شعراء المعصومين عليهم السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أصغر ملك
    • Nov 2012
    • 792

    شعراء المعصومين عليهم السلام


    。◕‿◕。 شعراء المعصومين عليهم السلام 。◕‿◕。



    ۩☜ الشاعر أحمد ابن الأسود الكاتب ۩



    اسمه ونسبه :

    أحمد بن عَلَويَّة الأصبهاني الكرماني المعروف بـ( ابن الأسود الكاتب ) .

    ولادته :

    لم نعثر على تاريخ ولادته .


    جوانب من حياته :

    كان لغوياً ، أديباً ، كاتباً ، شاعراً ، راوياً للحديث ، نادم الأُمَراء والكبراء ، وعمَّر طويلاً .
    وله كتاب الاعتقاد في الأدعية ، وله النونيَّة المُسمَّاة بـ( الألفية ) ، أو ( المحبرة ) ، وهي قصيدة في مدح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
    وذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) المجاهدين .
    وفي معجم الأدباء : كان صاحب لغة ، يتعاطى التأديب ، ويقول الشعر الجيد ، وله رسائل مختارة ، وله رسالة في الشيب والخضاب .


    وفاته :

    توفّي ( رحمه الله ) في سنة ( 320 هـ ) ونيّف ، وكان قد تجاوز عمره المِائة عام .




  • أصغر ملك
    • Nov 2012
    • 792

    #2
    ۩☜الشاعر علي ابن الرومي ۩





    اسمه ونسبه :

    علي بن عباس بن جريح ، مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بـ( ابن الرومي ) .


    ولادته :

    وُلد يوم الأربعاء ، بعد طلوع الفجر ، لليلتين خَلَتَا من رجب ، وكان ذلك في سنة ( 221 هـ ) ببغداد ، في الموضع المعروف بـ( العَقيقة ) .


    نشأته :

    كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشك أنه رومي الأصل ، فإنه يذكره ويؤكده في مواضع من ديوانه .
    وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأدباء ، منهم : محمد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب .
    فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمد بن حبيب يخصه لما كان يري منه من الذكاء ، وَحِدَّة الذهن .
    كانت أمه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية ، صالحة ، رحيمة ، كما يُؤخذ من أبياته في رثائها .
    ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلا أناس من مواليه الهاشميِّين العباسيِّين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميِّين الطالبيِّين أحفظ منه لِعهد الهاشميِّين العباسيِّين .


    تعليمه :

    نشأ على نصيبٍ وافٍ من علوم عصره ، وساهم في القديم والحديث منها بقسطٍ وافر في شعره .
    وهناك شواهد متكرِّرة تدل على اطِّلاعه بالفلسفة ، ومصاحبة أهلها ، واشتغاله بها ، حتى سَرَت في أسلوبه وتفكيره .
    وما كان متعلم الفلسفة في تلك الأيام يصنع أكثر من ذلك ليتعلَّمها ، أو ليعد من متعلِّميها .
    فأنت لا تقرأ لرجل غير مشتغل ، أو مُلمٍّ بالفلسفة ، والقياس المنطقي ، والنجوم ، كلاماً كهذا الكلام :
    لمَّا تُؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد
    وإلا فـما يبكيـه منها وأنـها لأرحَبُ مما كانَ فيهِ وأرغَد
    وفي شعر ابن الرومي شواهد كثيرة على إلمامه بالعلوم ، ومعرفته بمصطلحاتها ، وغَضَضْنَا الطرف عنها اختصاراً .


    تشيُّعه :

    كان القرن الثالث للهجرة - الذي عاش فيه ابن الرومي - عصراً كَثُرت فيه النِحَل والمذاهب ، وقل فيه من لا يرى في العقائد رأياً يفسر به إسلامه ، ويخلصه بين جماعة الدارسين ، وقُرَّاء العلوم الحديثة .
    وقد قال المِعرِّي في ( رسالة الغفران ) : إن البغداديِّين يدَّعون أنه متشيِّع ، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية .
    ثم عقب على ذلك فقال : ما أراه إلا على مذهب غيره من الشعراء .
    ولا ندري لماذا شكَّ المِعرِّي في تشيُّعه لأنه على مذهب غيره من الشعراء ، فإن الشعراء إذا تشيَّعوا كانوا شيعة حقاً كغيرهم من الناس ، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامَّة المُتشيِّعين .
    وإنما نعتقد أن المِعرِّي لم يطَّلع على شعره كله ، فَخفيت عنه حقيقة مذهبه ، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء .
    على أن القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيُّع الذي لا شكَّ فيه ، لأن الشاعر نظمها بغير داعٍ يدعوه إلى نظمها ، من طمع ، أو مداراة ، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر ، وناحية الخلفاء .
    فقد رثى بها يحيى بن عمر ، بن الحسين ، بن زيد ، بن علي الثائر في وجه الخلافة ، ووجه أبناء طاهر ولاة ( خراسان ) .
    وقال فيها يخاطب بني العباس ، ويذكر وُلاة السوء من أبناء طاهر :
    أجنوا بني العباس مِن شنآئِكُم وأوكوا على ما في العيابِ وأشرَجوا
    وخلوا وُلاة السوء منكم وَغَيَّهم فأحرى بهم أن يَغرقوا حيثُ لججوا
    فماذا يقول الشيعي لبني العباس أقسى وأصرح في التربص بدولتهم ، وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام ؟
    فقد أنذر بني العباس بزوال الملك ، وكاد يتمنَّى أو تمنَّى لِبَني علي يوماً يهزمون فيه أعداءهم ، ويرجعون فيه حقهم ، ويطلبون تراثهم ، وينكلون بمن نكل بهم .
    وهواه ظاهر من العلويين لا مداجاة فيه ، كهوى كل شيعي في هذا المقام .


    شعره ومكانته :

    يعد ابن الرومي مفخرة من مفاخر الشيعة ، وعبقري من عباقرة الأمة ، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى على سبائك التبر حسناً وبهاءاً ، وعلى كثر النجوم عَدداً ونوراً ، برع في المديح ، والهجاء ، والوصف ، والغزل ، من فنون الشعر ، فقصر عن مَداه الطامحون ، وشخصت إليه الأبصار ، فَجلَّ عن النِّد ، كما قصر عن مزاياه العد .
    وله في مَوَدَّة ذوي القربى من آل الرسول ( عليهم السلام ) أشواط بعيدة ، واختصاصه بهم ، ومدائحه لهم ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقايق الجلية .
    وقد عده ابن الصباغ المالكي في كتابه ( الفصول المهمة ) ، والشبلنجي في كتابه ( نور الأبصار ) من شعراء الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وكان سريع الحفظ ، وهذا مما يعينه على تحصيل اللغة ، وتعليق المفردات .
    وكان يمدح الرؤساء والأدباء أمثال عبيد الله بن عبد الله ، وعلي بن يحيى ، وإسماعيل بن بلبل ، فيفسر غريب كلماته في القرطاس ، الذي يثبت فيه قصائده ، كأنه كان يشفق أن تفوتهم دقائق لفظه ، وأسرار لغته ، ثم يعود إلى الاعتذار من ذلك إذا أنس منهم الجفوة والتغير .
    ومن قرأ مراثي ابن الرومي في أولاده وأمه وأخيه وزوجته وخالته وبعض أصدقائه علم منها أنها مراثي رجل مفطور على الحنان ، ورعاية الرحم والأنس بالأصدقاء والأخوان .
    وقد أثنى عليه العميدي صاحب ( الإبانة ) ، وابن رشيق صاحب ( العمدة ) ، وقال : أكثر المولدين اختراعاً وتوليداً فيما يقول الحذاق : أبو تمَّام ، وابن الرومي .


    رسائله :

    رسالة إلى القاسم بن عبيد الله يقول فيها متنصلاً :
    ترفَّع عن ظلمي إن كنتُ بريئاً ، وتفضَّل بالعفو إن كنت مُسيئاً ، فَوَالله إني لأُطَالب عفو ذنب لم أجنِه ، وألتمس الإقالة ممَّا لا أعرفه ، لتزداد تطوُّلاً ، وأزداد تذلُّلاً .
    وأسأل اللهَ تعالى أن يجعل حَظِّي منك بقدر ودِّي لك ، ومحلِّي من رجائك ، بحيث أستحقُّ منك ، والسلام .
    ورسالةً كَتَبها يعود صديقاً : أذن الله في شفائك ، وتلقى داءك بدوائك ، ومسح بيد العافية عليك ، ووجه وفد السلامة إليك ، وجعل علتك ماحية لذنوبك ، مضاعفة لثوابك .
    هذه نماذج من منثوراته بين أيدينا ، وخليق بمن يكتب بهذا الأسلوب أن يُعَد في بلغاء الكتّاب ، وإن لم يعد في أبلغهم ، على أن ابن الرومي لم يكن يحسب نفسه إلا مع الشعراء .


    شعراء عصره :

    عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر :
    الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .
    وليس لهؤلاء ، ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه ، وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحاك ، ودعبل الخزاعي .


    وفاته :

    توفّي ابن الرومي ( رضوان الله عليه ) مسموماً ، في سنة ( 283 هـ ) .





    تعليق

    • أصغر ملك
      • Nov 2012
      • 792

      #3
      ۩☜الشاعر ابن العرندس ۩




      اسمه ولقبه :

      صالح بن عبد الوهاب ، المعروف بابن العرندس ، وهو من بني بكر بن كلاب .
      والعرندس في اللغة : هو الأسد الشديد .



      علمه وفضله :

      كان ابن العرندس عالماً ، ناسكاً ، أديباً ، بارعاً ، متضلعاً في علمي الفقه والأصول وغيرهما ، مصنفاً فيها ، فله كتاب ( كشف اللآلي ) المخطوط .
      وكان من الشعراء المكثِّرين الذين أبدعوا وأجادوا في مدح أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورثائهم .
      وكان يكثر في شعره من الجناس والتهافت على المحسنات البديعية ، مع دِقَّـة في المعاني ، ورقة في الأسلوب ، فهو متضلع في العربية واللغة .



      وفاته :

      توفّي سنة ( 840 هـ ) ، وقيل في حدود التسعمائة الهجرية .
      وقبره في العراق بمدينة الحِلَّة ، وهو مشيَّد عَليهِ قُبَّة بيضاء في محلة ( جبران ) .





      تعليق

      • أصغر ملك
        • Nov 2012
        • 792

        #4
        ۩☜الشاعر طَلائِع بن رُزيك ۩




        اسمه ونسبه :

        طلائع بن رُزِّيك بن ‏الصالح الإرمني ، نسبة إلى أرمينية ، أصله من الشيعة الإمامية في العراق ، كما في كتاب الأعلام للزركلي .


        ولادته :

        وُلد سنة ( 459 هـ ) .


        المنعطف الكبير :

        جاء في كتاب الخطط والآثار للمقريزي ما مُلَخَّصه :
        زار طلائع بن رُزِّيك وأصحابه مرقد أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، وباتوا هناك .
        فرأى السيد ابن معصوم - وهو خادم الروضة الحيدرية آنذاك - في منامه الإمامَ ( عليه السلام ) وهو يقول له : ( قد ورد عليك الليلة أربعون فقيراً ، من جملتهم ‏رجلٌ يقال له : طلائع بن رُزِّيك ، من أكبر مُحبِّينا ، فقل له : إذهب ، فإنَّا قَد ولَّيناكَ مِصر ) .
        فلمَّا أصبح أمَرَ من ينادي : مَن فيكم اسمه طلائع بن رُزِّيك فليقم إلى السيِّد ابن‏ معصوم ، فجاء طلائع إلى السيد وسلَّم عليه ، فقصَّ عليه رؤياه .
        وعلى أثر ذلك رحلَ طلائع إلى‏ مصر وأخذ أمره في الرقيِّ ، فلمَّا قُتل نصر بن عباس الخليفة الظافر إسماعيل استثارت نساء القصر لأخذ ثاراته بكتاب في طيِّ شعورهنَّ .
        فحشد طلائع الناس يريد النكبة بالوزير القاتل ، فلمّا قرب من القاهرة فرَّ الرجل ، ودخل طلائع المدينة بطمأنينة وسلام ، فخلعت عليه خلائع الوزارة ، ولُقِّب بـ( الملك الصالح ) .


        سيرته وفضائله :

        قد جمع الله سبحانه له الدنيا والدين ، فحاز على شرف الدارين ، وحَبَاه بالعلم الناجع ، والإمرة العادلة .
        وكان من الفقهاء البارعين في العصر الفاطمي ، وأديبٌ ، شاعرٌ ، مُجيدٌ ، كما طفحت به المعاجم .
        فإذا به ذلك الوزير العادل‏ تزدهي القاهرة بحسن سيرته ، وتعيش الأمَّة المصريَّة بلطف شاكلته ، وتزدان الدولة الفاطميَّة بأخذه بالتدابير اللازمة في إقامة الدولة ، وسياسة الرعية ، ونشر الأمن ، وإدامة السلام .
        ولُقِّب بـ( الملك الصالح ) ، وقد طابق هذا اللفظ معناه كما يُنبئك عنه تاريخه المجيد ، فلقد كان صالحاً بعلمه الغزير ، وأدبه الرائق .
        صالحاً بعدله الشامل ، وورعه الموصوف ، صالحاً بسياسته المُرضِيَة ، وحسن مداراته مع الرعية ، صالحاً بسيبه الهامر ، ونداه‏ الوافر ، صالحاً بكلِّ فضائله وفواضله ، دينيَّة ودُنيويَّة .
        وقبل هذه كلِّها تفانِيهِ في ولاء الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ونشر مآثرهم ، ودفاعه عنهم بفمه ، وقلمه ، ونظمه ، ونثره .
        وكان يجمع‏ الفقهاء ويناظرهم في الإمامة والقدَر ، وكان شديد المغالاة في التشيُّع ، وكان شجاعاً ، كريماً ، جواداً ، فاضلاً ، محبّاً لأهل الأدب ، جيِّد الشعر ، وكان محافظاً على الصلوات ‏، فرائضها ، ونوافلها . :


        من آثاره :

        صنَّف كتاباً سمَّاه ( الاعتماد في الردِّ على ‏أهلِ العِناد ) ، جمع له الفقهاء وناظرهم عليه ، وهو يتضمَّن إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وله شعر كثير ، يشتمل على‏ مُجلَّدين .


        وفاته :

        قُتل ( رحمه الله ) غيلةً في دِهليز قصره‏ ، يوم الإثنين ( 19 ) رمضان ، سنة ( 556 هـ ) ، ودُفن في القاهرة بدار الوزارة ، ثمَّ نقله‏ ولده إلى القرافة الكبرى‏ .



        تعليق

        • أصغر ملك
          • Nov 2012
          • 792

          #5
          ۩☜الشاعر طَلائِع بن رُزيك ۩




          اسمه ونسبه :

          طلائع بن رُزِّيك بن ‏الصالح الإرمني ، نسبة إلى أرمينية ، أصله من الشيعة الإمامية في العراق ، كما في كتاب الأعلام للزركلي .


          ولادته :

          وُلد سنة ( 459 هـ ) .


          المنعطف الكبير :

          جاء في كتاب الخطط والآثار للمقريزي ما مُلَخَّصه :
          زار طلائع بن رُزِّيك وأصحابه مرقد أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، وباتوا هناك .
          فرأى السيد ابن معصوم - وهو خادم الروضة الحيدرية آنذاك - في منامه الإمامَ ( عليه السلام ) وهو يقول له : ( قد ورد عليك الليلة أربعون فقيراً ، من جملتهم ‏رجلٌ يقال له : طلائع بن رُزِّيك ، من أكبر مُحبِّينا ، فقل له : إذهب ، فإنَّا قَد ولَّيناكَ مِصر ) .
          فلمَّا أصبح أمَرَ من ينادي : مَن فيكم اسمه طلائع بن رُزِّيك فليقم إلى السيِّد ابن‏ معصوم ، فجاء طلائع إلى السيد وسلَّم عليه ، فقصَّ عليه رؤياه .
          وعلى أثر ذلك رحلَ طلائع إلى‏ مصر وأخذ أمره في الرقيِّ ، فلمَّا قُتل نصر بن عباس الخليفة الظافر إسماعيل استثارت نساء القصر لأخذ ثاراته بكتاب في طيِّ شعورهنَّ .
          فحشد طلائع الناس يريد النكبة بالوزير القاتل ، فلمّا قرب من القاهرة فرَّ الرجل ، ودخل طلائع المدينة بطمأنينة وسلام ، فخلعت عليه خلائع الوزارة ، ولُقِّب بـ( الملك الصالح ) .


          سيرته وفضائله :

          قد جمع الله سبحانه له الدنيا والدين ، فحاز على شرف الدارين ، وحَبَاه بالعلم الناجع ، والإمرة العادلة .
          وكان من الفقهاء البارعين في العصر الفاطمي ، وأديبٌ ، شاعرٌ ، مُجيدٌ ، كما طفحت به المعاجم .
          فإذا به ذلك الوزير العادل‏ تزدهي القاهرة بحسن سيرته ، وتعيش الأمَّة المصريَّة بلطف شاكلته ، وتزدان الدولة الفاطميَّة بأخذه بالتدابير اللازمة في إقامة الدولة ، وسياسة الرعية ، ونشر الأمن ، وإدامة السلام .
          ولُقِّب بـ( الملك الصالح ) ، وقد طابق هذا اللفظ معناه كما يُنبئك عنه تاريخه المجيد ، فلقد كان صالحاً بعلمه الغزير ، وأدبه الرائق .
          صالحاً بعدله الشامل ، وورعه الموصوف ، صالحاً بسياسته المُرضِيَة ، وحسن مداراته مع الرعية ، صالحاً بسيبه الهامر ، ونداه‏ الوافر ، صالحاً بكلِّ فضائله وفواضله ، دينيَّة ودُنيويَّة .
          وقبل هذه كلِّها تفانِيهِ في ولاء الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ونشر مآثرهم ، ودفاعه عنهم بفمه ، وقلمه ، ونظمه ، ونثره .
          وكان يجمع‏ الفقهاء ويناظرهم في الإمامة والقدَر ، وكان شديد المغالاة في التشيُّع ، وكان شجاعاً ، كريماً ، جواداً ، فاضلاً ، محبّاً لأهل الأدب ، جيِّد الشعر ، وكان محافظاً على الصلوات ‏، فرائضها ، ونوافلها . :


          من آثاره :

          صنَّف كتاباً سمَّاه ( الاعتماد في الردِّ على ‏أهلِ العِناد ) ، جمع له الفقهاء وناظرهم عليه ، وهو يتضمَّن إمامة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وله شعر كثير ، يشتمل على‏ مُجلَّدين .


          وفاته :

          قُتل ( رحمه الله ) غيلةً في دِهليز قصره‏ ، يوم الإثنين ( 19 ) رمضان ، سنة ( 556 هـ ) ، ودُفن في القاهرة بدار الوزارة ، ثمَّ نقله‏ ولده إلى القرافة الكبرى‏ .



          تعليق

          • أصغر ملك
            • Nov 2012
            • 792

            #6
            ۩☜الشاعر الصاحب بن عباد ۩



            اسمه وولادته :

            إسماعيل بن أبي الحسن عبّاد ، ولد في شهر ذي القعدة 326 هـ ، ببلاد فارس ، صحب الأمير مؤيّد الدولة ابن بوية منذ الصِبا فسمّاه الصاحب ، وجعله وزيراً له ، واستمر عليه هذا اللقب واشتهر به .
            ثمّ سُمي به كل من ولي الوزارة ، وبعد وفاة مؤيّد الدولة بقي في وزارة خَلَفِهِ فخر الدولة ، وبهذا يكون هو وأبوه وجدّه من الوزراء .
            ونشأ الصاحب في بيت علم وفضل ووجاهة ، فاقبل على العلم منذ صغره .


            صفاته وأخلاقه :

            ومن صفاته أنّه كان عالماً بالتوحيد والأصول وأَلَّفَ فيهما ، وكان في أخلاقه حليماً وكريماً .


            شعره ونثره :

            كان مجيداً في شعره ، كتب في الأدب والحكمة ، والرثاء والمديح ، والغزل والأخوانيات والنوادر .
            وذكر أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وله في مدح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سبع وعشرون قصيدة ، ونقتطف هذين البيتين كنموذج لمدائحه :
            حُبُّ عليِّ بن أبي طالبِ أَحلى من الشَّهدِ إلى الشَّارِبِ
            لا تُقبلُ التوبةُ من تائب إلا بِحـُبِّ ابن أبـي طالب
            أمّا نثره فقد كان الصاحب أحد الأركان الأربعة في النثر ، وهم : عبد الحميد الكاتب ، وابن العميد ، والصابئ ، والصاحب ، وهو رابعهم ، وكان له ولع بالسجع والجناس ، الذي امتلأت به توقيعاته وأجوبته وكلماته القصيرة .
            وإليك نموذجاً ممّا قاله في وصف الإمام علي ( عليه السلام ) حيث قال : إسلامه سابق ، ومحلُّه سامق ، ومجده باسق ، وذكره نجم طارق ، وسيفه قدر بارق ، وعلمه بحر دافق ، وإمامته لواء خافق .


            مؤلفاته :

            كان الصاحب من أكبر الوزراء تصنيفاً ، ولا يخفى أن من يشتغل بالوزارة وقيادة الجيش يضيق وقته عن التأليف ، ولكنّه بالرغم من ذلك أَلَّف في الكلام واللغة ، والأدب والتأريخ ، والعَروض والأخبار ، والأخلاق والنثر والنظم .
            وما وصل إلينا منها أكثر من ثلاثين مؤلّفاً ، نذكر خمسة كنموذج من الكتب المطبوعة غير المخطوطة :
            1ـ الإبانة عن مذهب أهل العدل .
            2ـ الإقناع في العروض وتخريج القوافي .
            3ـ التذكرة في الأصول الخمسة .
            4ـ رسالة في الطِّب .
            5ـ رسالة في الهداية والضلالة .


            ما قيل فيه :

            قال الثعالبي : ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن عُلُوِّ مَحَلِّه في العلم والأدب وجلالة شأنه في الجود والكرم ، هو صدر المشرق ، وتاريخ المجد ، وغُرَّة الزمان ، وينبوع العدل والإحسان .
            وقال السمعاني : الوزير المعروف بالصاحب أشتُهِرَ ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق ، فاستغنينا عن شرح ذلك .
            وقال ابن خلكان : كان نادرة الدهر ، وأعجوبة العصر ، في فضائله ومكارمه .
            وقال الطريحي : جمع الصاحب بين الشعر والكتابة ، وفاق فيها أقرانه .
            الصاحب بن عباد عالم ، فاضل ماهر ، شاعر أديب ، محقّق متكلم ، عظيم الشأن ، جليل القدر في العلم والأدب والدين والدنيا .


            وفاته :

            توفّي الصاحب بن عبّاد ( رحمه الله ) ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر 385 هـ ، بالري على الأقوى ، ونقل جثمانه إلى أصفهان ، ودفن في محلّة باب الطوقجي ، وقبره لا يزال معروفاً .



            تعليق

            • أصغر ملك
              • Nov 2012
              • 792

              #7
              ۩☜الشاعر أحمد بن المتوَّج ۩



              اسمه ونسبه :

              أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوَّج البحراني ، المعروف بـ( ابن المتوَّج ) .


              ولادته :

              لم نعثر على تاريخ ولادته .


              دراسته وأساتذته :

              درس عند الشيخ محمد ابن العلامة الحلي في مدينة الحلة ، وكان من أبرز تلامذته .


              تلامذته :

              نذكر منهم :
              1 - الشيخ أحمد بن فهد المقري الإحسائي .
              2 - الشيخ أحمد بن فهد المكي .
              3 - الشيخ أحمد بن محمد السبعي .
              4 - ابنه الشيخ ناصر بن أحمد المتوَّج .
              5 - الشيخ أحمد بن مخدم البحراني .


              مكانته العلمية :

              قال فيه صاحب كتاب أمل الآمل : ابن المتوّج علم ، فاضل ، أديب ، ماهر ، عابد ، له رسالة سمَّاها كفاية الطالب ، وله شعر كثير .


              مؤلفاته :

              نذكر منها ما يلي :
              1 - تفسير القرآن المجيد .
              2 - منهاج الهداية في شرح الأحكام .
              3 - الوسيلة في فتح مقفلات القواعد .
              4 - كفاية الطالبين في أصول الدين .
              5 - هداية المستبصرين .
              6 - رسالة وجيزة في ما تعم به البلوى .
              7 - مجمع الغرائب في المسائل النادرة .
              8 - نظم مقتل الحسين ( عليه السلام ) .


              وفاته :

              توفّي ( رحمه الله ) في سنة ( 820 هـ ) .
              وقال الشيخ البحراني في اللؤلؤة : إن قبره ( رضوان الله عليه ) معروف بجزيرة ( أُكُل ) ، المشهورة الآن بجزيرة النبي صالح ( عليه السلام ) في دولة البحرين .






              تعليق

              • أصغر ملك
                • Nov 2012
                • 792

                #8
                ۩☜الشاعر سعيد بن مكي النيلي ۩


                اسمه ونسبه :

                سعيد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدب .


                ولادته :

                بالاستناد إلى ما قاله الحموي ، في ( معجم الأدباء ) ، تكون ولادته حوالي سنة ( 465 هـ ) .


                خصائص شعره :

                يُعدُّ النيلي من أعلام الشيعة ، وشعرائها المجيدين ، المتفانين في حب العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) وولائها , المُتصلِّبين في اعتناق مذهبهم الحق .
                ولقد أكثر فيهم وأجاد ، وجاهر بمديحهم ، ونشر مآثرهم ، حتى نسبه القاصرون إلى الغلو .
                لكن الرجل موال مقتصد , قد أغرق نزعاً في اقتفاء أثر القوم ، والاستضاءة بنورهم الأبلج .
                وقد عدّه ابن شهر آشوب في معالمه من المتقين من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                وقال فيه الحموي في ( معجم الأدباء ) : المؤدب الشيعي , كان نحوياً ، فاضلاً , عالماً بالأدب ، مغالياً في التشيع , له شعر جيد ، أكثره في مديح أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                وقال العماد الكاتب : كان غالياً في التشيع , حالياً بالتورع , عالماً بالأدب , معلِّما في الكتب .
                وفي كتاب ( نكت الهميان ) : له شعر ، وأكثره مديح في أهل البيت ( عليهم السلام ) .


                وفاته :

                توفّي ابن مكي النيلي ( رحمه الله ) في سنة ( 565 هـ ) .






                تعليق

                • أصغر ملك
                  • Nov 2012
                  • 792

                  #9
                  ۩☜الشاعر السيد حيدر الحلي ۩



                  اسمه ولقبه :

                  السيد حيدر بن سليمان بن داود ، وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد ابن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .


                  ولادته :

                  وُلد السيد حيدر الحلي بالحلة في العراق ما بين سنة ( 1240 - 1246 هـ ) .


                  نشأته وشعره :

                  نشأ السيد حيدر في حجر عمه السيد مهدي ، شهماً ، أديباً ، وقوراً ، تقياً ، عليه سمات العلماء الأبرار .
                  كثير العبادة والنوافل ، كريم الطبع ، فاق شعراء عصره في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
                  فكان شاعراً بارعاً لا منازع له ، وله إلمام بالعربية ، مصنفاً تقياً ، ناسكاً متقرباً إلى الله عزَّ وجلَّ بمدح آل البيت ( عليهم السلام ) .
                  ومما يُحكى عنه أنه قال : رأيت في المنام فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فأتيت إليها مُسَلِّماً ، فالتَفَتَتْ إِليَّ ( عليها السلام ) وقالت :
                  أَنَاعِيَ قَتلَى الطَّفِّ لا زِلتَ نَاعِياً تُهِيجُ عَليَّ طُولَ اللَّيالِي البَوَاكِيَا
                  فقال السيد حيدر : وجعلتُ أبكي ، وانتبهت وأنا أُردِّدُ هذا البيت ، فقمت أتمشى وأنا أبكي وأريد أن أُتمم ، ففتح الله عليَّ وقلت :
                  أَعِدْ ذِكرَهُم فِي كَربَلا إِنَّ ذِكرَهُم طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجِلِّ فُؤَادِيَا
                  إلى آخر القصيدة .
                  وأوصى السيد حيدر الحلي بأن تكتب هذه القصيدة على كفنه وتُدفن معه .


                  مؤلفاته :

                  نذكر منها ما يلي :
                  1 - ديوان شعره ، وهو كبير ومطبوع .
                  2 - العقدُ المُفَصل في قبيلة المَجدِ المؤثل ، وهو كتاب أدبي ، فيه مدائح وتهاني في عشيرة آل كبة البغدادية .


                  وفاته :

                  توفّي السيد حيدر الحلي ( رحمه الله ) سنة ( 1304 هـ ) ، وحمل جثمانه الشريف إلى مدينة النجف الأشرف ، فدفن في مرقد الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أمام الرأس الشريف .
                  وأُقيمت له المآتم ، ورثاه الكثير من شعراء العراق .






                  تعليق

                  • أصغر ملك
                    • Nov 2012
                    • 792

                    #10
                    ۩☜الشاعر السيد علي الحِمَّاني ۩




                    اسمه ولقبه :

                    علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الكوفي الحِمَّاني المعروف بالأَفْوَه .
                    ولم نعثر على تاريخ ولادته .


                    علمه وشعره :

                    كان في الرعيل الأول من فقهاء الشيعة ومدرسيهم في الكوفة ، وفي السنام الأعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين .
                    وقد سار بذكره وبشعره الركبان ، وعرفه القريب والبعيد بحسن الصياغة وجودة السرد ، أضف إلى ذلك علمه الغزير ، ومجده الأثيل ، وسؤدده الباهر ، ونسبه العلوي الميمون ، وحسبه الوضاح ، إلى فضائل جمة تسنمت به إلى ذروة الخطر المنيع .
                    قال النسابة العمري ما ملخصه : كان مشهورا بالشعر ، رثى يحيى بن عمر ، وكان أشعر ولد أبيه ، يكنى أبا الحسين .
                    وذكره الرفاعي في صحاح الأخبار وقال : كان شهماً ، شجاعاً ، شاعراً ، مفلقاً ، وخطيباً مصقعاً .


                    مكانته وما قيل فيه :

                    قال الحموي : كان المترجم في العلوية من الشهرة والأدب والطبع كعبد الله بن المعتز في العباسية ، وكان يقول : أنا شاعر ، وأبي شاعر ، وجدي شاعر إلى أبي طالب .
                    كان سيدنا الحماني في جانب عظيم من الإباء ، والحماسة ، وقوة القلب ، ورباطة الجأش ، وصراحة اللهجة ، والجرأة على مناوئيه ، كل ذلك ورثه من سلفه الطاهر وبيته الرفيع .
                    قال المسعودي : لما دخل الحسن بن إسماعيل الكوفة وهو صاحب الجيش الذي لقي يحيى بن عمر الشهيد سنة (250 هـ ) ، قعد عن سلامه ولم يمضِ إليه ، ولم يتخلف عن سلامه أحد من آل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الهاشميين .
                    وكان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالكوفة – إلى أن قال – : فتفقده الحسن بن إسماعيل ، وسأل عنه ، وبعث بجماعة فأحضروه ، فأنكر الحسن تخلفه ، فأجابه علي بن محمد بجواب مستقل آيس من الحياة فقال : أردت أن آتيك مهنئاً بالفتح ، وداعيا بالظفر .


                    وفاته :

                    أختلف في وفاته ( رحمه الله ) ، إلا أن العلامة الأميني في الغدير يقول : المستفاد من وفاته سنة ( 301 هـ ) .







                    تعليق

                    • أصغر ملك
                      • Nov 2012
                      • 792

                      #11
                      ۩☜الشاعر السيد إسماعيل الحميري ۩




                      ولادته ونشأته :

                      وُلِد إسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري سنة ( 105 هـ ) بعُمان ، ونشأ في حضانة والديه الإباضيَّين المعاديين لآل البيت ( عليهم السلام ) ، إلى‏ أن عقل وشعر فهجرهما .
                      فذهب إلى البصرة واتصل بالأمير عقبة بن سَلم ، وتزلَّف لديه حتى‏ مات والداهُ ، فورثهما ثم غادر البصرة ثم إلى الكوفة ، وأخذ فيها الحديث عن الأعمش ، وعاش متردِّداً بينهما .


                      منزلته :

                      لم تفتأ الشيعة تبجِّل كل مُتهالك في ولاء أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وتقدِّر له مكانة عظيمة ، وتُكْبر منه ما أكبره الله سبحانه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) من منصَّة العظمة .
                      أضف إلى ذلك تقدير الأئمة ( عليهم السلام ) لسعيه المشكور في الإشادة بذكرهم والذبِّ عنهم ، والبثُّ لفضائلهم ، وتظاهره بموالاتهم ، وإكثاره من مدائحهم .
                      فإن ما كان يصدر منه من تلكم المظاهر لم تكن إلا تزلُّفاً منه إلى المولى‏ سبحانه ، وأداءً لأجر الرسالة ، وصلةً للصادع بها ( صلى الله عليه وآله ) .
                      ولقد كاشف في ذلك كله أبويه الناصبيَّين الخارجيَّين ، فكان معجزة وقته في التلفُّع بهذه المآثر كلها ، والتظاهر بهذا المظهر الطاهر ، ومنبته ذلك المنبت الخبيث ، فما كان الشيعي يوم ذاك يجد من واجبه الديني إلا إكباره وخفض الجناح عند عظمته .
                      قال ابن عبد ربِّه في العقد الفريد : السيد الحميري وهو رأس الشيعة ، وكانت الشيعة من تعظيمها له تلقي له وسادة بمسجد الكوفة .
                      وليس ذلك ببدعٍ من الشيعة بعد ما أزلفه الإمام الصادق ( عليه السلام ) وأراه من دلائل ‏الإمامة ما أبقى‏ له مكرمة خالدة حفظها له التاريخ .
                      ومن هذه الدلائل حديث انقلاب الخمر لبناً ، وإطلاق لسانه في مرضه وغيرها ، واستفاض الحديث بترحمه ( عليه السلام ) عليه والدعاء له والشكر لمساعيه .
                      وبلغهم قوله ( عليه السلام ) لعُذاله فيه : لو زَلَّت له قدمٌ فقد ثبتت الأخرى .
                      كما أنه ( عليه السلام ) كان قد أخبره بالجنة .
                      وكان الحميري منذ صغره يُلقَّب بالسيد ، حتى قال له الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( سمَّتك أمَّك سيِّداً ، وُفِّقتَ في ذلك ، وأنت سيد الشعراء ) .


                      شعره :

                      كان السيد بعيد المَنْزَعة ، ولعاً بإعادة السهم إلى‏ النزعَة ، وقد أشفَّ وفاق‏ كثيرين من الشعراء بالجدِّ والاجتهاد في الدعاية إلى‏ مبدئه القويم ، والإكثار في مدح العترة الطاهرة
                      ( عليهم السلام ) .
                      وساد الشعراء ببذل النفس والنفيس في تقوية روح الإيمان في المجتمع ، وإحياء ميِّت القلوب ببثِّ فضائل آل البيت ( عليهم السلام ) ، ونشر مثالب مناوئيهم ومساوئ أعدائهم .
                      وكان كما قال أبو الفرج : لا يخلو شعره من مدح بني هاشم ، أو ذمِّ غيرهم ممَّن ‏هو عنده ضدٌّ لهم .
                      وروى‏ عن الموصلي عن عمِّه قال : جمعت للسيد في بني هاشم ألفين وثلاثمائة قصيدة ، فخِلتُ أن قد استوعبتُ شعره ، حتى‏ جلس إليَّ يوماً رجلٌ ذو أطمار رثَّة ، فسمعني أنشد شيئاً من شعره ، فأنشدني به ثلاث قصائد لم تكن عندي .
                      فقلت في نفسي : لو كان هذا يعلم ما عندي كلَّه ثمَّ أنشدني بعده ما ليس عندي لكان عجباً فكيف وهو لا يعلم ؟! ، وإنما أنشد ما حضره .
                      وعرفتُ حينئذ أنَّ شعره ليس ممَّا يُدرك ، ولا يمكن جمعه كلُّه .
                      وقال ابن المعتز في طبقاته : كان السيد أحذق الناس بسوق الأحاديث ، والأخبار ، والمناقب في الشعر ، لم يترك لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فضيلةً معروفةً إلا نقلها إلى الشعر .
                      وكان يُملُّه الحضور في مُحتَشَدٍ لا يُذكر فيه آل محمد ( عليهم السلام ) ولم يأنس بحفلة تخلو عن ذكرهم .
                      وقبل هذه كلها حسبُهُ ثناءً عليه قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أنت سيد الشعراء ) .
                      فينمُّ عن مكانته الرفيعة في الأدب ، يقصُرُ الوصف عن استكناهها ، ولا يُدرك البيانُ مداها .
                      فكان يُعدُّ من شعرائه ( عليه السلام ) وشعراء ولده الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .


                      وفاته :

                      توفّي السيد الحميري ( رحمه الله ) ، في بغداد ، وذلك في سنة ( 173 هـ ) في خلافة الرشيد ، ودُفن في جنينة من نواحي الكرخ .








                      تعليق

                      • أصغر ملك
                        • Nov 2012
                        • 792

                        #12
                        ۩☜ الشاعر دعبل الخزاعي ۩



                        اسمه ونسبه :

                        دعبل بن علي بن رزين ، وينتهي نسبه إلى قبيلة خزاعة .


                        ولادته ونشأته :

                        ولد في سنة ( 148هـ ) ، وقيل غير ذلك ، أصله من الكوفة على ما جاء في كثير من المصادر .
                        وقد كان أبوه وجده وأخواه من الشعراء ، وكانت أكثر إقامته في بغداد ، ثم خرج منها هارباً وعاد إليها .
                        كما أنه سافر إلى البصرة ، ودمشق ، ومصر ، والحجاز ، والرَّي ، وخراسان .


                        ما قيل فيه وفي شعره :

                        قال البحتري : دعبل بن علي أَشعَرُ عندي من مسلم بن الوليد ( أستاذ دعبل ) ، فقيل له كيف ذلك ؟ قال : لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم ، ومذهبه أشبه بمذاهبهم .
                        قال محمد بن القاسم بن مهرويه : سمعت أبي يقول : خُتم الشعر بدعبل .
                        قال المرزباني : كان دعبل شاعراً مجيداً .
                        وفي كتاب مجالس المؤمنين : دعبل بن علي الخزاعي له فضل وبلاغة زيادة عن الوصف ، وكان متكلماً أديباً ، شاعراً عالماً .
                        فإذن كان دعبل الخزاعي شاعراً ، فصيحاً ، ومتفنناً في فنون الشعر ، مادحاً لاذع الهجاء للملوك والأمراء .
                        ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :
                        كان دعبل شديد الموالاة لآل البيت ( عليهم السلام ) ، متجاهراً في ذلك ، متعرضاً بالهجاء لكل من يناوؤهم .
                        وقد تحمَّل في سبيل ذلك كثيراً من المتاعب ، واضطر إلى عبور الصحاري والفلوات هرباً ممن هجاهم من الخلفاء .
                        هجاؤه لبعض الملوك :
                        مدح دعبل الملوك والأمراء وأخذ جوائزهم ، كما هجا جملة منهم ، ويتهمه البعض بأن هجاءه للملوك يكون بعد مدحهم ، وهذا منه قلَّة وفاء .
                        والصحيح ليس كذلك ، وإنما كان هجاء دعبل لسوء عقيدته فيهم ، وذلك بسبب إساءتهم للأئمة ( عليهم السلام ) الذي أخلص لهم .
                        فإنه كوفيُّ المنبت ، والكوفة منبع التشيع ، وهو خزاعيُّ النَّسب ، وخزاعة كانت معروفة بالتشيع لآل البيت ( عليهم السلام ) بعد الإسلام .
                        فَرُوِيَ أنَّه : قيل لدعبل : لماذا تهجو من تخشى سطوته ؟ قال : أنا أحمل خشبي على ظهري منذ خمسين سنة ، فلا أجد من يصلبني عليها ، وهذا دليل جرأته وإقدامه على هجاء من يستحق الهجاء في نظره ، ولو أدَّى ذلك إلى الصَّلب .
                        يقول دعبل الخزاعي عندما كان في البصرة ولما جاءه خبر موت المعتصم وقيام الواثق مكانه :
                        الحمدُ للهِ لا صَبـرٌ وَلا جَلَدُ وَلا عزاء إذَا أهلُ البَلا رَقَدُوا
                        خليفةٌ ماتَ لمْ يحزنْ لُه أَحدٌ وآخرٌ قَامَ لـم يفرحْ بِهِ أحـدٌ
                        وقال في زمن المأمون وهو يهجو الرشيد الذي قد دفن إلى قدمي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) :
                        قَبرانِ في طوسِ خيـرِ الخَلقِ كُلِّهِمُ وقبـرُ شـرِّهِمُ هـذا مـن العبـرِ
                        ما ينفع الرِّجس من قُربِ الزَّكيِّ وما على الزَّكي بقرب الرِّجس من ضَررِ


                        مؤلفاته :

                        نذكر منها ما يلي :
                        1 - كتاب طبقات الشعراء .
                        2 - كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها .
                        3 - ديوان شعره ، وهو مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواويين ، ومما يدلُّ على كثرة شعر دعبل ما روي في كتاب الأغاني عنه أنه قال :
                        مكثت ستين سنة ليس من يومٍ ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعراً .


                        وفاته :

                        استشهد ظلماً وعدواناً في عام ( 246 هـ ) ، بعد أن قضى ( 97 ) عاماً .
                        واختلف في مقتله فمنهم من قال : أنه هجا الخليفة العباسي المعتصم فقتله ، وقيل : أُغتيل في منطقة السوس بعد أن هجا ابن طوّق التغلبي .





                        تعليق

                        • أصغر ملك
                          • Nov 2012
                          • 792

                          #13
                          ۩☜ الشاعر الكميت الأسدي۩



                          اسمه ونسبه :

                          الكميت بن زيد الأسدي ، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان .
                          وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري .


                          ولادته ونشأته :

                          ولد الكميت في سنة ( 60 هـ ) ، عاش عيشة مرضية ، سعيداً في دنياه ، داعياً إلى سنن الهدى .
                          فعاش حتى أتيحت له الشهادة ببركة دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) له بها في الكوفة ، في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) بعد عام واحد من خلافته .
                          وكان ذكياً حاضر الجواب منذ صغره ، كاتباً حسن الخط ، خطيب بني أسد ، فقيهاً متضلعاً بالفقه ، فارساً ، شجاعاً ، سخياً ، حافظاً للقرآن .
                          وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك .
                          وما فُتح للشيعة الحِجاج إلا بقول الكميت :
                          فَإِن هِيَ لَم تصلحْ لحيٍّ سِوَاهُمُ فإنَّ ذَوِي القُربى أحقُّ وأوجَبُ
                          يقولون لَم يُورثْ وَلَوْلا تُراثهُ لَقَد شركت فِيهَا بكيلٌ وأرحَبُ


                          علمه وفضله :

                          قال محمد العيساوي الجمحي : الكميت أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء ، بل إن شعره شعر مذهبي ، ذهني عقلي .
                          فهو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة ، وعن مبدء واضح ، ومنهج صحيح ، ودعوته هذه قد آمن بها ، وكرَّس لها حياته وجهده ، وتحمل في سبيلها الأذى ومات
                          بسببها .
                          وقال أبو الفرج :
                          شاعر ، مقدَّم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها المتعصبين ، ومن العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها ، كان في أيام بني أمية ، ولم يدرك العباسية ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، مشهوراً بذلك [ الغدير 2 / 286 ] .
                          وقال الفرزدق له :
                          أنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي .
                          وسُئل معاذ الهرَّاء :
                          من أشعر الناس ؟
                          قال : أمن الجاهليين أم من الإسلاميين ؟
                          قالوا : بل من الجاهليين .
                          قال : امرؤ القيس ، وزهير ، وعبيد بن الأبرص .
                          قالوا : فمن الإسلاميين ؟
                          قال : الفرزدق ، وجرير ، والأخطل ، والراعي .
                          قال : فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت .
                          قال : ذاك أشعر الأولين والآخرين .


                          دعاء الأئمة ( عليهم السلام ) له :

                          قلّما دُعي لأحد مثلما دُعي للكميت ، وقد أكثر النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة من أولاده ( عليهم السلام ) دعاءهم له .
                          فاسترحم له النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرَّة واستجزى له بالخير وأثنى عليه أخرى .
                          وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( بوركت وبورك قومك ) .
                          ودعا له الإمام السجاد ( عليه السلام ) بقوله : ( اللهم أحيه سعيداً وامته شهيداً ، وأره الجزاء عاجلاً ، وأجزل له جزيل المثوبة آجلا ) .
                          ودعا له الإمام الباقر ( عليه السلام ) في مواقف شَتَّى في مثل أيام التشريق بمنى وغيرها ، متوجهاً إلى الكعبة بالاسترحام والاستغفار له غير مرَّة .
                          وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) أيضاً : ( لا تزال مؤيداً بروح القدس ) .
                          وقال ( عليه السلام ) أيضاً : ( اللهم اغفر للكميت ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ) .
                          ودعا له الإمام الصادق ( عليه السلام ) في مواقفه المشهودة في أشرف الأيام رافعاً يديه قائلا : ( اللهم اغفر للكميت ما قدَّم وأخِّر ، وما أسرَّ وأعلن ، وأعطه حتى يرضى ) .
                          وكانت قبيلة بني أسد – قبيلة الكميت – يشعرون ببركة دعاء النبي ( صلى الله عليه
                          وآله ) له ولهم بقوله : بوركت وبورك قومك .
                          فإنهم يشاهدون آثار الإجابة فيهم ، ويجدون في أنفسهم نفحاتها .
                          وكانوا يقولون : إن فينا فضيلة ليست في العالم ، ليس منا إلا وفيه بركة وراثة الكميت .
                          وسبب كل ذلك هو رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المنام ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أنشدني ( طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ) ، فأنشده الكميت ، فقال النبي
                          ( صلى الله عليه وآله ) له : بوركت وبورك قومك .


                          ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :

                          كانت جُلُّ أشعار الكميت في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك في زمن الدولة الأموية التي كانت تغدق الأموال لشراء الألسن والشعراء ، والمديح والثـناء .
                          ومع ذلك نرى أن الكميت قد لوى وجهه عنهم إلى أناس مضطهدين مقهورين ، ويقاسي من جرَّاء ذلك الخوف والاختفاء ، تتقاذف به المفاوز والحزون .
                          فليس من الممكن أن يكون ما يتحرَّاه إلا خاصة في من يتولاهم لا توجد عند غيرهم .
                          فهذا هو شأن الكميت مع أئمة الدين ( عليهم السلام ) ، فقد كان يعتقد فيهم أنهم وسائله إلى الله سبحانه ، وواسطة نجاحه في عقباه ، وأن مودَّتهم أجرُ الرسالة الكبرى .
                          قال ( صاعد ) مولى الكميت :
                          دخلنا مع الكميت على فاطمة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ، فقالت : هذا شاعرنا أهل البيت ، وجاءت بقدح فيه سويق ، فحركته بيدها ، وسقت الكميت فشربه ، ثم أمرت له بثلاثين ديناراً ومركب .
                          فهملت عيناه ، وقال : لا والله لا أقبلها ، إني لم أحبكم للدنيا .
                          وللكميت فى رده الصلاة الطائلة على سروات المجد من بني هاشم ، مكرمة ومحمدة عظيمة ، أبقت له ذكرى خالدة .
                          وكلٌ من تِلكُمُ المواقف شاهد صدق على خالص ولائه ، وقوة إيمانه ، وصفاء نيته ، وحسن عقيدته ، ورسوخ دينه ، وإباء نفسه ، وعلوِّ هِمَّته ، وثباته في مبدئه العلوي المقدس .
                          وصدق في ما قاله للإمام السجاد ( عليه السلام ) : إني قد مدحتك على أن يكون لي وسيلة عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
                          ويعرب عن ذلك كله صريح قوله للإمام الباقر ( عليه السلام ) : والله ما أحبُّكم لغَرَضِ الدينا ، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوجب الله عليّ من الحق .
                          وقوله الآخر له ( عليه السلام ) : لا والله ، لا يعلم أحد أني آخذ منها حتى يكون الله عَزَّ وجلَّ الذي يكافئني .
                          وقوله للإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) : والله ما أحببتكم للدنيا ، ولو أردتها لأتيت من هي في يديه ، ولكني أحببتكم للآخرة .
                          وكان أئمة الدين ورجالات بني هاشم يلحُّون في أخذ الكميت صلاتهم وقبوله عطاياهم ، مع إكبارهم محلّه من ولائه ، واعتنائهم البالغ بشأنه والاحتفاء والتبجيل له ، والاعتذار منه بمثل قول الامام السجاد ( عليه السلام ) له : ( ثوابك نعجز عنه ، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك ) .
                          وهو مع ذلك كله كان على قدم وساق من إبائه واستعفائه ، إظهاراً لولائه المحض لآل الله ، فقد رَدَّ على الإمام السجاد ( عليه السلام ) أربعمِائة ألف درهم ، وطلب منه ثيابه التي تلي جسده ( عليه السلام ) ليتبرك بها .
                          وردَّ على الإمام الباقر ( عليه السلام ) مِائة ألف مَرَّةً ، وخمسين ألفاً أخرى ، وطلب قميصاً من قمصانه ( عليه السلام ) .
                          ورَدَّ على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ألف دينار وكسوة ، واستدعى منه أن يكرمه بالثوب الذي مسَّ جلده ( عليه السلام ) .
                          ورَدَّ على عبد الله بن الحسن ضـيعته التي أعطى له كتابها وكانت تساوي أربعة آلاف دينار .
                          ورَدَّ على عبد الله الجعفري ما جمع له من بني هاشم ما كان يقدَّر بمِائة ألف درهم .
                          فكل هذه تؤيد بأن مدح الكميت عترة نبيه الطاهرة وولاءه لهم ، وتَهَالُكَهُ في حبِّهم ، وبذله النفس والنفيس دونهم ، ونيله من مناوئيهم ، ونصبه العداء لمخالفيهم ، لم يكن إلا لله تعالى ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فحسب ، وما كان له غرض من حطام الدنيا وزخرفها .
                          وقد عَرَّض لبني أمية دَمَهُ ، مستقبِلاً صوارمهم ، كما نصَّ عليه الإمام زين العابدين
                          ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( اللهم إن الكميت جاء في آل رسولك وذرية نبيك نفسه حين ضنَّ الناس ، وأظهر ما كتمه غيره ) .
                          وقال عبد الله الجعفري لبني هاشم : هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم ، وعَرَّض دمه لبني أمية .


                          بعض نوادره :

                          1 - حينما كان الكميت ينشد الشعر وهو صغير ، مر به الفرزدق ، فقال له الفرزدق : أيَسُرُّك أني أبوك ؟
                          قال : لا ، ولكن يسرُّني أن تكون أمِّي ! فَحَصِرَ الفرزدق فأقبل على جلسائه ، وقال : ما مرَّ بي مثلُ هذا قَطٌّ .
                          2 - كان الكميت مختفياً عند أبي الوضاح ، فسقط غراب على الحائط ونعب ، فقال الكميت لأبي الوضاح : إني لمأخوذ ، وإن حائطك لساقط .
                          فقال : سبحان الله ! هذا ما لا يكون إن شاء الله تعالى .
                          وكان الكميت خبيراً بالزجر – الكهانة – فقال له : لا بدَّ أن تحوِّلني ، فخرج به إلى بني علقمة – وكانوا يتشيعون – فأقام فيهم .
                          ولم يصبح حتى سقط الحائط الذي سقط عليه الغراب .


                          شهادته :

                          استشهد الكميت ( رحمه الله ) في الكوفة في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) ، وكان السبب في ذلك أنه ( رحمه الله ) مدح يوسف بن عمر ، بعد عزل خالد القسري عن العراق في قصيدة قال فيها :
                          خَرجتَ لهم تُمسِي البراحَ وَلَم تَكُن كَمَن حِصنُهُ فيه الرتاجُ المضَّببُ
                          وَمَا خَالدٌ يَستَطعِمُ المَاءَ فَاغِراً بِعَدلِكَ والدَّاعِي إِلَى المَوتِ يَنعبُ
                          وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد ، فوضعوا نعال سيوفهم في بطن الكميت
                          ( رحمه الله ) ، فُوْجِؤُوهُ بها ، وقالوا : أتنشد الأمير ولم تستأمره ؟
                          فلم يزل ينزف الدم حتى مات ( رحمه الله ) .
                          وروي عن المستهل بن الكميت أنه قال : حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ، ثم أفاق ففتح عينه ثم قال ( رحمه الله ) : ( اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ) ، ثلاثاً .
                          وروي أيضاً أنه ( رحمه الله ) قال لولده المستهل : إذا متُّ فامضِ بي إلى موضع يقال
                          ( مكران ) ، فادفنِّي فيه .
                          فدفن الكميت ( رحمه الله ) في ذلك الموضع ، وكان أوَّل من دفن فيه ، وهي مقبرة بني أسد .








                          تعليق

                          • أصغر ملك
                            • Nov 2012
                            • 792

                            #14
                            ۩☜ الشاعر الكميت الأسدي۩



                            اسمه ونسبه :

                            الكميت بن زيد الأسدي ، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان .
                            وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري .


                            ولادته ونشأته :

                            ولد الكميت في سنة ( 60 هـ ) ، عاش عيشة مرضية ، سعيداً في دنياه ، داعياً إلى سنن الهدى .
                            فعاش حتى أتيحت له الشهادة ببركة دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) له بها في الكوفة ، في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) بعد عام واحد من خلافته .
                            وكان ذكياً حاضر الجواب منذ صغره ، كاتباً حسن الخط ، خطيب بني أسد ، فقيهاً متضلعاً بالفقه ، فارساً ، شجاعاً ، سخياً ، حافظاً للقرآن .
                            وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك .
                            وما فُتح للشيعة الحِجاج إلا بقول الكميت :
                            فَإِن هِيَ لَم تصلحْ لحيٍّ سِوَاهُمُ فإنَّ ذَوِي القُربى أحقُّ وأوجَبُ
                            يقولون لَم يُورثْ وَلَوْلا تُراثهُ لَقَد شركت فِيهَا بكيلٌ وأرحَبُ


                            علمه وفضله :

                            قال محمد العيساوي الجمحي : الكميت أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء ، بل إن شعره شعر مذهبي ، ذهني عقلي .
                            فهو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة ، وعن مبدء واضح ، ومنهج صحيح ، ودعوته هذه قد آمن بها ، وكرَّس لها حياته وجهده ، وتحمل في سبيلها الأذى ومات
                            بسببها .
                            وقال أبو الفرج :
                            شاعر ، مقدَّم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها المتعصبين ، ومن العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها ، كان في أيام بني أمية ، ولم يدرك العباسية ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، مشهوراً بذلك [ الغدير 2 / 286 ] .
                            وقال الفرزدق له :
                            أنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي .
                            وسُئل معاذ الهرَّاء :
                            من أشعر الناس ؟
                            قال : أمن الجاهليين أم من الإسلاميين ؟
                            قالوا : بل من الجاهليين .
                            قال : امرؤ القيس ، وزهير ، وعبيد بن الأبرص .
                            قالوا : فمن الإسلاميين ؟
                            قال : الفرزدق ، وجرير ، والأخطل ، والراعي .
                            قال : فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت .
                            قال : ذاك أشعر الأولين والآخرين .


                            دعاء الأئمة ( عليهم السلام ) له :

                            قلّما دُعي لأحد مثلما دُعي للكميت ، وقد أكثر النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة من أولاده ( عليهم السلام ) دعاءهم له .
                            فاسترحم له النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرَّة واستجزى له بالخير وأثنى عليه أخرى .
                            وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( بوركت وبورك قومك ) .
                            ودعا له الإمام السجاد ( عليه السلام ) بقوله : ( اللهم أحيه سعيداً وامته شهيداً ، وأره الجزاء عاجلاً ، وأجزل له جزيل المثوبة آجلا ) .
                            ودعا له الإمام الباقر ( عليه السلام ) في مواقف شَتَّى في مثل أيام التشريق بمنى وغيرها ، متوجهاً إلى الكعبة بالاسترحام والاستغفار له غير مرَّة .
                            وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) أيضاً : ( لا تزال مؤيداً بروح القدس ) .
                            وقال ( عليه السلام ) أيضاً : ( اللهم اغفر للكميت ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر ) .
                            ودعا له الإمام الصادق ( عليه السلام ) في مواقفه المشهودة في أشرف الأيام رافعاً يديه قائلا : ( اللهم اغفر للكميت ما قدَّم وأخِّر ، وما أسرَّ وأعلن ، وأعطه حتى يرضى ) .
                            وكانت قبيلة بني أسد – قبيلة الكميت – يشعرون ببركة دعاء النبي ( صلى الله عليه
                            وآله ) له ولهم بقوله : بوركت وبورك قومك .
                            فإنهم يشاهدون آثار الإجابة فيهم ، ويجدون في أنفسهم نفحاتها .
                            وكانوا يقولون : إن فينا فضيلة ليست في العالم ، ليس منا إلا وفيه بركة وراثة الكميت .
                            وسبب كل ذلك هو رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المنام ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أنشدني ( طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ) ، فأنشده الكميت ، فقال النبي
                            ( صلى الله عليه وآله ) له : بوركت وبورك قومك .


                            ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :

                            كانت جُلُّ أشعار الكميت في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك في زمن الدولة الأموية التي كانت تغدق الأموال لشراء الألسن والشعراء ، والمديح والثـناء .
                            ومع ذلك نرى أن الكميت قد لوى وجهه عنهم إلى أناس مضطهدين مقهورين ، ويقاسي من جرَّاء ذلك الخوف والاختفاء ، تتقاذف به المفاوز والحزون .
                            فليس من الممكن أن يكون ما يتحرَّاه إلا خاصة في من يتولاهم لا توجد عند غيرهم .
                            فهذا هو شأن الكميت مع أئمة الدين ( عليهم السلام ) ، فقد كان يعتقد فيهم أنهم وسائله إلى الله سبحانه ، وواسطة نجاحه في عقباه ، وأن مودَّتهم أجرُ الرسالة الكبرى .
                            قال ( صاعد ) مولى الكميت :
                            دخلنا مع الكميت على فاطمة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ، فقالت : هذا شاعرنا أهل البيت ، وجاءت بقدح فيه سويق ، فحركته بيدها ، وسقت الكميت فشربه ، ثم أمرت له بثلاثين ديناراً ومركب .
                            فهملت عيناه ، وقال : لا والله لا أقبلها ، إني لم أحبكم للدنيا .
                            وللكميت فى رده الصلاة الطائلة على سروات المجد من بني هاشم ، مكرمة ومحمدة عظيمة ، أبقت له ذكرى خالدة .
                            وكلٌ من تِلكُمُ المواقف شاهد صدق على خالص ولائه ، وقوة إيمانه ، وصفاء نيته ، وحسن عقيدته ، ورسوخ دينه ، وإباء نفسه ، وعلوِّ هِمَّته ، وثباته في مبدئه العلوي المقدس .
                            وصدق في ما قاله للإمام السجاد ( عليه السلام ) : إني قد مدحتك على أن يكون لي وسيلة عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
                            ويعرب عن ذلك كله صريح قوله للإمام الباقر ( عليه السلام ) : والله ما أحبُّكم لغَرَضِ الدينا ، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوجب الله عليّ من الحق .
                            وقوله الآخر له ( عليه السلام ) : لا والله ، لا يعلم أحد أني آخذ منها حتى يكون الله عَزَّ وجلَّ الذي يكافئني .
                            وقوله للإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) : والله ما أحببتكم للدنيا ، ولو أردتها لأتيت من هي في يديه ، ولكني أحببتكم للآخرة .
                            وكان أئمة الدين ورجالات بني هاشم يلحُّون في أخذ الكميت صلاتهم وقبوله عطاياهم ، مع إكبارهم محلّه من ولائه ، واعتنائهم البالغ بشأنه والاحتفاء والتبجيل له ، والاعتذار منه بمثل قول الامام السجاد ( عليه السلام ) له : ( ثوابك نعجز عنه ، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك ) .
                            وهو مع ذلك كله كان على قدم وساق من إبائه واستعفائه ، إظهاراً لولائه المحض لآل الله ، فقد رَدَّ على الإمام السجاد ( عليه السلام ) أربعمِائة ألف درهم ، وطلب منه ثيابه التي تلي جسده ( عليه السلام ) ليتبرك بها .
                            وردَّ على الإمام الباقر ( عليه السلام ) مِائة ألف مَرَّةً ، وخمسين ألفاً أخرى ، وطلب قميصاً من قمصانه ( عليه السلام ) .
                            ورَدَّ على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ألف دينار وكسوة ، واستدعى منه أن يكرمه بالثوب الذي مسَّ جلده ( عليه السلام ) .
                            ورَدَّ على عبد الله بن الحسن ضـيعته التي أعطى له كتابها وكانت تساوي أربعة آلاف دينار .
                            ورَدَّ على عبد الله الجعفري ما جمع له من بني هاشم ما كان يقدَّر بمِائة ألف درهم .
                            فكل هذه تؤيد بأن مدح الكميت عترة نبيه الطاهرة وولاءه لهم ، وتَهَالُكَهُ في حبِّهم ، وبذله النفس والنفيس دونهم ، ونيله من مناوئيهم ، ونصبه العداء لمخالفيهم ، لم يكن إلا لله تعالى ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فحسب ، وما كان له غرض من حطام الدنيا وزخرفها .
                            وقد عَرَّض لبني أمية دَمَهُ ، مستقبِلاً صوارمهم ، كما نصَّ عليه الإمام زين العابدين
                            ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( اللهم إن الكميت جاء في آل رسولك وذرية نبيك نفسه حين ضنَّ الناس ، وأظهر ما كتمه غيره ) .
                            وقال عبد الله الجعفري لبني هاشم : هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم ، وعَرَّض دمه لبني أمية .


                            بعض نوادره :

                            1 - حينما كان الكميت ينشد الشعر وهو صغير ، مر به الفرزدق ، فقال له الفرزدق : أيَسُرُّك أني أبوك ؟
                            قال : لا ، ولكن يسرُّني أن تكون أمِّي ! فَحَصِرَ الفرزدق فأقبل على جلسائه ، وقال : ما مرَّ بي مثلُ هذا قَطٌّ .
                            2 - كان الكميت مختفياً عند أبي الوضاح ، فسقط غراب على الحائط ونعب ، فقال الكميت لأبي الوضاح : إني لمأخوذ ، وإن حائطك لساقط .
                            فقال : سبحان الله ! هذا ما لا يكون إن شاء الله تعالى .
                            وكان الكميت خبيراً بالزجر – الكهانة – فقال له : لا بدَّ أن تحوِّلني ، فخرج به إلى بني علقمة – وكانوا يتشيعون – فأقام فيهم .
                            ولم يصبح حتى سقط الحائط الذي سقط عليه الغراب .


                            شهادته :

                            استشهد الكميت ( رحمه الله ) في الكوفة في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) ، وكان السبب في ذلك أنه ( رحمه الله ) مدح يوسف بن عمر ، بعد عزل خالد القسري عن العراق في قصيدة قال فيها :
                            خَرجتَ لهم تُمسِي البراحَ وَلَم تَكُن كَمَن حِصنُهُ فيه الرتاجُ المضَّببُ
                            وَمَا خَالدٌ يَستَطعِمُ المَاءَ فَاغِراً بِعَدلِكَ والدَّاعِي إِلَى المَوتِ يَنعبُ
                            وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد ، فوضعوا نعال سيوفهم في بطن الكميت
                            ( رحمه الله ) ، فُوْجِؤُوهُ بها ، وقالوا : أتنشد الأمير ولم تستأمره ؟
                            فلم يزل ينزف الدم حتى مات ( رحمه الله ) .
                            وروي عن المستهل بن الكميت أنه قال : حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ، ثم أفاق ففتح عينه ثم قال ( رحمه الله ) : ( اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ) ، ثلاثاً .
                            وروي أيضاً أنه ( رحمه الله ) قال لولده المستهل : إذا متُّ فامضِ بي إلى موضع يقال
                            ( مكران ) ، فادفنِّي فيه .
                            فدفن الكميت ( رحمه الله ) في ذلك الموضع ، وكان أوَّل من دفن فيه ، وهي مقبرة بني أسد .








                            تعليق

                            • أصغر ملك
                              • Nov 2012
                              • 792

                              #15
                              ۩☜ الشاعر جمال الدين الخلعي ۩




                              اسمه :

                              أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمّد الخلعي الموصلي الحلّي .


                              شعره :

                              شاعر أهل البيت ( عليهم السلام ) المفلق ، نظم فيهم فأكثر ، ومدحهم فأبلغ ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلاّ مدحهم ورثائهم ، كان فاضلاً مشاركاً في الفنون ، قوي العارضة ، رقيق الشعر سهله .


                              استبصاره :

                              ولد من أبوين ناصبين ، وكانت أمّه نذرت أنّها إن رزقت ولداً ترسله لقطع الطريق على زوّار الإمام الحسين ( عليه السلام ) وقتلهم !! فلمّا ولدت به ، وبلغ أشدّه أرسلته إلى جهة نذرها ، فلمّا بلغ إلى نواحي المسيّب بمقربة من كربلاء المشرّفة ، طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولى عليه النوم ، واجتازت عليه القوافل ، فرأى فيما يراه النائم ، أنّ القيامة قد قامت ، وقد أمر به إلى النار ، ولكنّها لم تمسّه لما عليه من ذلك غبار الزوّار ، فانتبه مرتدعاً عن نيّته السيئة ، واعتنق ولاء العترة الطاهرة ، وزار كربلاء ، وأقام فيها فترة من الزمن .
                              ويقال : إنّه نظم عندئذ بيتين خمّسهما الشاعر الحاج مهدي الفلوجي الحلّي ، المتوفّى 1357 هـ ، وهما مع التخميس :
                              أراك بحيـرة ملأتك ريّنا وشـتتك الهوى بينا فبينا
                              فطب نفساً وقر بالله عينا إذا شئت النجاة فزر حسينا
                              لكي تلقى الإله قرير عين
                              إذا علم الملائك منـك عزما تروم مزاره كتبوك رسما
                              وحرمت الجحيم عليك حتماً فإنّ النار ليس تمس جسما
                              عليه غبار زوّار الحسين


                              رعاية أهل البيت ( عليهم السلام ) به :

                              لقد أخلص الخلعي في الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) حتّى حظى بعنايات خاصّة من ناحية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث لمّا دخل الحرم الحسيني المقدّس أنشأ قصيدة في الإمام الحسين ( عليه السلام ) وتلاها عليه ، وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف ، فسمّي بالخلعي .
                              وجرت مفاخرة بينه وبين ابن حمّاد الشاعر ، وحسب كل أن مديحه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحسن من مديح الآخر ، فنظم كل قصيدة ، وألقياها في الضريح العلوي المقدّس ، محكّمين الإمام ( عليه السلام ) ، فخرجت قصيدة الخلعي مكتوباً عليها بماء الذهب : أحسنت .
                              وعلى قصيدة ابن حمّاد مثله بماء الفضّة ، فتأثّر ابن حمّاد وخاطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله : أنا محبّك القديم ، وهذا حديث العهد بولائك ، ثمّ رأى الإمام ( عليه السلام ) في المنام ، وهو يقول له : إنّك منّا وإنّه حديث عهد بأمرنا ، فمن اللازم رعايته .


                              وفاته :

                              سكن الشاعر ( رحمه الله ) في الحلّة إلى أن مات في حدود سنة 750 هـ ، ودفن بها ، وله هناك قبر معروف
                              .








                              تعليق

                              يعمل...
                              X