجموعة من قوَّات الأمن إلى دار السيّد محمّد الصدر ، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة مدينة النجف الأشرف ، فكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن مدينة النجف الأشرف ، فقال له : هذه جنازة الصدر وأخته ، قد تمَّ إعدامهما ، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما ، فأمرَ مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت ، فشاهد السيّد الصدر ( قدس سره ) ، مضرَّجاً بدمائه ، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه ، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى ، وتم دفنهما بمقبرة وادي السلام في مدينة النجف الأشرف .
وبعد انتشار خبر استشهاده عن طريق الإذاعات العالمية أصدر الإمام الخميني ( قدس سره ) حينذاك بياناً تاريخياً ، حيث أعلن فيه عن استشهاد السيّد الصدر ( قدس سره ) وأُخته المظلومة ( رحمها الله ) ، وأعلن فيه الحداد العام لكلّ إيران .



(http://lion.forumfrei.com/t132-topic#top)

ترآنيــم الوفـآء
08-04-2011, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
افا افا افا وين قائدهم ؟! وين الخميني ؟!
نترقب تاريخيه العظييم و المشرف بكل معانيه
دمت بهذا البريق الفعال و هذا التميز الواضح
بوركت جهودك
وفقك الله و سدد خطاك دوماً
دمت في حفظ قائم آل بيت محمد ( صلوات الله و سلامه عليهم )

قلب الأسد
20-04-2011, 11:17 AM
شخصيتنا اليوم معروفة لدى الكثير بالعالم العربي والغربي
على حد سواء
وهو احد ابرز اعلام الشيعة
انه
ابن سينا
http://img5.imageshack.us/img5/5936/ibnsina.gif
ابن سينا
الشيخ الرئيس - ابن سينا - عَلَم جليل من أعلام الإسلام الموسوعيين الذي تنوع فيهم عطاء الله وتعددت في اهتماماته فروع المعرفة والثقافة حتى قيل انه لم يظهر علم من العلوم أو فن من الفنون في عصره إلا وترك فيه مؤلفاً أو رسالة.
هذا العلم قد ترك تراثاً ضخماً ينتهل منه المتخصصون من كل صوب، لذا تزاحم عليه الأطباء والفلاسفة والاقتصاديون وعلماء الاجتماع وعلماء النفس والتربية والأخلاق واللغة كل يجد بغيته ويطفئ غلته.
وفي هذا البحث سأحاول أن ابرز شخصية ابن سينا كتربوي من خلال الآراء والأفكار التربوية التي جاء بها والتي رسمت خطوط سياسته التربوية، أما شرح وتحليل هذه السياسة فإنه يحتاج إلى مؤلف مستقل وجهد اكبر لا يستطيع هذا البحث بصفحاته القليلة أن يفي به.
اسمه و نسبه
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا. ولد في صفر370 هـ (آب 980م) من أسرة فارسية الأصل في قرية (أفْشنة) من أعمال بخارى في ربوع الدولة السامانية(1).
استظهر القرآن وألم بعلم النحو وهو في العاشرة من عمره ثم خاض غمار الرياضيات والطبيعيات والفلسفة وبعد ذلك انكب على درس الطب، ولم يبلغ السابعة عشرة من العمر حتى طبقت شهرته الخافقين. وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكاملها ولا أشتغل في النهار إلا بالمطالعة،وكان إذا أشكلت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى و دعا الله عز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له، اتصل بالأمير نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان واصبح طبيبه الخاص.
عُرف ابن سينا بالقاب كثيرة منها: حجة الحق، شرف الملك، الشيخ الرئيس، الحكيم، الدستور، المعلم الثالث، الوزير.
توفي ابن سينا في همدان في شهر شعبان 428هـ (أيار 1036 م)(2).
مؤلفاته
أما مؤلفاته فخير حصر لها هو كتاب د.يحيى مهدوي، طهران 1954 فنحيل القارئ الذي يطلب البحث المستقصي إلى هذا الكتاب ونجتزئ ها هنا بذكر بعض الكتب الرئيسية من كتبه بالعربية دون الفارسية(3):
- الشفاء في أربعة أقسام المنطق، الرياضي، الطبيعي، الإلهيات.
- النجاة طبع في القاهرة 1331هـ/ 1913 م ط2 1938.
- (الإشارات و التنبيهات) نشره فورجيه في ليون سنه 1892 م.
- (القانون في الطب) طبع أولاً في روما 1593 م ثم في القاهره 1877 م.
- منطق المشرفين طبع في القاهرة 1910 م.
- رسالة في ماهية العشق نشرها ميرن عام 1889 م ثم أحمد آنشن استنبول عام 1953 م.
- (أسباب حدوث الحروف) نشرها الأستاذ خانلري طهران 1333.
مجموعة من الرسائل منها: رسالة في الحدود، رسالة في أقسام العلوم العقلية، رسالة في اثبات النبوات، رسالة حي بن يقظان، رسالة الطير.
آراؤه في التربية
له آراء تربوية في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية أو الفارسية غير أن اكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسماة بـ(كتاب السياسة) وان ابرز ما تميز به المذهب التربوي لابن سينا هو:
1- لم تقتصر التربية السيناوية على مرحلة واحدة وهي دخول الطفل المدرسة بل شملت تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه و انخراطه في الحياة الاجتماعية.
2- لم ترتكز التربية السيناوية على جانب واحد أو بعض جوانب الشخصية الإنسانية لتهمل الجوانب الأخرى بل اهتمت بوحدة الشخصية الإنسانية وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي.
3- تأثرت التربية السيناوية بتعاليم الدين الإسلامي وبخاصة القرآن الكريم والسنة النبوية وكذلك بالفلسفة اليونانية والهلنستية.
4- حرص ابن سينا على تدعيم آرائه بمبررات نفسانية وقد نجح نجاحاً بعيداً في هذا الميدان، مما يحمل على الاعتقاد أن ذلك عائد إلى حد كبير إلى امتهانه مهنة الطب(4).
مرحلة الطفولة الأولى
ذكرنا سابقاً أن التربية السيناوية تميزت بأنها تناولت حياة الإنسان منذ لحظة ولادته فما هي المبادئ والأسس التي خص بها هذه الفترة؟
الاسم الحسن
أكد ابن سينا على ضرورة الاسم الحسن للمولود فهو حق من حقوقه وهو يفرض على الطفل دون اختيار منه، فيجب أن يكون هذا الاسم مقبولاً اجتماعياً واخلاقياً. واهتمام ابن سينا بهذه الناحية جاء من كونه أدرك من خلال عمله كطبيب، الأثر الذي يحدثه الاسم السيء على صاحبه، فهذا الاسم ليس مؤقتاً يتخلص منه الإنسان بعد فترة من الزمن بل هو ملازم للإنسان طوال حياته، فإذا كان هذا الاسم مما يبعث على السخرية والتشاؤم فانه سينعكس على شخصية الطفل طوال حياته فيعيش في حالة لا تخلو من الاضطرابات النفسية التي لا يحمد عقباها(5).
وهو ما أكد عليه الدين الإسلامي فقد حث رسول الله(ص) على الاسم الحسن للمولود. حيث ورد في السيرة أن رسول الله(ص) قد غيّر الكثير من الأسماء إلى الأحسن.
الرضاعة
يقول ابن سينا في كتاب القانون: (يجب أن يرضع الطفل ما أمكن من لبن أمه، فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم) (6).
بهذه العبارة التي اوصى بها ابن سينا بالرضاعة الطبيعية وضرورتها نجده قد سبق الدعوات العالمية التي تدعو وتحث على الارضاع الطبيعي للطفل وتحذر من اخطار الارضاع الصناعي وفي حال تعذر الرضاعة من الأم فلا مانع من اللجوء إلى مرضعة يشترط فيها الصحة الجسدية والخلقية.
وهذا ما أكده القرآن الكريم حيث وردت عدة آيات تبين وجوب إرضاع الطفل عامين كاملين.
مرحلة ما قبل المدرسة (3-5) سنوات.
أدرك ابن سينا أهمية هذه المرحلة وأولاها الأهمية البالغة وهي مرحلة تمهيدية تكون سابقة لدخول الطفل المدرسة والتي تعرف الآن باسم (سن الحضانة) وقد أثبتت البحوث والدراسات التربوية الحديثة ما توصل إليه ابن سينا حيث وجدت أن الفترة من (3-5) من عمر الطفل هي المرحلة الذهبية التي تخطط فيها شخصية الطفل المستقبلية. يقول ابن سينا (فما تمكن منه من خلق، غلب عليه فلم يستطع له مفارقة ولا عنه نزوعاً) (7). ويعلل ابن سينا أهمية هذه المرحلة بأن شخصية الطفل في هذه المرحلة مرنة قابلة لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة منها والصالحة على حد سواء لذا يدعو ابن سينا إلى اتباع أسلوب تربوي نبعد فيه الطفل عن الرذائل ونؤمن له تربية صالحة وسليمة يتمثل هذا الأسلوب بإبعاد الطفل عن كل ما هو سيء في محيطه حتى لا يكتسب الطفل هذه الرذائل وهو أسلوب وقائي.
والأسلوب الآخر هو التربية الرياضية حيث نجد الشيخ الرئيس في كتاب (القانون) قد خصص لهذا النوع من التريبة صفحات عديدة، إذ يراها تربية ضرورية وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين لذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كل طور من اطوار الحياة.
وهذه النظرة تتسم برؤية تربوية عميقة. ولابد أن تكون متوافقة مع عمله كطبيب. بالإضافة إلى ما تمنحه من قوة ومناعة كما رأى افلاطون وارسطو من قبله وكما ترى التربية الحديثة اليوم.
مرحلة التعليم المدرسي
أ. سن الدخول إلى المدرسة:
في كتاب (القانون)(8) يقول ابن سينا إن سن السادسة من العمر هي السن المناسبة للبدء بالتعلّم، إذ يمكن حينها أن يقدم الصبي للمؤدب أو المعلّم والآراء في هذا الشان مختلفة فمنهم من يرى أن الخامسة هي السن المناسبة لدخول المدرسة ومنهم من يفترض قبل ذلك وخاصة بعد انتشار رياض الأطفال التي تستقبل الطفل في الثالثة من عمره ويصعب تحديد هذه السن بالدقة لعدة عوامل مؤثرة. منها البيئة والمجتمع والفروق الفردية هذا بالإضافة إلى الوراثة واثرها.
ب. مواد التدريس (المنهاج):
يقول ابن سينا(9)(إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى مسمعه، أخذ في تعلم القرآن وصور حروف الهجاء. ولقن معالم الدين). لم يكن ابن سينا الوحيد الداعي إلى تعلم القرآن الكريم والبدء به فلقد سبقه آخرون.. ) وإن ابن سينا قد حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من العمر.
الأساليب والطرائق التعليمية
أ. التدرج بالتعليم:
يقول ابن سينا: (إن على الصبي أن يتعلم اولاً الرجز، ثم القصيدة، لأن رواية الرجز أسهل وحفظه أمكن، لكون بيوته أقصر، ووزنه أخف) (10) وهكذا يكون ابن سينا قد اخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين التلاميذ. فهو يأخذ بيده ويسير معه بما يتناسب مع طاقاته وامكانياته.
ب. التعلم الجماعي:
(ينبغي أن يكون مع الصبي صِبْية حسنة آدابهم وطيبة عاداتهم) (11) على الرغم من أن ابن سينا قد تلقى العلم من قبل معلمين خاصين به إلا أننا نجده يفضل أن يكون مع الصبي أقران، لان انفراد الصبي الواحد بالمؤدب أجلب لنظرهما ولأن الصبي عن الصبي ألقن. وهو عنه آخذ وبه آنس.. ووجود الصبي مع غيره من الصبيان (ادعى إلى التعلم والتخرج فإنه يباهي الصبيان مرة ويغبطهم مرة ويأنف عن القصور عن شأوهم مرة ثم انهم يترافقون ويتعارضون الزيارة، ويتكارمون ويتعاوضون الحقوق وكل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة، والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهم وتمرين لعاداتهم) (12).
وهذا ما اكتشفه علم النفس الحديث، أما الطفل في هذه المرحلة فهو بحاجة إلى اللعب والتقدير والانتماء والشعور بالتفوق والنجاح، وهو بحاجة إلى إشباع ذلك بطرق وأساليب تربوية سليمة.
ج. توجيه التلاميذ على حسب مواهبهم وميولهم:
من أهم ما يستحق الاعجاب في أساليب التربية السيناوية ذلك الاهتمام بموضوع توليه التربية الحديثة اليوم قصارى اهتمامها، نعني بذلك العناية بميول الطلاب وقابلياتهم وتوجيههم نحو الدراسات التي تؤهلهم لها تلك الميول والقابليات. وكثيراً ما يخيل إلينا أن فكرة (التوجيه المهني) فكرة محدثة لم تعرف إلا في القرن الأخير بعد تقدم الدراسات النفسية، والواقع أن الشيخ الرئيس قد عرف جذورها وبذورها حيث يقول ابن سينا في القانون: (وعلى المؤدب أن يبحث للولد عن صناعة فلا يجبره على العلم إذا كان غير ميال إليه. ولا يتركه يسير مع الهوى، إذ ليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له. لكن ما شاكل طبيعته مناسب، وأنه لو كانت الآداب والصناعات تجيب وتنقاد بالطلب دون المشاكلة والملائمة إذن ما كان أحد غفلاً عن الأدب وعارياً من صناعته. وإذن لأجمع الناس على اختيار اشرف الصناعات).
د. الثواب والعقاب:
تنتشر في أيامنا الراهنة بين أوساط المربين والرأي العام الواسع مختلف الآراء التي تتناول استخدام الثواب والعقاب في تربية الأطفال فمنهم من يعتقد انه يجب الاكثار في العقاب والإقلال من الثواب وعلى العكس يعتبر آخرون أنه يجب الاكثار من الثواب وان يكون العقاب قليلاً، بينما يعتبر غيرهم انه يجدر ممارسة الثواب فقط وعدم اللجوء إلى العقاب وهناك ثمة من يعتقد أن التربية الحقيقية هي التربية التي لا ثواب ولا عقاب فيها.
فلنرى رأي ابن سينا في هذا الأسلوب التربوي:
يؤمن ابن سينا بالثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، فإلى جانب العقاب المعنوي (الترهيب والاعراض) هناك ثواب معنوي (الترغيب والحمد والاقبال) وقد أوضح هذا الأمر في كتاب السياسة فصل تدبير الرجل ولده حيث نجد أن ابن سينا قد اهتم بتربية الطفل وتأديبه في مرحلة مبكرة من عمره كخطوة وقائية اولية.
وعند الاقدام على الثواب والعقاب ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي اقدم عليه ويجب أن تتدرج من الإعراض إلى الايحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عند ابن سينا ارشاد وتوجيه للسلوك وحرص على تعديله برفق، ويحرص كذلك على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية بل حسن التربية والاخلاص في العمل.
صفات المعلم
نرى في التربية السيناوية نظرات صائبة لما يجب أن يكون عليه المؤدب وهي آراء تقترب من الآراء التربوية الحديثة في المربي والمعلم فيقول ابن سينا (على مؤدب الصبي أن يكون بصيراً برياضة الاخلاق، حاذقاً بتخريج الصبيان) (13). وهذا ما تؤكد عليه التربية الحديثة فيجب على المعلم أن يكون عالماً بعلم نفس النمو وسن الطفولة والمراهقة.
ويجب أن يكون وقوراً ورزيناً، بعيداً عن الخفة والسخف، قليل التبذل، ذا مرؤة ونزاهة.
فلم يخف على ابن سينا ما للمعلم من اثر مباشر على الطلاب حيث انه سيلازمه وهو أول من سيتطبع بطباعه.
الخــلاصــة
هكذا يكون ابن سينا قد وضع لنا منهجاً تربوياً مستمداً أسسه ودعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وتعطل وفقدان للقيم إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة. متعددة الجوانب فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية مهنية..
مما يجعل معلمنا من أصحاب المذاهب التربوية الجديرة بالدراسة والاهتمام وفي مذهب هذا الفيلسوف من الآراء والنظريات العلمية ما يجعله جديراً بأن يمد الإنسانية بمعين لا ينضب من المعرفة، وما يتفرع عنه من تربية وسياسة وإصلاح، بعد أن أمدها بمعين من الفلسفة والطب.


63

أنوار الولاية
05-05-2011, 03:34 AM
للهم صلي على محمد و آل محمد
شكراا جزيلاا وجزاك الله الف خير

قلب الأسد
06-05-2011, 06:46 PM
شكرا لمرورك اختي الكريمة

قلب الأسد
06-05-2011, 06:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم شخصية معروفة ويسمع عنها الجميع
http://img.tebyan.net/big/1387/04/15718021613810161752122188547207212353717.jpg


الرازي الطبيب العالم
هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي أحد العلماء المسلمين البارزين في مجال الطب، تنوعت مجالات المعرفة لهذا العالم العظيم في العديد من المجالات التي نبغ بها والتي تمكن من تحقيق التكامل بين أفرع العلوم المختلفة لتكمل أحداهما الأخرى ويفوز هو بالنتائج التي يقدمها لخدمة العلم والطب.

نبغ الرازي كما سبق أن ذكرنا في العديد من العلوم منها الطب، الفلسفة، الكيمياء، الرياضيات، العلوم الطبيعية وغيرها الكثير، وكانت من ثمار هذا الجهد المتواصل للرازي مجموعة المؤلفات الضخمة التي تركها إرث من بعده لأجيال من العلماء والدارسين في العديد من المجالات العلمية والتي أخذوها كمرجع لهم في الكثير من المسائل العلمية والطبية.

النشأة

ولد الرازي في عام 865 م في مدينة الري بإيران " تقع شرقي مدينة طهران حاليا "، عرف عن الرازي منذ الصغر عشقه للإطلاع والمعرفة فاتجه نحو الدراسة والبحث وتحصيل العلوم المختلفة، حيث كان يقضي وقت طويل فيهم.

فعمل على دراسة الرياضيات والموسيقى وعندما بلغ الثلاثين من عمره أتجه إلي دراسة الطب والكيمياء، وكانت القراءة هي رفيقه الدائم في رحلته العلمية والتي كان يستغرق فيها أوقاتاً طويلة، وخاصة في فترة المساء فكان يمكث في فراشه يقرأ قبل أن يخلد للنوم.

رحل الرازي إلي بغداد حيث عكف فيها على دراسة الطب واقبل على هذه الدراسة بشغف كبير وإصرار وعزيمة أن يحقق بهذه الدراسة الكثير، وبعد أن أتم دراسته قام بترأس البيمارستان العضدي في بغداد، ثم عاد مرة أخرى إلي موطنه الأصلي في الري حيث شغل هناك منصب رئيس الأطباء في البيمارستان الملكي فيها.


إنجازاته




ساهم الرازي بالعديد من الاختراعات والابتكارات في مجال الطب والكيمياء هذا نظراً لذكائه وأبحاثه وسعيه الدائم من أجل العلم مما جعله مساهم أساسي في العديد من الأمور الطبية والعلمية التي يسير عليها الأطباء والعلماء إلي الآن، نذكر من إنجازات الرازي العلمية ما يلي:

- ابتكاره خيوط القصاب من أمعاء القطط هذه الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية.

- قام باستعمال الفتائل في الجروح.

- كان هو أول من فرق بين كل من الجدري والحصبة وقام بوصف كل منهما وصفا دقيقا.

- قام بتركيب مراهم الزئبق.

وغيرها العديد من الإنجازات الطبية الهامة، فكان الرازي هو أول من استخدم الكيمياء لخدمة الطب فقام بتحضير عدد من المركبات الكيميائية التي تخدم الصيدلية مثل أنه أول من قام بتحضير مادة الكحول من مخمرات محاليل سكرية، وحمض الكبريتيك بتقطير كبريتات الحديد.

كما عمل الرازي على تقديم شرح لعدد كبير من الأمراض منها أمراض الأطفال والنساء والولادة، وجراحة العيون وأمراضها، ومارس الرازي العديد من الأمور الطبية المتخصصة التي نعرفها اليوم في الطب الحديث حيث كان يعتمد في دراساته وأبحاثه على إجراء التجارب والتحقق العملي منها للحصول على النتائج وكان يختبر الدواء أولاً على القرود قبل أن يعطيه للإنسان، كما عمل على متابعة الحالة المرضية وتسجيل التطورات التي تطرأ عليها لكي يتمكن من تقديم العلاج المناسب لها، وعمل على إجراء التحاليل للمريض وقياس النبض لكي يتمكن من تشخيص المرض.

وكان يدعو دائماً للعلاج بالدواء المفرد وعدم اللجوء للدواء المركب إلا في حالات الضرورة، وكان يقول في ذلك " مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب".

شهرته العالمية

نال الرازي شهرة عالمية وذاعت شهرته في العديد من البلاد الأوربية كما لاقت مؤلفاته انتشار هائل وتم ترجمتها لعدد من اللغات الأوربية مثل اللاتينية والفرنسية والألمانية، كما أعيد طبعها أكثر من مرة وضمت المكتبات الأوربية هذه النسخ والتي قاموا باستخدامها كمراجع طبية هامة، ومصدر للدراسة والعلم، وظلت هذه المؤلفات هي المراجع الرئيسية للطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر الميلادي.

ومما يدل على مدي تأثير هذا العالم الطبي العظيم على الساحة العلمية هو احتفاظ جامعة "برنستون" الأمريكية بمؤلفاته في واحدة من أعظم قاعاتها، كما قامت بإطلاق أسمه عليها كنوع من التكريم والتبجيل لهذا العالم العظيم نظراً لجهوده العلمية المؤثرة في العلوم الطبية.

مؤلفات الرازي


أثرى الرازي المكتبة الطبية والعلمية بالعديد من المؤلفات الهامة التي شملت العديد من المجالات فيوجد له مؤلفات في الطب والكيمياء والفلسفة والمنطق نذكر من مؤلفاته الطبية :

الحاوي في علم التداوي، الجدري والحصبة، المنصوري في التشريح، الكافي في الطب، سر الطب، منافع الأغذية، دفع مضار الأغذية وغيرها العديد من الكتب في المجال الطبي، أما بالنسبة لمؤلفاته في الطبيعيات فمنها كيفيات الإبصار، شروط النظر، الهيولي المطلقة والجزئية، هيئة العالم، اشتهر الرازي في علم الكيمياء كواحد من رواد هذا العلم والذي استغرق في دراسته وأجراء العديد من التجارب الكيميائية والتي وظفها في خدمة الطب

عرف الرازي كواحد من تلاميذ العالم العربي الكبير جابر بن حيان رائد علم الكيمياء، ومن مؤلفات الرازي في علم الكيمياء هي سر الأسرار، التدبير، الأكسير، رسالة الخاصة، الحجر الأصفر، هذا بالإضافة إلي مؤلفاته في مجال الفلسفة ومنها المدخل إلي المنطق، المدخل التعليمي، المدخل البرهاني، ويوجد الكثير من المؤلفات الأخرى والتي تضمها أعظم المكتبات حول العالم.

الوفاة

توفى الرازي في عام 936 م، وذلك بعد أن قدم العديد من الخدمات العلمية الجليلة وبعد أن بذل الكثير من الجهود من أجل أبحاثه وتجاربه حتى أنه فقد بصره في أواخر حياته نتيجة لشغفه بالإطلاع المستمر واستغراقه في القراءة لفترات طويلة من الليل.

من أقواله

- عالج أول العلة بما لا يسقط القوة, وما اجتمع عليه الأطباء وشهد عليه الناس وعضدته التجربة وليكن أمامك.

- إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة.

- ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء فخطؤه في جنب صوابه يسير جدا.

- الحقيقة في الطب غاية لا تدرك والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر.

قلب الأسد
21-07-2011, 05:57 PM
البيروني شخصية شهد لها التاريخ بالنبوغ
http://img195.imageshack.us/img195/8048/66619834.jpg
محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني"
عالم مميز، ولا تكفي كلمة عالم للتعبير عما يعنيه هذا الرجل فهو موسوعة علمية متكاملة تنوعت مجالات معرفته فهو مؤرخ ، جغرافي، فلكي، رياضي، فيزيائي، ومترجم، يقف العديد من العلماء أمام علمه الغزير موقف الاحترام والتبجيل ويتساوى في هذا العلماء العرب والأوربيين الذي أذهلهم البيروني بأبحاثه العلمية واكتشافاته، والتي تساهم إلى اليوم في خدمة العلماء في مختلف المجالات سواء رياضية أو تاريخية جغرافية أو فلكية.
النشأة
هو أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني"، ويأتي لفظ بيرون من الفارسية ويعني "ظاهر" أو "خارج" ، ولد البيروني في 4 سبتمبر عام 973م في مدينة كاث عاصمة خوارزم "تقع خوارزم حالياً في أوزبكستان ".
عرف عن البيروني منذ الصغر حبه للرياضيات والفلك والجغرافيا وأخذ علومه عن العديد من العلماء المميزين منهم أبي نصر منصور بن علي بن عراق وهو أحد أمراء أسرة بني عراق الحاكمة لخوارزم وكان عالماً مشهوراً في الرياضات والفلك، كما عمل البيروني على دراسة عدد من اللغات حتى أتقنها وكان من هذه اللغات الفارسية والعربية والسريانية واليونانية.
رحلته مع العلم
رحل البيروني من خوارزم إلى "الري" نتيجة لحدوث بعض الاضطرابات في خوارزم وكان هذا في عام 994م، التقى في "الري" بالعالم الفلكي " الخوجندي " حيث أجرى معه بعض الأرصاد والبحوث الفلكية، وبعد ذلك عاد إلى بلاده مرة أخرى حيث واصل عمله وأبحاثه في الأرصاد، سافر مرة أخرى إلى " جرجان" عام 998م حيث التحق ببلاط السلطان قابوس بن وشمكير وكان محباً للعلم والعلماء ويزخر بلاطه بالعديد من العلماء المتميزين في شتى فروع العلوم والمعرفة، كما كانت لديه مكتبة ثرية بالكثير من الكتب القيمة.
التقى البيروني في هذه الفترة بالعالم الجليل ابن سينا وناظره، كما اتصل بالطبيب الفلكي أبي سهل عيسى بن يحيي المسيحي، حيث تلقى عنه العلم كما شاركه في بحوثه العلمية.
كانت الفترة التي قضاها البيروني في بلاط السلطان قابوس بن وشمكير فترة ثرية بالنسبة له حيث درس فيها وقام بعمل الأبحاث العلمية المختلفة كما التقى بالعديد من العلماء المتميزين وكانت واحدة من إنجازاته الهامة هي قيامه بتأليف إحدى مؤلفاته الكبرى وهي "الآثار الباقية من القرون الخالية" وهو كتاب تاريخي يضم التواريخ والتقويم التي كان العرب والروم والهنود واليهود يستخدمونها قبل الإسلام، كما يقوم بتوضيح تواريخ الملوك من عهد آدم حتى وقته، كما يوجد به جداول تفصيلية للأشهر الفارسية والعبرية والرومية والهندية، وتوضيح كيفية استخراج التواريخ بعضها من بعض.
العودة للوطن
مكث البيروني في جرجان فترة من الزمن استطاع أن ينجز فيها العديد من الخطوات العلمية الهامة، كان خلالها موضع دائم للتقدير والاحترام، قامت بعد ذلك ثورة في جرجان قامت بالإطاحة ببلاط السلطان قابوس وذلك في عام 1009م، فقام البيروني بالعودة مرة أخرى إلى وطنه واستقر بمدينة "جرجانية" التي أصبحت عاصمة للدولة الخوارزمية، التحق بعد ذلك بمجلس العلوم الذي أقامه الأمير مأمون بن مأمون أمير خوارزم والذي كان يضم العديد من العلماء المتميزين منهم ابن سينا، وابن مسكويه المؤرخ والفليسوف.
ومن خلال التحاق البيروني بمجلس العلوم هذا حظي بمنزلة عالية وقدر رفيع عند أمير خوارزم الذي عرف قدر البيروني كعالم جليل فاتخذه مستشاراً له وأحاطه برعايته، وفي خلال هذه الفترة واصل البيروني تحصيله للعلم وإجراء بحوثه الفلكية، حتى كان الاستيلاء على خوارزم من قبل السلطان محمود الغزنوني والذي قام بضمها إلى ملكه فانتقل البيروني إلى بلاطه ورحل مرة أخرى في عام 1016م إلى غزنة "تقع جنوب كابول بأفغانستان".
ما بين غزنة والهند
استغل البيروني انتقاله بين العديد من الدول في التعرف على المزيد من العلوم وتوسيع دائرة علومه فخلال الفترة التي قضاها بعد ذلك في " غزنة " اشتغل بالفلك وغيره من العلوم، كما أفادته مرافقته للسلطان محمود الغزنوي في فتوحاته في بلاد الهند حيث تعرف على علومها ودرسها كما قام بتعلم اللغة الهندية واتصل بعلمائها، ودرس الطبيعة الجغرافية الخاصة بها، بالإضافة لدراسته للعادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالبلد، لم يكن البيروني يضيع أي فرصة لاكتساب علوم جديدة فكانت المعرفة تلاحقه في أي مكان يرسو فيه وكان هو لا يسمح بأن يفوته شيء منها.
حظي البيروني بالتقدير والإعجاب من قبل الحكام الغزنويين كافة فبعد وفاة السلطان محمود الغزنوي والذي كان يحيطه باهتمامه تقديرا لعلمه الغزير، تولى بعده ابنه السلطان مسعود بن محمود الغزنوي والذي ظل أيضاً يبجل البيروني وأحاطه بالعناية والتقدير الذي يستحقه عالم بمكانة البيروني العلمية.
قام البيروني بتأليف موسوعة في علم الفلك قام بتسميتها " القانون المسعودي في الحياة والنجوم" هذا الكتاب الذي يعد موسوعة ضخمة في العلوم وقام بإهدائها إلى السلطان مسعود الغزنوي الذي أعجب بهذا العمل القيم وقام بمكافأة البيروني، ولكن البيروني الذي طالما بذل حياته من أجل خدمة العلم والمعرفة أعتذر عن قبول الهدية وأوضح أنه يخدم العلم من أجل العلم فقط وليس من أجل المال
المؤلفات
تمكن البيروني من تأليف العديد من الكتب التي عرض فيها أبحاثه واكتشافاته والعديد من النواحي العلمية في مختلف المجالات سواء فلكية أو تاريخية أو رياضية وغيرها من المجالات العلمية، هذه الكتب التي أثرت الساحة العلمية كثيراً ومازالت يرجع إليها كمرجع هام في العديد من الأبحاث العلمية التي يقوم بها العلماء الآن، تبلغ مؤلفاته المائة والعشرين ولقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية، الفرنسية وغيرها من اللغات.
نذكر من هذه الكتب :الرسائل المتفرقة في الهيئة - ويضم إحدى عشر رسالة في العلوم المختلفة.
الجماهر في معرفة الجواهر – يتضمن الكتاب العلوم الخاص بالمعادن.
استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها- وهذا الكتاب صدر في الهندسة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب المسائل الهندسية، جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة.
التكريم
حصل البيروني على التكريم سواء في فترة حياته أو بعد وفاته من العديد من الهيئات العلمية التي قدرت جهوده العظيمة في مجال العلم، فقامت أكاديمية العلوم السوفيتية في عام 1950م بإصدار مجلد تذكاري عنه بمناسبة مرور ألف سنة على مولده، وفي جمهورية أوزبكستان الإسلامية تم إنشاء جامعة باسم البيروني في العاصمة طشقند، وذلك تقديراً لجهوده العلمية، كما تم إقامة تمثال له يخلد ذكراه في المتحف الجيولوجي بجامعة موسكو، كما تم إطلاق اسمه على بعض معالم القمر من بين 18 عالماً إسلامياً، وذلك تقديراً لجهوده في علم الفلك.
قالوا عن البيروني
قال عنه المستشرق سخاو: "إن البيروني أكبر عقلية في التاريخ"، ويصفه عالم آخر بقوله: "من المستحيل أن يكتمل أي بحث في التاريخ أو الجغرافيا دون الإشادة بأعمال هذا العالم المبدع".
عشق البيروني العلم والمعرفة حتى آخر أنفاسه في هذه الدنيا ففي كتاب "معجم الأدباء" يروي المؤرخ الكبير ياقوت الحموي موقف ما حدث قبل وفاة البيروني بلحظات وهذا الموقف يصفه القاضي علي بن عيسى فيقول " دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه قد حَشْرَج نفسُه، وضاق به صدره، فقال لي وهو في تلك الحال: كيف قلت لي يومًا حساب المجدَّات الفاسدة "من مسائل المواريث" فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة! قال لي: يا هذا أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أخلّيها وأنا جاهل لها؛ فأعدت ذلك عليه، وحفظه… وخرجت من عنده وأنا في الطريق سمعت الصراخ ".
الوفاة
جاءت وفاة البيروني في غزنة وذلك في 12 ديسمبر 1048م، بعد أن كرث حياته لخدمة العلم، فيتذكره العلماء الآن من خلال تاريخه العلمي الحافل والمؤلفات العلمية التي يرجعون إليها كمادة هامة في الأبحاث المختلفة.

قلب الأسد
21-07-2011, 05:59 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
شخصية اليوم
هو

http://img340.imageshack.us/img340/2355/63628560.jpg
الشيخ أبو جعفر الطوسي
المعروف بشيخ الطائفة من ألمع النجوم في سماء العلماء و قد ألف في الفقه والأصول والحديث و التفسير والكلام والرجال مؤلفات كثيرة.

ولادته

ولد الشيخ أبو جعفر الطوسي في خراسان سنة 385 هـ.

دراسته

هاجر الشيخ الطوسي سنة 408 هـ إلى بغداد و كان عمره آنذاك 23 سنة و بقي في العراق إلى آخر عمره وقد انتقلت إليه الرئاسة العلمية وإفتاء الشيعة بعد أستاذه السيد المرتضى علم الهدى.
تتلمذ الشيخ الطوسي خمس سنوات عند الشيخ المفيد وقضى سنوات طويلة عند تلميذ الشيخ المفيد السيد المرتضى وبقي الشيخ الطوسي بعد السيد ببغداد اثني عشر عاماً وانتقل بعد ذلك إلى النجف بعد وقوع الفتن التي أدت إلى نهب داره وقام بتأسيس الحوزة العلمية في النجف وتوفي هناك سنة 460 هـ وله مقبرة معروفة.

شخصيته العلمية

للشيخ الطوسي كتاب في الفقه اسمه النهاية وله أيضاً كتاب المبسوط الذي دخل الفقه به مرحلة جديدة وكان في زمانه أكبر كتاب فقهي وأما في كتابه الخلاف فقد ذكر آراء فقهاء الشيعة وأهل السنة وللشيخ كتب فقهية أخرى.
وهنا يجب أن نذكر نكته وهي أن العلماء عندما يطلقون لقب الشيخ في الفقه فإنهم يعنون به الشيخ الطوسي وإذا قالوا الشيخان فإنهم يعنون بهما الشيخ المفيد والشيخ الطوسي.

تلامذته
بلغ عدد تلامذة الشيخ من الفقهاء والمجتهدين وعلماء الشيعة أكثر من 300 وقد حضر عنده أيضاً المئات من علماء أهل السنة حيث كان منزله في الكرخ ملاذا لعلماء المسلمين.

مؤلفاته

ألف الشيخ الطوسي كتابين من كتب الشيعة الأربعة المشهورة وهما تهذيب الأحكام و الإستبصار و كلاهما في الروايات والأحاديث التي تتعلق بالفقه والأحكام.
و من مؤلفاته الأخرى:
1 - النهاية
2 - المبسوط
3 - الخلاف
4 - عدة الأصول
5 - الرجال
6 - الفهرست
7 - تمهيد الأصول
8 - التبيان

وفاته

توفي الشيخ الطوسي في 22 محرم سنة 460 هـ ودفن في منزله بالنجف الأشرف وبوفاته فقد العالم الإسلامي واحداً من أعظم و أشهر الفقهاء والذي قل نظيره من حيث الشمولية التي امتاز بها و لازال الفقهاء يستضيئون بنوره.


67

قلب الأسد
07-08-2011, 12:46 PM
شخصية اليوم اشهر من النار على العلم
يعرفه الكبير والصغير ذاع اسمه بين الناس خطيباً وشاعراً
انه جامعة العلم المتنقلة
الدكتور الشيخ احمد الوائلي

http://www.al-waeli.com/picture/alwaeli11.JPG


هو أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي.. وكانت تسمى عائلته آنذاك عائلة حرج، التي انحدرت من قرية بسيطة في ناحية الغراف جنوباً، متجهة صوب النجف الاشرف عاصمة العِلم والدين والإمامة والضياء المتوهج الذي يمد العالم بالثقافة الإسلامية..

تميز المرحوم الشيخ الوائلي بالحِنكة الإسلامية والثقافة العالية والقدرة على إيصال المعلومة بكل سلاسة وواقعية, وكان يرسم الفكرة داخل إطار واضح المعالم ولا يتورع من انتقاد الاخطاء مهما كان مصدرها.. وبيّنَ في ذلك بأن همّه الوحيد هو إظهار الصواب وتوضيح معالم طريق اهل بيت النبوة عليهم السلام القائم على الايمان المطلق بالله ورسوله النبي الاكرم محمد (ص)..

وكان أول أستاذ يتعلّم على يديه الشيخ الوائلي، هو الشيخ عبد الكريم قفطان، الذي أشرف على تعليمه في مسجد الشيخ (علي نواية)، ثم ولج المدارس الرسمية وانتسب لمدرسة الملك غازي الابتدائية، وبعدها دخل في مدارس منتدى النشر حتى تخرج منها في عام 1962.

وحصل الوائلي على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ثم أكمل رسالة الماجستير في جامعة بغداد..

ودرس الشيخ الوائلي في الحوزة العلمية ما جعله احد أهم خطباء المسلمين والمنبر الحسيني بالذات، ليس في العراق فحسب بل في اصقاع الأمة الاسلامية. فمَلكَ قلوب المسلمين من خلال محاضراته الرائعة التي لايزال صداها في وسائل الاعلام كافة..

وبقي المرحوم الشيخ الوائلي يقرأ مجالس العزاء في عاشوراء ويلقي المحاضرات في مختلف المناطق العراقية كالبصرة والناصرية والحلة وبغداد والسماوة والنجف وكربلاء ومئات القرى والمدن العراقية الأخرى. وفي عام 1951، دُعي للقراءة في الكويت، في الحسينية الخزعلية بمناسبة العشرة الأولى من شهر محرم الحرام.

واستمر في مجلسه هذا تسع سنوات، بعدها انتقل إلى البحرين في عام 1960 م حتى عام 1965 م، في مأتم ابن سلّوم، ثم عاد الى الكويت واستمر حتى منتصف الثمانينات حين طارده النظام البعثين حيث مضى إلى العاصمة البريطانية لندن واخذ يقرأ مآتم العزاء لأهل البيت عليهم السلام من هناك.

لم يكن الشيخ المرحوم احمد الوائلي خطيباً ومفكراً وباحثاً بل كان شاعرا أيضا، يرتجل الشعر بسلاسة، وكان يكتب بنوعي الشعر، الشعبي والفصيح، ولديه حصيلة شعرية كبيرة. وكان يمتلك أسلوب ساحر ومفردة قريبة للمتلقي بشكل عجيب.

واعتُبِر الوائلي عميداً للمنبر الحسيني، وكان الناس يستفسرون منه عن الأمور التي تكون مبهمة بالنسبة لهم وعن بعض الاحكام الشرعية ايضاً..

بعض من نتاجاته

- هوية التشيُّع

- أحكام السجون بين الشريعة والقانون

- من فقه الجنس في قنواته المذهبية

- نحو تفسير علمي للقرآن

- دفاع عن العقيدة

- تجاربي مع المنبر

المخطوط

- الخلفية الحضارية للنجف قبل الإسلام

- الأوليات في حياة الإمام علي عليه السلام

- حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية

- مدارس التفسير للقرآن الكريم

اريج الجنه
07-08-2011, 05:20 PM
شخصيات كان له اثر على الحياه للانسان
سلمت اخي العزيز على الموضوع الراقي
دمت ودامت عطاياك

محسن العراقي
07-08-2011, 06:22 PM
اللهم ارحم علمائنا الاحياء والاموات

بوركت اخي الكريم