الدّين وتعزيز الرّابطة الإنسانيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الدّين وتعزيز الرّابطة الإنسانيّة

    الدّين وتعزيز الرّابطة الإنسانيّة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد


    الدّين وتعزيز الرّابطة الإنسانيّة

    لعلّ قيمة الدين في الاجتماع الإنساني، أنّه يوفّر للإنسان القاعدة الفكريّة الّتي تفسّر الظواهر الكونيّة والإنسانيّة بالاستناد إلى القوّة الإلهيّة الخالقة القادرة والحكيمة، الّتي ركّزت الوجود في كلّ تفاصيله على أسس ثابتة في قوانينها، متوازنة في حركتها، مما يسمّى السنن الإلهيّة.. فالله هو ربّ الوجود كلّه، الّذي يتطلّع إليه الإنسان في كلّ أوضاعه، ليمنحه القوّة في مواطن الضعف، وليرعاه في كلّ أموره، فلا يحسّ بالضّياع، ولا يشعر بالقلق أمام الكون في علاقته بحركته ووجوده، لأنّه يرتبط به في وحدة النّظام العام، وفي صفة المخلوقيّة للخالق والعبوديّة للربّ، والخضوع لكلّ تدابيره...

    وانطلاقاً من هذه القاعدة، يمتدّ الإحساس بهذه الوحدة إلى داخل المجتمع الإنسانيّ الّذي يعيش كلّ أفراده في نطاق الرابطة الإنسانيّة الّتي تجمع كلّ تنوّعات النّاس في وحدة يلتقون عليها، وفي دورٍ يتكاملون فيه.. ولذلك لا يمثّل التنوّع تبايناً، بل يمثّل تكاملاً في الخصوصيّات، بحيث ينضم بعضها إلى البعض الآخر من أجل الإعمار والتّكامل الإنسانيّ، وهذا هو الّذي عبّر عنه القرآن الكريم في تأكيده وحدة عنصر الخلق وتنوّع خصائص الإنسان: {يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}[الحجرات: 13].. فالتنوّع هو الوسيلة الفضلى للتّعارف، لأنّه يفضي إلى انجذاب الإنسان إلى الإنسان الآخر، لبناء علاقاتٍ تسدّ الحاجات الخاصّة، وتتبادل الإفادة من الطّاقات المتنوّعة...

    وإذا كان الإسلام يركّز على العلاقة الإنسانيّة في دائرة التعارف الحيويّ، فإنّه يثير الجانب الحركيّ في هذه العلاقة، ليدعو المؤمنين والمؤمنات إلى التّعاون على البرّ والتّقوى، بحيث يتكامل الجميع في تحقيق هذين العنوانين الكبيرين في الواقع، اللّذين يمثّلان الخير كلّه في علاقة الإنسان بالإنسان، لجهة تعزيز العدل والتكافل الاجتماعي، وفي علاقة الإنسان المنفتحة على الله، في دائرة السلوك الفرديّ والاجتماعيّ، على أساس الضّوابط الروحيّة والعمليّة، وليبعدهم عن التعاون على الإثم والعدوان، اللّذين يمثّلان الشرّ في نطاقه الفكريّ والحركيّ، وقهر الإنسان الآخر في كلّ أبعاده وأوضاعه...
    ويمتدّ الفكر الإسلاميّ، ليرى في العدل قيمةً إنسانيّةً ترتكز عليها النبوّات في كلّ خطوطها وامتداداتها وتشريعاتها وتطبيقاتها، فيقرّر أنّ قضيّة الدين هي قضية عدل، فلا دين بلا عدل، في جميع تطلّعات الإنسان وقضاياه، حتى إنّ العدل لا يقف عند المسلم، بل يلتقي بالمسلم والكافر معاً، فلا يجوز للمسلم أن يظلم الكافر، مهما كانت درجة كفره، وعلى الحاكم المسلم أن يحمي الكافر من ظلم المسلم...
    وهكذا نجد الإسلام يؤكّد رفض الرّكون إلى الظّالم، والسكوت على فعل المنكر وترك المعروف، ما يجعل للرّقابة الاجتماعيّة دوراً إلى جانب الرقابة الرسميّة...
    ولا نريد أن نثير كلّ العناوين الإسلاميّة في التّفكير والتّشريع الإسلاميّين، الّتي تهدف إلى سلامة المجتمع الإسلاميّ، في عمليّة توجيهٍ وتنفيذٍ وانفتاحٍ وانضباطٍ وتوازن، ولكنّنا نريد الإشارة ـ من خلال بعض المفردات ـ إلى أنّ الدّين في طبيعته الرّوحيّة والعقائديّة، يملك العناصر الّتي تترك تأثيرها الإيجابيّ في عمليّة تكامل الاجتماع الإنسانيّ...

    المصدر: كتاب "الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل"

  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    مشكورة اختي
    على هذا الموضوع الرائع
    بوركت يمناك
    جزاك الله كل خير.

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4


        تعليق

        • أنوار الولاية
          • Dec 2010
          • 2871

          #5



          جزاك الله خيرا

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6

            تعليق

            • ** خـادم العبـاس **
              • Mar 2009
              • 17496

              #7

              تعليق

              • دمعة الكرار
                • Oct 2011
                • 21333

                #8

                تعليق

                • البكتريولوجي
                  • May 2012
                  • 5

                  #9
                  موضوع رائع
                  الله يبارك فيك

                  تحياتي

                  تعليق

                  • دمعة الكرار
                    • Oct 2011
                    • 21333

                    #10

                    تعليق

                    • نور الزهراء
                      • May 2012
                      • 3660

                      #11



                      • ../
                        جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
                        جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً
                        وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
                        جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ
                        دَآمَ لَنآ عَطآئُكــِ ..
                        دُمْتِي بــِ طآعَة الله..~..
                        ’’؛،..{..

                      تعليق

                      • Noor alhoda
                        • Oct 2010
                        • 860

                        #12




                        موضوع جميل ومتميز
                        يعـطـيــکِ ربـــي ألف ألف عــااافـيـــــــہ
                        لكِ مني أجـمــل و أرووع تـحـيـــہ
                        ودي وعـطــر ردي لكِ


                        تعليق

                        • دمعة الكرار
                          • Oct 2011
                          • 21333

                          #13

                          تعليق

                          يعمل...
                          X