شعراء المعصومين عليهم السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أصغر ملك
    • Nov 2012
    • 792

    #16
    ۩☜ الشاعر أبو الأسود الدؤلي ۩




    اسمه ولقبه :

    هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ، حيث ينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار .
    والدؤلي أو الدائل هو أحد أجداده .


    كنيته :

    أبو الأسود ، وقد طغت كنيته على اسمه فاشتهر بها ، علماً بأنه لم يكن ذا بشرة سوداء على الأغلب ، وليس له ولد اسمه أسود .
    وقد رضي أبو الأسود لنفسه هذه الكنية ، لأن اسمه ثقيل ( ظالم ) على السمع ، مع أنه يتنافى مع مكانته الاجتماعية وكونه قاضياً يتصف بالعدل ، فأبعد اسمه عن نفسه حتى لا يؤثر على المظلوم .


    ولادته ونشأته :

    ولد أبو الأسود سنة ( 16 ) قبل الهجرة ، وقد وُلد على الأكثر في اليمن .
    وكان الإمام علي ( عليه السلام ) في اليمن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصحبه وآزره بشعره منذ نعومة أظفاره .


    إسلامه :

    من الثابت أنه أسلم في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا أنه اختلف في أنه متى دخل الإسلام .
    وأغلب رجال التأريخ اعتبروه من تابعي الصحابة ، فهو لم يرى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والظاهر أنه أسلم في أواخر حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
    والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو أنه لماذا لم يتشرَّف برؤية خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟
    والجواب : قد يكون السبب في ذلك هو البعد المكاني ، فإنه قد وُلد باليمن ، أو خارج مكة حيث كانت تقطن كنانة .
    ثم دخل المدينة في زمن عمر بن الخطاب في الوقت الذي كان فيه المرض والناس يموتون موتاً ذريعاً .
    وكان أبو الأسود الدؤلي عَلَوِيَّ المذهب ، معدوداً في التابعين والفقهاء ، والمحدثين والشعراء ، والأشراف والفرسان ، والأمراء والدُّهاة ، والنُّحاة والحاضري الجواب .
    وقال الحافظ السيوطي في الطبقات في ترجمته : كان أبو الأسود الدؤلي من سادات التابعين ، ومن أكمل الرجال رأياً ، وأشدِّهم عقلاً ، شيعياً شاعراً ، سريع الجواب ثقة في حديثه ، وصحب علي بن أبي طالب وشهد معه صفين .
    سيرته في عهد الإمام علي ( عليه السلام ) :
    رُحِّل أو هاجر أبو الأسود إلى البصرة في عهد عمر بن الخطاب ، ولم نسمع له ذكر أو دور هناك لا في زمن عمر ولا في عهد عثمان .
    وحينما بايع الناس الإمام علي ( عليه السلام ) بالخلافة نشطت براعم الدؤلي بالبصرة ، وتَقَلَّد أسمى مراتب الدولة ، فأصبح قاضياً ، ثم مدير دائرة الصدقات والجند ، ثم والياً على البصرة بعد ابن عباس .
    وقد كان له دور كبير ورئيس في حرب الجمل ، إذ قام وسيطاً بين الإمام علي ( عليه السلام ) وعائشة وطلحة والزبير .
    وبعد حرب الجمل اشترك أبو الأسود الدؤلي في حرب صفين ، فقد صاحب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ولم يرضَ بأبي موسى الأشعري في التحكيم .
    وبعد الانكسار المعنوي في صِفِّين كان أبو الأسود الدؤلي قائداً للجيش الذي حارب الخوارج .
    ثم بعد ذلك رجع إلى البصرة وتَلَقَّى هناك خبر استشهاد الإمام علي ( عليه السلام ) ، فصعد المنبر وخطب الناس ونعى إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبكاه ، ثم دعاهم إلى بيعة ابنه الحسن ( عليه السلام ) بقوله : وقد أوصى بعده إلى ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه ، وإني لأرجو أن يُجْبرَ الله عزَّ وجلَّ به ما وهن ، ويُسدَّ به ما انثلم ، ويجمع به الشمل ، ويطفيء به نيران الفتنةَ ، فبايعوه تُرشَدوا .
    فعندها بايعت الشيعة كلها .

    من نوادره :

    1- أكل أعرابي مع أبي الأسود الدؤلي فرأى له لقماً منكرة وهاله ما يصنع ، فقال له : ما اسمك ؟
    قال : لقمان .
    قال أبو الأسود : صدق أهلك أنك لقمان .
    2- اشترى أبو الأسود حصاناً بتسعة دنانير ، واجتاز به على رجل أعور ، فقال : بكم اشتريته ؟
    قال : قَيِّمْهُ .
    فقال : قَيَّمْتُهُ أربعة دنانير ونصف .
    فقال أبو الأسود : معذور أنت ، لأنك نظرت بعين واحدة فقيَّمتَهُ نصف قيمته .
    3- قال أبو الأسود الدؤلي لبني قشير : ما في العرب أحبُّ إلى طول بقاء منكم .
    قالوا : ولم ذاك ؟
    قال : لأنكم إذا ركبتم أمراً علمت أنه نحيٌّ فَأَجتَنِبُهُ ، وإذا اجتَنَبْتُم أمراً عَلمتُ أنَّه رُشدٌ ، فَأتَّبِعُهُ .

    آثاره العلمية :

    أبو الأسود مفخرة من مفاخر الفصاحة والبلاغة ، فهو أول من وضع النحو العربي .
    وكان السبب في ظهور علم النحو ظهور اللحن في الكلام وفي قراءة القرآن الكريم حين ازداد الاختلاط والتشابك بين المسلمين العرب وغيرهم من المسلمين الأعاجم .
    وخاصة في البصرة حيث أنها مركز تجاري حضاري ، كثر فيه الاختلاط وظهر اللحن بأجلى صوره وشيوعه ، حتى وصل إلى بيت أبي الأسود الدؤلي حين لَحَّنَتْ ابنته أمامه .
    كما ازداد اللحن في قراءة القرآن الكريم ، وسمعت آيات عديدة لحنت فيها القراءة بحيث تغيَّرت معانيها ، وحفاظاً على القرآن الكريم من التحريف والخطأ والانحراف ، وصيانة لِلَّغة العربية وضع أبو الأسود الدؤلي أُسُسَ علم النحو .
    وهذه الأسس هي التي أخذها عن الإمام علي ( عليه السلام ) إذ قال له :
    ( الكلام كله ثلاثة أضرب : اسم ، وفعل ، وحرف ، فالاسم : ما أنبأ عن المُسَمَّى ، والفعل : ما أُنبىءَ به ، والحرف : ما جاء لمعنىً .
    واعلم يا أبا الأسود ، أن الأسماء ثلاثة : ظاهر ، ومضمر ، واسم لا ظاهر ولا مضمر وإنما يتفاضل الناس فيما لا ظاهر ولا مضمر ، وأراد بذلك الاسم العلم المبهم ) .
    قال أبو الأسود : فكان ما وقع إليَّ ( إنَّ وأخواتها ) ماخلا ( لكن ) ، فلما عرضتها على علي ( عليه السلام ) ، قال لي : ( أين لكن ) ؟
    فقلت : ما حسبتها منها ، فقال ( عليه السلام ) : ( هي منها ) ، فألحقها بها ، ثم قال : ما أحسن هذا النحو نحوه .
    وفي رواية أنه ( عليه السلام ) ألقى إليه صحيفة وقال له : ( أُنْحُ نحو هذا ) ، فلهذا سُمِّيَ النحو نحواً .
    والعمل الآخر الذي بقى خالداً هو تنقيط وتشكيل القرآن الكريم ، فهو أوَّل من نَقَّطَ وشَكَّل القرآن ، وهناك مصحف مشكل بخط الدؤلي في خزانة الكتب الرضوية في مشهد / إيران .


    وفاته :

    توفّي أبو الأسود الدؤلي ( رحمه الله ) في البصرة سنة ( 69 هـ ) – عام الطاعون الذي اجتاحها سنة ( 69 هـ ) – بعد عمر ناهز ( 85 عاماً ) قضاها في الدفاع عن آل البيت ( عليهم السلام ) .
    فلم يدع ( رحمه الله ) صغيرة ولا كبيرة إلا وقد صاغها شعراً وقالها بكل قوَّة وصمود ، ولم يتزحزح في كل المواطن والظروف عن خط آل البيت ( عليهم السلام ) والدفاع عنهم .
    وكان ( رحمه الله ) يفديهم بمهجته ، ولا سِيَّما أيام المِحَن والمضايقات عليهم منذ نعومة أظفاره ، وإلى أن وافاه ( رحمه الله ) الأجل المحتوم ، فهنيئاً لك الولاء يا أبا الولاء .







    تعليق

    • أصغر ملك
      • Nov 2012
      • 792

      #17
      ۩☜ الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ۩




      اسمه ونسبه :

      السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله ، من عشيرة آل حسن ، ولُقبت أسرة السيد مصطفى بـ ( آل جمال الدين ) نسبة إلى جدهم الأعلى السيد ( محمد ) الذي كان يلقب بـ ( جمال الدين ) لتبحره بالعلوم الدينية .
      وتعتبر أسرة جمال الدين من الأسر العلمية الدينية المعروفة التي تخرّج منها الكثير من العلماء والأدباء .
      ويتصل نسب هذه الأسرة الشريفة بالإمام علي ( عليه السلام ) عن طريق السيد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) .


      ولادته :

      ولد السيد مصطفى سنة ( 1346 هـ ) في قرية المؤمنين ، وهي إحدى قرى مدينة سوق الشيوخ ، التابعة لمحافظة الناصرية ( جنوب العراق ) .

      دراسته وأساتذته :

      درس في كتاتيب قرية المؤمنين ، ثم انتقل إلى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الابتدائية ، فأكمل منها مرحلة الصف الرابع الابتدائي .
      ثم هاجر إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية ، فأكمل مرحلتي المقدمات والسطوح .
      ثم انتقل بعد ذلك إلى مرحلة البحث الخارج ، وأخذ يحضر حلقات آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) .
      فعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر والذكاء الحاد ، حيث كتب تقريرات أستاذه في الفقه والأصول .
      وعُيِّن معيداً في كلية الفقه في النجف الأشرف لحيازته على المركز الأعلى بين طلبتها الناجحين ، وذلك في سنة ( 1962 م ) .
      ثم سجَّل في مرحلة الماجستير بجامعة بغداد سنة ( 1969 م ) ، وبعد ثلاث سنوات من البحث والدراسة حاز على شهادة الماجستير بدرجة ( جيد جداً ) .
      وبعد عام ( 1972 م ) عُين أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد ، فذاع صيته وأصبح معروفاً على مستوى العراق والعالم العربي .
      وبعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه بدرجة ( ممتاز ) من قسم اللغة العربية ، وذلك في عام ( 1974 م ) .


      نشاطاته الأدبية :

      أولاً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير ببغداد سنة ( 1965 م ) ، وشارك فيه لمَرَّته الأولى .
      ثانياً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير أيضاً ببغداد سنة ( 1967 م ) للمَرَّة الثانية .
      ثالثاً : شارك أيضاً في نفس المهرجان سنة ( 1969 م ) ، وللمَرَّة الثالثة .
      فألقى قصيدته الرائعة حول نكسة حزيران ، والتي مطلعها :
      َمْلِم جِراحَكَ واعْصِفْ أَيَّهَا الثَّارُ َا بَعدَ عَار حُزَيْرَانٍ لَنا عَارُ


      مميِّزات شعره :

      كان السيد جمال الدين شاعراً مطبوعاً ، تعلَّم في أحضان أسرة دينية معروفة ، وكتب شعره منذ أن كان في مرحلة الدراسة المتوسطة ، وعندما دخل الجامعة كانت القصيدة تنطلق منه بسهولة .
      إلا أن دراسته الحوزوية مع شغفه بالشعر دفعا به للتعرف على شعراء العراق المعاصرين ، أمثال : السيَّاب ، والسباتي ، والجواهري ، لكنه كان للجواهري أقرب .
      أما عن شعره فإنه يمتاز بميزة وهي المزج بين الشعور الوطني والغزل ، وله مبادرات إنسانية معروفة يتفاعل فيها مع الحدث الحياتي ، ويعلِّق عليه بطريقة الشعر .


      خروجه من العراق :

      هاجر من العراق عام ( 198
      1 م ) إلى الكويت بسبب ضغط النظام الحاكم في العراق .
      ومن الكويت سافر إلى لندن ، ثم عاد إليها مرة أخرى .
      واعتقل في الكويت عام ( 1984 م ) من قِبل السلطات الكويتية ، وأُودع في السجن .
      وبسبب مساندة الكويت لنظام صدام ، وتأييدها له في حربه ضد إيران ، وتخوفها من كل متعاطف مع إيران ، قامت بإخراجه ، وخيَّرتْه بين الإقامة في قبرص أو سورية فاختار الأخيرة .


      مؤلفاته :

      ذكر منها ما يلي :
      1 - القياس حقيقته وحجيته ـ رسالة ماجستير .
      2 – البحث النحوي عند الأصوليين ـ رسالة دكتوراه .
      3 – الانتفاع بالعين المرهونة ـ بحث فقهي .
      4 - الإيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة .
      5 - ديوان شعر كبير ومطبوع .



      وفاته :


      وافاه ( رحمه الله ) الأجل المحتوم في سورية إثر مرض عضال أَلمَّ به ، وذلك بتاريخ 1416 هـ ، ودفن ( رحمه الله ) في عاصمتها دمشق ، في مقبرة السيدة زينب ( عليها السلام ) .





      تعليق

      • أصغر ملك
        • Nov 2012
        • 792

        #18
        ۩☜ الشاعر مهيار الديلمي ۩




        اسمه نسبه :

        أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي نزيل بغداد ، فارسي الأصل اتخذ بغداد مقاماً له حيث كانت خاضعة للنفوذ البويهي .


        ولادته ونشأته :

        وُلد الشاعر مهيار الديلمي في سنة ( 367 هـ ) ، وهو من عائلة فارسية مالكة من أشرف عائلات فارس ، ومع ذلك فقد هاجر إلى بغداد وسكن فيها وكان مجوسياً ، ولكنه حينما سكن بغداد وفي العقد الثاني من عمره اتصل بالشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) الذي كان يوم ذاك حجة الأدباء والأشراف .
        فأثَّر هذا الاتصال بشخصية مهيار وشاعريته ، ووجد في الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) غايته التي ينشدها من خُلق وأدب ، وعلم وفصاحة وتقوى .
        وكان إسلامه وتَشَيُّعِهِ سنة ( 394 هـ ) على يد الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) فتغيّرت عقيدته من المجوسية إلى الإسلام ، فهو مسلم في دينه ، علوي في مذهبه ، عربي في أدبه .
        ومن ثم أخذ يدرس على يد الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) ، فنهل من منبعه الصافي العلوم والآداب ، والفقه والمحاججة .
        ونراه يبتهج بسؤدد عائلته ويفتخر بشرف إسلامه وحسن أدبه بقصيدة في ديوانه يقول فيها :
        لا تخَالِـي نَسَـباً يَخفِضنِــي أَنَا مَن يُرضِيكَ عِندَ النَّسَبِ
        قَومي استَوَلوا عَلى الدهر فتىً وَمَشُوا فَوق رؤوسِ الحُقَبِ
        عَمَّمُـوا بالشَّـمسِ هَامَاتَهُـمُ وَبَنَـوا أبياتَهُـم بالشَّـهَبِ
        وَأبِـي كسـرَى عَلَى إِيوَانِـهِ أَينَ فِي النَّاسِ أَبٌ مثلَ أبِي
        سُـورةُ المُلك القُدَامَـى وَعَلى شَـرَفِ الإِسلامِ لِي وَالأدَبِ
        قَد قبسـتُ المَجدَ مِن خَيرِ أبٍ وقبستُ الدِّين مِن خَيرِ نَبِي
        وَضَمَمْتُ الفخـرَ مِن أطرافِـهِ سُؤدَد الفُرس وَدِين العَرَبِ


        شعره :

        من المعاجز أن فارسياً يحاول قرض الشعر العربي ، فيفوق أقرانه ولا يتأتى لهم قرانه .
        فيقول البعض : ( لا أستطيع أن أتمثل له ندا سوى ابن الرومي ، وإن كان ابن الرومي يقصر عنه في بعض الأحيان ، ولا يجاريه في الإسهاب والتطويل ، فقد كانت بعض قصائده تقارب الثلاثمائة من الأبيات ) .
        فهو كنز من كنوز الأدب والفضيلة ، وفي الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد وموطدي أسسها .
        وأكبر برهنة على ذلك ديوانه الضخم في أجزائه الأربعة ، الطافح بأفانين الشعر وفنونه وضروب التصوير وأنواعه .
        فهو يكاد في قريضه يمسك حقيقة راهنه مما ينضده ، ويذر المعنى المنظور كأنه اتجاه حاستك الباصرة ، ولا يتأتى إلا بكل أسلوب رصين ، أو رأي حصيف ، أو وصف بديع ، أو قصد مبتكر .
        فكان مقدماً على أهل عصره مع كثرة فحولة الأدب فيه ، وكان يحضر جامع المنصور في بغداد أيام الجمع ويقرأ على الناس ديوان شعره .
        أما شعره في المذهب فبرهنة وحجاج ، فلا تجد منه إلا حجة دامغة ، أو ثناءً صادقاً ، أو تظلماً مفجعاً .
        ولعلّ هذه هي التي جعلت أصحاب الحقد يعمدون إلى إخفاء فضله الظاهر ، والتنويه بحياته الثمينة كما يحق له ، فبخست حقه المعاجم ، ولم تأت عند ذكره إلا بطفائف هي دون بعض ما يجب له .
        غير أن حقيقة فضله أبرزت نفسها ونشرت ذكره مع مهب الصبا ، فأين ما حللت لا تجد لمهيار إلا ذكراً وشكراً ، وتعظيماً وتبجيلاً .
        فهو الذي تخرج على أئمة العربية من بيت النبوة ( عليهم السلام ) وعاصرهم ، وآثر ولائهم ، واقتصَّ أثرهم كالشريف المرتضى ، والشريف الرضي ، وشيخهما الشيخ المفيد ونظرائهم ( تغمدهم الله جميعاً برحمته ) .
        إن من ديدن الشعراء مدح الملوك والخلفاء ، والتَزَلُّف إليهم تقرباً للجاه والمال والمنصب ، إلا أن الملاحظ من الشاعر مهيار أنه لم يمدح أحداً من الخلفاء العباسيين .
        إضافة لذلك فإن ديوانه الضخم لا يحتوي مدحاً لملك بويهي ، إلا ما كان من مدح ركن الدين شاهنشاه جلال الدولة بن بهاء الدولة ، الذي ولي الحكم عام ( 418 هـ ) .
        فكان هذا الملك الوحيد من بني بويه الذي ظفر بمدائح مهيار ، وكذلك مدح الأمراء والوزراء كالصاحب أبو القاسم بن عبد الرحيم ، وأبو طالب محمد بن أيوب ، وأبو منصور بن المزرع ، وغيرهم .


        وفاؤه لأساتذته :

        بقي مهيار ملازماً أستاذه الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) مقتبساً منه تعاليم الإسلام الحقة ، والولاء لآل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ، والأخلاق والأدب والآداب ، حتى لَبَّى الشريف الرضي نداء رَبِّه عام ( 406 هـ ) .
        وكان ( رضوان الله عليه ) طوال حياته الحامي الأمين لتلميذه مهيار ، وقد أحسَّ شاعرنا بالفجيعة ، فمضى يرثي أستاذه بشعر رقيق ، لا بل من أرق ما قال ، وقد رثاه في مناسبات عديدة .


        وفاته :

        لَبَّى شاعرنا مهيار الديلمي ( رحمه الله ) نداء رَبِّه ليلة الأحد الخامس من جمادي الثانية سنة ( 428 هـ ) ، فذهبت نفسه ( رحمه الله ) المطمئنة إلى بارئها راضية مرضية .





        تعليق

        • أصغر ملك
          • Nov 2012
          • 792

          #19
          ۩☜ الشاعر مهيار الديلمي ۩




          اسمه نسبه :

          أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي نزيل بغداد ، فارسي الأصل اتخذ بغداد مقاماً له حيث كانت خاضعة للنفوذ البويهي .


          ولادته ونشأته :

          وُلد الشاعر مهيار الديلمي في سنة ( 367 هـ ) ، وهو من عائلة فارسية مالكة من أشرف عائلات فارس ، ومع ذلك فقد هاجر إلى بغداد وسكن فيها وكان مجوسياً ، ولكنه حينما سكن بغداد وفي العقد الثاني من عمره اتصل بالشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) الذي كان يوم ذاك حجة الأدباء والأشراف .
          فأثَّر هذا الاتصال بشخصية مهيار وشاعريته ، ووجد في الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) غايته التي ينشدها من خُلق وأدب ، وعلم وفصاحة وتقوى .
          وكان إسلامه وتَشَيُّعِهِ سنة ( 394 هـ ) على يد الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) فتغيّرت عقيدته من المجوسية إلى الإسلام ، فهو مسلم في دينه ، علوي في مذهبه ، عربي في أدبه .
          ومن ثم أخذ يدرس على يد الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) ، فنهل من منبعه الصافي العلوم والآداب ، والفقه والمحاججة .
          ونراه يبتهج بسؤدد عائلته ويفتخر بشرف إسلامه وحسن أدبه بقصيدة في ديوانه يقول فيها :
          لا تخَالِـي نَسَـباً يَخفِضنِــي أَنَا مَن يُرضِيكَ عِندَ النَّسَبِ
          قَومي استَوَلوا عَلى الدهر فتىً وَمَشُوا فَوق رؤوسِ الحُقَبِ
          عَمَّمُـوا بالشَّـمسِ هَامَاتَهُـمُ وَبَنَـوا أبياتَهُـم بالشَّـهَبِ
          وَأبِـي كسـرَى عَلَى إِيوَانِـهِ أَينَ فِي النَّاسِ أَبٌ مثلَ أبِي
          سُـورةُ المُلك القُدَامَـى وَعَلى شَـرَفِ الإِسلامِ لِي وَالأدَبِ
          قَد قبسـتُ المَجدَ مِن خَيرِ أبٍ وقبستُ الدِّين مِن خَيرِ نَبِي
          وَضَمَمْتُ الفخـرَ مِن أطرافِـهِ سُؤدَد الفُرس وَدِين العَرَبِ


          شعره :

          من المعاجز أن فارسياً يحاول قرض الشعر العربي ، فيفوق أقرانه ولا يتأتى لهم قرانه .
          فيقول البعض : ( لا أستطيع أن أتمثل له ندا سوى ابن الرومي ، وإن كان ابن الرومي يقصر عنه في بعض الأحيان ، ولا يجاريه في الإسهاب والتطويل ، فقد كانت بعض قصائده تقارب الثلاثمائة من الأبيات ) .
          فهو كنز من كنوز الأدب والفضيلة ، وفي الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد وموطدي أسسها .
          وأكبر برهنة على ذلك ديوانه الضخم في أجزائه الأربعة ، الطافح بأفانين الشعر وفنونه وضروب التصوير وأنواعه .
          فهو يكاد في قريضه يمسك حقيقة راهنه مما ينضده ، ويذر المعنى المنظور كأنه اتجاه حاستك الباصرة ، ولا يتأتى إلا بكل أسلوب رصين ، أو رأي حصيف ، أو وصف بديع ، أو قصد مبتكر .
          فكان مقدماً على أهل عصره مع كثرة فحولة الأدب فيه ، وكان يحضر جامع المنصور في بغداد أيام الجمع ويقرأ على الناس ديوان شعره .
          أما شعره في المذهب فبرهنة وحجاج ، فلا تجد منه إلا حجة دامغة ، أو ثناءً صادقاً ، أو تظلماً مفجعاً .
          ولعلّ هذه هي التي جعلت أصحاب الحقد يعمدون إلى إخفاء فضله الظاهر ، والتنويه بحياته الثمينة كما يحق له ، فبخست حقه المعاجم ، ولم تأت عند ذكره إلا بطفائف هي دون بعض ما يجب له .
          غير أن حقيقة فضله أبرزت نفسها ونشرت ذكره مع مهب الصبا ، فأين ما حللت لا تجد لمهيار إلا ذكراً وشكراً ، وتعظيماً وتبجيلاً .
          فهو الذي تخرج على أئمة العربية من بيت النبوة ( عليهم السلام ) وعاصرهم ، وآثر ولائهم ، واقتصَّ أثرهم كالشريف المرتضى ، والشريف الرضي ، وشيخهما الشيخ المفيد ونظرائهم ( تغمدهم الله جميعاً برحمته ) .
          إن من ديدن الشعراء مدح الملوك والخلفاء ، والتَزَلُّف إليهم تقرباً للجاه والمال والمنصب ، إلا أن الملاحظ من الشاعر مهيار أنه لم يمدح أحداً من الخلفاء العباسيين .
          إضافة لذلك فإن ديوانه الضخم لا يحتوي مدحاً لملك بويهي ، إلا ما كان من مدح ركن الدين شاهنشاه جلال الدولة بن بهاء الدولة ، الذي ولي الحكم عام ( 418 هـ ) .
          فكان هذا الملك الوحيد من بني بويه الذي ظفر بمدائح مهيار ، وكذلك مدح الأمراء والوزراء كالصاحب أبو القاسم بن عبد الرحيم ، وأبو طالب محمد بن أيوب ، وأبو منصور بن المزرع ، وغيرهم .


          وفاؤه لأساتذته :

          بقي مهيار ملازماً أستاذه الشريف الرضي ( رضوان الله عليه ) مقتبساً منه تعاليم الإسلام الحقة ، والولاء لآل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ، والأخلاق والأدب والآداب ، حتى لَبَّى الشريف الرضي نداء رَبِّه عام ( 406 هـ ) .
          وكان ( رضوان الله عليه ) طوال حياته الحامي الأمين لتلميذه مهيار ، وقد أحسَّ شاعرنا بالفجيعة ، فمضى يرثي أستاذه بشعر رقيق ، لا بل من أرق ما قال ، وقد رثاه في مناسبات عديدة .


          وفاته :

          لَبَّى شاعرنا مهيار الديلمي ( رحمه الله ) نداء رَبِّه ليلة الأحد الخامس من جمادي الثانية سنة ( 428 هـ ) ، فذهبت نفسه ( رحمه الله ) المطمئنة إلى بارئها راضية مرضية .





          تعليق

          • أصغر ملك
            • Nov 2012
            • 792

            #20
            ۩☜ الشاعر إبراهيم الحاريصي ۩




            اسمه ونسبه :

            إبراهيم الحاريصي العاملي ، والحاريصي نسبة إلى حاريص ، وهي قرية في جبل عامل من لبنان .


            مكانته :

            الحاريصي عالم ، فاضل ، شاعر ، مُجيد ، يُعدّ في طليعة شعراء جبل عامل في ذلك العصر .


            مميِّزات شعره :

            تدل قصائده على اطِّلاع واسع ، وعلم بالوقائع التاريخية القديمة ، ومعرفة برجال التاريخ ، وفي شعره شيء كثير من الحِكَم والأمثال ، فله فيها أبيات جديرة بالحفظ .
            كما جرت للحاريصي مساجلات شعرية مع الشيخ عبد الحليم النابلسي ، ومعارضات ، ومناقضات ، ومفاخرات ، ومطارحات .


            وفاته :

            توفّي ( رحمه الله ) يوم السبت ، في السادس عشر من شهر شعبان المعظَّم ، في سنة ( 1185 هـ )
            .








            تعليق

            • أصغر ملك
              • Nov 2012
              • 792

              #21
              ۩☜ الشاعر أبو القاسم الزاهي ۩




              اسمه ونسبه :

              أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطان البغدادي ، الذي اشتُهر بلقب ( الزاهي ) .
              واشتُهر بهذا اللقب نسبة إلى قريته ( زاه ) الواقعة في ( نيسابور ) ، وقيل : إن شعره زاهي فَسُمِّي بذلك .


              ولادته :

              وُلد الشاعر أبو القاسم الزاهي في سنة ( 318 هـ ) .


              خصائص شعره :

              كان الزاهي شاعراً عبقرياً ، تَحيَّز في شعره إلى أهل بيت الوحي ( عليهم السلام ) ، ودانَ بمذهبهم ، وأدَّى بِمَوَدَّتهم أجر الرسالة .
              فكان أكثر شعره فيهم مدحاً ورثاءً ، بحيث عدّه ابن شهر آشوب في معالم العلماء في طَبقة المجاهدين في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلم يزَل فيه يكافح عنهم ويناطح ، وينازل ويناضل .
              ولذلك لم يلق شعره نشوراً بين من كان يناوِئُهم ، أو لا يقول بأمرهم ( عليهم السلام ) ، فحسبوه مقلا من الشعر ، كما في تاريخ بغداد وغيره .
              غير أن جزالة شعره ، وجَوْدة تشبيهه ، وحُسن تصويره ، لَم يَدَعْ لأرباب المعاجم منتدحاً من إطراءه .
              وفي فِهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والإمامة من لَفظ ( المولى ) من مثل الزاهي - العارف بمعاريض الكلام ، والمتسالم على تَضَلُّعِه في اللُّغَة والأدب العربي ، وبَثِّه في نظمه - لَحُجَّة قوية على الصواب ، الذي ترتأيهِ الشيعة في الاستدلال بحديث الغدير ، على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .


              وفاته :

              توفّي الشاعر أبو القاسم الزاهي ( رحمه الله ) بـ( بغداد ) ، وذلك في سنة ( 352 هـ ) ، ودفن في مقابر قريش
              .







              تعليق

              • أصغر ملك
                • Nov 2012
                • 792

                #22
                ۩☜ الشاعر أحمد السبعي ۩




                اسمه ونسبه :

                أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة الرفاعي السبعي .


                ولادته :

                لم نعثر على تاريخ ولادته .


                أساتذته وتلامذته :

                نذكر منهم ما يلي :
                1 - الشيخ أحمد بن عبد الله المتوَّج .
                2 - الشيخ أحمد بن عبد الله فهد بن إدريس المُقرئ .
                وأما من تلامذته ، فيمكن الإشارة إلى السيد كمال الدين موسى الحسيني .


                أقوال العلماء فيه :

                قال فيه الشيخ محمد بن جمهور الإحسائي : الفاضل ، الكامل ، العالم ، نقي الفروع والأصول ، والمحكم لقواعد الفقه والكمال ، جامع أشتات الفضائل ، فخر الدين أحمد ، الشهير بـ( السبعي ) .
                وذكر في كتاب الطليعة : كان السبعي فاضلاً في الدين ، متفنِّناً ، مصنِّفاً في أغلب العلوم ، أديباً ، شاعراً ، حسن المنثور والمنظوم ، جاء من بلاد البحرين إلى العراق ، ثم سكن في الهند حتى مات .


                مؤلفاته :

                نذكر منها ما يلي :
                1ـ تسديد الإفهام في شرح قواعد الأحكام .
                2ـ الأنوار العلوية في شرح الألفية الشهيدية .

                وفاته :
                توفّي ( رحمه الله ) بالهند ، في سنة ( 960 هـ ) ونيّف .







                تعليق

                • أصغر ملك
                  • Nov 2012
                  • 792

                  #23
                  ۩☜ الشاعر الشريف الرضي ۩




                  اسمه ونسبه :

                  محمد بن الحسين بن موسى ، وينتهي نسبه إلى الإمام علي ( عليه السلام ) .


                  ولادته ونشأته :

                  وُلد الشريف الرضي في سنة ( 359 هـ ) ، ونشأ في أحضان أبوين جليلين تربية صحيحة .
                  وتعلم في صِغَرِه العلوم العربية والبلاغة والأدب ، والفقه والكلام ، والتفسير والحديث ، على يد مشاهير علماء بغداد كابن جِنِّي والشيخ المفيد .


                  شعره :

                  نظم الشريف الرضي الشعر وعمره عشر سنوات ، وأجاد في ذلك ، كما أنه نظم في جميع فنون الشعر .
                  ويمتاز شعره بأنه مطبوع بطابع البلاغة والبداوة ، والبراعة وعذوبة الألفاظ التي تأخذ بمجامع القلوب ، بالإضافة إلى المميزات الأخرى التي لا نكاد نجدها في شعر غيره .
                  ومما امتاز به شعر الشريف الرضي أنه كان نقياً من كل ما يتعاطاه الشعراء من الغزل المشين ، والهجاء المقذع ، والتلون بالمدح تارة والذم تارة أخرى .


                  مكانته :

                  كان شاعرنا أديباً ، بارعاً متميزاً ، وفقيهاً متبحراً ، ومتكلماً حاذقاً ، ومفسِّراً لكتاب الله ، وحديث رسوله ( صلى الله عليه وآله ) .
                  وأخفت المكانة العلمية لأخيه السيد المرتضى شيئاً من مكانته العلمية ، كما أخفت مكانته الشعرية شيئاً من مكانة أخيه الشعرية .
                  ولهذا قال بعض العلماء : لولا الرضي لكان المرتضى أشعر الناس ، ولولا المرتضى لكان الرضي أعلم الناس .


                  مؤلفاته :

                  له مؤلفات كثيرة ، نذكر أبرزها وهي :
                  1 - حقائق التأويل في متشابه التنزيل .
                  2 - مجازات الآثار النبوية .
                  3 - تلخيص البيان عن مجازات القرآن .
                  4 - الخصائص .
                  5 - نهج البلاغة : وهو مما اختاره وجمعه الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
                  ولهذا الكتاب النفيس شروح كثيرة ، ويعتبر من مفاخر العرب والإسلام .


                  أخباره مع الخلفاء :

                  مدح الشريف الرضي الخلفاء والملوك الذين عاصرهم ، ووصفهم بالصفات التي اعتاد الشعراء أن يصفوا بها ممدوحيهم .
                  ولكنه امتاز عنهم بأنه كان أبعد عن المبالغة المفرطة ، وعن أن يكون الداعي لمدحهم هو حُبُّ الفوز بجوائزهم فقط ، لما جُبل عليه من الأَنَفَةِ وعُلوِّ النفس .


                  وفاته :

                  توفّي الشريف الرضي ( رحمه الله ) سنة ( 406 هـ ) ، ودفن في داره ، ثم نقل
                  ( رحمه الله ) إلى كربلاء المقدسة ، بالقرب من مرقد الإمام الحسين ( عليه السلام ) .








                  تعليق

                  • أصغر ملك
                    • Nov 2012
                    • 792

                    #24
                    ۩☜ الشاعر عبد العزيز صفي الدين ۩




                    اسمه ونسبه :

                    عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن عبد العزيز الحلي الطائي السُنبُسي ، من بني سُنبُس بطن من طي ، ويُلقَّب بصفي الدين .


                    ولادته :

                    وُلد في 5 ربي
                    ع الآخر سنة ( 677 هـ ) .

                    شعره :

                    قد يرسم التعجب علامة كبيرة على وجوه عدد من الذين سمعوا وقرؤوا شعر الشاعر الكبير صفي الدين الحلي ، المثبت في كتب الفكاهة ، والمجون ، والهجاء .
                    ولولا قصيدة : سَلي الرماحَ العوالي عن مَعالينا ..
                    لما عُرِفَ عن هذا الشاعر ، ولنُسيَت قصائد ومقطوعات جميلة تقطر بالولاء ، والاستغفار ، من قبيل :
                    يا ربِّ إنِّــي دخلـتُ بيتَــكَ والداخلُ بيتَ الكريمِ في حَسَبِهْ
                    لا يختشـي سُـخْطَهُ عليـهِ ولا يحذرُ من مكرِهِ ولا غَضَـبِهْ
                    فكيفَ يرتاعُ من أناخَ بكَ الرَحْلَ ويخشـى من سـوءِ منقلبِهْ
                    لا يسأل العبدُ غيـرَ مـن هـو بالعفوِ جديرٌ وأنتَ أجدرُ بِهْ
                    بل لفاتَتْنا أبيات تُنبئُ عن إيمان راسخ ، وشعور عميق بالاطمئنان والخلود إلى الرحمة الإلهية ، وهي تحثُّ بذكاء أدبي على سلوك طريق الرجاء ، ضمن تضمين رائع للآيات الشريفة .
                    مثال ذلك :
                    تُبْ وَثُبْ وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ تجدِ اللهَ للدُّعاءِ سـميعا
                    لا تَخَفْ مَعْ رجاءِ ربِّـكَ ذنبـاً إنَّه يغفرُ الذنوبَ جميعا
                    ولا عجب إذا عرفنا أن هذا الشاعر متمسك بالولاء الصادق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) ، الذي كان يعمر قلب الشاعر ، فيُغدق عليه الأمن والاطمئنان .
                    وهو حين ينساب من قريحته فإنه يتدفق بهدوء ناعم ، ترى فيه الرقة والبساطة ، والبعد عن التكلُّف ، والتزويق اللفظي والبديعي ، وتعرف أنه شاعر يمتلك ثقافة عقيدية وتاريخية كبيرة .
                    وقد أبدع في إدخال الجدل العقيدي إلى أشعاره ، دون أن يحس المتلقي بنفرة من هذا الجدل الهادئ ، الذي يأتي من باب خلفي ، مقتحماً القلب والعقل معاً بوداعة هادئة ، ليرسِّخ أخيراً فكرة الشاعر في الذهن والروح بخفة وذكاء .
                    بالإضافة إلى لوحاته الجميلة جداً ، ولفتاته الإبداعية المحبَّبَة ، فإن جوانبَ بلاغيةً شفافة تُريكَ مقدرة الشاعر ، وخِفَّةَ ريشته ، وهو يوشّي خطوطه الآسرة بلمساته البديعية الأخيرة .


                    مؤلفاته :

                    نذكر منها ما يلي :
                    1ـ منظومة في علم العروض .
                    2ـ العاطل الحالي ، رسالة في الزجل والموالي .
                    3ـ الخدمة الجليلة ، رسالة في وصف الصيد بالبندق .
                    4ـ درر النحور في مدائح الملك المنصور .
                    5ـ الديوان ، وهو ديوان شعره ، ثلاث مُجلَّدات ، والمطبوع مجلد واحد .
                    6ـ رسالة الدار عن محاورات الفار .
                    7ـ الرسالة المهملة ، كَتبها إلى الملك محمد بن قلاوون .
                    8ـ الرسالة الثومية .
                    9ـ الكافية ، بديعيته الشهيرة في مدح النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) .


                    وفاته :

                    توفّي الشاعر الكبير صفي الدين الحلي ( رحمه الله ) ببغداد ، في سنة ( 750 هـ ) أو سنة ( 752 هـ ) .






                    تعليق

                    • أصغر ملك
                      • Nov 2012
                      • 792

                      #25
                      ۩☜ الشاعر أحمد الصنوبري ۩





                      اسمه ونسبه :

                      أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف بـ( الصنوبري ) ، نسبة إلى شجر الصنوبر المعروف .



                      ولادته :

                      لم نعثر على تاريخ ولادته .


                      مميزات شعره :

                      كان الصنوبري شاعراً ، مجيداً ، مطبوعاً ، مكثراً ، وكان عالي النفس ، ضنيناً بماء وجهه عن أن يبذله في طلب جوائز الممدوح ، صائناً لسانه عن الهجاء ، يقول الشعر تأدباً لا تكسّباً ، مقتصراً في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار ، وهو من فحول الشعراء .
                      وقال ابن عساكر : إنه شاعر محسن ، أكثر أشعاره في وصف الرياض والأزهار ، قدِم دمشق ، وله أشعاره في وصفها .
                      وفي كتاب معالم العلماء : من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) ، من أصحاب الأئمة ( عليهم السلام ) .
                      وقد أورد له ابن شهر آشوب مدائح ومراثي كثيرة في حق أهل البيت ( عليهم السلام ) .


                      وفاته :

                      توفّي ( رحمه الله ) في سنة ( 334 هـ ) .







                      تعليق

                      • أصغر ملك
                        • Nov 2012
                        • 792

                        #26
                        ۩☜ الشاعر أبو محمّد الصوري ۩



                        اسمه :

                        أبو محمّد عبد المحسن بن محمّد بن أحمد بن غالب بن غلبون الصوري .


                        ولادته :

                        ولد حوالي سنة 339 هـ .


                        شعره :

                        جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى ، كما إنّه لا تعدوه رقّة الغزل وشدّة الجدل ، فهو عند الحجّاج يدلي بحجّته القويمة ، وعند الوصف لا يأتي إلاّ بصورة كريمة .
                        وديوان شعره المحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً ، الحافل بالحقائق يتكفّل البرهنة على ما نقول ، وهو نص في تشيّعه ، كما عدّه ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) المجاهرين .
                        وقد ترجمه ابن أبي شبانة في تكملة أمل الآمل ، وهو لا يترجم إلاّ المتمسّك بأهل البيت ( عليهم السلام ) .


                        وفاته :

                        توفّي يوم الأحد تاسع شوال ، سنة تسع عشرة وأربعمائة ، وعمره ثمانون سنة أو أكثر .








                        تعليق

                        • أصغر ملك
                          • Nov 2012
                          • 792

                          #27
                          ۩☜ الشاعر أبو فراس الفرزدق ۩




                          اسمه ونسبه :

                          همام بن غالب بن صعصعة التميمي ، وكان أبوه غالب جواداً شريفاً ، ووفد جده صعصعة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسلم .
                          وكان في الجاهلية يمنع وأد البنات ، فلم يترك أحداً من بني تميم يئد بنتاً له إلا فداها .


                          كنيته ولقبه :

                          يُكَنَّى شاعرنا بـ ( أبي فراس ) ، ومشهور بلقب ( الفرزدق ) .


                          ولادته :

                          ولد أبو فراس الفرزدق سنة ( 38 هـ ) .


                          نشأته وسيرته :

                          يعتبر الفرزدق من شعراء العرب المشهورين ، وله منزلة خاصة بين الشعراء ، ولِقُوَّةِ شعره وضع في طبقة الشاعر زهير بن أبي سلمة الذي عاش في زمن الجاهلية .
                          وروي أن أبا فراس الفرزدق كان فتىً يمشي مع أبيه غالب ، فوفدوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال الإمام لغالب : ( من هذا الفتى ؟ ) .
                          قال : ابني الفرزدق وهو شاعر .
                          قال ( عليه السلام ) : ( علِّمه القرآن ، فإنّه خير له من الشعر ) .
                          فكان ذلك في نفس الفرزدق حتّى قيَّد نفسه ، وآلى أن لا يَحِلَّ قيده حتى يحفظ القرآن .
                          وكان الفرزدق سيداً جواداً ، وجيهاً عند الخلفاء والأمراء ، هاشمي الرأي ، يمدح أحياءهم ، ويؤبن موتاهم ، ويهجو بني أمية وأمراءهم .
                          فهجا معاوية بن أبي سفيان ، وزياد بن أبيه ، وهشام بن عبد الملك ، والحجَّاج بن يوسف وغيرهم .
                          لقاؤه مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
                          روي أنه التقى بالإمام الحسين ( عليه السلام ) عند خروجه من مكة إلى الكوفة ، فقال (عليه السلام) : ( ما وراءك ؟ ) .
                          قال الفرزدق : يا ابن رسول الله أنفس الناس معك وأيديهم عليك .
                          قال ( عليه السلام ) : ( ويحك !! معي وِقر [ الحِمل ] بعير من كتبهم ، يدعونني ويناشدوني الله ) .
                          فلما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) قال الفرزدق : فإن غضبتْ العرب لابن بنت سيدها وخيرها فاعلموا أنه سيدوم عزُّها ، وتبقى هيبتُها ، وإن صبرت عليه ولم تتغير لم يزدها الله إلا ذُلاًّ إلى أخر الدَّهر .


                          قوَّة شعره :

                          قالت العرب : لو لم يكن شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب .
                          واختلف العلماء في شعر الفرزدق وجرير وأيهما أشعر ، لكن أكثرهم يقدِّم شعر الفرزدق حتى الشاعر جرير يفضله على نفسه .
                          قال الجاحظ : إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يسمع بمثله فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق ، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره .
                          وهجا هشام بن عبد الملك الأموي ، عندما أمر بحبسه في منطقة عسفان بين مكة والمدينة ، لأنه مدح وأثنى على الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في موسم الحج :
                          أَيحسَـبُنِي بين المَدينةِ والتِي ليها قُلوبُ النَّاسِ يَهوي منيبُهَا
                          يُقَلِّبُ رأساً لم يَكُن رأسَ سَيِّدٍ عيناً لَهُ حَولاء بَادَ عُيُوبُـهَا
                          فبعث إليه هشام على أثر ذلك ، وأطلق سراحه .


                          وفاته :

                          توفّي أبو فراس الفرزدق بالبصرة عام ( 110 هـ ) .





                          تعليق

                          • أصغر ملك
                            • Nov 2012
                            • 792

                            #28
                            ۩☜ الشاعر الشيخ عبد المنعم الفرطوسي۩




                            اسمه ونسبه :

                            هو الشيخ عبد المنعم بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن الفرطوسي ، و ( آل فرطوس ) فخذ من عشائر ( الغزي ) من ( بني لام ) .


                            ولادته :

                            وُلد الشيخ الفرطوسي سنة ( 1335 هـ ) ، في قرية من قرى ( قضاء المجر الكبير ) بمحافظة العمارة ( ميسان ) في العراق ، وسط عائلة علمية دينية عريقة .


                            نشأته :

                            نشأ وتَرَبَّى بمحيط ديني في عائلة علمية ملتزمة ، فكان والده من فضلاء عصره وكان من الصلحاء الأتقياء .
                            وكان جدّه – الشيخ حسن – فقيهاً عالماً محققاً ، ومرجعاً للتقليد في أواخر أيامه عند سواد العراق .
                            وبعد ولادته بقليل عاد والده إلى النجف الأشرف ومعه وليده الجديد ، حيث اهتمَّ بتربيته تربية دينية صالحة .
                            ثم فُجِعَ عبد المنعم بوالده ، وكان عمره آنذاك اثني عشر عاماً ، وبعد وفاة والده الشيخ حسين كفله عمه الشيخ علي الذي أولاه عنايته .
                            وفي الخامسة عشرة من عمره لبس العمامة البيضاء ، وأخذ على عاتقه مسؤولية إعالة عائلة والده الكبيرة .

                            دراسته :

                            لقد منَّ الله تعالى على الشيخ الفرطوسي بنعمة الذكاء المفرط ، والذاكرة القوية ، فمنذ نعومة أظفاره حفظ القرآن ، ومجموعة كبيرة من القصائد الشعرية الغَرَّاء ، وتوجَّه لدراسة العلوم الدينية .
                            فدرس المقدمات على يد والده الشيخ حسين ( رحمه الله ) ، وحينما بلغ الخامسة عشرة من عمره أخذ يدرس علم النحو والصرف ، والعَرُوض والمَعَاني ، والبَيَان والمَنطِق ، والأصُول والفِقه والكَلام ، حتى أتقنها جميعها ، بل درَّس أكثرها وهو لا يزال في مرحلة الدراسة .
                            ثم توجَّه بعد ذلك إلى دراسة سطوح الفقه والأصول ، حتى برع فيها وتقدَّم على أقرانه ، ثم حضر دروس مرحلة البحث الخارج في الفقه والأصول .


                            أساتذته :

                            نذكر منهم :
                            1 - السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني .
                            2 - السيد عبد الهادي الشيرازي .
                            3 - السيد محسن الحكيم .
                            4 - السيد أبو القاسم الخوئي .
                            5 - الشيخ مهدي الظالمي .


                            خُلقه وسيرته :

                            تجسَّدت في شخصيته المثالية وسلوكه الأخلاقي الرفيع تعاليمُ الإسلام السمحاء وقيمه المُثلَى .
                            فقد كان الشيخ الفرطوسي شديد التواضع ، مع سموِّ مكانته العلمية ، وهذا لم يكن عن تكلُّف وتصنُّع ، بل هو مترسِّل إلى أبعد حدٍّ ، في سَيْره ، وجلسته ، وتواضعه ، وحسن خلقه ، ووداعته ، مع احتفاظه باتِّزانٍ نَفسي ، وعِزَّةٍ ، وإباءٍ ، جعلته محترماً في نفوس الناس .
                            وأما عن ورعه وتقواه ، فقد كان مثالاً يحتذى به في الزهد والصلاح .


                            مؤلفاته :

                            نذكر منها :
                            1 – ديوان الفرطوسي ، وهو في جزئين ، فقد اقتَطَفَ الشيخُ الفرطوسي ( رحمه الله ) من نتاجه الشعري الضخم بعض القصائد وثبَّتها في الديوان ، بينما تناثرت قصائده الأخرى في الصحف والمجلات .
                            ويبلغ عدد أبيات الديوان بجزئيه ( 7385 بيتاً ) ، توزَّعت على أكثر من مائة وثمانين قصيدة ومقطوعة شعرية .
                            2 – ملحمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهي ملحمة شعرية تقع في
                            ( 40282 بيتا ) ، وطُبعت عام ( 1977 م ) في ثلاثة أجزاء .
                            وفي سنة ( 1986 م ) – أي بعد وفاة الشاعر بثلاث سنين – طبعت الملحمة بكامل أجزائها الثمانية .
                            3 – الوجدانيات ، وهي مجموعة شعرية مخطوطة .
                            4 – الفضيلة ، رواية شعرية من الأدب الحزين في ثمانين صفحة ، ويبلغ عدد أبياتها ( 600 بيتاً ) ، وقد فَرغَ مِن نَظمِهَا سنة ( 1366 هـ ) .
                            5 – أرجوزة شعرية في ( المنطق ) ، وهي في مائة بيت تقريباً .
                            6 – شرح موجز لـ ( حاشية ملا عبد الله ) في علم المنطق .
                            7 – شرح شواهد ( مختصر المعاني ) للتفتازاني .
                            8 - شرح ( كفاية الأصول ) ، للشيخ محمد كاظم الخراساني .
                            9 – شرح ( الرسائل الأصولية ) ، للشيخ مرتضى الأنصاري .
                            10 – شرح ( رسالة الاستصحاب ) ، من رسائل الشيخ الأنصاري .
                            11 – شرح مقدمة البيع من كتاب ( المكاسب ) للشيخ الأنصاري .


                            وفاته :

                            توفّي الشاعر الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( رحمه الله ) في 14 صفر سنة
                            ( 1404 هـ ) في ( أبو ظبي ) ، عن عمر ناهز ( 70 عاماً ) ، قضاهُ في العلم والزهد والأدب .
                            وقد كان لنبأ وفاته ( رحمه الله ) وقع أليم ، وأثر عميق في نفوس العلماء والأدباء في العالم الإسلامي أجمع .








                            تعليق

                            • أصغر ملك
                              • Nov 2012
                              • 792

                              #29
                              ۩☜ الشاعر السيد صالح القزويني۩




                              اسمه ونسبه :

                              السيد صالح بن مهدي بن حسن الحسيني القزويني الحلي النجفي المعروف
                              بـ( القزويني ) ، وآل القزويني من أجلاء البيوت العلمية في النجف الأشرف .


                              مكانته العلمية :

                              كان السيد صالح عالماً ، فاضلاً ، جليلاً ، مهيباً ، جامعاً لكثير من الفضائل ومكارم الأخلاق .
                              وكان ذو حافظة قوية ، وعن قوة حافظته ننقل ملخص القصة التي وردت في أعيان الشيعة :
                              في سنة ( 1300 هـ ) زار السيد صالح المدينة المنورة وبعد أدائه فريضة الحج ، دعاه الشريف حاكم المدينة إلى وليمة فأجابه ، وبعد الانتهاء من تناول الطعام نادى الشريف خادمه : يا بلال : الإبريق ، فغسل جميع المدعوين أيديهم ، وعاد كل إلى محله وهم يتطلعون إلى السيد صالح ، وينتظرون منه أن يتكلم ليستفيدوا من علمه وفضله .
                              فقال السيد صالح للشريف : أتعلم كم مرة قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) يا بلال ؟ ( فيما جاء على لسان أهل الأخبار ) ، قال : لا ، قال : إثنان وثلاثون ، فقال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا بلال : إجدح ، يا بلال : هل غربت ، يا بلال .. يا بلال ، حتّى أتى عليها إلى آخرها .
                              فعجب الحاضرون من علماء المدينة المنورة من شدة حافظته ، ولم يسعهم إلا الدعاء له وللمسلمين في أن يكون مثله فيهم .
                              وبالإضافة إلى ذلك كان السيد صالح القزويني أديباً شاعراً محاضراً في الأدب العربي .


                              وفاته :

                              توفّي السيد صالح القزويني ( رحمه الله ) سنة ( 1303 هـ ) ، ودفن مع أبيه في مقبرة خاصة في النجف الأشرف .




                              تعليق

                              • أصغر ملك
                                • Nov 2012
                                • 792

                                #30
                                ۩☜ الشاعر أبو تمام الطائي۩




                                اسمه ونسبه :

                                أبو تمَّام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشَج بن يحيى ... بن طي .
                                وينتهي نسبه إلى يَعرُب بن قحطان .




                                ولادته ونشأته :

                                اختلفت أقوال المؤرّخين في سنة ولادته ، ومجموع الأقوال أنّه : إما وُلد في سنة ( 172 هـ ) ، أو سنة ( 188 هـ ) ، أو سنة ( 190 هـ ) ، أو سنة ( 192 هـ ) .
                                وقد وُلد بقرية جاسم ، من قرى الجيدور من أعمال دمشق .
                                وفي دائرة المعارف الإسلامية : كان أبوه نصرانياً .
                                نشأ المترجم بمصر ، وفي حداثته كان يسقي الماء في المسجد الجامع ، ثم جالس الأدباء ، فأخذ عنهم ، وتعلَّم منهم .
                                وكان ‏فَطِناً فَهِماً ، وكان يُحبُّ الشعر ، فلم يزل يعانيه حتى قال ‏الشعرَ وأجادَ ، وشاعَ ذكرُه ، وسارَ شعرُه .



                                مكانته :

                                كان أحد رؤساء الإمامية ، والأوحد من شيوخ الشيعة في الأدب في العصور المتقادمة ، ومن أئمة ‏اللغة ، ومنتجع الفضيلة والكمال ، وكان يؤخذ عنه الشعر وأساليبه ، وينتهي إليه السير ، ويُلقَى لديه بالمَقالد .
                                ولم يختلف اثنان في ‏تقدُّمِه عند حلبات القريض ، ولا في تولُّعِه بولاء آل الله الأكرمين ( عليهم السلام ) ، وكان آية في الحفظ والذكاء .
                                وفي معاهد التنصيص : كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب ، غير المقاطيع والقصائد .
                                وفي التكملة : أخْمَلَ ( أعْجَزَ ) في زمانه ‏خمسمِائة شاعر ، كلُّهم مُجيد .
                                وعندما بلغ ‏المعتصِمُ خبره ، حَمَله إليه ‏وهو بسامراء ، فأنشد أبو تمَّام فيه قصائد عِدَّة ، وأجازه المعتصم ، وقدَّمه على شعراء وقته .
                                وقَدِم أبو تمَّام إلى ‏بغداد ، وتجوَّل في العراق وإيران ، ورآه محمد بن قدامة بقزوين .
                                فجالس بها الأدباء ، وعاشر العلماء ، وكان موصوفاً بِحُسن‏ الأخلاق ، ‏وكرم النفس .



                                شعره :

                                قال الحسين بن إسحاق : قلتُ للبُحتَري : الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمَّام .
                                فقال : والله ما ينفعني هذا القول ، ولا يضر أبا تمام ، والله ما أكلت الخبز إلا به ، ولَوَدَدتُ أن الأمر كما قالوا .
                                ولكني والله تابع له ، لائذٌ به ، آخذ منه ، نَسيمي يَركُدُ عند هَوائِه ، وأرضي‏ تنخَفِض عند سَمائه .
                                وقال ابن المعتز : شعر أبي تمام كُلُّه حَسَن .
                                وفي تاريخ ابن عساكر : إن كان الشعر بجودة اللَّفظ ، وحُسن المعاني ، واطِّراد المراد ، واستواء الكلام ، فهي لأبي تمام ، وهو أشعر الناس .
                                ومِن مميِّزات شعره أنه كان حَصيناً ، رَصيناً ، قوياً ، مَتيناً ، جَامعاً لمزايا الفصاحة ، والبلاغة ، والبراعة ، طرق أغلب الأغراض الشعرية .



                                ديوانه :

                                قد يُقال : إن المترجم لم يدوِّن شعره ، لكن الظاهر من قراءة عثمان بن المُثنَّى القُرطبي المتوفى ( 273 هـ ) ، أن شعره كان مدوَّناً في حياته ، واعتنى بعده جمع من الأعلام والأدباء بترتيبه ، وتلخيصه ،‏ وشرحه ، وحفظه .
                                قال النجاشي في فهرسته : له شعر كثير في أهل البيت ( عليهم السلام ) .
                                وذكر أحمد بن الحسين أنه رأى ‏نسخة عتيقة ، ولعلَّها كُتبت في أيامه أو قريباً منه ، وفيها قصيدة يذكر فيها الأئمة ( عليهم السلام ) .
                                حتى انتهى إلى أبي جعفر الثاني الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، لأنه‏ تُوفِّي في أيامه ( عليه السلام ) .
                                ولأبي تمَّام - مما أفرغه في قالب التأليف - ديوان الحَمَاسة ، الذي سار به الرُكبان ، واستفادت به الأجيال بَعدَه .
                                فجمَع فيه عيون ‏الشعر ووجوهه من كلام العرب ، ورتَّبه على عشرة أبواب ، خصَّ كل بابٍ بفَنٍّ ، وقد اعتنى بشرحه جَمْعٌ‏ كثيرٌ من أعلام الأدَب .



                                آثاره الأدبية :

                                ومن آثاره الأدبية :
                                1 - الاختيارات من شعر الشعراء .
                                2 - الاختيار من شعر القبائل .
                                3 - اختيار المقطعات .
                                4 - المختار من شعر المحدثين .
                                5 - نقائض جرير والأخطل .
                                6 - الفحول ، وهو مختارات من قصائد شعراء الجاهلية والإسلام .



                                وفاته :

                                توفّي‏ الشاعر أبو تمَّام الطائي ( رحمه الله ) في سنة ( 228 هـ ) ، أو سنة ( 231 هـ ) ، أو سنة ( 232 هـ ) بالموصل .
                                ودٌفن ( رحمه الله ) بها ، وبنى عليه أبو نهشل بن حميد الطوسي قُبَّة خارج باب الميدان .





                                تعليق

                                يعمل...
                                X