اللهم صلي على محمد وال محمد ....
يا سيدتي الم تفهمي مطلبي قبل بداية النقاش الم اقل لك لا تتحدثين بدون دليل واما بالنسبة على ما تفضلتي به من من
هذا الكلام الذي سطرتيه والذي اجبت عن بعضه وسأجيب عسى أن يلين عقلك وكلامك هذا يدل على عجزك وجهلك
فأرجوا من الله أن يسدد خطاك ...
(( من بكى على الحسين وجبت له الجنة ))... كلنا نعلم أن رسول الله صلوات الله عليه بكى على مصائب ولده الحسين
عليه السلام قبل أن تقع , فأخبر بها أصحابه وهو يبكي , وقد تواترت بذلك الاخبار الكثيرة المروية عن طرقكم والتي
نقرأها في كتبكم .. فلقد تواترات الروايات وصرحت الاخبار بان النبي بكى على ولده الحسين عليه السلام في أوان ولادته
وأخبر بمقتله , وتكرر منه البكاء في خواص أصحابه وتارة في الملأ العام اخرى , وحدث عن مصائب الحسين وما
يلاقيه من بني أمية الطلقاء , وإليكِ يا ست صفا بعض تلك الاخبار التي وصلت إلينا من طرق أبناء الجماعة وأيدها
أعلامهم .
1- روى الخوارزمي في كتابه (( مقتل الحسين عليه السلام )) بسنده عن أسماء بنت عميس خبراً طويلاً ... جاء
2- في أخره , قالت أسماء: فلما كان بعد حول من مولد الحسن , ولدت ( أي فاطمة عليها السلام ) الحسين فجاءني
النبي الاكرم فقال : (( يا اسماء هاتي ابني )) فدفعته إليه في خرقة بيضاء , فأذن في أذنه اليمنى واقام في اليسرى ,
ثم وضعه في حجره وبكى !!! قالت اسماء : فقلت فداك ابي وامي مم بكاؤك ؟! قال : على أبني هذا !! قلت : إنه ولد
الساعة ! قال صلوات الله عليه يا أسماء ! تقتله الفئة الباغية , لا أنالهم الله شفاعتي , ثم قال صلوات الله عليه , ثم قال
يا اسماء لا تخبري فاطمة , بهذا فإنها قريبة عهد بولادته , رواه الحمويني في فرائد السمطين 2 / 103 – ورواه
ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق الحديثين 13 ,14 – من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام , ورواه السمهودي
في (( جواهر العقدين )) ورواه آخرون منهم لا مجال لذكرهم .
روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3 / 176 – في الحديث الاول من فضائل الامام أبي عبد الله الحسين
عليه السلام - روى بسنده عن ام الفضل بنت الحارث خبراً جاء في آخره : فولدت فاطمة الحسين فكان في
حجري . . فدخلت يوماً على رسول الله صلوات الله عليه فوضعته في حجره , ثم حنت مني التفاته فإذا عينا
رسول الله تهرقان من الدموع .
قالت : فقلت : يا نبي الله ! بأبي وامي مالك ؟!
قال صلوات الله عليه : اتاني جبرائيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ! ! !
فقلت : ؟!
قال : نعم , واتاني بتربة من تربته حمراء !
اقول يا صفا : ورواه البيهقي أيضاً في كتابه دلائل النبوة 6 / 468 ط بيروت , ورواه ابن كثير في البداية
والنهاية :6 / 230 – ورواه جمع اخر من أعلامكم لا مجال لذكر أسمائهم .
وروى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى – 8 /45 – الحديث رقم 81 , من ترجمة الامام الحسين عليه
السلام عن عائشة , قالت : بينما رسول الله راقد إذ جاء الحسين يحبوا إليه فنحيته عنه , ثم قمت لبعض أمري ,
فدنا منه فاستيقظ صلوات الله عليه وهو يبكي !
فقلت : ما يبكيك ؟!
قال صلوات الله عليه : إن جبرائيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ’ فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ...
ورواه ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق في الحديث 229 من ترجمة الامام الحسين عليه السلام ورواه أيضاً
ابن حجر في (( الصواعق المحرقة )) كما حكى عنه القندوزي في أوائل الجزء الثاني من (( ينابيع المودة)) .
فالبكاء على الامام الحسين عليه السلام سنة رسول الله صلوات الله عليه , والالتزام بسنة رسول الله يوجب
دخول الجنة , بشرطها وشروطها .
فكمت ان الله تعالى وعد التائبين بالعفو والمغفرة والجنة ولكن مع شرائط , فلا يقبل توبة كل من قال : استغفر
الله واتوب اليه إلا أن يرد حقوق الناس إليهم , ويقضي ما فاته من الفرائض ومن حقوق الله سبحانه , ويندم
على ما ارتكب من المعاصي , ويعزم على ان لا يعصي ... إلى آخر الشرائط الازمة المذكورة في الاخبار
والروايات .
كذلك : من بكا على الحسين عليه السلام – مع الشرائط – وجبة له الجنة , ومن الشرائط السعي لتحقيق أهداف
الحسين عليه السلام , وتطبيقها في نفسه وفي المجتمع , وإلا فإن المؤرخين ذكروا أن سكينة بنت الحسين
عليهما السلام حينما جلست عند نعش أبيها , تكلمت بكلمات أبكت كل عدو وصديق .
وقالو ا: إن الحوراء زينب لما خطبت عمر بن سعد وقالت له : يا بن سعد ! أيُقتل عبد الله وأنت تنظر إليه ! !
ترقرقت دموعه وسالت على لحيته !
فهل ابن سعد والأعداء الذين بكوا يوم عاشوراء , وجبت لهم الجنة ؟! لا , لأن الشرائط ما كانت متوفرة فيهم ..
واما بالنسبة للتوسل فاكرر على مسامعك عسى ان تتركي العناد , الأنسان مهما كان ملتزماً بأصول الاسلام ,
وعاملاً بالأحكام ’ فلا يكون معصوماً من الذنوب والاثام , فربما زلت به الأقدام , وسقط في مهاوي النفس
والشيطان , وخالف أمر الله العزيز المنان .
فلكي لا ييأس من الله الكريم الرحمن , ويرجوا للطف والاحسان , ويسأل منه العفو والغفران , فتح له باب
التوبة والإنابة ليشعر بالأمان .
وأمر الله عز زجل أن يتوسلوا إليه في التوبة والاستغفار وقضاء حوائجهم , بقوله تعالى : (( وابتغوا اليه
الوسيلة )) ويصف أنبياءه فيقول : (( أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته
ويخافون عذابه عن عذاب ربك كان محذورا )) .
ثم بين النبي صلوات الله عليه الوسائل التي يتوسل بها إلى الله سبحانه , منها حب علي أبن ابي طالب ومنها
البكاء على الحسين ومنها خدمة الوالدين , ومنها الجهاد في سبيل الله عز وجل ومنها العطف على الايتام
وغير ذلك .
فالمؤمن إن كان بريئا من الذنب , فهذه الوسائل تسبب رفع درجاته في الجنة , وغن كان مرتكباً بعض السيئات
والذنوب فهذه الوسائل تسبب له المغفرة وتجلب له رضا ربه عز وجل .
واما المجالس الحسينية وايام عاشوراء فهي كثيرة جداً , ولكنكي حيث لم تحضريها ولم تكونين من المباشرين
والعاقدين لها , فلا ترين فوائدها ولا تدركين بركاتها .
ولما كنتي بعيدة عنها وجاهلةً بفلسفتها , فليس لك , أن تعترضين عليها وتقولين انه امر مخالف ! بل العقل
السليم يخالف كلامك يا صفا , والوجدان القويم ينقض كلامك , فقد تسرعتي في الحكم على شيء ما عرفتي
مغزاه , وما ادركتي منتهاه .
فلو كنتِ تحضرين هذه المجالس مع الشيعة (( طبعاً يوجد مكان مهياأ للنساء )) حتى لا تتلخبط عندك الصورة
لانكم قليلوا الادراك , واستمعتي إلى كلام خطبائهم الكرام لعرفتي فوائدها الجمة التي منها :
1-هذه المجالس تكون كالمدارس , فإن الخطيب يلقي على الحاضرين فيها أحكام الدين , والتاريخ الإسلامي ,
وتاريخ الأنبياء واممهم , ويتناول تفسير القران الحكيم , ويتكلم حول التوحيد والعدل الالهي والنبوة والامامة
والمعاد , واخلاق المسلم وما يجب أن يتصف به المؤمن , ويبين للمستمعين فلسفة الأحكام وعلل الشرائع
ومضار الذنوب , ويقايس الاسلام بسائر الأديان ويثبت بالدليل والبرهان تفوقه وامتيازه على المذاهب والاديان
. وليس كما تعتقدون انتم أننا في مجالس الحسين فقط نلطم على الرؤس ونبكي لهذا دائماً ما نجد عقولكم
متحجرة , لأنكم تفتقرون الى هكذا مجالس والى هكذا ثقافة .
2-يشرح الخطيب سيرة رسول الله صلوات الله عليه وتاريخ حياته وسيرة اهل بيته العترة الهادية والصحابة
الصالحين , فيلفت الخطيب أنظار مستمعيه إلى النقاط المشرقة من ذلك التاريخ , فيأخذ الحاضرون دروساً
وعبراً منه يطبقونها في حياتهم الشخصية وسيرتهم الاجتماعية .
3-يتناول الخطيب تاريخ النهضة الحسينية , ويبين أسبابها وأهدافها . زيشرح آثارها والدروس التي يجب على
المسلم أن يأخذه من تلك النهضة المقدسة , ويدعو الخطيب المستمعين إلى تطبيق أهداف الحسين عليه السلام
وإحياء ثورته وتكرارها ضد الظلم والظالمين في كل مكان وزمان .
4-في كل عام يهتدي كثير من الضالين والعاصين , فيتوبون إلى الله تعالى ويسلكون الصراط المستقيم ,
ويصبحون المهتدين , حتى إن في بعض البلاد التي تسكنها الشيعة والكفار مثل بلاد الهند والبلاد الأفريقية
,أسلم كثير منهم بعدما حضروا في المجالس الحسينية وعرفوا تاريخ الاسلام واحكامه وسيرة رسول الله
صلوات الله عليه واله وأخلاه الحميدة .
وهذا جانب من معنى الحديث النبوي الذي نقله علماؤكم أيضاً في الكتب المعتبرة , قال رسول الله : (( حسين
مني وانا من حسين , أحب الله من أحب حسيناً , حسين سبط من الاسباط )) اخرجه الامام احمد في مسنده 4
/172 بسنده عن يعلى بن مرة الثقفي , ورواه ابن سعد في طبقاته الكبرى ج 8 حديث رقم 18 من ترجمة
الامام الحسين , ورواه الحاكم في المستدرك – 3 /177 – ورواه الذهبي في تلخيصه , وراوه الخوارزمي في
كتاب مقتل الحسين 1 / 146 ورواه البخاري في الادب المفرد صفحة 100 ط مصر ورواه الترمذي في سننه
13 / 195 باب مناقب الحسين ورواه ابن ماجة في مقدمة سننه 1 / 64 – ورواه جمع كثير لا يسعني الوقت
لذكر اسمائهم جميعاً .
اعود لمعنى الحديث ....؟؟؟
فمعنى : (( وانا من حسين )) لعله يكون : عن الحسين والمجالس الحسينية التي تنعقد باسمه ولأجله هو السبب
في إحياء ديني وإبقائه , فالحسين عليه السلام بنهضته المباركة فضح بني امية وكشف واقعهم الإلحادي ,
وحال بينهم وبين الوصول إلى أهدافهم العدوانية ونياتهم الشيطانية التي كانت ستقضي على الدين الحنيف
ورسالة خاتم الانبياء صلوات الله عليه واله .
واليوم يمر اكثر من ألف عام على إقامة مجالس عظيمة ومحافل كريمة باسم الحسين عليه السلام علانية وسرا
, والناس يحضرون على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم فيقتبسون النور ويتعرفون على الاسلام الحقيقي الذي
ضحى الامام الحسين من أجله , ويعرفون أهدافه المقدسة وأسباب نهضته المباركة , فيهتدون بهداه وهو على
هدى جده المصطفى وأبيه المرتضى صلوات الله عليهم اجمعين .
فالمجالس الحسينية التي تذكريها وكأنها فاحشة او شرك بالله , ما هي الا مدارس أهل البيت العترة الهادية
عليهم السلام .
الذين يحبون علياً والحسين عليهما السلام إنما يحبونهما من أجل الدين , لأنهما استشهدا وقتلا ليبقى الاسلام
والقران , ولتحيا ريالة محمد السماوية , علىصاحبها ألف صلاة وسلام وتحية .
ثم اعلمي يا صفا وليعلم كل من يقرا الموضوع من ابناء الحماعة ...؟
ان زيارة الحسين والبكاء عليه إنما يفيدان ويوجبان الاجر الكثير والثواب العظيم إذا كانا ممن يعرف حق
الحسين عليه السلام – كما صرحت رواياتنا بذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن أئمتنا أبناء رسول
الله وعترته عليهم السلام – قالوا : (( من زار الحسين بكربلاء عارفاً بحقه وجبت له الجنة ))
(( من بكى على الحسين عارفاً بحقه وجبت له الجنة ))
فكا انقبول العبادت كلها – فرضها ونقلها – تتوقف على معرفة الله سبحانه , لأن العبد إذا لم يعرف ربه كما
ينبغي فلا تتحقق نية القربة إليه , وهي تجب في العبادات .
كذلك البكاء والزيارة للنبي والائمة عليهم السلام , لا تفيد ولا تقبل إذا كان الباكي والزائر لا يعرفهم حق
المعرفة , وإذا عرفهم حق المعرفة وعرف حقهم – علم انه يجب أن يطيعهم , ويتمسك بهم , بأقوالهم , ويسير
على نهجهم , ويلتزم بطريقتهم المثلى .
يا اخت صفا لا اظن أحد من المؤمنين ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق وميلهم عن
الصراط المستقيم – وذلك بقتالهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وهو إذ ذاك – حسب قولكم –
كان الخليفة تارابع وأخر الخلفاء الراشدين بايعه أهل الحل والعقد , واجمعوا على خلافته , فنكث بعض
الصحابة بيعته وخالفوه آخرون حتى اعلنوا عليه الحرب وقادوا الجيوش لقتاله .
فهذا طلحة والزبير وهما من اصحاب بيعة الرضوان , قد اخرجا معهما عائشة زوجة رسول الله إلى البصرة
وكانت بسببهم وقعة الجمل التي قتل فيها ألوف المسلمين وسفكت دماو المؤمنين .
وهذا معاوية وابن العص , سببا معركة صفين وكم زهقت فيه نفوس المؤمنين وأريقت دماء المسلمين .
فهل كان هؤلاء الذين نكثوا البيعة ونقضوا العهد وشقوا عصى المسلمين وأوقعوا فيه الخلاف والشقاق وعملوا
لصالح أهل الكفر والنفاق , هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا على الباطل والضلال ؟!
وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمين أن علياً مع الحق والحق مع علي وهو قول النبي صلوات الله
عليه فيه , فكل من خالفه يكون على باطل , ولو كان من الصحابة وحتى إذا كانت عائشة زوجة رسول الله
صلوات الله عليه .
وهي التي تروي كما نقل عنها الهمداني في كتاب مودة القربى / في المودة الثالثة / قال رسول الله : (( إن لله
عهد إلي : من خرج هلى علي فهو كافر في النار ! )) قيل ( لها ) لم خرجتِ عليه ؟! قالت : أنا نسيت هذا
الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة , وانا استغفر الله , ويروي الهمداني عن عطاء عن عائشة / في اول
المودة الثالثة : سُئلت عائشة عن علي قالت : ذلك خير البشر ما شك فيه إلا كافر , وخرجه العلامة الكنجي
والشافعي في كفاية الطالب الباب الثاني في تخصيص علي بمائة منقبة دون سائر الصحابة , وبعد نقله الحديث
من طرق متعددة ينتهي حذيفة أو جابر , نقل الحديث عطاء عن عائشة , ثم قال : هكذا ذكره الحافظ ابن
عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه في المجلد الخمسين , لان كتابه مائة مجلد أن كنتِ لا تعلمين يا
صفا , فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه عليه السلام , انتهى كلام الكنجي ) .والكلام كثير والادلة لا تحصى
من كتبكم . ((فمن فمكم أدينكم )) واختم هذا اليسير عسى ان تهتدي وتتركي العناد واللجاج مع الاعتذار اليك أن
اسأت الادب من غير قصد .
الصمت لغتي
يا سيدتي الم تفهمي مطلبي قبل بداية النقاش الم اقل لك لا تتحدثين بدون دليل واما بالنسبة على ما تفضلتي به من من
هذا الكلام الذي سطرتيه والذي اجبت عن بعضه وسأجيب عسى أن يلين عقلك وكلامك هذا يدل على عجزك وجهلك
فأرجوا من الله أن يسدد خطاك ...
(( من بكى على الحسين وجبت له الجنة ))... كلنا نعلم أن رسول الله صلوات الله عليه بكى على مصائب ولده الحسين
عليه السلام قبل أن تقع , فأخبر بها أصحابه وهو يبكي , وقد تواترت بذلك الاخبار الكثيرة المروية عن طرقكم والتي
نقرأها في كتبكم .. فلقد تواترات الروايات وصرحت الاخبار بان النبي بكى على ولده الحسين عليه السلام في أوان ولادته
وأخبر بمقتله , وتكرر منه البكاء في خواص أصحابه وتارة في الملأ العام اخرى , وحدث عن مصائب الحسين وما
يلاقيه من بني أمية الطلقاء , وإليكِ يا ست صفا بعض تلك الاخبار التي وصلت إلينا من طرق أبناء الجماعة وأيدها
أعلامهم .
1- روى الخوارزمي في كتابه (( مقتل الحسين عليه السلام )) بسنده عن أسماء بنت عميس خبراً طويلاً ... جاء
2- في أخره , قالت أسماء: فلما كان بعد حول من مولد الحسن , ولدت ( أي فاطمة عليها السلام ) الحسين فجاءني
النبي الاكرم فقال : (( يا اسماء هاتي ابني )) فدفعته إليه في خرقة بيضاء , فأذن في أذنه اليمنى واقام في اليسرى ,
ثم وضعه في حجره وبكى !!! قالت اسماء : فقلت فداك ابي وامي مم بكاؤك ؟! قال : على أبني هذا !! قلت : إنه ولد
الساعة ! قال صلوات الله عليه يا أسماء ! تقتله الفئة الباغية , لا أنالهم الله شفاعتي , ثم قال صلوات الله عليه , ثم قال
يا اسماء لا تخبري فاطمة , بهذا فإنها قريبة عهد بولادته , رواه الحمويني في فرائد السمطين 2 / 103 – ورواه
ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق الحديثين 13 ,14 – من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام , ورواه السمهودي
في (( جواهر العقدين )) ورواه آخرون منهم لا مجال لذكرهم .
روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3 / 176 – في الحديث الاول من فضائل الامام أبي عبد الله الحسين
عليه السلام - روى بسنده عن ام الفضل بنت الحارث خبراً جاء في آخره : فولدت فاطمة الحسين فكان في
حجري . . فدخلت يوماً على رسول الله صلوات الله عليه فوضعته في حجره , ثم حنت مني التفاته فإذا عينا
رسول الله تهرقان من الدموع .
قالت : فقلت : يا نبي الله ! بأبي وامي مالك ؟!
قال صلوات الله عليه : اتاني جبرائيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ! ! !
فقلت : ؟!
قال : نعم , واتاني بتربة من تربته حمراء !
اقول يا صفا : ورواه البيهقي أيضاً في كتابه دلائل النبوة 6 / 468 ط بيروت , ورواه ابن كثير في البداية
والنهاية :6 / 230 – ورواه جمع اخر من أعلامكم لا مجال لذكر أسمائهم .
وروى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى – 8 /45 – الحديث رقم 81 , من ترجمة الامام الحسين عليه
السلام عن عائشة , قالت : بينما رسول الله راقد إذ جاء الحسين يحبوا إليه فنحيته عنه , ثم قمت لبعض أمري ,
فدنا منه فاستيقظ صلوات الله عليه وهو يبكي !
فقلت : ما يبكيك ؟!
قال صلوات الله عليه : إن جبرائيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ’ فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ...
ورواه ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق في الحديث 229 من ترجمة الامام الحسين عليه السلام ورواه أيضاً
ابن حجر في (( الصواعق المحرقة )) كما حكى عنه القندوزي في أوائل الجزء الثاني من (( ينابيع المودة)) .
فالبكاء على الامام الحسين عليه السلام سنة رسول الله صلوات الله عليه , والالتزام بسنة رسول الله يوجب
دخول الجنة , بشرطها وشروطها .
فكمت ان الله تعالى وعد التائبين بالعفو والمغفرة والجنة ولكن مع شرائط , فلا يقبل توبة كل من قال : استغفر
الله واتوب اليه إلا أن يرد حقوق الناس إليهم , ويقضي ما فاته من الفرائض ومن حقوق الله سبحانه , ويندم
على ما ارتكب من المعاصي , ويعزم على ان لا يعصي ... إلى آخر الشرائط الازمة المذكورة في الاخبار
والروايات .
كذلك : من بكا على الحسين عليه السلام – مع الشرائط – وجبة له الجنة , ومن الشرائط السعي لتحقيق أهداف
الحسين عليه السلام , وتطبيقها في نفسه وفي المجتمع , وإلا فإن المؤرخين ذكروا أن سكينة بنت الحسين
عليهما السلام حينما جلست عند نعش أبيها , تكلمت بكلمات أبكت كل عدو وصديق .
وقالو ا: إن الحوراء زينب لما خطبت عمر بن سعد وقالت له : يا بن سعد ! أيُقتل عبد الله وأنت تنظر إليه ! !
ترقرقت دموعه وسالت على لحيته !
فهل ابن سعد والأعداء الذين بكوا يوم عاشوراء , وجبت لهم الجنة ؟! لا , لأن الشرائط ما كانت متوفرة فيهم ..
واما بالنسبة للتوسل فاكرر على مسامعك عسى ان تتركي العناد , الأنسان مهما كان ملتزماً بأصول الاسلام ,
وعاملاً بالأحكام ’ فلا يكون معصوماً من الذنوب والاثام , فربما زلت به الأقدام , وسقط في مهاوي النفس
والشيطان , وخالف أمر الله العزيز المنان .
فلكي لا ييأس من الله الكريم الرحمن , ويرجوا للطف والاحسان , ويسأل منه العفو والغفران , فتح له باب
التوبة والإنابة ليشعر بالأمان .
وأمر الله عز زجل أن يتوسلوا إليه في التوبة والاستغفار وقضاء حوائجهم , بقوله تعالى : (( وابتغوا اليه
الوسيلة )) ويصف أنبياءه فيقول : (( أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته
ويخافون عذابه عن عذاب ربك كان محذورا )) .
ثم بين النبي صلوات الله عليه الوسائل التي يتوسل بها إلى الله سبحانه , منها حب علي أبن ابي طالب ومنها
البكاء على الحسين ومنها خدمة الوالدين , ومنها الجهاد في سبيل الله عز وجل ومنها العطف على الايتام
وغير ذلك .
فالمؤمن إن كان بريئا من الذنب , فهذه الوسائل تسبب رفع درجاته في الجنة , وغن كان مرتكباً بعض السيئات
والذنوب فهذه الوسائل تسبب له المغفرة وتجلب له رضا ربه عز وجل .
واما المجالس الحسينية وايام عاشوراء فهي كثيرة جداً , ولكنكي حيث لم تحضريها ولم تكونين من المباشرين
والعاقدين لها , فلا ترين فوائدها ولا تدركين بركاتها .
ولما كنتي بعيدة عنها وجاهلةً بفلسفتها , فليس لك , أن تعترضين عليها وتقولين انه امر مخالف ! بل العقل
السليم يخالف كلامك يا صفا , والوجدان القويم ينقض كلامك , فقد تسرعتي في الحكم على شيء ما عرفتي
مغزاه , وما ادركتي منتهاه .
فلو كنتِ تحضرين هذه المجالس مع الشيعة (( طبعاً يوجد مكان مهياأ للنساء )) حتى لا تتلخبط عندك الصورة
لانكم قليلوا الادراك , واستمعتي إلى كلام خطبائهم الكرام لعرفتي فوائدها الجمة التي منها :
1-هذه المجالس تكون كالمدارس , فإن الخطيب يلقي على الحاضرين فيها أحكام الدين , والتاريخ الإسلامي ,
وتاريخ الأنبياء واممهم , ويتناول تفسير القران الحكيم , ويتكلم حول التوحيد والعدل الالهي والنبوة والامامة
والمعاد , واخلاق المسلم وما يجب أن يتصف به المؤمن , ويبين للمستمعين فلسفة الأحكام وعلل الشرائع
ومضار الذنوب , ويقايس الاسلام بسائر الأديان ويثبت بالدليل والبرهان تفوقه وامتيازه على المذاهب والاديان
. وليس كما تعتقدون انتم أننا في مجالس الحسين فقط نلطم على الرؤس ونبكي لهذا دائماً ما نجد عقولكم
متحجرة , لأنكم تفتقرون الى هكذا مجالس والى هكذا ثقافة .
2-يشرح الخطيب سيرة رسول الله صلوات الله عليه وتاريخ حياته وسيرة اهل بيته العترة الهادية والصحابة
الصالحين , فيلفت الخطيب أنظار مستمعيه إلى النقاط المشرقة من ذلك التاريخ , فيأخذ الحاضرون دروساً
وعبراً منه يطبقونها في حياتهم الشخصية وسيرتهم الاجتماعية .
3-يتناول الخطيب تاريخ النهضة الحسينية , ويبين أسبابها وأهدافها . زيشرح آثارها والدروس التي يجب على
المسلم أن يأخذه من تلك النهضة المقدسة , ويدعو الخطيب المستمعين إلى تطبيق أهداف الحسين عليه السلام
وإحياء ثورته وتكرارها ضد الظلم والظالمين في كل مكان وزمان .
4-في كل عام يهتدي كثير من الضالين والعاصين , فيتوبون إلى الله تعالى ويسلكون الصراط المستقيم ,
ويصبحون المهتدين , حتى إن في بعض البلاد التي تسكنها الشيعة والكفار مثل بلاد الهند والبلاد الأفريقية
,أسلم كثير منهم بعدما حضروا في المجالس الحسينية وعرفوا تاريخ الاسلام واحكامه وسيرة رسول الله
صلوات الله عليه واله وأخلاه الحميدة .
وهذا جانب من معنى الحديث النبوي الذي نقله علماؤكم أيضاً في الكتب المعتبرة , قال رسول الله : (( حسين
مني وانا من حسين , أحب الله من أحب حسيناً , حسين سبط من الاسباط )) اخرجه الامام احمد في مسنده 4
/172 بسنده عن يعلى بن مرة الثقفي , ورواه ابن سعد في طبقاته الكبرى ج 8 حديث رقم 18 من ترجمة
الامام الحسين , ورواه الحاكم في المستدرك – 3 /177 – ورواه الذهبي في تلخيصه , وراوه الخوارزمي في
كتاب مقتل الحسين 1 / 146 ورواه البخاري في الادب المفرد صفحة 100 ط مصر ورواه الترمذي في سننه
13 / 195 باب مناقب الحسين ورواه ابن ماجة في مقدمة سننه 1 / 64 – ورواه جمع كثير لا يسعني الوقت
لذكر اسمائهم جميعاً .
اعود لمعنى الحديث ....؟؟؟
فمعنى : (( وانا من حسين )) لعله يكون : عن الحسين والمجالس الحسينية التي تنعقد باسمه ولأجله هو السبب
في إحياء ديني وإبقائه , فالحسين عليه السلام بنهضته المباركة فضح بني امية وكشف واقعهم الإلحادي ,
وحال بينهم وبين الوصول إلى أهدافهم العدوانية ونياتهم الشيطانية التي كانت ستقضي على الدين الحنيف
ورسالة خاتم الانبياء صلوات الله عليه واله .
واليوم يمر اكثر من ألف عام على إقامة مجالس عظيمة ومحافل كريمة باسم الحسين عليه السلام علانية وسرا
, والناس يحضرون على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم فيقتبسون النور ويتعرفون على الاسلام الحقيقي الذي
ضحى الامام الحسين من أجله , ويعرفون أهدافه المقدسة وأسباب نهضته المباركة , فيهتدون بهداه وهو على
هدى جده المصطفى وأبيه المرتضى صلوات الله عليهم اجمعين .
فالمجالس الحسينية التي تذكريها وكأنها فاحشة او شرك بالله , ما هي الا مدارس أهل البيت العترة الهادية
عليهم السلام .
الذين يحبون علياً والحسين عليهما السلام إنما يحبونهما من أجل الدين , لأنهما استشهدا وقتلا ليبقى الاسلام
والقران , ولتحيا ريالة محمد السماوية , علىصاحبها ألف صلاة وسلام وتحية .
ثم اعلمي يا صفا وليعلم كل من يقرا الموضوع من ابناء الحماعة ...؟
ان زيارة الحسين والبكاء عليه إنما يفيدان ويوجبان الاجر الكثير والثواب العظيم إذا كانا ممن يعرف حق
الحسين عليه السلام – كما صرحت رواياتنا بذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن أئمتنا أبناء رسول
الله وعترته عليهم السلام – قالوا : (( من زار الحسين بكربلاء عارفاً بحقه وجبت له الجنة ))
(( من بكى على الحسين عارفاً بحقه وجبت له الجنة ))
فكا انقبول العبادت كلها – فرضها ونقلها – تتوقف على معرفة الله سبحانه , لأن العبد إذا لم يعرف ربه كما
ينبغي فلا تتحقق نية القربة إليه , وهي تجب في العبادات .
كذلك البكاء والزيارة للنبي والائمة عليهم السلام , لا تفيد ولا تقبل إذا كان الباكي والزائر لا يعرفهم حق
المعرفة , وإذا عرفهم حق المعرفة وعرف حقهم – علم انه يجب أن يطيعهم , ويتمسك بهم , بأقوالهم , ويسير
على نهجهم , ويلتزم بطريقتهم المثلى .
يا اخت صفا لا اظن أحد من المؤمنين ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق وميلهم عن
الصراط المستقيم – وذلك بقتالهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وهو إذ ذاك – حسب قولكم –
كان الخليفة تارابع وأخر الخلفاء الراشدين بايعه أهل الحل والعقد , واجمعوا على خلافته , فنكث بعض
الصحابة بيعته وخالفوه آخرون حتى اعلنوا عليه الحرب وقادوا الجيوش لقتاله .
فهذا طلحة والزبير وهما من اصحاب بيعة الرضوان , قد اخرجا معهما عائشة زوجة رسول الله إلى البصرة
وكانت بسببهم وقعة الجمل التي قتل فيها ألوف المسلمين وسفكت دماو المؤمنين .
وهذا معاوية وابن العص , سببا معركة صفين وكم زهقت فيه نفوس المؤمنين وأريقت دماء المسلمين .
فهل كان هؤلاء الذين نكثوا البيعة ونقضوا العهد وشقوا عصى المسلمين وأوقعوا فيه الخلاف والشقاق وعملوا
لصالح أهل الكفر والنفاق , هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا على الباطل والضلال ؟!
وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمين أن علياً مع الحق والحق مع علي وهو قول النبي صلوات الله
عليه فيه , فكل من خالفه يكون على باطل , ولو كان من الصحابة وحتى إذا كانت عائشة زوجة رسول الله
صلوات الله عليه .
وهي التي تروي كما نقل عنها الهمداني في كتاب مودة القربى / في المودة الثالثة / قال رسول الله : (( إن لله
عهد إلي : من خرج هلى علي فهو كافر في النار ! )) قيل ( لها ) لم خرجتِ عليه ؟! قالت : أنا نسيت هذا
الحديث يوم الجمل حتى ذكرته بالبصرة , وانا استغفر الله , ويروي الهمداني عن عطاء عن عائشة / في اول
المودة الثالثة : سُئلت عائشة عن علي قالت : ذلك خير البشر ما شك فيه إلا كافر , وخرجه العلامة الكنجي
والشافعي في كفاية الطالب الباب الثاني في تخصيص علي بمائة منقبة دون سائر الصحابة , وبعد نقله الحديث
من طرق متعددة ينتهي حذيفة أو جابر , نقل الحديث عطاء عن عائشة , ثم قال : هكذا ذكره الحافظ ابن
عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه في المجلد الخمسين , لان كتابه مائة مجلد أن كنتِ لا تعلمين يا
صفا , فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه عليه السلام , انتهى كلام الكنجي ) .والكلام كثير والادلة لا تحصى
من كتبكم . ((فمن فمكم أدينكم )) واختم هذا اليسير عسى ان تهتدي وتتركي العناد واللجاج مع الاعتذار اليك أن
اسأت الادب من غير قصد .
الصمت لغتي
تعليق