عظماء في الذاكرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قلب الأسد
    • Nov 2008
    • 1007

    #16
    شخصيتنا العاملية لهذا اليوم
    العلامة الشاعر الشيخ عبد الحسين صادق

    ولد في النجف، والده الشيخ إبراهيم صادق إمام بلدة الخيام توفيت والدته وهو ابن أشهر قليلة وبعد خمس سنوات توفي والده فعاش يتيماً في منزل الحاج محمد عبد الله زوج شقيقته الكبرى خاشية صادق.
    غادر الخيام وهو بعد صبياً إلى النجف حيث التحق بالحوزات العلمية ودرس الفقه والأصول وسائر العلوم الدينية على كبار المراجع إلى أن نال منهم إجازات الاجتهاد، وعاد إلى موطنه جبل عامل واستقر في الخيام بعد ستة عشر عاماً مدرِّساً في حوزاته ومبرِّزاً في ميدان الشعر والأدب إلى جانب زعامة دينية ومكانة سياسية واجتماعية جعلته في مصاف عمالقة جبل عامل في ذلك الزمان وعنيت بهم السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الأمين وابن عمه السيد حسن محمود والسيد نجيب فضل الله والشيخ مهدي شمس الدين والسيد عبد الحسين نور الدين وغيرهم.
    وكان الحظ أسعف الشيخ في ذلك الزمان نهاية القرن التاسع عشر بافتتاح المدرسة الحميدية التي أسسها العلامة السيد حسن يوسف وخرجت أعلام النهضة العاملية آنذاك وهم الشيخ أحمد عارف الزين والشيخ سليمان ظاهر والشيخ أحمد رضا والأستاذ محمد جابر آل صفا الذين زخرت بهم النبطية وجوارها موطن شيخنا وشاعرنا الجليل الشيخ عبد الحسين صادق، الذي انضم إلى هذا السرب النهضوي وقام يصدح بينهم شاعراً ويكتب مرشداً ومفقها في مجلة العرفان وغيرها من المنشورات التي بدأت تصدر مطلع القرن العشرين.
    ولما توفي الشيخ حسن يوسف تولى الشيخ صادق إدارة المدرسة الحميدية في النبطية، ثم أسس أوّل حسينية في جبل عامل وهي حسينية النبطية عام 1909 وجعلها منبراً لمجالس العزاء الحسيني وللمناسبات الدينية والوطنية والقومية. ومن مآثره السياسية أنه انتدب من قبل أعيان جبل عامل لمبايعة الأمير فيصل والحكومة العربية في دمشق في 15 أيار 1919 ووقف أمام الأمير قائلاً كلمته المشهورة: «إنني باسم أهل جبل عامل أبايعك على الموت». مظهراً بذلك الروح العربية الأصيلة التي كانت تنادي آنذاك بوحدة سوريا العربية بزعامة الأمير فيصل واستقلالها عن الفرنسي المحتل.
    ترك عقب وفاته عام 1942 مجموعة من المؤلفات الفقهية والأدبية ودواوين شعرية نختار منها ما اعتدنا أن نختاره من شعر طريف لطيف يحاكي الزمن البكر الذي أنجب العلامة الشيخ عبد الحسين صادق الأستاذ والفقيه والشاعر المجلّي.
    ففي قوله لأحدهم بعد أن طرح العمّة العربية ولبس الثياب العصرية وكان هذا العمل قديماً يعدُّ مستهجناً يعيب صاحبه:
    تأفندت يا ابن الخير في من تأفندا00متمرِّدا إن شئت أن تتمرّدا
    وكن من بني الطربوش كشفاً (مموعصا) 00 ولا تتعمَّم قط إن تسحب الرَّدا
    لقد ضللتم عصبة أمركيّّة 00 لها المال منقاد عقار وعسجدا
    فما نلت من دنياك عيشاً مرفهاً 00ولا نلت في أخراك خيراً مؤبَّدا

    وهذان بيتا شعر يدين الشاعر أحد المتردّدين عليه وقد حلق لحيته وكان يعدّ أيضاً هذا العمل من الكبائر في ذلك الزمان:
    عجباً لشبان تقصّ لحاها 00 الله أكبر ما أقلّ حياها
    لم يبق منها يا محمد شعرة 00 إلاّ وبرّاء الحديد براها

    المحامي وحاكم الصلح
    وفي نقد لعمل المحاكم المدنيّة وقضاتها ومحاميها هذه القصيدة:
    يا حاكم الصلح عجل 00 لنا لفصل القضاء
    كما مات إنسان حق 00 في عَلَّه الإنساء
    لو كان ذو الحق «نوحا» 00 لمات قبل لقائه!
    أو مات أيوب صبراً 00 لملَّ طول بقائه
    من المحامين فذٌّ 00 لم يدرس الفقه إلاّ
    ليجعل الحلَّ حرماً 00 ويجعل الحرم حلاَّ!
    يأتي المحاكم صبحاً 00 وقد تأبَّط شرّا!
    أسطورة رقّمتها 00 الأهواء سطراً فسطرا

    وفي نقده للصحافة التي لا همّ لها سوى رضى الحاكم المستبدّ:
    صحافة الصحاف في عصرنا 00 سياسة للحاكم المستطيل
    وجود ما يرضى به لازم 00 فيها، وما يكرهه مستحيل
    أليس ذا عذراً جميلاً لمن 00 فرَّ عن الصحاف آلاف ميل!

    عمَّ الفساد
    وفي قصيدة رائعة يصف الواقع الاجتماعي المتردّي في زمانه وهو أشبه بواقع اليوم منه بالأمس:
    بدعٌ تشب فتلهب المحن 00 وهوًى يهبُّ فتطفأ السنن
    وثلاثة غمر البسيط بها 00 فتنٌ وفتّانٌ، ومفتن
    والناس لا ناس فيحفظهم 00 ما أنكرته العين والأذن
    بإسم التمدّن أرعدت فخوت 00 منها قرى الإيمان والمدن
    فانحط أعلاها لأسفلها 00 فتساوت الأوهاد والقنن
    تدعو لعلمٍ أو إلى وطن 00 والقصد لا علم ولا وطن
    القوم سرّهم معاوية 00 وقميص عثمان لهم علن
    هم من ورا أكماته رقش 00 أنيابها الأقلام واللسن
    مهما دعوا لضلالة سلسوا 00 وإلى الهداية إن دعوا حزنوا
    يتلوَّنون لكلّ آونة 00 لوناً يناسب صبغة الزّمن

    جاء في مذكرات العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم واصفاً استقبال الأمير فيصل في بيروت لدى عودته من أوروبا في 30 نيسان 1919، ما يلي: «استحسن جمع من علماء جبل عامل استقباله والاجتماع به في بيروت.. ولما خرج الأمير فيصل من الدارعة الحاملة له إلى المحل المعدّ لاستقراره (قصر عمر الداعوق – رئيس بلدية بيروت) أقبلت وجوه الناس للسلام عليه مترتبين، تدخل من باب وتخرج من آخر، لضيق المكان عن وسع تلك الوفود. ولما أُدخلنا عليه أنشده الزعيم الجليل الشيخ عبد الحسين صادق:
    لو جاز سعْيُ الأرض 00 تعْظيماً إلى استقبال مولى
    لسعت إليك بلادنا 00 عزّا وإجلالاً وطوْلا
    وجرت بمضْمارِ السِّباقِ 00 و«عاملٌ» بالسَّبقِ أوْلى

    ولَعَمري أنّه أجادَ كل الإجادة وأبدع كل الإبداع
    أما لماذا ارتجل الشيخ عبد الحسين صادق هذه الأبيات المتضمنة إشارة ذات معنى يفهمها اللبيب، فلِكون المسؤول عن تنظيم دخول الوفود، من شتى المناطق، على الأمير فيصل، في مضيفه البيروتي، قد تعمّد، لسب مجهول، تأخير إدخال الوفد العاملي ما أغضب الشيخ الشاعر وحمله على ارتجال هذه الأبيات التي أدرك معناها الأمير فوراً فأظهر ترحيباً خاصاً بالوفد العاملي ودعاه إلى الذهاب معه إلى الشام.


    30

    تعليق

    • قلب الأسد
      • Nov 2008
      • 1007

      #17
      شخصية اليوم علم من اعلام جبل عامل
      انه
      المؤرخ محمد جابر آل صفا

      1870 - 1945
      هو محمد بن الحاج طالب جابر الصفدي، (هاجرت أسرته في أوائل القرن التاسع الهجري إلى العراق من أصفهان، فحوران فجبل عامل).
      ولد سنة 1870م في النبطية. قرأ النحو والصرف والمنطق والبيان على العلامة السيد محمد بن السيد علي إبراهيم الحسيني في المدرسة الأميرية.
      رافق الشيخين أحمد رضا وسليمان ضاهر، وأسس معهما جمعية علمية كانت تجتمع مرة في الأسبوع في منزل أحدهم لإلقاء الخطب والمحاضرات العلمية والأدبية.
      عام 1899 أُسست في صيدا والنبطية جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وكان من أعضائها مع رجالات العلم والأدب.
      عام 1908 اشترك مع الشيخ أحمد رضا وسليمان ضاهر في عضوية الهيئة المركزية لفرع جمعية الاتحاد والترقي – التي انقلبت على السلطان عبد الحميد الثاني عام 1908 – فرع النبطية. الا أن هذا الفرع سرعان ما أقفل أبوابه بعد أن ظهرت نوايا جمعية الاتحاد والترقي العلمانية المعادية للإسلام.
      انتسب محمد جابر آل صفا ورفيقاه الى الجمعيات السرية المناوئة لحركة التتريك والداعمة للثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين فأصدرت (محكمة عاليه العثمانية) التي أنشأها جمال باشا السفاح أمراً بمحاكمتهم، الا أنهم نجوا من حبل المشنقة عام 1915 وأفرج عنهم.
      ساهم محمد جابر آل صفا مع العلامتين ضاهر ورضا في النهضة العلمية والأدبية وفي التطور السياسي الذي شهده جبل عامل.
      اشترك محمد جابر آل صفا في مؤتمر وادي الحجير في نيسان عام 1920 ( جنوب النبطية) ووضع هو مع الشيخ سليمان ظاهر والشيخ أحمد رضا مقررات المؤتمر.
      في العام 1927 أسس مع مجموعة من المثقفين جمعية النهضة العاملية في النبطية بهدف احياء الحركة الفكرية والثقافية في المنطقة .
      كانت آراؤه السياسية منبثقة من مواقفه تجاه الدولة العثمانية والانتداب الفرنسي، فكان ينادي بالوحدة العربية وبالحرية والاستقلال. أما آراؤه الاجتماعية فكانت جملة مواقف أيضاً، ويمكن أن نستخلص ذلك من بعض قصائده يقول:

      إذا جئت القرى ألفيت فيها 000 وطيس الجور يتقد اتقادا
      ترى فيها نساء حاسرات000 جياع الجوف لا يلفين زادا
      وقد قضت الشهامة على000 أناس جفوا الاصلاح واتبعوا الفسادا
      فمن للخيل يملأها صهيلاً 000 ومن للحرب يعركها جلادا

      أبرز مؤلفاته :
      • كتاب تاريخ جبل عامل، وهو تاريخ مفصل بإيجاز لجميع الأدوار التي مر بها جبل عامل.
      • رسالة مخطوطة أسماها ثلاثة وخمسون يوماً في عاليه، يذكر فيها سير المحاكمة بالتفصيل يومياً .
      • مخطوط بعنوان " شذرات في الفلسفة والطبيعيات " .
      • مقالات سياسية واجتماعية وتاريخية، نشر معظمها في مجلة العرفان .
      وفاته :
      توفي محمد جابر آل صفا في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، بعد نضال طويل، وعمل دؤوب في سبيل تطوير الثقافة والحفاظ على تراث جبل عامل وأمجاده


      31

      تعليق

      • قلب الأسد
        • Nov 2008
        • 1007

        #18
        وكالعادة مع شخصية عاملية جديدة

        الشيخ سليمان ضاهر
        ولد عام 1873 في مدينة النبطية، ولم يطو صحيفة العامين حتى مني بوفاة والدته، فكفلته خالته. بعد أن بلغ العاشرة من عمره، قرأ القرآن وتعلم مبادئ الخط والاملاء على بعض شيوخ الكتاتيب. فقرأ على العلامة السيد محمد نور الدين بعض القواعد النحوية، ثم انتقل الى مدرسة النميرية، وبعدها الى مدرسة العلامة السيد حسن ابراهيم حيث مكث فيها بضعة ألأشهر، وهو يتلقى الدروس المختلفة . في عام 1892 انتقل الى المعهد العلمي الذي أسسه السيد حسن يوسف، وبدأ بالتدريس وكان مولعا بالعلوم على أنواعها، وشغف بنظم الشعر ، ولكنه لم يظفر منه بغير الكآبة، واشتغل بالسياسة فلم يجن منها غير التعاسة (1). انتخب عضواً في المجمع العلمي الدمشقي بالاجماع ، وكان عضواً في جمعية العلماء.
        مؤلفاته:
        كتب الشيخ سليمان معظم مقالاته في مجلة العرفان وفي جريدة القبس الدمشقية . وله مؤلفات كثيرة سطع في معظمها نجمه الشعري. منها ما هو مطبوع ككتاب الذخيرة في مدح أهل البيت (عليهم السلام) – تاريخ قلعة الشقيف – العراقيات – الفلسطينيات – ومنها ما هو مخطوط ككتاب القصة في القرآن الكريم – الملحمة العربية الاسلامية – الأماني الجامعة – من وحي الحياة وغيرها.

        فكره السياسي ومواقفه:

        يرى شيخنا ان السياسة في الأصل مأخوذة من السوس بمعنى القيادة، يقال ساس الرعية أي امرها ونهاها. ويعتبر ان مصطلح السياسة بما يشتمل على المكر والدهاء، والخداع مختلف عن معناها اللغوي " أي بما تبرر غايتها الواسطة مهما كانت وباي صيغة اصطبغت " (2). ونظر في العدل والاستبداد والحرية، ورأى ان سياسة الاستبداد تبعد الرعية عن التعاون ودعا الى احترام حرية الأشخاص والجماعات " فلا يغمط الفضل ولا يبخس الحق (3). . والرئاسة عنده لا تكون الا باختبار الأمة وهي ضرورية يقول: لا مناص من وجود الرئاسات، ولا ينتظم بغيرها أمر الجماعات... وكل عمل على محوها من لوح الوجود هو في الواقع سعي وعمل على ابطال المدنية وتقويض بنيان المجتمع. وجملة القول ان الرئاسة يجب ان تكون قائمة على ترسيخ المبادئ العالية، والفضائل الانسانية، مقترنة بسياسة الحكمة ، متجافية عن مضاجع الخدع، والحديث عن مواقفه السياسية لا يختلف عما عرضناها عن الشيخ رضا. فقد وقف في وجه الأتراك بعدما تبينت سياستها العنصرية، مدافعاً عن عروبة جبل عامل وأهله الكرام. وكان الأمر نفسه في مواجهة الانتداب الذي قضى بتقسيم المنطقة، فقد دعا الشعب العربي في بلاد الشام وفلسطين الى الثورة لتحرير الأمراء من أجل العيش الكريم بعيداً عن الذل والمهانة فيقول:
        إن لم تثوروا ثورةً عربيةً 000 مرهوبة الأسراج والألجام
        فترقبوا ذل الحياة اذلة 000 في عقر داركم ليوم قيام
        والأرض ميراث القوي وإنما 000 يرث الممالك صالحوا الأقوام

        فكره الاجتماعي والأخلاقي:
        لم يكتف الشيخ سليمان بتسجيل المواقف والآراء السياسية المهمة، بل قدم المعطيات الفكرية على الصعيدين الاجتماعي والأخلاقي لخدمة الأمة. انتقد المصانعة والتملق الى الأمراء والعظماء، ورأى ان ينبَّهوا على أخطائهم. وأن لا يجاملوا على حساب الوطن وتحدث عن الأنانية والغيرية ودعا الى التوسط والاعتدال فيها، فلا افراط ولا تفريط وحذر من الحشيشة وأثرها على الشعوب، واضرارها النفسية والأدبية والعقلية والاجتماعية، واعتبر اللجوء اليها لتفادي الانزعاج من الآلام النفسية هو في حد ذاته خلق لمشكلة جديدة يأتي أثرها مع الأيام. ويؤكد سماحته على أهمية الأديان ازاء تهذيب النفوس بمدى ان الدين وازع ضروري للبشر " بحيث لا يهذب النفوس الا هذا الوازع، وهو يملأها رغبة ورهبة، ويسري فيها الى مواطن الطمأنينة والاستقرار، فكل من يمُس حرم الأديان الالهية بسوء او يحاول إخراج المتدينين عن سلطانها ويسيء الى تعاليمها فهو معول تهديم الانسانية (4).
        فكره التربوي:
        لم يأل الشيخ ضاهر جهداً في بيان التربوية التي يرمي بها اصلاح الجيل، ودفعه نحو التقدم وفق القواعد المتبعة، فأشار الى مراحل الحياة الإنسانية منالطفولة حيث يكون المرء واهي البنيان ضعيف الأركان، ثم يستمر في نشأته فيصل الى مرحلة المراهقة، وفي هذا الدور ينبغي ان يراعي الأهل طريقة التعامل مع هذا السن ثم ينتقل بعد ذلك – الى مرحلتي الشباب والكهولة. وهما اساس العنفوان والمواقف في سلسلة الحياة. وأكد الشيخ على أهمية التربية الدينية وما لها من شأن في تهذيب بني البشر وفق المعايير التي وضعها الدين الحنيف. هذا ولم يهمل الاهتمام باللغة العربية التي تعرضت لحملات التشويش من الغرب ، حيث أوهم – الأخير – الشعوب العربية ان اللغة هذه لا تتماشى مع متطلبات العصر الحديث. وأشار سماحته الى الفجوة العميقة بين العامية والفصحى ، ورد على كل المزاعم التي تسعى للنيل من لغتنا العريقة. مطالباً باتخاذ الوسائل لتسهيل تحصيلها.
        المصادر:
        1- العرفان مجلد 12 ص 23.
        2- العرفان مجلد 3 ص 15.
        3- العرفان مجلد 3 ص 146.
        4- العرفان مجلد 39 ص 689

        تعليق

        • قلب الأسد
          • Nov 2008
          • 1007

          #19

          الشيخ علي الزين
          ولد في النجف عام 1902م، لكنه نشأ وترعرع في قريته جبشيت، تلقى دروسه على يد والده الشيخ عبد الكريم الزين.
          سافر إلى النجف عام 1919م لتلقي علومه الدينية، وهناك بدأ بنظم الشعر. مزج دراسته الدينية بالأدبية، وشارك في المجالس الأدبية، وأسس مع مجموعة من شباب جبل عامل وشباب النجف " جمعية الشبيبة العاملية النجفية " فأسهم في خلق تيار يتجه نحو التجديد في الأدب.
          اضطر الشيخ علي عام 1928م بسبب المرض للعودة إلى لبنان وإلى بلدته جبشيت. وقد أوجدت إقامته في جبل عامل حركة فكرية، حيث كان الشباب المثقف الواعي يتوافد إلى بيته ليتداول معه في الشؤون الثقافية من أدب وسياسة واقتصاد واجتماع. كان متعصباً لعروبته ومدافعاً عنها ضد الانتداب أولاً والصهيونية فيما بعد.
          تأسست في العام 1935م في جبل عامل " عصبة الأدب العاملي " وكان الشيخ رئيساً لها وموجهها الأول وهي امتداد لجمعية النجف..
          وجد مؤرخنا الشيخ علي أن تاريخنا بحاجة إلى الكثير من التمحيص والتنسيق والبحث عن بعض الحلقات والنصوص، ثم إلى المزيد من الصراحة والدقة في ملاحظة مواقع التزييف والخلل ضمن مصادره ورواياته ونصوصه أكثر من حاجته إلى الجمع والترديد. من أجل هذا كله وقف مؤرخنا موقف الثائر على كل ما في تاريخنا من أساطير فكان صريحاً واقعياً . ولذلك أغضبت طريقته هذه معظم المؤرخين الذين كانوا يضعون التاريخ في خدمة الانتماء العائلي أو العصبية الطائفية. توفي العام 1986م.
          مؤلفاته:
          1- من أماني الوحدة 1941م.
          2- من التاريخ العاملي 1954م.
          3- أوراق أديب 1955م.
          4- مع الأدب العاملي.
          5- للبحث عن تاريخنا 1973م.
          6- العادات والتقاليد في العهود الاقطاعية 1977م.
          7- من أوراقي 1978م.
          8- من تاريخ البكوات في جبل عامل

          تعليق

          • قلب الأسد
            • Nov 2008
            • 1007

            #20
            شخصيتنا العاملية لهذا اليوم

            العلاّمة السيد علي مهدي إبراهيم
            ولد عام 1920م في بلدة الدوير (قضاء النبطية).
            - تلقى دروسه الأولى في مدرسة الدوير الرسمية علي يد ابن عمه السيد حسين يحي إبراهيم، ثم على يد أخيه السيد حسن مهدي إبراهيم.
            - التحق بمدرسة النبطية الرسمية (أم المدارس) ما بين عام 1932 و 1935م الذي نال في نهايته الشهادة الابتدائية الرسمية.
            - عكف بعدئذٍ على التعمق في دراسة قواعد اللغة فقرأ على أبيه العلامة الكبير السيد مهدي إبراهيم: قطر الندى، وشرح ابن الناظم على الفية ابن مالك، والكافي لابن الحاجب، ثم درس على التوالي: المطوّل في المعاني والبيان وحاشية الملاّ عبد الله في المنطق، وكتاب المعالم في الفقه وأصوله، واللمعة الدمشقية للشهيد الأول، والروضة البهية في شرح اللمعة للشهيد الثاني.
            - في أيلول عام 1937م توجّه إلى النجف الأشرف حيث أتيح له الاتصال الوثيق بكبار علمائها الأعلام في الفقه والأصول وعِلم الكلام. فقرأ على السيد جواد التبريزي شرح العلامة الحلّي. وتبحّر في الفقه على آيات الله السيد حسين الحمامي والسيد محمد سعيد فضل الله والسيد محمود الشهرودي والسيد محسن الحكيم. وفي علم الأصول على الشيخ محمد كاظم الخراساني والسيد أبي القاسم الخوئي والشيخ خضر الجيلاني الذي قرأ عليه كتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري.
            - عاد نهائياً إلى لبنان في أواخر العام 1949م حيث استوطن بلدة أنصار لمدة خمس سنوات ثم غادرها إلى بلدة عدلون في قضاء الزهراني منذ العام 1954 وحتى الآن.
            من رجال الدين الأوائل الذين أرسو الخطاب الديني المتقدم والعصري في الحسينيات والنوادي في بيروت وجبل لبنان منذ مطلع الخمسينيات، مقتحماً المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية بكل جرأة وإقدام.
            فهو في خطبه يتحدث إلى العالِم والمثقف والمتنور، وينزل إلى عامة الناس يتحدث بلغتهم ويتقرب إلى مفاهيمهم ويعالج مشاكلهم، همّه دفع المجتمع نحو الأفضل والأحسن، فعُرف في لبنان بأنه رمز للإصلاح والتجديد.
            واكب نشاطات الحركات الوطنية والتحررية في لبنان والعالم العربي، وأصدر بيانات ومواقف ثورية محرضة في مختلف المناسبات، وشارك الثورة الفلسطينية همومها ونضالها العادل منذ نشأتها. كما شارك الحركة الوطنية اللبنانية العديد من نشاطاتها. كذلك كان من أهم مناصري مزارعي التبغ في الجنوب ومحركاً مهماً لتحركاتهم المطلبية.
            - رفض الاحتلال الإسرائيلي منذ دخوله إلى لبنان، وشارك في العديد من التحركات المناهضة له.
            - توقف عن نشاطه السياسي والعام منذ مطلع التسعينيات بسبب المرض، ويقيم عند ابنه السيد كاظم إبراهيم إمام بلدة الدوير.

            تعليق

            • قلب الأسد
              • Nov 2008
              • 1007

              #21
              شخصية اليوم العاملية
              العلامة السيد علي بدر الدين (حاروف)

              العلامة السيد علي بدر الدين
              في بلدة حاروف – قضاء النبطية وفي 1949 ميلادية أبصر السيد علي محمد جواد بدر الدين النور. وفي ظل أسرة علمية أبية متواضعة نشأ هذا السيد وترعرع على خصال الخير والفضيلة والإباء وحب العلم.
              قضى طفولته بين أترابه، ولكنه كان يختلف عنهم كثيراً ، كان ودوداً بهم، محباً لهم مخلصاً ، يأبى إلا أن يكون جليسهم طيلة فراغه من المدرسة.
              تلقَّى دروسه الأولى في مدرسة البلدة، ثم انتقل بعد انهائه المرحلة الابتدائية إلى مدرسة النبطية لإكمال تعلمه في المرحلة المتوسطة. أحبه معلموه وأساتذته لذكائه الحاد وأحاسيسه المرهفة، نبغ في الشعر والأدب وهو في يفاع عمره.
              عاش شبابه في ظل العلماء والفقهاء والأدباء في منطقة النبطية، يخالطهم ويأخذ عنهم في الفقه واللغة والأدب والتاريخ، أما في حاروف فلم يكن بعيداً عن عمه المرحوم السيد أمين بدر الدين المعروف بشاعريته، وذائقته الأدبية، فكثيراً ما كان يعرض عليه أشعاره البكر، ينقحها له ويضبطها، والعم يتوسم له مستقبلاً زاهراً في الإبداع والنظم.
              وفي العام 1969 ميلادي وبعد طول تردد من الأهل، وبعد تدخل لفيف من العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة المقدس الشيخ جعفر الصادق رحمه الله قرر الذهاب إلى النجف الأشرف لطلب العلوم الدينية، وهناك وتحت قبة جده الإمام علي (عليه السلام) تفرَّغ لدراسة الفقه على أيدي أساتذة أجلاء مجتهدين ومراجع عظام، أخص بالذكر منهم المرجع الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي (رضوان الله عليه)، والسيد محمد باقر الصدر الشهيد (قدس سره)، والمقدس السيد علي الفاني رحمه الله.
              بيد أنه لم يتنكر لشاعريته، بل زاد من عطائه في مجال الشعر، وكان له حضوره الأدبي، كما كان له حضوره الفقهي، ويتمثل ذلك بانتسابه إلى الرابطة الأدبية في النجف الأشرف، والتي كان يرأسها العلامة المجاهد السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله.
              عاد إلى وطن الأهل والأحباب، فتابع رحلته الأدبية على مستوى الندوات التي أقامها في النبطية وفي صور وفي بنت جبيل وغيرها من مدن جبل عامل التي كانت تزخر بعطاء أهلها المتنوع في الأدب والشعر.
              استأنف في النجف الأشرف دراسته الفقهية التي كان يعتبرها ضرورية لرجل الدين المبلغ والداعي، إذ أن الدعوة إلى الله تستلزم مستوى جيداً من الوعي والمعرفة الدقيقة بتفاصيل المفاهيم والأحكام، لأن من عُدمها لا يحسن منه أمر التبليغ، بل تترتب عليه آثار سلبية تسيء إلى الدعوة والرسالة.
              كانت تربطه بآية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر الشهيد، علاقة قوية تجاوزت علاقة الأستاذ بالتلميذ، وكثيراً ما كان سماحته ينيط به أموراً ومهمات شتى، وهذه العلاقة القوية والمتينة والتي يشهد لها كبار العلماء المساعدين للسيد الصدر الشهيد أساء تفسيرها من في نفوسهم مرض واستغلها آخرون لتنفيذ مآربهم.
              انفجرت شاعريته التي كانت تكمن تحت عباءة الدراسة وتحصيل العلوم الفقهية، وقد هاله ما حل بالعالم العربي من مآسٍ ومعاناة جرَّت كثيراً من الويلات على شعوب المنطقة ، فعالمنا ممزق، وكثير من أرضه تئن تحت وطأة العدو الصهيوني، حتى القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين أصبحت رهينة الصهاينة، يدنسونها كل يوم. فكان له ديوانه : "سيدي أيها الوطن العربي" والذي راح يلملم فيه بعض جراحاته ومعاناته، ويتطلع إلى مستقبل مشرق تكون فيه الأمة حاضرة ومستعدة لمقارعة التحدي، وصامدة أمام كيد الأعداء، وتستعيد فيه هويتها الضائعة، والتي دأب المستعمرون على طمسها وإلقائها.
              وفي مطلع سنة 1980 ميلادية عاد السيد علي إلى وطنه ليمارس دوره بين أهله ووبني مجتمعه كإمام لبلدته، وكان له أعداء الأمة بالمرصاد.
              ففي ليلة التاسع عشر من شهر رمضان الموافق لحزيران 1980 اختطف السيد وهو في طريقه إلى المسجد، واستشهد على يد حثالة مأجورة من البعثيين، ودفن ليلاً في الحادي والعشرين من الشهر نفسه في جبانة بلدته حاروف.

              تعليق

              • قلب الأسد
                • Nov 2008
                • 1007

                #22


                الكفعمي
                قال الأمين، هو الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي.
                وفي آخر (المصباح): إبراهيم بن علي بن حسن بن صالح.
                وفي آخر (حياة الأرواح): إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن إسماعيل.
                نسبته:
                قال الأمين: وصف نفسه في آخر (المصباح) وغيره: بالكفعمي مولداً، اللويزيّ محتداً، الجبعي أباً، الحارثي نسباً، التقيّ لقباً، الإمامي مذهباً.
                و(الكفعمي) نسبة إلى (كفر عيما) قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت، واقعة في سفح جبل، مشرفة على البحر، هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية.
                و(الكَفْر) بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة، في اللغة: القرية، وقيل: إنه كذلك في السريانية، ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر.
                وأهل الشام يفتحون فاء (كفر) عند إضافتها.
                و(عيما) بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف، لفظ غير عربي على الظاهر.
                وقياس النسبة إلى (كفر عيما) كفر عيماوي، لكنه خفف، كما قيل: عبشمي وعبدري وحصكفي، في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار وحصن كيفا.
                وعن خط الشيخ البهائي: إن (الكفر) على لغة جبل عامل بمعنى القرية و(عيما) اسم لقرية هناك، وأصلها كفر عيما، أي: قرية عيما، والنسبة إليها كفر عيماوي، فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار (كفعمي). انتهى.
                وفي (نفح الطيب): إن الكفعمي نسبة إلى (كفر عيما) قرية من قرى أعمال صفد، كما يقال في النسبة إلى عبد الدار: عبدري، وإلى حصن كيفا: حصكفي.انتهى.
                وهي من عمل الشقيف في جبل عامل، لا من أعمال صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول أحدهما في عمل الآخر في بعض الأعصار.
                وما في النسخة المطبوعة من (نفح الطيب) من رسم (عيما) بتاء فوقانية من تحريف النساخ.
                وفي (معجم البلدان): (عما) بفتح أوله وتشديد ثانيه، اسم أعجمي لا أدريه، إلا أن يكون تأنيث (عم) من العمومة، و(كفر عما) صقع في برية خساف، بين بالس وحلب، عن الحازمي. انتهى.
                و(اللويزي) نسبة إلى اللويزة، بصيغة تصغيرة لوزة: قرية في جبل عامل من عمل لبنان.
                فأصل آباء الكفعمي من اللويزة، وأبوه سكن جبع، ثم انتقل إلى كفر عيما، فولد ابنه فيها.
                و(الجبعي) نسبة إلى جبع بوزن زفر، ويقال: جباع، بالمد: قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال، غاية في عذوبة الماء وصحة الهواء وجودة الثمار، نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار.
                (والحارثي) نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، فإن المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
                قال الأميني: والد المترجم له الشيخ زين الدين علي جد جد شيخنا البهائي، أحد أعلام الطائفة وفقهائها البارعين. يروي عنه ولده المترجم له، ويعبر عنه بالفقيه الأعظم الورع، وأثنى عليه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محلى شيخ أخي المترجم له شمس الدين محمد في إجازته: بالشيخ العلامة، زين الدنيا والدين، وشرف الإسلام والمسلمين، توفي قدس سره سنة 861.
                وخلّف الشيخ زين الدين علي خمس بنين وهم:
                1- تقي الدين إبراهيم، شيخنا الكفعمي المترجم له.
                2- رضي الدين.
                3- شرف الدين.
                4- جمال الدين أحمد صاحب (زبدة البيان) في عمل شهر رمضان، ينقل عنه أخوه شيخنا الكفعمي رحمه الله في تأليفه.
                5- شمس الدين محمد، جد والد شيخنا البهائي، كان في الرعيل الأول من أعلام الأمة، يعبر عنه شيخنا الشهيد الثاني بالشيخ الإمام في إجازته لحفيده الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي.
                ويصفه المحقق الكركي بقدوة الأجلاء في العالمين في إجازته لحفيده الشيخ علي بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد، المذكورة في (رياض العلماء).
                وذكره بالإمامة السيد حيدر البيروي في إجازته للسيد حسين الكركي.
                وأثنى عليه العلامة المجلسي في إجازاته بقوله: صاحب الكرامات.
                قرأ شمس الدين كثيراً على الشيخ عز الدين الحسن بن أحمد بن يوسف بن العشرة العاملي، المتوفى بكرك نوح سنة 862، وله إجازة من الشيخ علي بن محمد ابن علي بن المحلى، المتوفى سنة 855، ذُكرت في إجازات البحار، ص 44، وُلد رحمه الله سنة 822، وتوفي سنة 886.
                2- ولادته ووفاته ومدفنه
                قال الأميني: ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع، ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراغ من الأرجوزة سنة 870، وكانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل، وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها.
                وتاريخ وفاته مجهول، وفي بعض المواضع أنه توفي سنة 900، ولم يذكر مأخذه، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحس، لكنه كان حياً سنة 895، فإنه فرغ من تأليف (المصباح) في ذلك التاريخ.
                وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا.
                وفي الطليعة: أنه توفي سنة 900 بكربلاء، ودفن بها، وظهر له قبر بجبشيت من جبل عامل، وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه، والله أعلم حيث دفن.
                أقول: قد سكن كربلاء مدة، وعمل لنفسه أزجاً[1] بها بأرض تسمى عقير، وأوصى أن يدفن فيه، ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها.
                ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته.
                ثم خربت القرية، ويقال إن سبب خرابها كثرة النمل فيها الذي لا تزال آثاره فيها إلى اليوم، فنزح أهلها منها وأصبحت محرثاً.
                وهذا بعيد، فكثرة النمل لا توجب خرابها، وإنما خربت بالأسباب التي خرب بها غيرها من القرى والبلدان في كل صقع ومكان.
                فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من تراب، ولم يزل مستوراً بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد، فظهر عند حرث تلك الأرض وعرف بما كتب عليه وهو:
                (هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله). وعُمّر، وصار مزوراً بتبرك به.
                وبعض الناس يروي لظهوره حديثاً لا يصح، وهو أن رجلاً كان يحرث فعلقت حارثته بصخرة، فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضاً طرياً، فرفع رأسه من القبر – كالمدهوش – والتفت يميناً وشمالاً، وقال: هل قامت القيامة؟! ثم سقط.
                فأغمي على الحارث، فلما أفاق أخبر أهل القرية فوجدوه قبر الكفعمي وعمّروه.
                وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق، والحقيقة ما ذكرناه، ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدّقوه عليها.
                قال الأميني: توفي شيخنا الكفعمي في كربلاء المشرفة سنة 905 كما في كشف الظنون، وكان يوصي أهله بدفنه في الحائر المقدس بأرض تسمى (عقيراً) ومن ذلك قوله:
                سألتكم بالله أن تدفنونني 000 إذا مت في قبر بأرض عقير
                فإني به جارُ الشهيدِ بكربلا 000 سليل رسول الله خير مجير
                فإني في حفرتي غير خائف 000 بلا مرية من منكر ونكير
                آمنت به في موقفي وقيامتي 000 إذا الناس خافوا من لظى وسعير
                فإني رأيت العرب تحمي نزيلها 000 وتمنعه من أن ينال بضير
                فكيف بسبط المصطفى أن يذود من 000 بحائره ثاوٍ بغير نصير
                وعارٌ على حامي الحمى وهو في الحمى 000 إذا ضلّ في البيدا عقالُ بعيرِ

                تعليق

                • قلب الأسد
                  • Nov 2008
                  • 1007

                  #23
                  نسلط الضوء اليوم على شخصية نادرة في عالمنا العربي والأسلامي
                  انه
                  الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي

                  ولد الفقيه الجليل والعالم الكبير الشيعي الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي المعروف بالشهيد الثاني في 13 شوال سنة 911 هـ في أسرة من أسر العلم والفقه وهو أحد أعيان و مفاخر فقهاء الشيعة وأحد المتبحرين في العلوم الإسلامية وأحد أساطين الفقه والاجتهاد الذين قل نظيرهم.
                  دراسته
                  1 - أنهى الشهيد الثاني دراسة المقدمات عند والده نور الدين علي بن أحمد ثم انتقل إلى قرية ميس وحضر عند الشيخ علي بن العالي الميسي المتوفى سنة 938 هـ فواصل دراسته وقرأ عليه شرائع الإسلام للمحقق الحلي والإرشاد والقواعد للعلامة الحلي.
                  وقد قام بسفرات عديدة إلى مختلف نقاط العالم الإسلامي لإدامة دراسته.
                  2 - ثم انتقل إلى كرك نوح ودرس النحو وأصول الفقه عند السيد جعفر الكركي وبعد إقامة دامت ثلاث سنين في جبع سافر إلى دمشق في سنة 937 هـ وحضر عند الشيخ محمد بن مكي الحكيم و الفيلسوف الكبير ودرس شطراً من كتب الطب والحكمة والهيئة واشترك أيضاً في درس أحمد بن جابر وقرأ عليه كتاب الشاطبية في علم القراءة والتجويد.
                  وقرأ الشهيد الثاني أيضاً صحيح مسلم وصحيح البخاري عند شمس الدين بن طولون في دمشق.
                  3 - وسافر إلى مصر سنة 942 هـ وقد درس في مصر عند ستة عشر أستاذاً بارزاً في علوم العربية وأصول الفقه والهندسة والمعاني والبيان والعروض والمنطق والتفسير وغيرها.
                  4 - سافر سنة 948 هـ إلى بيت المقدس وحصل على إجازة في الرواية من الشيخ شمس الدين بن أبي اللطيف المقدسي ثم عاد إلى وطنه.
                  5 - ثم عزم على السفر إلى الروم الشرقية فسافر سنة 949 هـ إلى القسطنطينية وقد بعث رسالة تحوي عشرة من العلوم إلى القاضي عسكر محمد بن محمد بن قاضي زادة وبعد أن التقى به وتباحث معه اقترح عليه القاضي الرومي أن يدرس في أية مدرسة شاء واختار الشهيد الثاني بعد الاستخارة مدرسة النورية في بعلبك وقد أوكل إليه القاضي إدارة أمور هذه المدرسة.
                  6 - بعد أن زار الشهيد الثاني مراقد الأئمة الأطهار عليهم‏السلام سنة 953 هـ عاد إلى جبع واستقر في وطنه الأصلي واشتغل بالتدريس والتأليف.
                  مرجعيته وشهرته
                  تسنم الشهيد الثاني بعد إقامته في بعلبك بفضل شهرته العلمية مقام المرجعية وقد شد إليه الرحال العلماء والفضلاء من أقصى البلاد للانتهال من علمه وأخلاقه.
                  و قد بدأ التدريس الجامع هناك حيث كان ملماً بالمذاهب الخمسة وكان تدريسه على أساس جميع هذه المذاهب وفي الحقيقة فإنه كان يدرس الفقه المقارن والعقائد التطبيقية وقد كان عامة الناس يستفتونه فكان يجيبهم طبقاً لمذاهبهم.
                  أقوال العلماء فيه
                  يقول المرحوم الخونساري صاحب روضات الجنات حول الشهيد الثاني:
                  لم ألف إلى هذا الزمان أحداً من العلماء الأجلة يكون بجلالة قدره وسعة صدره وعظم شأنه وارتفاع مكانه وجودة فهمه ومتانة عزمه وحسن سليقته واستواء طريقته ونظام تحصيله و كثرة أساتيذه وظرافة طبعه ولطافة صنعه ومعنوية كلامه وتمامية تصنيفاته وتأليفاته بل كاد أن يكون في التخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى تالياً لتلو المعصوم.
                  كان الشهيد الثاني مع علو مقامه ومنزلته العلمية والفقهية يسعى لتأمين بعض من ضروريات معاشه فقد ذكر أنه كان يخرج من منزله ليلاً ويركب حماره ويخرج إلى خارج المدينة ويجلب الحطب إلى منزله.
                  أساتذته
                  لقد سعى الشهيد الثاني من خلال أسفاره العديدة أن يحضر عند أساتذة يمكنه أن يستفيد منهم بأكبر قدر ممكن ومع أننا نعجز عن ذكر جميع أساتذته لا سيما وأنه قد حضر عند أساتذة من المذاهب الخمسة فإننا نذكر منهم ما يلي:
                  1 - أبوه علي بن أحمد العاملي الجبعي المتوفى 925 هـ
                  2 - الشيخ علي بن عبد العالي الميسي المتوفى 938 هـ
                  3 - الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف الكبير
                  4 - السيد حسن بن جعفر الكركي
                  5 - شمس الدين طولون الدمشقي الحنفي
                  6 - الشيخ أبو الحسن البكري
                  7 - الشيخ شمس الدين أبو اللطيف المقدسي
                  8 - الملا حسن الجرجاني
                  9 - شهاب الدين بن نجار الحنبلي
                  10 - زين الدين الحري المالكي
                  مؤلفاته
                  جاء في أمل الآمل أن الشهيد الثاني خلف ألفي كتاب منها مئتان كانت بخطه من مؤلفاته وغيرها.
                  ومن مؤلفاته:
                  1 – روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان
                  2 - مسالك الأفهام في شرح شرايع الإسلام
                  3 - الفوائد العملية في شرح النفلية
                  4 - المقاصد العلية في شرح الألفية
                  5 - مناسك الحج الكبير ومناسك الحج الصغير
                  6 - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
                  7 - البداية في علم الدراية و شرحه وقد كان الشهيد الثاني أول من كتب في هذا المجال.
                  8 - تمهيد القواعد الأصولية لتفريع الأحكام الشرعية
                  9 - غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين
                  10 - كتاب في الأحاديث و يحوي 1000 حديث أختارها من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب.
                  11 - رسالة في الأدعية ورسالة في آداب الجمعة
                  12 - حقائق الإيمان
                  13 - منظومة في النحو وشرحها
                  14 - منية المريد في أدب المفيد والمستفيد في آداب التعليم والتعلم وهو كتاب مفيد جداً في التربية والتعليم.
                  15 - مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد وتلخيصه والذي كتبه بعد أن فقد عدداً من أولاده لتسلية نفسه والآخرين.
                  16 - كشف الريبة عن أحكام الغيبة
                  البشارة
                  يذكر الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي بأنه دخل يوماً على الشهيد الثاني فوجده مستغرقاً في فكر عميق فسأله عن الأمر الذي شغل باله فقال: يا أخي أظن أني سأكون ثاني الشهيدين لأني رأيت البارحة في المنام أن السيد المرتضى علم الهدى قد أقام وليمة جمع فيها علماء الإمامية في بيت فلما دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بي و قال لي: اجلس بجنب الشيخ الشهيد فلما استوي بنا المجلس انتبهت
                  شهادته
                  كان الشهيد الثاني كغيره من شهداء الفضيلة ضحية المطامع الشخصية لبعض المنبوذين والساقطين في المجتمع. الذين يحاولون من خلال الحرية تصفية حساباتهم الخاصة.
                  وكانت القصة كما يلي:
                  يترافع شخصان من أهالي مدينة جبع إلى الشهيد الثاني ليحكم بينهما وبالفعل يقوم بالفصل في تلك المرافعة على أساس موازين الدين وضوابط الشريعة المقدسة غير أن الشخص الذي حكم الشهيد الثاني عليه في تلك الدعوى يخرج مملوءاً بالغضب ويذهب إلى قاضي صيدا ليتهم الشهيد الثاني بالرفض والتشيع. فيقوم القاضي بنقل هذا الأمر إلى السلطان سليم حاكم الروم العثماني في ذلك الوقت ليقوم السلطان بإرسال شخص من قبله لإلقاء القبض على الشهيد غير أنه لم يوفق في العثور عليه.
                  فأمر السلطان سليم وزيره رستم باشا بتعقب الشهيد وإلقاء القبض عليه حياً ونقله إلى السلطان ليتعرف بنفسه على حقيقة مذهبه ولما عرف الوزير أن الشهيد كان قد سافر إلى الحج فترصد له في الطريق إلى مكة فألقى القبض عليه هناك غير أن الشهيد الثاني طلب منه أن يمهله حتى يتم سفر الحج فوافق على ذلك ولما أنهى حجه أخذه إلى السلطان ولكنه في الطريق عند ما وصل بلاد الروم و بجوار شاطئ البحر قام بقتل هذا الأستاذ الكبير وذلك بتحريض من أحد الأشخاص ثم قطع رأسه وأخذه إلى السلطان فوبخه السلطان وعاتبه على ذلك عتاباً شديداً ولكن الدم الطاهر للشيخ الشهيد لم يضع هدراً فإن الوزير رستم باشا قد حكم عليه بالموت لهذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء وذلك بوجود السيد عبد الرحيم العباسي.
                  وكانت شهادة هذا العالم الكبير سنة 966 هـ وبقي جسده ثلاثة أيام على الأرض ثم ألقي هذا الجسد الطاهر في البحر.

                  تعليق

                  • قلب الأسد
                    • Nov 2008
                    • 1007

                    #24



                    شخصية اليوم شخصية مميزة بكل معنى الكلمة
                    على الصعيد الديني والأنساني
                    انه
                    العلامة محمد تقي الفقيه العاملي
                    هو أحد مراجع الشيعة الإمامية ، مشهود له بالعلم والفضل والتفوق لدى ذوي الاختصاص من الفقهاء المعاصرين وغيرهم ، ومعروف بالورع والتقوى . (1)

                    وقد كان له مقلدون منذ وفاة آية الله السيد الحكيم قدس سره ، وقد طبعت رسالته العملية ( عمدة المتفقه ) مرتان ، وفي المرة الثالثة طبعت رسالته " مناهج الفقيه " بأجزائها الثلاثة ، ولم يزل مكبّا على الاشتغال بالتأليف والتصنيف والتدريس ، في الفقه والأصول وغيرهما ، طيلة أيام حياته ، وكان آخر ما أنتجه قلمه الشريف كتابه في الأصول اللفظية والعملية( البداية والكفاية ) ، وقد لزمه المرض بعد أسبوع فقط من إرساله للمطبعة، وخرج من المطبعة وهو في فراش المرض .

                    وكان بحثه في الفقه والأصول في مدينة صور وبلدته حاريص ، يقصده طلابه من مسافات بعيدة ربما فاقت الخمسين كيلومترا ، وهو في بحثه يحاول اختصار المسافة على الطالب متحاشيا الإشكالات الهامشية الغير مفيدة ، سيما بعد هضم المسألة وفهمها .

                    له مؤلفات كثيرة ، وكثير منها ما يزال مخطوطاً ، وبعض من المخطوط يكاد يكون جاهزا للتقديم للطبع.

                    وهو شديد الاهتمام بمؤلفاته ، عظيم الاعتناء بالمطالب العلمية ، لا ينشر ما يكتبه إلا بعد أن يبذل أقصى وسعه في التحقيق ، وربما يراجع ما كتبه
                    لو أن العالم الديني اطلع على قلب العالم الآخر لأخذ التراب من تحت قدميه للبركة
                    المرات ، وربما أتعب نفسه الشريفة ونهض في الليل - على كبر سنه وضعف بصره - ليضيف أو يبدل أو يصحّح أو يوضح ، على وريقات يحتفظ بها إلى جانب سريره ! ..

                    تلمّذ على يد خيرة علماء النجف الأشرف وأساتذتها وفي طليعتهم أستاذه الأعظم المرجع الأعلى في عصره السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) ، وقد تأثر كثيراً بمسلكيته ، وهو يذكر ذلك مترحما عليه ، نال درجة الاجتهاد المطلق في سنة 1373هـ .

                    قام بإنشاء المدرسة اللبنانية في النجف الأشرف سنة 1957م ، كما قام بإنشاء حسينية للبنانيين في الكويت ، يحب أهل العلم ويقربهم إليه ، ولا يستكثر عليهم شيئا ما داموا في طريق التحصيل والتفقه وإرشاد الناس ، وكثيراً ما يحثهم على مزاولة الوعظ والإرشاد ، ويردّد كلمة أستاذه الحكيم ( قدس )( الناس إذا تُركوا تركوا ) ، وإذا شاع عن أحدهم أخطاء أو انحرافٍ ما تلمس له العذر حتى يعود عن خطأه .

                    يقدس العلماء ويكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير سيما المراجع الأعلام منهم وكثيرا ما يردد ( لو أن العالم الديني اطلع على قلب العالم الآخر لأخذ التراب من تحت قدميه للبركة ) ، وهي تعطينا صورة مفادها أن العالم الرباني يحب لله ويبغض لله ولا قيمة للدنيا في نظره .

                    من صفاته المميزة أيضا أنه لا يغتاب أحداً ولا يذكر إنساناً بسوء مطلقا ، ولو كان فاسقا ، بل بالعكس ، فإنه عند ذكر بعض الفسّاق في مجلسه يحاول أن يبرز له خصاله الحميدة من شجاعة وشهامة وما إلى ذلك .

                    ما ترك نافلة في حَضَرٍ ولا سَفَر منذ أن كان عمره أربعة عشر سنة حتى آخر أيامه رغم كبر سنّه ، مما أوجب إشفاق بعض المؤمنين عليه لما رأى من ضعفه عن القيام والركوع والسجود للنافلة ، فكلّمه في ذلك ، فكان مضمون جوابه وقد انحدرت دموعه : ( أريد أن أكون مع إخواني ممن سبقوني في درجاتهم العالية ) .

                    ومن مميزاته أنه شجاع القلب يتمتع بجرأة فائقة ، له نظرة خاصة في السياسة فهو يبتعد عنها لأنه يعتبرها منزلقا خطيراً قلما يسلم فيه سالكوه ، ومع ذلك فإن له فيها نظرات صائبة تحقق أكثرها.

                    هويته وولادته :

                    هو : الشيخ محمد تقي بن الحجة الفقيه الثبت الشيخ يوسف الفقيه بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي الفقيه العاملي .

                    تعرف أسرته بآل الفقيه ، والمعروفون بهذا اللقب كثيرون في جبل عامل ، والمظنون أنهم يرجعون إلى " العوادل " (2) .

                    ولد في بلد حاريص (3) وذلك عشية الإثنين في ليلة السادس والعشرين من ذي الحجة ، سنة ألف وثلاثماية وتسعة وعشرين هجرية ( 1329هـ ) (4) .

                    والده :

                    الفقيه الثبت ، وأحد أعلام عصره ، ذو الشهرة العريضة الشيخ يوسف الفقيه تغمده الله برحمته ، المعروف لدى العامة والخاصة في زمانه بالشيخ يوسف الحاريصي (5) .

                    ووالدته:

                    ابنة الشيخ محمد سليمان النباطي أصلا والمزرعي ثم البياضي مسكنا ً، توفيت رحمها الله وله من العمر نحو أربع سنوات ونصف ، عن ثلاث أولاد ذكور وأنثى واحدة وهي أكبرهم سناً ، والأولاد الذكور هم : المرحوم الحجة المقدس الشيخ علي الفقيه ، ثم الشيخ محمد تقي الفقيه (6) ، ثم محمد حسن .

                    كان والده الشيخ يوسف الفقيه أحد أعلام عصره البارزين على الصعيدين الديني والسياسي ، فقد كان عالماً محققا ومجتهدا مطلقا ، فقيها بارعاً وأصولياً رائعاً ، امتاز بشهرة واسعة في ميادين العلوم ، سيما منها الأصول والفقه والتفسير والحديث ، وله رحمه الله باع طويل في المعارف والحياة الاجتماعية ، وقد وهبه الله سبحانه إلى جانب ذلك سهولة البيان مع فصاحة اللفظ وطلاقة اللسان مع قوة الجنان .

                    وكان بيته مهوى لأرباب العلم والفكر والأدب من العلماء والأدباء والشعراء والقادة والزعماء .

                    في تلك الأجواء نشأ شيخنا المترجم له ، وفيها ترعرع ، فكان من الطبيعي جداً أن يحمل في نفسه خصائص امتاز بها عن غيره .

                    دراسته ونشأته العلمية :

                    شرع في قراءة القرآن عند الفاضل التقي المرحوم الشيخ حسن سويدان من حاريص .

                    ثم شرع في قراءة " الأجرومية "، ثم كتاب " قطر الندى " ، ثم وضع والده له ولأخيه المقدس الشيخ علي دروسا خاصة كانا يقرآنها معا .

                    وقد كان يتولى تدريسهما الفضلاء الأتقياء الشيخ أحمد الحاج قاسم خليل ، والشيخ أحمد مروة ، والشيخ حسن سويد ، وكلهم من سكان حاريص .

                    أول اغتراب في طلب العلم (7) :

                    ثم أرسلهما والدهما مع الشيخ حسن سويد إلى بلدة " رشاف " القريبة من حاريص ، والتي انتقل إليها الشيخ حسن في سنة 20 ميلادية ، طمعا منه ( ره ) بأن ينقطعا للدرس في الغربة .

                    الهجرة الثانية إلى شقراء :

                    ثم ذهب الشيخ ( ره ) وأخوه إلى قرية شقراء ليتعلما فيها ، فكان العلامة الجليل الشيخ حسين عبد الله غريب يتولى تدريسهما ، وربما تولاه العلامة الكبير المقدس السيد محمود الأمين .

                    وفي هذه المرحلة كان قد درس الألفية إلى مبحث الاستثناء ، ونظم الشعر (8) .

                    الهجرة الثالثة إلى النجف الأشرف (9) :

                    ثم في سنة أربعة وأربعين هـ أرسل المقدس الشيخ يوسف ولده الشيخ علي إلى النجف الأشرف، ثم تبعه المترجم له بعد ذلك بسنة .

                    عمدة أساتذته:

                    قال ره في مذكراته : ( بعد مضي ثلاثة عشرة سنة تقريبا من إقامتي في النجف الأشرف لم أغادرها إلا مرتين ، مرة سنة 1347هـ لمرض ألم بي ، ومرة أخرى سنة 1350هـ لأجل الاقتران .

                    كان عمدة أساتذتي إلى هذا التاريخ :

                    السيد حسين الحمامي .

                    والشيخ عبد الرسول ابن الشيخ شريف الجواهري .

                    والشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني .

                    وكنت أحضر درس آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني للتبرّك بدون مطالعة ولا مراجعة .

                    وكنت ملتزما بدرس الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ليلا ) .

                    تلامذته :

                    أما في فترة إقامته في النجف فمن أبرزهم :

                    - الشيخ محمد تقي الجواهري .

                    - السيد محمد ابن السيد حسين الحمامي .

                    - السيد مهدي الحكيم .

                    - آية الله حجة الإسلام الشيخ مفيد الفقيه .

                    - آية الله حجة الإسلام السيد علي السيد حسين السيد يوسف مكي .

                    - الشيخ سليمان اليحفوفي .

                    - السيد محمد صادق الحكيم .

                    - آية الله حجة الإسلام الشيخ محمد مهدي شمس الدين .

                    وأبرز من تتلمذ على يديه في لبنان بعد عودته سنة 1962م :

                    - آية الله السيد علي السيد حسين السيد محمد مكي .

                    - آية الله الشيخ جمال الفقيه .

                    - ولده العلامة الشيخ محمد جواد الفقيه .

                    - ولده العلامة الشيخ محمد صالح الفقيه .

                    - الشيخ أكرم جزيني .

                    أول لقاء علمي مع السيد محسن الحكيم :
                    أجازه السيد الحكيم بالاجتهاد المطلق إجازة عالية سنة 1373هـ، نوّه فيها قدس سره بمكانته العلمية الرفيعة
                    في سنة 1357هـ، وعند رجوعهم من توديع الشيخ حسين الخطيب الذي كان يسافر الى لبنان ، ولدى مروره بمقبرة المرحوم السيد محمد سعيد الحبوبي ، وجد السيد محسن الحكيم يدرس فيها ، فحضر الدرس ، وكان همه الاستماع لملاحظات الأستاذ حول مجموع المسألة ، للتعرف على شخصيته العلمية .

                    ثم كرر الحضور فلمس فيه روحانية عالية ، وعزم على حضور مباحثه لأجل ذلك في البداية ، ثم التزم بالحضور عنده لما لمسه فيه من الفضل ، وفي ذلك يقول :

                    ( فلاحظت في بيانه عِلما وتحقيقا وجلاء وتوضيحا أزال معظم القلق الذي كنت أعانيه بالنسبة لتصفية المسائل ، ولا سيما بعد مناقشات فضلاء الدرس وبعد أجوبته لهم ) .

                    وأخذ يحث إخوانه على حضور درسه والاستفادة منه ، وبعد شهور أصبح جميع أهل الفضل من العامليين يحضرون درسه ويتذاكرون فيه .

                    ثم تطورت العلاقة مع السيد الحكيم ، فصار يذهب إليه في أيام العطلة شطرا من النهار للاستفادة من السؤال والمذاكرة ، وصار يقوم بخدمته وخدمة أضيافه ، ثم صار يلازمه في أكثر الأوقات ، ويرافقه في أسفاره .

                    قال ره : ( وأخيرا أصبح السيد يعتمد عليّ في تربية أولاده فيأمرهم بصحبتي ويكونون لي كما أنا له ، وقد توفقت كثيرا في توجيه نجله العلامة الشهير السيد مهدي الحكيم ، والسيد مهدي من أحب الناس للناس وأوثقهم في نفسي وقد ابتلي بالسياسة فشرد عن العراق .. ) .

                    عـلمــه :

                    أجازه السيد الحكيم بالاجتهاد المطلق إجازة عالية سنة 1373هـ، نوّه فيها قدس سره بمكانته العلمية الرفيعة ، قال فيها : ( ولم يزل مكبّا على الدرس والتدريس والتأليف والتصنيف ، والتتبع والاستقراء ، مواظبا على الطاعات مجدا في تحصيل الملكات الحميدة ، حتى حاز ملكتي الاجتهاد والعدالة ، وحصلت له ملكة استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية وأصبح بحمده تعالى معنيا بقوله عليه السلام « ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا .. ».

                    الى أن قال : ( وقد عرفنا ذلك كله بالمعاشرة في مجلس الدرس والمذاكرة فليحمد الله تعالى .. )

                    عودته إلى جبل عامل :

                    رجع إلى لبنان سنة 1963م ، اثر الاضطرابات التي حصلت في ذلك الوقت في العراق ، وكان خلالها مقيما في قلعة سكر ، يرجع إليه أهله ومحيطها .

                    وفي لبنان أقام في حاريص ، ثم انتقل للإقامة في بيروت شتاءا وفي حاريص صيفا ، وفي ستة 1983م هاجر إلى حاريص تاركا بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي ، وآثر البقاء في حاريص ، والانتقال شتاءا إلى صور بدل بيروت ، وبقي فيها ، إلى أن لزمه المرض الذي ابتلي به يوم الإثنين 31/3/1998م واستمر به إلى ساعة وفد على ربه ضحى الأحد 14 شباط 1999م بعد سنةٍ إلا خمسا وأربعين يوما من معاناته المرض ، صابرا محتسبا منتظرا لقاء الله تعالى .

                    ونقل الجثمان الطاهر مساء الثلاثاء 16شباط الى النجف المقدسة الأرض التي أحب مجاورة الأمير فيها ، والتي أوصى بنقله إليها، ودفن في جوار أمير المؤمنين ، وإلى جنب أخيه الشيخ علي الفقيه الذي كان قبل مرضه مرض الموت يحدث عن استيحاشه بعدم رؤيته في منامه ، ثم بعد أسبوع رآه فأخبرنا انه رآه آت هو ووالده لاصطحابه ، فلما جهز متاعه وأغراضه صرفه أخوه عن السفر معهم ، وتركه وانصرف .

                    فهــــرس بأســـمـاء مؤلفات آية الله الحجة الشيخ محمد تقي الفقيه

                    بعضها مطبوع وبعضها مُهيأ للطبع نذكرها أو نشير إليها طمعاً بأن يكتب لها أن تطبع ، عسى أن ينتفع بها منتفع :

                    1ـ جبل عامل في التاريخ : وهو جزآن في مجلد واحد طبع في العراق سنة 1364هج وأعيد طبعه في بيروت سنة 1406 هج - 1986م .

                    2ـ جامعة النجف في عصرها الحاضر : مقارنة بين الدراسة فيها وبين الدراسة في أعظم الجامعات ، ويليه سيرة السيد الحكيم ( ره ) وفيه صورة عن المرجعية عند الشيعة ، طبع سنة 1369هج ، وطبع ضمن ( موسوعة النجف الأشرف ) دار الأضواء ، كما طبع ضمن الجزء الرابع من كتاب حجر وطين .

                    3ـ قواعد الفقيه : طبع سنة 1382هـ - 1963م في صور ، وأعيد طبعه في بيروت سنة 1407هج - 1987م مع تغييرات وزيادات ، وبقي قسم منه لم يطبع .

                    4- من فلسفة التشريع : أو الربا في مذهب أهل البيت ( ع ) : طبع مرة ثالثة 1410هج -1990م ، وقيل أنه ترجم الى الفارسية ، وقد صودر من المكتبات في العراق لاشتماله على ما يتنافى مع الإشتراكية .

                    5- عمدة المتفقه : رسالة عملية في العبادات بطريقة السؤال والجواب طبعت سنة 1392هج -1972م ، وأعيدت طباعتها سنة 1411هج -1990م .

                    6- مباني العروة الوثقى : يقع في عدة مجلدات ، بعضها خرج للمبيضة وبعضها لم يزل في مسوداته ، وقد طبع منه كتاب الخمس في مجلد واحد 1398هج - 1978م ، والمهيأ منه للطبع الاجتهاد والتقليد ، وقسم من المياه والفروع الستينية وشيء من كتابي الصوم والزكاة .

                    7- من مناهج الفقيه ومبانيه : مجلد واحد يشتمل فقه استدلالي صلاة المسافر والدماء الثلاثة، الطبعة الأولى 1413 هج -1993م .

                    8- مناهج الفقيه : رسالة عملية خرج منها ثلاثة مجلدات طبع الجزء الأول والثاني سنة1414هج - 1993م ، والجزء الثالث منها يحتوي استدلالاً موجزا طبع سنة 1416هج -1995م .

                    9- مناسك الفقيه : يشتمل على أعمال الحج والعمرة وأحكامها ، ويمتاز ببسط أحكام الخلل بالنسبة لكل عمل من أعمال الحج والعمرة وإلحاقها ببابها طبع سنة 1392هج .

                    10- مباني المناسك : وهو تعليق على مناسك الفقيه ، ومتنه يكاد يكون غير مناسك الفقيه ، وقد طبع منه مجلد واحد سنة 1409هج-1989م وبقي مثله تقريباً معداً للطبع.

                    11- مكاسب الفقيه : وهو يشتمل على قواعد المكاسب ومنها المعاطاة وأصالة اللزوم، وعلى كتاب البيع ، ويصلح متناً للتدريس وهو أدقها علماً وأعظمها نفعاً إن شاء الله طبع سنة 1417هج - 1996م .

                    12-حجر وطين : طبع منه أربع أجزاء في أربع مجلدات وبقي أضعافها ، وبعضها لا يزال في مسوداته وبعضها طبع على الآلة الكاتبة ، منه الرحلات الى الحج والزيارة ، ومنه وفيات الأعيان المعاصرين ، وقد أشير لذلك في الجزء الرابع المطبوع . طبع الجزء الأول منه سنة 1408هج - 1981 م .

                    13- كتيبات مطبوعة :

                    منها : مبادئ الإسلام في مذهب أهل البيت ( ع ) : وهو كتاب مدرسي مُعدّ لتربية الناشئة على الاعتقادات الضرورية الصحيحة ، خرج منه حلقتان وبقي منه ثلاث حلقات لا تزال غير منظمة ولكنها تشتمل على أمور مهمة تتعلق بأصول الدين ، طبع ثلاث طبعات .

                    ومنها : الصوم الواجب .

                    ومنها : الصلاة الواجبة .

                    14- الإسلام الكامل : مُهيأ للطبع فيه محاولة تهدف الى تقليل الخلاف بين المذاهب الإسلامية والتقريب بينها وتوضيح أن الخلاف إنما هو بين الساسة لا بين أصحاب المذاهب .

                    15- كتب ورسائل فقهية متعددة :

                    منها : منجزات المريض ، الحضانة ، السلف ، الرهن ، الوصايا ، المال المجهول المالك أو الذي لا يمكن إيصاله لمالكه .

                    16- الشموع : وهو ديوان شعر وضع فيه شعره وشعر والده ، وأكثر ما قيل فيهما .




                    40

                    تعليق

                    • قلب الأسد
                      • Nov 2008
                      • 1007

                      #25
                      الفقيه المجدِّد محمد جواد مغنية 1904 – 1979


                      صاحب المؤلفات الفقهية والأدبية والبحثية وأوّل من نظّم القضاء الجعفري



                      - تميّز بأسلوبه الجذّاب في الدعوة والتأليف فاستقطب جيل الشباب وقصدته القرى إلى «معركة»

                      - حارب الإقطاع السياسي وقاطع المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي بلا هوادة

                      قليل من رجال الدين الشيعة العامليين من أحدث ضجّة وصخباً، وأثارت آراؤه جدلاً ونقاشاً حادّاً كما العلامة الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية (1904 – 1979) خلال مسيرته العلمية التي أمضاها بين النجف الأشرف في العراق، وقرى ودساكر جبل عامل انتهاءً ببيروت وتوليه القضاء الشرعي ثم رئاسة المحكمة العليا فيها.

                      ترك مغنية عشرات الكتب والمؤلفات ابتغاء صلاح الدين والدنيا بأسلوبه النثري السهل – الممتنع الذي أصبح يعرف باسمه، فأثّر في جيل كامل وعرّفه على الدين بصورته الجذابة لا المنفرة التي درج عليها القدماء من العلماء والمفسرين والتي كانت تلاقي الصدود فيما مضى، مما أدّى إلى نفور الشباب وقتذاك من الدين وانفتاحهم على الأفكار الوافدة من الشرق والغرب وفي مقدمها الشيوعية السوفياتية، يقابلها الليبرالية القادمة مع الرأسمالية الغربية في الخمسينات والستينات من القرن الفائت ما لبثت أفكارها المزوّدة بأحدث تقنيات الدعاية والإعلام أن استولت على العقول، وتراجع المتدينون إلى الخلف يراقبون بألم.

                      وسط هذا الجو القاتم وفي الزمن الصعب كان شيخنا الأديب والفقيه محمد جواد مغنية يتألّق باثّاً الوعي لدى شرائح الشباب لا يكلّ ولا يملّ، ضارباً بالتقاليد البالية عُرْضَ الحائط دينية كانت أم اجتماعية أم سياسية، باعثاً روحاً علميّة جديدة تحاكي ثقافة العصر، والتي من شروطها كسر الأغلال وتحطيم الموروث الجامد والمعيق للحركة. ولعلّ الإقطاع السياسي كان عدوّه الأول إضافة إلى بقايا رموز في المؤسسة الدينية الشيعية التي كانت تحامي عن مصالحها بحماية ذلك الإقطاع الظالم، الذي يسعى إلى إعادة استعباد العامليين كما استعبد آباءهم وأجدادهم من قبل.



                      الشيخ المجتهد المنفتح

                      أمضى الشيخ مغنية في النجف الأشرف أحد عشر عاماً في الدرس والتحصيل العلمي حتى نال درجة الاجتهاد، عاد بعدها إلى جبل عامل عام 1936 سكن في قرية معركة قضاء صور ليكون إماماً مكان شقيقه الراحل العلامة الشيخ عبد الكريم مغنية، ثم انتقل إلى قرية طيرحرفا بعد ثلاث سنوات واستقرّ فيها حتى عام 1948. وقد استغل وجوده في هاتين القريتين لتوعية الأهالي الذين كانوا يتوافدون عليه من المناطق كافة بعد أن برز وذاع صيته، فحثهم على التمسك بالأخلاق والفضيلة ومحاربة زعماء الإقطاع الذين كانوا يتعاونون مع الاستعمار الفرنسي آنذاك ويهملون حقوق جبل عامل.

                      كما كان يستغل أوقاته بمطالعة مؤلفات وكتابات كبار المؤلفين والأدباء العرب الذين عاصروه آنذاك ومنهم: طه حسين، وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد أمين، وشكيب ارسلان وجبران خليل جبران. وكذلك تعرّف إلى أعمال الكتّاب الغربيين وفلاسفتهم مثل: تولس نوي ونيتشه وبرنارد شو وغيرهم وألّف باكورة كتبه من وحي الحرمان الذي كان يعيشه جبل عامل فاشتهر وذاع ولا سيما بعد أن نشرته مجلة العرفان وكان عنوانه: "الوضع الحاضر في جبل عامل". ثم استمرّ بعد ذلك بالانشغال بالتأليف والتصنيف في الفقه والأصول والنحو والأدب وغير ذلك.

                      ومن جميل ما كتبه من شعر في مجلة "العرفان" عن رفضه لصدقات القرويين في قرية معركة عندما كان إماماً لها:

                      إن الذي عنده دين ومعرفة 00 لا يستخف بأهل العلم والدين

                      وما تحمّلت آلاماً على ألمي 00 وعشت مدة عمري عيش مسكين

                      حتى أخادع فلاحاً ليشحذني 00 مدّاً من القمح أو رطلاً من التين!

                      أذل نفسي والعرفان مشرفها 00 فإذن لست على دين بمأمون



                      خيبة في القضاء!؟

                      انتقل الشيخ مغنية إلى بيروت عام 1948 قاضياً شرعياً جعفرياً في محكمة بيروت وفي عام 1951 عين رئيساً للمحكمة العليا فيها ثم أُقيل من رئاستها عام 1956 وبقي مستشاراً حتى بلغ السن القانونية.

                      ولقضية إقالته من رئاسة المحكمة الشرعية الجعفرية العليا قصّة رواها في مذكراته (وخلاصتها: "أن رئيس مجلس النواب في أيامه غضب على الشيخ لأن مرشح ذلك الزعيم في القضاء الشرعي الجعفري قد سقط في الامتحان. كما أن وزير الزراعة كاظم الخليل وهو محام ومن زعماء الإقطاع كان وكيلاً في قضية إرث عن والدة المتوفى وأراد ذلك الوزير أن يحرم أولاد المتوفى في تشيلي إرث أبيهم ويورث جدتهم حتى يكون شريكاً لها في التركة بموجب اتفاق ثنائي فيما بينهما وقد راجع ذلك الزعيم الشيخ مغنية عدة مرات مُرغباً تارة، ومرهباً أخرى وحاول الشيخ أن يقنعه أن ما يطلبه منه حرام، ومستحيل في شرع الله ولكن ذلك الزعيم لم يقتنع إلا بمصلحته وقد قال في مذكراته: ولكن هل أنفي الابن اليتيم من ميراث أبيه لأن الزعيم الخطير يريد ذلك؟ وهل هذا عذر عند الله سبحانه؟... وأصدرت الحكم... وهو مسجل في المحكمة الجعفرية العليا برقم 108 أساس 23 تاريخ 28/12/1955".

                      وقد حياه صديقه العميد محمد جواد دبوق بهذه الأبيات:

                      عابوا عليك طريق الحق تسلكه 00 وكل من ضلَّ نهج الحق فهو عمي

                      وحاربوك لعدل ما حكمت به 00 إلا لتنصف أهل الحق والذمم

                      ما زلت في عون مظلوم تناصره 00 فالله عونك رغم الظالم الآثم

                      وأثناء وجود شيخنا في رئاسة المحكمة العليا استطاع أن ينظم شؤون القضاء الشرعي الجعفري، ويجعل الامتحان ضرورياً لاختيار القضاة. كما صنف شؤون القضاء وكتب في المجلات القضائية. ومؤلفاته في شؤون القضاء تُعدُّ مرجعاً محترماً للقضاة، المدنيين والشرعيين والمحامين ومن أهمها: الفصول الشرعية، وأصول الإثبات في الفقه الجعفري، والأحوال الشخصية في المذاهب الخمسة، وقد ألّف بعد إقالته من الرئاسة موسوعته الشهيرة: فقه الإمام جعفر الصادق(ع).

                      تعليق

                      • قلب الأسد
                        • Nov 2008
                        • 1007

                        #26

                        ابن طاووس


                        هو السيد علي بن موسى بن الطاووس العلوي الحسني، ينتهي نسبه الشريف إلى الحسن المثنى.

                        وُلد يوم الخميس منتصف محرّم الحرام سنة 589 هجرية في أسرة عريقة من الأسر العلمية الجليلة إذ أخرجت جملة من الأعلام.

                        لُقب جدّهم بالطاووس لحُسن وجهه وملاحة صورته. برز منهم نوابغ عظام، وكان أبرز أعلام هذه الأسرة السيد رضي الدين.

                        عرضت عليه نقابة العلويين في عصر المستنصر العباسي فأبى.

                        كانت مدة إقامته في بغداد نحواً من خمسة عشر سنة، ومنها انتقل إلى الحلة، بقي فيها مدة، ومنها إلى النجف الأشرف، وبعد برهة قفل راجعاً إلى بغداد في أيام دولة المغول وبقي فيها إلى حين وفاته.

                        عرضت عليه نقابة العلويين في زمن المغول فوليها ثلاث سنين وأحد عشر شهراً إلى أن توفي، واستمرت النقابة في عقبه من بعده.

                        أقوال العلماء فيه:

                        قال العلامة الحلي في بعض إجازاته: (وكان رضي الدين علي صاحب كرامات، حكي لي بعضها، وروي لي والدي البعض الآخر).

                        وقال في موضع آخر: (إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه).

                        وقال السيد التفريشي: (من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة).

                        وقال المحقق الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي: (السيد السند، المعظم المعتمد، العالم، العابد الزاهد، الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات، والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السَنِيّ، واللطف الجلي، أبي القاسم رضي الدين علي، بوّأه الله تحت ظله العرشي، وأنزل عليه بركاته كل غداةٍ وعَشِيّ).

                        وقال عمر رضا كحالة: (فقيه، محدّث، مؤرخ، أديب، شارك في بعض العلوم، وله تصانيف كثيرة).

                        وقد أثنى عليه جمع كثير من العلماء والمؤرخين.

                        وممن أخذ عنهم: والده السيد الشريف موسى بن جعفر والشيخ محمد بن نما، وجدّه الشيخ ورّام بن أبي فراس المالكي.

                        ومن جملة من تتلمذ على يده وروى عنه: العلامة الحلي، وعلي بن عيسى الأربلي، وابن أخيه السيد عبد الكريم.

                        مصنفاته:

                        1- الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.

                        2- الإجازات لِما يخصّني من الإجازات.

                        3- الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.

                        4- أسرار الصلاة.

                        5- إسعاد الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد.

                        6- الاصطفاء في تواريخ الملوك والخلفاء.

                        7- إغاثة الداعي وإعانة الساعي.

                        8- الإقبال بالأعمال الحسنة.

                        9- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.

                        10- الأنوار الباهرة في انتصار العترة الباهرة.

                        11- البهجة لثمرة المهجة – وهو غير كشف المحجة.

                        12- التحصيل من التذييل.

                        13- التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.

                        14- التراجم فيما نذكره عن الحاكم.

                        15- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، أو: الملاحم والفتن.

                        16- التشريف بالتعريف وقت التكليف.

                        17- التعريف للمولد الشريف.

                        18- تقريب السالك إلى خدمة المالك.

                        19- التمام لمهام شهر الصيام.

                        20- التوفيق للوفاء بعد تفريق دار الفناء.

                        21- جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.

                        22- الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل كل شهر على التكرار.

                        23- ربيع الألباب.

                        24- روح الأسرار وروح الأسمار.

                        25- ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبد الله بن سليمان.

                        26- زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.

                        27- السعادات بالعبادات.

                        28- سعد السعود للنفوس.

                        29- شفاء العقول من داء الفضول.

                        30- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

                        31- طرف من الأنباء والمناقب في التصريح بالوصية والخلافة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام.

                        32- غياث سلطان الورى لسكان الثرى، في قضاء الصلاة عن الأموات.

                        33- فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب.

                        34- فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر.

                        35- فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من علم النجوم.

                        36- فرحة الناظر وبهجة الخواطر.

                        37- فلاح السائل ونجاح المسائل، في عمل اليوم والليلة.

                        38- القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.

                        39- الكرامات.

                        40- كشف المحجة لثمرة المهجة.

                        41- لباب المسرّة من كتاب مزار ابن أبي قُرّة.

                        42- المجتنى من الدعاء المجتبى.

                        43- محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام أو (محاسبة النفس).

                        44- المختار من أخبار أبي عمرو الزاهد.

                        45- مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.

                        46- مصباح الزائر وجناح المسافر.

                        47- مضمار السبق في ميدان الصدق.

                        48- الملهوف على قتلى الطفوف.

                        49- المنتقى من العوذ والرقى.

                        50- المنامات الصادقات.

                        51- مهج الدعوات ومنهج العنايات.

                        52- مهمات لصلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد.

                        53- المواسعة والمضايقة.

                        54- اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين.

                        وله مصنفات أخرى غير ما ذكرناه صرّح أنه لم تخطر بباله عند ذِكره لمصنفاته.

                        وفاته ومدفنه:

                        توفي في بغداد يوم الاثنين خامس ذي القعدة عام 664هـ وهذا من المتفق عليه عند الجميع، لكن وقع التضارب في الكلام عن مدفنه، فمنهم من ذهب إلى أن قبره مجهول وآخر إلى أنه في الحلة، وبعض إلى أن القبر المعروف في الحلة هو قبر ابنه.

                        وله كلام في (فلاح السائل) من أنه اختار لنفسه قبراً في النجف قرب مرقد أمير المؤمنين عليه السلام.

                        ويؤيده ما ذكره ابن الفوطي في (الحوادث الجامعة) قال: (توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس، وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام).



                        تعليق

                        • ناصرة ام البنين
                          • Oct 2009
                          • 3252

                          #27
                          بارك الله بك
                          شكراً لمجهودكم المتميز

                          تعليق

                          • ديجيتال
                            • May 2009
                            • 702

                            #28
                            بارك الله فيك على هذا الجهد ايها المبدع قلب الاسد

                            تعليق

                            • قلب الأسد
                              • Nov 2008
                              • 1007

                              #29
                              اخت ناصرة ام البنين
                              اخ ديجيتال
                              جزيل الشكر على المرور الطيب

                              تعليق

                              • قلب الأسد
                                • Nov 2008
                                • 1007

                                #30

                                السيد محمد مهدي بحر العلوم ( قدس سره )
                                ( 1155 هـ ـ 1212 هـ ) اسمه ونسبه :
                                السيّد محمّد مهدي بن السيّد مرتضى بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي ، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) .
                                ولادته :
                                ولد السيّد بحر العلوم في الأوّل من شوال 1155 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة .
                                بشارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) به :
                                قد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو يناول شمعة كبيرة ، ويعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل ، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى ، فيعلو سناها إلى عنان السماء ، ويطبق الخافقين ، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر ، وإذا بالحلم يتحقّق ، فيولد ابنه السيّد محمّد مهدي .
                                أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
                                1ـ زوج عمّته ، الشيخ محمّد باقر الأصفهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني .
                                2ـ السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي .
                                3ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي .
                                4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي .
                                5ـ السيّد حسين الموسوي الخونساري .
                                6ـ أبوه ، السيّد مرتضى الطباطبائي .
                                7ـ السيّد حسين الحسيني القزويني .
                                8ـ الشهيد السيّد مهدي الأصفهاني .
                                9ـ الشيخ محمّد تقي الدورقي .
                                10ـ الشيخ عبد النبي القزويني .
                                11ـ الشيخ أسد الله التستري .
                                12ـ الشيخ يوسف البحراني .
                                تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
                                1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي .
                                2ـ الشيخ محمّد المازندراني ، المعروف بأبي علي الحائري .
                                3ـ الشيخ محمّد مهدي النراقي ، المعروف بالمحقق النراقي .
                                4ـ السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي .
                                5ـ السيّد محمد جواد الحسيني العاملي .
                                6ـ زوج أخته ، السيّد أحمد القزويني .
                                7ـ الشيخ محمّد بن يونس النجفي .
                                8ـ الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي .
                                9ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
                                10ـ السيّد محمّد باقر الشفتي .
                                11ـ السيّد دلدار علي النقوي .
                                12ـ الشيخ أحمد الخونساري .
                                13ـ السيّد علي الطباطبائي .
                                14ـ السيّد أحمد آل زوين .
                                15ـ السيّد باقر القزويني .
                                16ـ السيّد محمّد المجاهد .
                                17ـ السيّد صادق الفحّام .
                                18ـ الشيخ أحمد النراقي .
                                19ـ الشيخ حسين نجف .
                                20ـ السيّد عبد الله شبر .
                                سفره إلى إيران وتلقّبه ببحر العلوم :
                                سافر السيّد بحر العلوم إلى خراسان عام 1186 هـ ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً ، درس الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الأصفهاني ، فأُعجب به لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه ، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية ، وحينما وقف على ذلك كلّه أُستاذه أطلق عليه ذلك اللقب الضخم .
                                وقال له يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس : إنّما أنت بحر العلوم ، فأشتهر بذلك اللقب منذ تلك المناسبة .
                                أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
                                1ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجازني الولد الأعز الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد ، والفطن الأرشد ، والمحقّق المدقّق الأسعد ، ولدي الروحاني ، العالم الزكي ، والفاضل الذكي ، والمتتبع المطّلع الألمعي ... ) .
                                2ـ قال الشيخ عبد النبي القزويني : ( وبعد ، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند ، اللازم الإتباع ، غوث أهل الفضل والكمال ، وعون أُولى العلم والأفضال ، غرّة ناصية أرباب الفضيلة ، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة ، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه ، وأحسن أمره كلّه وجلّه ، وفوجدته بحراً لا ينزف ، ووسيع علم لا يطرف ، مع كونه في أوّل الشباب ، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب ) .
                                3ـ قال السيّد حسين الخونساري في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجاز منّي السيّد السند ، الفاضل المستند ، العالم العلاّم ، ظهر الأنام ، ومقتدى الخاصّ والعام ، مقرّر المعقول والمنقول ، المجتهد في الفروع والأُصول ، وحيد العصر ، وفريد الدهر ، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده ) .
                                4ـ قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال : ( السيّد السند ، والركن المعتمد ، مولانا السيّد مهدي بن السيّد مرتضى ... وأدام علّوه ونعماه ، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام ، الهمّام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام ، سيّد العلماء الأعلام ، وولي فضلاء الإسلام ، علاّمة دهره وزمانه ، ووحيد عصره وأوانه ) .
                                5ـ قال الشيخ النوري الطبرسي في خاتمة مستدرك الوسائل : ( وقد أُذعن له جميع علماء عصره ، ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام ، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية ، وسائر الكمالات النفسانية ، حتّى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر جعفر النجفي ( كاشف الغطاء ) ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته ، وهو من الذين تواترات عنه الكرامات ، ولقائه الحجّة صلوات الله عليه ، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم ، إلاّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس ) .
                                صاحب الكرامات الباهرة :
                                اشتهر السيّد بحر العلوم بأنّه صاحب الكرامات الباهرة ، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته ، ونذكر بعض تلك الكرامات :
                                1ـ كان يفتح للسيّد بحر العلوم باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر .
                                2ـ كان يتّصل بالإمام علي ( عليه السلام ) في الحرم الشريف ، ويسأله عن المسائل فيجاب مباشرة ، ويخلو بشخص الإمام ( عليه السلام ) فيتناجيان .
                                3ـ اشتهر على ألسنة المترجمين له : أنّه ـ في عدّة مناسبات أُحصيت ـ كان يتحدّث مع الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية ، بحيث قال عنه المترجمون له : إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي ( عليه السلام ) عمّا يختلج في نفسه من أُمور الدين ، وقضايا الساعة ، فيجاب بلا ستر وحجاب ، خصوصاً في أُخريات حياته .
                                4ـ تظليل الغمامة له في الصيف الحار في طريق كربلاء ، وكان بصحبته جمع من أجلاّء تلامذته ، كالشيخ حسين نجف .
                                مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
                                1ـ تحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام .
                                2ـ رسالة في تحريم الفرار من الطاعون .
                                3ـ رسالة في مناسك الحج والعمرة .
                                4ـ رسالة في قواعد أحكام الشكوك .
                                5ـ رسالة في الأطعمة والأشربة .
                                6ـ رسالة في انفعال ماء القليل .
                                7ـ رسالة في الفرق والملل .
                                8ـ الفوائد الأُصولية .
                                9ـ كتاب المصابيح .
                                10ـ الفوائد الرجالية .
                                11ـ مشكاة الهداية .
                                12ـ الدرّة النجفية .
                                13ـ ديوان شعر .
                                وفاته :
                                توفّي السيّد بحر العلوم ( قدس سره ) في رجب 1212 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن بمسجد الطوسي في النجف الأشرف .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X